رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ودلفت الى السيارة لتتفاجئ به أمامها بكامل أناقته وهيمنته المعتادة والغريب إن ملامحه كانت مسترخية للغاية وكأنه لا يوجد شيء يقلقه او يزعجه
تأملها قيصر بملابسها المكونة من بنطال جينز ازرق اللون وتيشرت أحمر ذو أكمام قصيرة تصل الى ربع ذراعها شعرها الناعم مربوط بشكل ذيل حصان متراخي حيث تحررت بضعا من خصلاتها خارجه
أتمنى ألا يتكرر ما حدث يا شمس فأنا أحب الإلتزام بالمواعيد عموما
هزت رأسها بلا مبالاة بينما كتم هو غضبه بصعوبة ليقود سيارته متجها الى محل المجوهرات
بعد مرور نصف ساعة
هبطت شمس من السيارة بعدما فتح قيصر لها الباب لتسير بجانبه متجهة الى محل المجوهرات الذي يعتبر أكبر وأشهر محل مجوهرات في البلاد والذي كانت تقرأ عنه في المجلات والأخبار وترى الإعلانات المنتشرة عن فخامة مجوهراته وروعة تصميمها
لماذا لم تأت والدتك معنا !
توقف في مكانه للحظة ثم نظر إليها وهتف _
لم أطلب منها المجيء فضلت أن نأتي هنا لوحدنا
رفعت حاجبها مرددة بمكر _
لم تطلب منها المجيء لهذا السبب أم لإنك لا تريد أن يحدث أي لقاء قريب بيننا !
ولم لا أريد ذلك !
حركت كتفيها وهي ترد مصطنعة الجهل _
لا أعلم ربما لإنك تخشى أن لا يكون لقاءنا غير جيدا على الإطلاق
نظر حوله يتأكد من عدم وجود أحد ثم اقترب منها أكثر منحنيا ببطأ نحوها هاتفا بصوت قوي _
انا لا أخشى شيئا يا صغيرة على العكس فأنا الجميع يخشاني وبشدة
زمت شفتيها وهي ترد بعفوية _
نظر إليها عن كثب ملتهما تفاصيلها الجذابة بالنسبة له وملامحها التي أصبحت تلقائية لأول مرة متخلية عن الكره والنفور اللذان دائما ما تحملهما له
هتف بصوت جذاب _
مبدئيا هذا لا يعتبر أمرا سيئا بالنسبة لي
نظرت إليه بدهشة مما قاله ليردف مفسرا ما قاله _
أنا لا أريدك أن تخافي مني يا شمس أبدا على العكس تماما أنا أريدك أن تشعري بالأمان معي والراحة بوجودي والحرية بين أحضاني أريدك أن تكوني كما كنت دوما عفوية منطلقة سعيدة
ظل يترقب ردها على حديثه الذي يجزم إنه أصاب قلبها إجبارا عنها ليجد ملامحها تتغضن تدريجيا قبل أن يخرج صوتها المقتضب _
أنت تبالغ قليلا كلانا يعرف إنه من المستحيل أن أكون سعيدة حرة طليقة بعد زواجي منك فأنت بالطبع تدرك مدى الفرق بيني وبينك وبين حياتي وحياتك والأهم سبب هذه الزيجة وكيف ستتم
قالها بثقة غريبة قبل أن يهتف بجدية _
دعينا ندخل الآن
أومأت برأسها وهي تسير خلفه وكلماته ترن داخل أذنها بإستمرار وثقته تلك تخيفها
بعد مرور دقائق
كانت شمس تقف أمام مجموعة رائعة من خواتم الخطبة تتأملهم بصمت وهي محتارة في إختيار الخاتم المناسب خاصة إن جميع الخواتم رائعة التصميم و كل خاتم يمتلك تصميم مبهر يميزه عن الآخر
فوجئت بقيصر يمسك كفها و يدس احد الخواتم في بنصرها
خاتم رائع يليق بك كثيرا
قالها بصوته الرجولي قبل أن يرفع وجهه نحوها متأملا وجهها المنخفض نحو الأسفل يتمعن النظر في ذلك الخاتم الذي يحيط إصبعها بتملك
