رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ثري و معروف وذو مركز فيجب أن أوافق عليه دون تفكير مثلك مثل الجميع تفكرون بنفس الطريقة 
زمجرت ربى بضيق _
ما هذا الهراء ! بالطبع لا أفكر هكذا يعني لو كان هذا الرجل سيئا او تصرفاته مشينة او متكبرا مثلا فسأخبرك أن توافقي عليه فقط لإنه فاحش الثراء هل ترين إنني صغيرة عقل وساذجة الى الدرجة التي تجعلني أقيم الشخص بناء على ماله ومركزه وربما شكله ! لا يا شمس انا فقط تحدثت بشكل مبدئي كونه عريس مميز لكن بالطبع سننتظر معرفة أشياء اخرى عنه كأخلاقه و طبيعة تصرفاته مع إن الأخبار دوما ما تذكره بالخير لكن ربما هناك أشياء خلف الستار لا نعلم عنها 
تنهدت ربى بصوت مسموع ثم قالت _
اضافة الى ذلك حتى لو كان رجلا مثاليا في كل شيء حتى في اخلاقه حتى لو كان رجلا متكاملا من جميع النواحي فأنت غير مضطرة الى القبول به اذا ما كنت لا تشعرين نحوه بشيء فالقبول من طرفك أهم سبب للموافقة وبعدها تأتي الأسباب الأخرى انا حتى كنت أنوي التحدث معك بشأن فارق السن فهو يكبرك بأكثر من ثلاثة عشر عاما صحيح هو فائق الوسامة والجاذبية لكن فارق العمر يلعب دوره في علاقة اي زوجين وربما فارق العمر هذا يجعل هناك حاجزا بينكما ومشاكل تظهر تدريجيا بسبب إختلافكما في التفكير والإهتمامات وحتى التطلعات هذا غير نمط حياته الذي ربما لا يناسبك إضافة الى ذلك إن هناك شيء ما يقلقني ويجعلني غير مرتاحة عموما 
شيء ماذا !
سألتها شمس بتوجس لترد ربى بجدية _
إنه إختارك أنت كزوجة له رغم الفارق الواضح بينكما في المستوى المادي والاجتماعي اضافة الى فارق السن صحيح حالتنا المادية جيدة للغاية وتعتبر فوق المتوسطة لكننا لسنا أثرياء كما إنني لم لم أقتنع بحديثه عنك وعن رؤيته لك في الجامعة هناك شيء ما يقلقني لكنني أعاود القول بإنه رجل محاط بأجمل وأهم النساء وبالتالي من المستحيل أن يعبث بك تاركا البقية والأهم من ذلك إنه لن يورط نفسه في زيجة فقط كي يعبث قليلا لذا أشعر إنه بالفعل يريدك 
نظرت شمس إليها بسعادة خفيفة من تفكيرها الواعي ورجاحة عقلها التي لا يمتلكنها الكثير من الفتيات في عمرها 
هتفت معتذرة عن إنفعالها السابق عليها _
أعتذر يا ربى لقد إنفعلت عليك دون وجه حق 
ردت ربى بلا مبالاة غريبة عليها فهي لا ترضى أبدا أن ينفعل عليها أحد أو ېصرخ في وجهها أيا كان _
لا تقولي هذا أنا أعلم إنك متوترة بعد زيارة ذلك الرجل 
أردفت وهي تشير بإبهامها نحوها _
لقد تقبلت إنفعالك علي فقط لإنك حائرة متوترة لكن مرة أخرى لن أقبل أبدا وسأرد عليك كالعادة 
ضحكت شمس بخفة بينما قالت ربى بعقلانية _
لا ترهقي نفسك بالتفكير مبدئيا اسألي عنه جيدا وتأكدي من كل شيء حوله مع إنني أعرف الجواب المسبق فالرجال مثله دوما ما تكون سمعتهم نظيفة ظاهريا لكن داخليا الله وحده يعلم ما يضمرون سواء خير او شړ ثانيا راجعي نفسك أكثر من مرة كي تعلمي اذا ما كان هناك قبول من ناحيتك او لا وطبعا قابليه وتحدثي معه حتى لو أكثر من مرة وأخيرا لا تنسي صلاة الإستخارة فهي ستساعدك كثيرا في قرارك 
أومأت شمس برأسها بينما اكملت أختها بمرح _
لكن مع هذا لا بأس بأن نتفاخر قليلا بعريسك الغني المعروف أمام أقاربنا وخاصة زوجة عمك وبناتها اللواتي سيموتون غيظا عندما يعلمن بهوية العريس 
زمت شمس شفتيها بينما اتجهت ربى نحو الجهاز اللوحي الخاص بأختها وفتحته بعدما أدخلت الرمز السري الذي تعرفه لتسمع شمس تسألها _
هل نام الجميع !
