رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

كشيء معدي ثم شغل السيارة وبدأ في قيادتها لتبتعد هي قدر المستطاع بجسدها عنه 
بعد لحظات كانت السيارة تقف في الشوارع المزدحمة للغاية في هذا الوقت من اليوم 
فتحت شمس هاتفها وبدأت تقلب في تطبيق الإنستغرام خاصتها حينما سألته فجأة _
هل تمتلك حسابا على الإنستغرام ! ما اسمه !
رد بأقتضاب معطيا إياها اسم الحساب لتبحث عنه فتجده مقفلا 
زمت شفتيها وهي تردد _
لماذا حسابك مقفل ! أنت رجل وليس إمرأة كي تقفله !
نظر لها بحدة لتتوتر ملامحها وهي تبرر حديثها _
أقصد يعني أنك رجل لن تخاف إذا ما تابعك الغرباء ورأوا صورك كما إن صورك منتشرة في كل مواقع التواصل 
رد بهدوء _
لا أحبذ أن يرى يومياتي سوى أصدقائي ومعارفي المقربين أحب أن يكون لدي خصوصية وألا تكون صوري الخاصة متاحة للجميع 
هتفت بسرعة _
تابعتك 
هز رأسه بعدم إهتمام لتصيح به بغيظ _
إقبل الطلب 
ضغط على اعصابه بقوة قبل أن يخرج هاتفه ويفتح التطبيق ثم يقبل الطلب وهو يفكر إنها تختبر صبره بتصرفاتها تلك 
نظر إليها فوجدها تقلب في حسابه بفضول استغربه قبل أن تهتف _
أنت لا تتفاعل كثيرا كي لا تحب أن يرى أحدا يومياتك ظننتك تنشر تفاصيل حياتك بإستمرار 
أردفت بعدها غير منتبهة لسأمه من الزحام الذي لا يتحرك _
تارا الهاشم هذا يعني إن تلك الشائعات صحيحة 
انتبه لحديثها ليجدها تتأمل صورته مع تارا في إحدى السهرات بتمعن قبل أن تسأله وهي ترفع وجهها نحوه _
هل كنتما على علاقة حقا ! هل كنت تنوي الزواج بها كما يقولون !أم إنكما بالفعل متزوجان كما يقولون البارحة ! 
رد وهو يقترب منها لا إراديا متمعنا بتفاصيل وجهها المترقبة لجوابه ليقول _
نعم كان هناك شيء من هذا القبيل لكن لم يصل الى الزواج بالتأكيد ما رأيك الأن !
ردت وهي تمط شفتيها بأسف _
ليته حدث ليتك تزوجت بها لم يكن ليحدث كل هذا وقتها 
نظر إليها مندهشا من لا مبالاتها وعدم إهتامها أبدا بما قاله ليسأل مندهشا _
هل حقا ما تقولينه !
ردت وهي تقرب وجهها من وجهه بعفوية _
كنت الآن متزوج بها وربما لديك طفلا منها 
زمت شفتيها وأكملت غافلة عن نظراته التي تركزت على شفتيها المزموتين ورغبته بتملكها تتصاعد _
كيف تركتها لا أعلم ! إنها فاتنة و 
انتبهت لنظراته الغريبة فإبتلعت ريقها وقبل أن تتحرك كانت 
ابتعد عنها بعد لحظات بملامح منتعشة رغم الرغبة التي تسيطر عليها  وجهها يشحب تدريجيا وملامحها جامدة تماما 
رفعت كفها بنية صفعه لكنه كان أسرع منها وهو يقبض عليه 
احتل الڠضب ملامحه فقال بحدة _
ألم أحذرك مسبقا من فعلتك هذه وتوابعها !
