رواية كاملة جامدة الفصول من الثالث عشر للخامس عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تتوسل له ألا يتخلى عنها.
سلمى بصوت مخټنق تصبح على خير.
سليم حزينا لحالها الذي ېمزق قلبه وأنت من أهله يا قلبي.
بعد مرور يومان
استيقظت سلمى متأخرة وقد أصبحت تلك عادتها بالأيام الأخيرة نتيجة لأرقها ليلا ونفسيتها المتعبة وكأنها تتخذ من النوم وسيلة للهروب من ملاقاة سليم لم تستغرب عندما لم تجده بجوارها خرجت تبحث عنه لتجده كعادته أخيرا يتحدث بصوت هامس بالهاتف لينهي مكالمته بسرعة واضطراب بعد رؤيته لها.
سليم بسعادة جالية صباح الفل يا ساسو.
سلمى حزينة متهربة من عينيه صباح الخير ثواني هاحضر الفطار.
سليم مضطربا لا مش عايز افطر وبعدين أنت عارفة كنت باكلم مين.
سلمى متهكمة فلا حاجة له للكذب وفرحته تنبأها بمحادثته ومجرى الحديث العاطفي حتما مين
سليم بحماس متجاهلا لهجتها صاحب باخرة الأميرة عايز يضم باخرته لبروجرمنا في القاهرة.
سلمى بلامبالاة كويس جدا ربنا يوفقك.
سليم غامضا هيوفقنا بإذن الله بس لما تقرري نضمه ولا لا.
سلمى متعجبة أنا.
سليم متوترا يعرف أنه يضغط بقوة على مخاوفها ولكن الأمر يستحق أصله عازمنا بكرة على رحلة الفطار في المركب وعشان كده لازم أنت تروحي النهاردة تفطري هناك وتقولي لي الموضوع يستاهل ولا لا.
سلمى مستنكرة أنا.
سليم بحزم أصله أكيد بكرة هيكون مجهز لنا أحسن ما عنده والاوبن بوفيه هيبقى برفكت فأنا عايزك تروحي تفطري النهاردة كأي زبونة وتشوفي بقى الاكل وجودته وكميته في العادي من غير أي استعداد.
سلمى حانقة تكاد لا تصدق أنه لأول مرة لا يراعي نفسيتها وحالتها الخاصة لا طبعا مش هينفع شوف حد تاني يروح.
سليم مصرا متهربا من نظرتها المدونة بع هو عارف شكلي كويس وأنا مش هاثق في رأي حد غيرك.
سلمى مستاءة بس..
سليم حاسما بنفاذ صبر مفيش بس يا سلمى ده شغل والمفروض أنت أكتر حد يهمه نجحنا.
سلمى مستسلمة بحزن اللي تشوفه يا سليم.
سليم راضيا ادخلي اجهزي عشان تلحقي الباخرة قبل ما تتحرك الفطار بيكون من الساعة حداشر للساعة اتنين.
على الباخرة
جلست سلمى بصمت وهي تتابع حركة العاملين أثناء أعدادهم للمائدة دون تركيز تتذكر لهفته على رحيلها وتطلعه لساعته بنفاذ صبر وهو يستعجل رحيلها لتشك في نواياه من إرسالها لهنا غير مراعيا لحداثة عهدها بالاختلاط بالبشر أو أثر لغيرته المزعومة.
