رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وكأنها تنتمي حقا لطبقتهم الراقية لكنها لم تمتلك الشيء الذي كانت تظنه موجودا بها والذي جعل ابنها يختارها ويصر عليها هكذا وهو الجمال الخارق والأنوثة الشديدة فهي صغيرة للغاية لدرجة تجعلها شبه متأكدة إنها لا تناسب ابنها الناضج والمفعم بالرجولة الشديدة
انتهى الجميع من قراءة الفاتحة بينما جرت بعض الاحاديث الجانبية بين الموجودين وقد قررت مها أن تتحدث مع العمة بنبرة مستحسنة متجاهلة والدة قيصر تماما التي بدورها اكتفت بمراقبة الجميع بصمت
أخبريني ماذا حدث هيا
قالت والدتها وهي تدلف الى المطبخ _
حددنا موعد الخطبة والذي سيكون يوم الجمعة القادمة اي بعد خمسة ايام
سألتها ربى بفضول _
هل ستكون خطبة فقط ام عقد قران !
ردت والدتها وهي تنظر الى شمس التي نهضت واتجهت نحو الثلاجة تخرج لها بعض الطعام كي تتناوله _
أكملت بضيق _
العريس من أصر على ذلك مثلما أصر أن يتزوجان قبل بداية العام الدراسي الجديد
بالطبع سيصر
ثم أكملت وهي تغمز لأختها _
فهو عريس ينتظر ليلة إجتماعه بعروسه على أحر من الجمر
رمقتها شمس بنظرات حادة بينما اكملت ربى وهي تخفي ضحكتها بصعوبة _
ردت مها بجدية _
والدته لم تعجبني إطلاقا
نظرت اليها شمس بصمت وهي تفكر إنها لم ترتح لها بدورها رغم إنه لم يجمعها معها حديث سوى تحية الوداع عند خروجهم بعدما أخبرتها هند إن هذه والدة قيصر
كانت إمرأة جميلة جذابة تبدو في الخمسينات من عمرها ذات ملامح حادة قوية
وبالرغم من إنها لم تقل لها شيئا حيث ردت عليها تحيتها بهدوء الا انها لم تحبها ابدا
سألتها ربى بفضول لتكمل مها _
عمته سيدة محترمة أعجبتني للغاية وقورة جدا ولها هيبة واضحة زوجة عمه وكذلك زوجة خاله تبدوان جيدتان ورجال عائلته جيدون كبداية طبعا
تنهدت وأكملت _
أتمنى أن يكونوا على قدر التوقعات كما أتمنى ألا تسبب والدته المشاكل لك يا شمس !
لم ترد شمس بل جلست على الطاولة وبدأت تتناول طعامها بعدما سخنته وهي تفكر في حديث والدتها وتتمنى داخلها ان تكون عائلته لطيفة معها فيكفيها هو وقسوته وغروره
انتبه الى ريتا التي اتصلت به عدة مرات فتعجب من ذلك ليقرر الاتصال بها فربما تحتاج شيئا
كيف حالك يا قيصر ! اتصلت بك كثيرا ولم ترد
أجابها وهو يفك أزرار قميصه العلوية _
انا بخير يا ريتا ماذا حدث ! هل هناك شيئا ما لتتصلي بي عدة مرات !
ردت ريتا متأسفة _
اعتذر يا قيصر لكن هناك مشكلة في المركز ولم أستطع حلها لوحدي
مشكلة ماذا !
أجابته شارحة له تلك المشكلة التي لم تستطع حلها ليخبرها أخيرا بعدما انهت حديثها_
بسيطة يا ريتا أعطني يومين وسوف أجلب لك الموافقة من البلدية
هتفت ريتا بسرعة وإمتنان _
أشكرك كثيرا يا قيصر كنت أعلم إنك الوحيد القادر على انقاذي
أكملت بعدها بشوق صادق _
متى ستنير منزلي بزيارتك فأنا أتحرق شوقا إليك
رد بعد صمت استمر للحظات _
لا أعلم يا ريتا فأنا مشغول حقا هذه الفترة
جاءه صوتها الأنثوي الرقيق مشوبا بالحزن _
على راحتك يا قيصر انا دوما في إنتظارك
أنهى قيصر مكالمته معها ليأتيه اتصلا مباشرة من حاتم الذي هتف ما إن أجابه _
اهلا بالعريس ما الاخبار! أريد أن أطمئن هل أعطوك الفتاة !