صاحت بصوت مرتجف من ردة فعله _
نعم حذرتني لكنك تستحق هذا أخبرتك مسبقا إنه لا يحق لك أن تلمسني بهذه الطريقة 
أردفت بعدها بحنق _
إن كنت تظن إنك بخطبتك لي سوف تمتلكني كليا وتفعل بي ما تشاء فأنت مخطئ موافقتي على الزواج بك وحتى إرتدائي خاتمك يوم الجمعة لا يعني إنني سأسمح لك بفعل هذا 
قاد سيارته بعدما بدأت السيارات تتحرك ليهتف أخيرا _
يوم الجمعة ستصبحين زوجتي يا شمس فهناك شيخ سيعقد قراننا وحينها يحق
ردت معترضة رغم خجلها وضيقها من حديثه _
إنه عقد قران فقط وليس زفاف لهذا لا تظن ولو للحظة إنني سأسمح لك بلمسي او الإقتراب مني حتى بعد عقد قراننا 
سمعته يقول بصوت بدا لها ماكرا _
لكنك ستفعلين وتسمحين لي بكل شيء بعد الزفاف أليس كذلك !
لم ترد عليه بل أشاحت وجهها بضيق بعيدا عنه وهي تفكر إنه ينتظره منها الكثير بعد الزفاف لكن لتدعه يطمح الآن ويجهز نفسه لأشياء لن تحدث سوى في أحلامه 
جلست شمس أمامه في احد المطاعم الراقية بعدما أصر قيصر على قدومهما إليه كي يتناولان طعام الغداء سويا مؤكدا عليها إن والدها يعلم بهذا ووافق عليه 
أخذت تتأمل المطعم بملامح شاردة بينما قيصر يعبث بهاتفه بتركيز شديد 
تقدم النادل منهما واضعا أمامهما قائمتي الطعام لتبدأ في قرائتها مثله 
سألها قيصر بجدية _
ماذا ستتناولين !
ردت وهي تغلق قائمة الطعام _
لا أعلم حسنا إطلب لي اللزانيا 
اومأ برأسه وعاد وسألها _
وماذا عن المشروب !
هتفت بسرعة _
كولا بالطبع 
أشار الى النادل وأخبره بطلبهما ثم عاد ينظر إليها متأملا ملامحها الشاردة ليتفاجئ بها وهي تسأله بعد لحظات _
ماذا عن أخبار البارحة ! هل هي صحيحة !
نظر إليها قليلا ثم رد _
بالطبع لا صحيح أنا أعرف تارا منذ سنوات لكنني لم أكن متزوج بها يوما 
حدقت به بشك شعر هو به لتسأله مرة أخرى _
لماذا يقولون هذا إذا !
أجاب بثقة _
لإن هناك من يحاول الإيقاع بي بهذه الطريقة استغل معرفة تارا بي منذ سنوات وإختيارها لتكون الموديل الخاص لأحدث منتوجات شركاتنا المتخصصة في مجال صناعة السيارات يبدو إنه علم بإجتماعي الأخير معها وقرر أن يطلق هذه الشائعة السخيفة مستغلا تلك الشائعات التي انطلقت منذ عدة سنوات ظنا منه إنه سيؤثر على سمعتي ومكانتي لكنني دوما له بالمرصاد 
نظرت إليه بتمهل قبل أن تسأل للمرة الثالثة _
ومن هو هذا الشخص ! وماذا يريد منك !
رد وهو يرتشف القليل من الماء الموضوع أمامه _
منافس لي في السوق 
أردف بصوت ساخر _
ثانيا لماذا أنت مهتمة الى هذا الحد بمعرفة حقيقة هذه الأخبار ومن ورائها !
قالت بجدية _
لإن خبر كهذا لن يكون جيدا لخطبتنا بابا سيتضايق كثيرا وربما ينهي كل شيء خاصة إن لا أحد من معارفنا يعلم بعد بأمر خطبتنا سوى عمي وخالتي 
وهل يزعجك هذا !
