رواية جديدة قوية الفصول من الحادي عشر للرابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الحادي عشر
عاد قيصر الى القصر بملامح مسترخية ليتفاجئ بسوزان أمامه تنتظره في الحديقة الأمامية وملامحها يغلب عليها الڠضب والحنق الذي سرعان ما أخفتهما وهي ترسم على وجهها الألم والخذلان بدلا عنهما
تقدمت نحوه ليتوقف في مكانه مجبرا حتى وصلت إليه وهتفت بحزن مصطنع _
ماذا حدث ! هل وافقوا !
أردفت وهي تلوي شفتيها بإبتسامة هازئة _
رد بهدوء _
سيسألون عني ويأخذون رأي الفتاة قبل أن يخبروني بقرارهم
ومن هي سعيدة الحظ التي إخترتها دونا عن الجميع لتصبح زوجتك !
أجاب بصوت مسترخي _
لماذا تستعجلين الأمور يا سوزان ! سترينها في الخطبة ان شاءالله اذا وافقت طبعا
قالت هازئة _
هل يعقل أن ترفضك أنت يا قيصر !
كل شيء وارد
سألته بمقت شديد _
هل تحبها !
قال بنفاذ صبر _
هل أخضع للتحقيق يا سوزان ! ما شأنك أنت إذا كنت احبها او لا !
هتفت بدموع مصطنعة _
أنت تعلم إنني أحبك ومنذ سنين طويلة
هدر بها محذرا _
انتبهي على حديثك يا سوزان لا أقبل بهذا الكلام السخيف ابدا
مشاعري سخيفة
مشاعرك سخيفة وغبية ولا وجود لها من الأساس احترمي نفسك وإستوعبي إنك تتحدثين مع ابن عمك الأكبر ألا تمتلكين ولو قليلا من الأدب والحياء !
همت بالرد مدافعة عن نفسها لكنه أكمل بحسم _
إياك أن تكرري هذا الحديث التافه مرة اخرى حتى لو مع نفسك لإنني لن أتردد لحظة في إخبار عمي بتصرفاتك هذه وسوف يتصرف معك حينها بالشكل المناسب
ضغطت على شفتيها بقوة قبل أن تسير خارج الحديقة متجهة نحو الكراج حيث توجد سيارتها لتجد خالد يهبط من سيارته هناك فتتقدم نحوه تهتف بتهكم _
هل سمعت آخر الأخبار ! ابن عمك العزيز سيتزوج أخيرا
رد بعدم إهتمام _
قرار جيد ولكن ما دخلي أنا بكل هذا !
لا أصدق إنه فضل فتاة غريبة علي
غمغم خالد بصوت هازئ _
وكأنك ملكة عصرك !
تسخر مني يا خالد حسنا أشكرك كثيرا
قالتها بحنق من إسلوبه المستفز ليهتف ببرود _
أنت من تجلبين السخرية لنفسك بإسلوبك هذا
أكمل وهو يتفحص ملامحها المحتقنة بعينيه _
كفي عن تصرفاتك هذه يا سوزان ليس كل ما تريدنه ستنالينه استوعبي هذا و اقتنعي به
بل سأنال كل ما أريده قيصر لي أنا ابنة عمه وأولى به من تلك الدخيلة هو سيكون لي لا يحق له تركي لإجل أخرى لا تستحقه
زفر أنفاسه مرددا بغيظ _
لو قلت على الأقل إنك تحبينه لكنت تعاطفت معك قليلا مع إنني أشك أن قلبي قد يتعاطف معك أنت تحديدا لكن بحديثك هذا أنت تجعلين شعوري بالنفور والإزدراء نحوك يتضاعف عن قبل لا أستوعب حقا إنك تريدين الزواج به فقط كي تحققي رغبتك بتملكه سوزان هانم لا تقبل أن تخسر أي شيء يجب أن تحصل على ما تريده ما هذا التفكير الوضيع بالله عليك !
هتفت ساخرة _
انظروا من يتحدث خالد المتعجرف ذو الشخصية النزقة الذي لا يهتم بأحد سوى نفسه
وما علاقة هذا بهذا يا سوزان !
