رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أخبره إنه وصل فيذهب الجميع الى منزل شمس تاركين الفتيات لوحدهم في المنزل يشعرن بالضيق لعدم حضورهن هذا الحدث المهم 
في منزل شمس 
كانت شمس تسير داخل غرفتها ذهابا وإيابا وهي تشعر بالتوتر الشديد يأكلها 
لقد جائوا الضيوف منذ دقائق وهي تنتظر قدوم أحد يخبرها بالخروج لإلقاء التحية 
في تلك اللحظة لم تكن تشعر بالڠضب والألم من هذه الزيجة بقدر ما كانت تشعر بالخۏف والتوتر مما ينتظرها 
لم توضع بموقف كهذا مطلقا 
فكرت بهذا وهي تتخيل ما سيحدث معها بعد قليل 
تجهمت ملامح ربى وهي تتابع حالتها تلك لتهتف بها بضيق _
يكفي يا شمس توقفي عما تفعلينه ما بالك ! لماذا متوترة الى هذا الحد !
ردت شمس بسخرية تحاول أن تخفي خۏفها بل رعبها من خلالها_
معك حق يا ربى لا داعي للتوتر فلن يحدث شيء سوى إنني سأخرج بعد لحظات لأقابل أشخاص لا أعرفهم والمشكلة إنني العروس التي يريدون خطبتها 
زمت ربى شفتيها وردت _
كوني طبيعية ولا تخافي إلقي التحية عليهم بثقة ثم اجلسي واستمعي إلى حديثهم هكذا فقط الأمر بسيط للغاية 
همت شمس بالرد لكنها توقفت وهي تستمع الى صوت الباب يفتح يتبعه دخول أخيها الذي قال _
هيا يا شمس يجب أن تخرجي 
دب الحماس في ملامح ربى وهي تهتف بها _
هيا يا شمس ليتني كنت معك 
اضطربت شمس كليا وبلغ توترها أشده لكنها قررت أن تسيطر على توترها هذا فرفعت ذقنها وسارت بخطوات حاولت جعلها واثقة نحوهم 
مساء الخير 
قالتها وهي تدلف الى الداخل لتقع عينيها على ثلاث نساء الأولى تتأملها بملامح هادئة سيطرت عليها ابتسامة هادئة لطيفة بعد لحظات والوسطى تتأملها بملامح مندهشة سرعان ما تحولت الى ابتسامة خفيفة والثالثة بملامح كارهة سرعان ما تحولت الى أخرى هادئة لا تدل على شيء 
كان قيصر يتأملها من رأسها الى أخمص قدميها وقد بدت في فستانها الرقيق قمة في الرقي والأنوثة 
كان فستانا طويلا راقيا جذابا ينتهي بمسافة قريبة من كاحلها ذو لون زهري مطعما بنقوش محببة من النصف السفلي 
كانت الجهة الأمامية من الطرف العلوي مكونة من قماش من الدانتيل الأبيض الذي يغطي الطرف العلوي بالكامل حتى رقبتها بإستثناء ساعديها وذراعيها حيث كان ذو أكمام شفافة طويلة من نفس القماش الزهري المزخرف المستخدم في النصف السفلي من الفستان
ترتدي في قدميها حذاء كريمي اللون ذو كعب عالي متوسط الطول فهي طويلة لا تحتاج الى كعب عالي للغاية 
شعرها المتوهج كان منسدلا بنعومة وقد رفعت خصل قليلة من جانبيه وأعادتهما نحو الخلف قليلا أما وجهها فلم تضع فيه سوى الكحل الاسود وأحمر شفاه زهري اللون 
كان يود بالإنفراد بها في تلك اللحظة بعيدا عن أعين الجميع وكم تمنى لو يستطيع أن يفعل ذلك بعد انتهاء المراسيم لكن بالطبع لن يسمح والدها له بالخروج معها قبل إقامة حفل الخطبة وارتداء الخواتم 
تعالي حبيبتي تعالي واجلسي بجانبي 
سمع صوت عمته هند يصدح في المكان مرحبا بها لتتجه شمس نحوها بخجل أدهشه للغاية وهو يتسائل في داخله عن تلك الفتاة الخجولة التي تجلس بجانب عمته على الطرف الآخر من الكنبة التي يحتل هو الطرف المقابل منها 
هز رأسه بإستنكار من هيئتها وعينيها المنخفضتين نحو الأسفل وإجابتها الخاڤتة الرقيقة على سؤال عمتها عن حالها وفي داخله تمنى لو تبقى هكذا الى الابد 
كم سيكون مرتاحا سعيدا حينها !