رد قيصر وهو يبتسم بخفة _
هل لديك شك في هذا
ضحك حاتم وهو يرد _
بالطبع لا من يستطيع أن يرفضك يا باشا
ابتسم قيصر وهو يتجه نحو المرآة يعدل شعره بينما حاتم يكمل _
مع من كنت تتحدث قبل قليل ! ظهر لي إنه لديك مكالمة اخرى
اكمل بخبث _
لا تقل لي إنك تحدثت مع عروسك ما إن عدت فورا تسألها عن رأيها بك اليوم وعن مدى سعادتها بخطبتكما
رد قيصر هازئا _
بل كنت اتحدث مع ريتا
صاح حاتم مندهشا _
ريتا ريتا يا قيصر تتحدث مع عشيقتك بعد خطبتك أخرى بأقل من ساعة
رد قيصر بإقتضاب _
هي من اتصلت بي وكانت تريد مني مساعدة
سأله حاتم بجدية _
وهل ستساعدها !
رد قيصر _
بالطبع منذ متى وأنا لا أساعد من يخصني او يهمني ! ريتا تهمني في النتيجة انا اعرفها منذ اعوام ولم أر منها سوءا أبدا
ألن تنهي علاقتك معها بما إنك ستتزوج !
حل الصمت المطبق بينهما قبل أن يرد قيصر بهدوء _
اترك كل شيء لوقته فأنا ما زلت أعزب
انهى قيصر المكالمة مع صديقه قبل أن يبحث عن رقم شمس فيرسل لها رسالة نصية مقتضبة _
سأكون عندك غدا صباحا في تمام الساعة الحادية عشر كي نذهب ونشتري خواتم الخطبة كوني جاهزة في الموعد المحدد
ثم رمى هاتفه واتجه لتغيير ملابسه والنوم فهو يشعر بالإرهاق الشديد ويحتاج أن ينام لساعات طويلة
_
نظرت شمس الى الرسالة بوجوم ثم صاحت وهي ترمي الهاتف على السرير بحنق _
أوامر أوامر أوامر لا يعرف سوى إلقاء الأوامر
أكملت بضيق _
حسنا انا مرهقة ولا طاقة لي للخروج
زمت شفتيها بعبوس ثم عادت تنظر الى هاتفها بحنق لتفتحه وتقلب به قبل أن يجذب إنتباهها خبرا جعل عيناها تتسعان پصدمة
علاقة تارا الهاشم مع رجل الأعمال المعروف قيصر عمران تطفو الى السطح من جديد ومقربون من الطرفين يؤكدون زواجهما العرفي منذ مدة طويلة
انتهى الفصل الثالث عشر
رأيكم !
اعتذر بس وضحت اني مريضة جدا وما قدرت أكمل الباقي واللي يشمل مشهد البارحة
أوعدكم اول ما أصير تمام أعوضكم وأنزل أكثر من فصل باليوم بس ادعولي اصير زينة لإني تعبت من الإنفلاونزا اللي دمرتني حرفيا
الفصل الرابع عشر
اعتذر عن التأخير بس النت فصل شوي
قفزت شمس من فراشها بعدم تصديق وهي تفكر إن الله يحبها لدرجة أن ينتشر هذا الخبر قبل أن تتم الخطوبة رسميا ويرتديان الخواتم ودون أن يعلم أحدا بشأن الخطوبة
حملت هاتفها وقررت الإتصال به كي تخبره بالنبأ السعيد
ضغطت على إسمه وهي تفكر في ردة فعله بعد قرائته للخبر
لحظات قليلة وجاءها صوته البارد يسألها _
ماذا تريدين !
ردت وهي تكتم ضحكتها بصعوبة _
اهدأ من فضلك
أكملت بهدوء مصطنع _
أردت الإطمئنان عليك بعدما قرأت ذلك الخبر فكرت إنك ستنزعج منه كثيرا بالتأكيد
سألها مستغربا _
أي خبر !
تجاهلت سؤاله
متابعة القراءة