ردت ربى _
ماما فقط من ذهبت الى النوم دون حتى أن تعد العشاء بابا يقرأ كتابه كالمعتاد وأسامة يمرح مع أصدقاء على الشات أشعر إنه يعيش في عالم آخر غير مهتم بكل ما يحدث 
جلست شمس بجانبها تسألها _
ماذا تفعلين !
أجابت ربى بسرعة _
أبحث عن عريسك وآخر إخباره 
ثم بدأت تقلب في صوره وأخباره بفضول بينما شمس تزفر أنفاسها بضيق مما يحدث حتى صاحت ربى فجأة _
انظري مع من يقف يا شمس إنها تارا الهاشم النجمة المشهورة إنظري هناك عدة أخبار قديمة عن وجود علاقة حب سرية بينهما ومشروع زواج قائم وأخبار أخرى تقول إنهما متزوجان عرفيا 
نظرت شمس بفضول الى تلك الصور المعدودة التي جمعت قيصر بتارا الهاشم تارا تلك المغنية المشهورة للغاية والتي إستطاعت أن تحقق شعبية هائلة في سنوات قصيرة ونافست أكبر النجوم في المنطقة رغم سنها الصغير جمالها الجذاب ساعدها في ذلك إضافة الى صوتها الرائع و شخصيتها المميزة إنها حديث الشرق والأوسط والصحافة في السنوات الأخيرة 
تأملت قيصر التي يقف بجانبها في أحدى الصور ينظر الى الكاميرا وإبتسامة رزينة تزين شفتيه بينما تارا تبتسم بجاذبية معتادة وعيناها تنظران نحو الكاميرا بثقة وكبرياء لطالما تحلت به على الدوام 
أنت تحبين أغنياتها كثيرا 
ردت شمس بملل _
نعم أحبها ولكن هل سأترك مشكلتي الأساسية وأفكر بتارا الهاشم وعلاقتها المريبة مع المدعو عريسي 
عادت ربى تقلب في الصور لتجد صور مختلفة لقيصر أغلبها في مناسبات رسمية لكنها وجدت صورة له بجانب شخص آخر عرفته فورا يقف بجانبه بملابس غير رسمية ويبتسمان بهدوء 
تجهمت ملامح ربى بحيرة وهي تتطلع الى ذلك الذي يقف بجانبه والذي لم يكن سوى حاتم 
همت بقول شيء لكنها إمتنعت عن ذلك ثم ضغطت على الصورة لتقرأ ما كتب عنها والذي كان يقول إن هذا الرجل هو حاتم علوان ابن عائلة علوان الشهيرة وصديقه المقرب 
تكونت الشكوك داخلها لكنها أبت أن تتحدث كي لا تقلق أختها فهي ستكتشف كل شيء بنفسها 
عادت تقلب في الصور لتجد صور عائلية لأفراد عائلة عمران ثم بدأت تظهر صور متفرقة لأفراد العائلة من أخواته وأخيه وأبناء عمومه 
نهضت شمس من جانبها ثم اتجهت نحو سريرها وتمددت عليه وأغمضت عينيها حيث شردت بعيدا تفكر فيما ستفعله غدا خاصة مع مواجهة والدتها الأكيدة بينما ظلت ربى تقلب في صور افراد العائلة وحساباتهم بفضول شديد 
في صباح اليوم التالي 
يجلس الجميع بإستثناء سوزان وحوراء على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم بصمت شديد 
كانت كوثر تقضم طعامها والضيق يسيطر عليها مما حدث ليلة البارحة وعجزها عن معرفة هوية العروس التي إختارها ابنها دون أن يكلف نفسه ويأخذها معه عند خطبتها متحججا إنه ينتظر موافقتها المبدئية قبل أن يذهبوا نساء العائلة لخطبتها 
تقدمت الخادمة منهم وقالت برسمية _
حوراء هانم لا ترغب بتناول الإفطار يا هانم هي تقول إنها ما زالت تشعر بالنعاس وترغب في النوم لساعات أخرى 
هزت كوثر رأسها وأشارت بكفها إليها _
حسنا بإمكانك الذهاب 
خرجت الخادمة من المكان بينما هتف خالد بجدية _
حوراء عادت
تم نسخ الرابط