ماشاءالله يا هانم مثل الشمس حقا 
قالها هند الى امها التي رسمت إبتسامة مصطنعة على شفتيها وردت بهدوء _
هذا من ذوقك يا مدام 
ثم نظرت الى والدة قيصر الهادئة وفي داخلها تجزم إن تلك المرأة ليست كما تبدو الآن بذلك الهدوء والصمت 
هتف عمه صالح وقد قرر افتتاح الحديث _
دعونا نتحدث بما جئنا لأجله نحن بالعادة نسمح لأختنا الكبيرة بالتحدث في هذه المناسبات فهي كبيرة العائلة وبمثابة ام لجميع أولادنا 
ظهر الإمتعاض كليا على وجه كوثر فكيف لها أن تكون جالسة في خطبة ابنها الأكبر وأخرى تتحدث عنها 
لاحظت مها ملامحها التي تبدلت بعد لحظة لتبتسم داخلها بسخرية وهي تفكر إنها تمثل الهدوء لا اكثر 
صدح صوت هند التي قالت _
قيصر ليس مجرد ابن اخي الأكبر رحمه الله بل هو كبير عائلتنا لا أمدحه كونه ابن اخي الذي أعتبره ابني ايضا لكن يكفيني أن أخبرك إن ابنتك ستكون في أمان و سعادة معه 
انتبه قيصر لذلك التهكم الذي سيطر على ملامح والدة شمس فسيطر الجمود عليه للحظات وتسائل في داخله عن ردة فعل شمس على حديث عمته واذا ما كانت تهكمت في داخلها عليه 
لم يكن يعلم إن شمس كانت تشعر في تلك اللحظة بالإختناق ولم تكن ترغب بشيء سوى انتهاء هذه الخطبة التعيسة ورحيلهم جميعا 
أنا أثق إنه سيحبها ويحميها ويحافظ عليها بدمه أنت ستعطيها لرجل حقيقي 
أكملت وهي تنظر الى شمس التي رفعت وجهها فظهرت ملامحها المرتبكة _
كريمتك ماشاءالله قمة في الأدب والجمال يكفي إن قيصر إختارها لأعلم إنها تمتلك من الاحترام والهدوء و الأخلاق ما يجعله يريدها دونا عن الجميع كزوجة له 
نظرت شمس اليها بصمت وهي تفكر إنها ليست هادئة أبدا وقيصر أكثر شخص شهد چنونها 
لذا يشرفني أن أطلب يد كريمتك لولدنا قيصر وأتمنى أن توافقوا على ذلك ونحن جاهزون لكل ما تطلبونه فعروسنا تستحق كل غالي ونفيس 
سمعت شمس والدها يقول كلام عام عن قيصر وسمعته التي لا غبار عليها قبل أن ينهي حديثه بجملة _
لكن الرأي في النهاية رأيها هي هي من لها الحق في قبول الزيجة من عدمه 
اتجهت جميع الأنظار الى شمس حينما سألتها هند _
ماذا يا شمس ! نريد سماع رأيك هل أنت موافقة على الزواج من قيصر !
تمنت شمس لو تنشق الأرض وتبلعها بعدما شعرت بأنظار الجميع ترتكز عليها 
ابتلعت ريقها وهي تهتف بتردد _
الرأي رأي أبي يا هانم 
ابتسمت هند برضا وقالت _
والدك موافق لكنه يريد رأيك فهو لن يعطيك لنا دون موافقتك 
صمتت شمس ولم تستطع النطق بينما قال عدنان خال قيصر بهدوء وإبتسامة صادقة _
السكوت علامة الرضا أليس كذلك يا ابنتي !
رفعت شمس بصرها نحوه وإبتسمت بتوتر لتهتف هند بحبور _
وهاهي تبتسم ايضا بخجل لنقرأ الفاتحة اذا 
ثم رفعت كفيها نحو الأعلى وبدأت في قراءة الفاتحة وفعل الجميع مثلها حتى كوثر التي فعلت ذلك على مضض وهي لا تصدق إن إبنها سيتزوج من تلك الفتاة التي لا توجد بها ميزة واحدة 
لقد راهنت إن ما جذبه إليها جمالها على الأقل فظنت إنها ستجد نفسها أمام فتاة خارقة الجمال متفجرة الأنوثة لكنها صدمت بشمس التي كانت عبارة عن فتاة صغيرة ذات ملامح عادية وبالرغم من إنها بدت جذابة بفستانها و شكلها الذي جعلها تبدو
تم نسخ الرابط