سألها بتهكم لترد بصدق _
على العكس إنه يفرحني
قال بقوة _
لا تفرحي أبدا لإنني سأتزوجك بكل الأحوال 
نفخت بضيق ليكمل _
وعلى العموم لا تقلقي انا اعرف جيدا كيف أكذب هذه الشائعة بشكل لا يجعل هناك اي مجال للشك 
نظرت إليه بحنق من ثقته المفرطة بنفسه ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه تنظر الى الحديقة الخارجية للمطعم من النافذة 
كانت تتناول طعامها حينما فوجئت بشخص ما يقترب منهما هاتفا بعدم تصديق _
قيصر عمران بنفسه هنا اهلا بك يا باشا 
نظر قيصر اليه بهدوء قبل أن يرد بإقتضاب _
اهلا محمود 
هتف محمود به _
سعدت كثيرا برؤيتك يا باشا 
رد قيصر بإبتسامة متكلفة _
وأنا أيضا 
ثم أردف وهو يعرف شمس _
حبيبتي دعيني أعرفك محمود خطاب صحفي مشهور من أهم وأكبر الصحفيين في البلاد شمس عماد خطيبتي وزوجتي المستقبلية 
هتف محمود مندهشا _
هل خطبت يا باشا
رد قيصر بهدوء متجاهلا ملامح شمس المضطربة _
ما رأيك أنت ! بالتأكيد لن أمزح معك بأمر كهذا يا محمود الآنسة شمس خطيبتي وزواجنا آخر الصيف 
حياها محمود بهدوء _
اهلا بك يا هانم تشرفت بمعرفتك 
ردت شمس بصوت مبحوح وهي تقبض على كفه الممدود برقة _
اهلا بك الشرف لي 
ماذا عن الأخبار التي إنتشرت مساء البارحة يا باشا !
سأله محمود بفضول صحفي معتاد على ذلك ليرد قيصر بثقة _
إشاعات كالمعتاد انا اعرف تارا منذ سنوات يا محمود هي نجمة معروفة ذائعة الصيت وأنا أحترمها للغاية لو كان هناك اي شيء بيننا ما كنت سأخفيه كما إن نجمة بحجم تارا وسمعتها التي لا تشوبها شائبة لن تقبل بزواج عرفي أبدا فهي لا ينقصها اي شيء لترضى بهذا تارا مجرد صديقة لا أكثر كما إنها كانت تعمل مسبقا موديل لمنتوجاتنا وستعمل مجددا 
حقا يا باشا ! هل ستعمل مع شركات عمران مجددا !
اومأ قيصر برأسه وهو يرد _
نعم تارا الهاشم هي نجمة الإعلان الجديد الخاص بأحدث مجموعة سيارات ستطلقها شركاتنا
ابتسم محمود وقد عرف ما يريده ثم ودع قيصر مستأذنا منهما 
ليتابع قيصر رحيله وعودته الى طاولته بعينين تومضان بإنتصار حتمي فهو من خطط لكل هذا حيث أتى بشمس الى هذا المطعم بعدما تأكد من تردد محمود اليوم عليه في زيارة عمل 
كان يعلم إن محمود سيأتي مسرعا إليه ليعرف ما يشاء 
محمود خطاب صحفي معروف للغاية ومقالاته وأخباره حديث الساعة وبالتأكيد سينشر حديثه وتصريحه كاملا ليتناقله الناس بسهولة وكل شيء تم وكأنه صدفة ولصالحه فهو بهذا الخبر ضړب عصفورين بحجر واحد حيث نفى أخبار البارحة بوضوح شديد والذي سيعزز نفيه هذا ما ستقوم به تارا فيما بعد وفي نفس الوقت وضع شمس وعائلتها أمام الأمر الواقع بإعلان خطبتهما وهو متأكد مئة بالمئة إن هناك من إلتقط صورة لهما وهما سويا بعدما طلب محمود ذلك 
هذا هو قيصر عمران يعرف كيف يقتنص الفرص ويحول كل شيء ضده لصالحه !!
انتهى الفصل

تم نسخ الرابط