لا تنكر إنه رائع التصميم ولا تنكر إن ذوق هذا الرجل رائع لكنها لن تظهر له هذا
مطت شفتيها وهي تخلعه من إصبعها تهتف بعدم إهتمام _
لم أحبه
ثم أشارت الى خاتم آخر تصميمه أقل من عادي وقالت _
أريد هذا
حدق بها متعجبا من ذوقها الرديء فهي تختار أقل الخواتم جمالا ليهتف بجدية _
شمس إنظري جيدا هذا أجمل بمراحل
ردت بعناد _
انا من سيرتديه ولست أنت
أغمض عينيه وهو يعتصر قبضة كفه بقوة كي لا يرد عليها بما لا يليق بها بينما هتفت هي بإصرار_
أريده لن أرتدي بسواه
نظر إلى وجهها المتحفز للبدأ في وصلة عناد لا تنتهي ليومأ برأسه وهو يشير الى صاحب المحل يطلب منه أن يضع هذا الخاتم في علبته فهو سيشتريه
اجلسي وارتاحي انت حتى ينتهي من تغليفه
قالها بجدية لتهز رأسها بعدم إهتمام قبل أن تسير متجهة نحو احد الكراسي وتجلس عليه
أخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة وبدأت تقلب به حيث وجدت رسالة من صديقتها سرعان ما ردت عليها
شعرت به بعد لحظات أمامها يهتف بها _
هيا دعينا نخرج
نهضت من مكانها وسارت أمامه متعجبة من تلك النظرة المقتضبة التي ألقاها على مسامعها لكنها لم تهتم
كانت تسير بجواره نحو السيارة حينما سمعت صوت فتاة تنادي عليها لتتجهم ملامحها وهي تستدير نحوها فتهتف الفتاة بها _
شمس كيف حالك ! ما أخبارك ! لماذا لا تتواصلين معنا منذ أن بدأت الإجازة !
نظرت بعدها الى قيصر الذي يقف بجانبها بوجه جامد فهتفت به وهي تتأمله بفضول _
ألن تعرفينا !
قيصر خطيبي تقى زميلتي في الجامعة
مدت تقى يدها نحوه بشكل تعجبت له شمس فتقى ليست من النوع الذي يتبادل السلام في الأيدي
مرحبا تشرفت بمعرفتك أشعر بإني رأيتك مسبقا
بالكاد لامس كف قيصر كفها وهو يرد مجاملة _
اهلا بك يا انسة
مالت تقى عليها تهمس لها بصوت خاڤت _
من هذا الوسيم ! وجهه ليس غريبا أبدا أين وجدتيه يا فتاة ! يا لك من محظوظة إنه يبدو من اولئك اللذين ينتمون للطبقات العليا اللذين نسمع عنهم ونراهم بالتلفاز
ابتسمت شمس بتصنع وهي تبتعد عنها مرددة _
سعدت كثيرا بلقائك يا تقى اعذريني فيجب أن أذهب الآن سأتواصل معك بالتأكيد
ثم سارت معه وهي تشعر بالضيق من هذا اللقاء الغير متوقع
جلست شمس في السيارة وجلس قيصر بدوره في كرسي السائق ليعطيها الكيس الذي يحوي الخاتم فتتأمل تلك العلبتين داخله بدهشة قبل أن تسأل _
هل إشتريت خاتمك !
رد بهدوء _
كلا خاتمي سأشتريه فيما بعد العلبتان لك
فتحت العلبتين بسرعة لتجد الأولى تحتوي على الخاتم الذي إختارته والثانية تحتوي على الخاتم الذي أعجبه لتصيح _
ما هذا ! لم إشتريته !
رد بفتور _
لإنه أعجبني
لن أرتديه أنت لا تستطيع إجباري على هذا
قالتها بحدة ثم أكملت _
خذه حالا وإلا سأرميه في النفايات
شهقت بفزع ما إن جذب ذراعها بقوة مقربا وجهها من وجهه مرددا بصوت صارم _
الى هنا ويكفي تماديت كثيرا وصبري نفذ متى ستكفين عن تصرفاتك الطفولية الغبية ! أخبريني !
ابتلعت ريقها ورددت بخفوت _
اتركني لا يجوز أن تقترب مني هكذا
دفعها بعيدا عنه
متابعة القراءة