ردت ساخطة _
بل له كل العلاقة انت مثلي تماما تبحث عن مصلحتك اولا أنت فقط وليذهب البقية الى الچحيم
قال خالد منزعجا _
لو كان ما تقولينه صحيحا لما كنت صابرا حتى الآن على العديد من الأشياء التي لا ترضيني بتاتا لو كنت هكذا حقا لفعلت أشياء نتائجها كليا سوف تصب في مصلحتي
يا لك من رجل نبيل
قالتها بصوت مستهزء ليقبض على ذراعها مقربا وجهها من وجهه مرددا بتحذير _
انتبهي على حديثك معي يا سوزان كي لا أقوم بتصرف يؤذيك انا لست قيصر الذي يتجاهل تصرفاتك الغبية مستوعبا حماقتك ومجبرا على عدم محاسبتك كونك ابنة عمه انا لا اهتم بهذا ولا مانع لدي من تأديبك على طريقتي الخاصة
همت بالرد لكنها توقفت وهي تستمع الى صوت حوراء الغاصب يدوي عاليا _
ماذا يحدث هنا ! لماذا تقفان بهذا الشكل !
حرر خالد ذراع سوزان ثم وجه حديثه الصارم لحوراء _
اخفضي صوتك اولا ثانيا أين كنت يا هانم ! لقد تجاوزت الساعة التاسعة وأنت خارج المنزل
اقتربت منه بعينين غاضبتين وقالت بعصبية _
ماذا يحدث بينكما ! كيف تقفان لوحديكما في الظلام في مكان معزول وتتحدثان بهذا القرب ! ألا تخجلان من هذه التصرفات الحقېرة !
انتبهي على حديثك يا حوراء
قالها خالد منبها لتهزء به _
انظروا من يتحدث وېهدد أيضا قبل أن تطلب مني الإنتباه على حديثي فلتنتبه أنت على تصرفاتك يا خالد بك
أنت يا فتاة احترمي خالد الذي يكبرك بأعوام وإحترميني انا ايضا
قالتها سوزان پغضب قبل أن تكمل _
ثانيا ما شأنك بنا ! لماذا أنت منزعجة الى هذا الحد !
أجابت حوراء وهي تقاوم بشدة رغبتها في ضربها _
منزعجة بسبب تصرفاتكما الغير محترمة على الاطلاق
حوراء !!
صاح بها خالد بصوت جهوري قوي لتضغط حوراء على شفتيها بحنق فتسمعه يشير الى سوزان _
عودي الى الداخل لا خروج في وقت كهذا
همت بمعارضته لكنه كرر أوامره بصوت أقوى جعل جسدي الفتاتين يرتجفان _
عودي الى الداخل حالا
سارت سوزان بسرعة الى الداخل بينما اقترب خالد من حوراء المضطربة ليميل بوجهه نحوها ناظرا الى عينيها الكحيلتين بقوة مخيفة مرددا بصوت بث الرهبة داخلها _
كلامك هذا لن يمر مرور الكرام يا حوراء لن يمر أبدا
تركها ورحل سائرا نحو القصر تاركا حوراء مضطربة قلقة مما سينتظرها من يد هذا القاسې البارد التي تعرفه جيدا فهو سيعاقبها على حديثها المتهور هذا
دلفت ربى الى غرفة شمس وهي تهتف بعدم تصديق _
هل صحيح ما سمعته يا شمس ! ستتزوجين من قيصر عمران ! أقصد خطبك يعني !
حدقت بها شمس للحظات ثم أشاحت وجهها بعيدا عنها لتقترب أختها منها وتجلس بجانبها متسائلة _
لماذا تبدين غير سعيدة !
ولماذا يجب أن أكون سعيدة !
سألتها شمس بتبرم لترد ربى ببديهية _
لإن هناك رجل من أهم رجال البلد وأكثرهم ثراءا وشهرة تقدم لخبطتك
هتفت شمس منزعجة من حديث أختها التي لا تدرك أي شيء مما يحدث _
وهل يجب أن أكون سعيدة فقط لأجل هذا !
مطت ربى شفتيها وقالت _
انا لا افهم ما بك ألم تخبري والدي إنك ستفكرين جديا في طلبه ! ألم تقولي إنها زيجة مناسبة وكلام من هذا ! ما بالك تبدين وكأنك مجبرة عليها !
صاحت شمس بإنفعال_
لإنك تنظرين للأمور من جانب واحد طالما هو
متابعة القراءة