زفرت بحړقة وهي تتذكر اهتمامه المبالغ به بحلق لحيته خاصة ومظهره بشكل عام وقد طلب منها مساعدته في تغيير ملابسه والتأكد من هندامه متعللا بدعوته لسيف لمؤانسته أثناء غيابها غير منتبه لمعرفتها بتواجد سيف ببلدته للإعداد لعرسه ولكنها لم تشأ مواجهته باكتشافها لكذبته فهو حر بحياته زواجهما من البداية كان اتفاقية أتم هو التزامه بها على أكمل وجه ساندها حتى استوت شخصيتها ووجدت مصدرا للدخل وطريقا للتواصل مع ابنها فأن أختار أن يعود لحياته فيجب ألا تكون أنانية تقف بطريقه لأنها نسيت اتفاقهما وأحبته بكل ما أوتت من قوة وبقدر ما حرمت من مشاعر طوال حياتها ولكن هل مازال اتفاقهما ساريا ألم يكن هو أول من ثار عليه وأرادها له بكل كيانه فلما يتركها الأن بعدما بادلته حبا بحب وشوقا بشوق رأت عمال الباخرة يستعدون للإبحار فنهضت مهرولة تنوي النزول قبل تحركهم وقد عزمت الدفاع عن حبها فكفاها استسلاما ورضوخا للأمر الواقع وكأنها ريشة بمهب الريح زفرت براحة وقد نجحت بالمغادرة قبل الإبحار بلحظات لتطلب إحدى السيارات لتقلها وقلبها يرتجف متوجسا مما ينتظرها لو صحت ظنونها حاولت تمالك رابطة جأشها يتردد بإذنها صوته لائما شايفة أنه من حقي أني اسيبك بس مش من حقي أخدعك متمسكتيش بي ولا اعتبرتيني حق يستاهل تدافعي عنه.
أمام باب شقة سليم
وقفت تلتقط أنفاسها وهي تدعو الله الا تصدم في من اعاد لها الثقة بالبشر وأن تكون ظنونها هواجس لا أساس لها من الصحة ولكن خاب أملها بعدما فتحت الباب لتجد مظاهر واستعدادات احتفالية ففوق الطاولة كعكة ضخمة بجوارها صندوقان مغلفان بشكل رائع بينما تمتلئ الأرض بعدد ضخم من البالونات بجوار أداة النفخ وعدد أكبر من البالونات ينتظر نفخه بينما تعلو ضحكاته التي حرمها منها بالأيام الماضية من غرفة نومهما سقطت حقيبة يدها أرضا محدثة دوي خرج هو على أثره مندهشا ينظر إليها مصډوما وهو يغلق باب الغرفة وراءه وهو ينظر بداخلها بتوتر.
سليم مصډوما من حضورها المفاجئ رغم خطته سلمى أنت رجعتي أزاي دلوقتي.
سلمى منفعلة وهي تبكي پقهر معلش لو كنت قطعت عليك الانسجام اللي أنت فيه. 
سليم مضطربا وهو يتطلع قلقا لغرفتهما وطي صوتك يا سلمى.
سلمى بثورة عارمة وهي تحاول عبوره والدخول للغرفة ليه خاېف من الفضايح ولا على مشاعر الهانم اللي سربتني في النيل عشان ټغرق معها في العسل.
سليم ذاهلا وهو يتمسك بها يمنعها مما تنتويه هانم مين يا سلمى أهدي بس ما ينفعش تدخلي الأوضة بالحالة دي هافهمك كل حاجة.
سلمى محتدة تدفعه يده غير راغبة بملامسته لها هاتفهمني أيه أنها حبك الأول وأني كنت مرحلة في حياتك باتفاق لا يا سليم ده كان زمان في اللحظة اللي قلت لي فيها بحبك الأتفاق اتلغى وبقيت جوزي وحبيبي ولي حق فيك زي أي زوجة وهادافع عن حقي ده لحد ما أموت حتى لو أنت نفسك مش عايزني.
أصابته كلماتها پصدمة وتشتت تفكيره للحظة مما سمح لها بالتنصل من يديه وتخطيه مهرولة لداخل الغرفة لتنال نصيبها من الصدمة وهي ترى صغيرها منكمشا على نفسه يبكي خائڤا من صوتها المرتفع.
سلمى بلهفة وهي تهرول إليه سولي!
لتتسمر مكانها پصدمة بعدما تفاجأت بصړاخ صغيرها لإقترابها منه وهروبه قافزا من الفراش ليتخذ من حضڼ سليم ملاذا له.
سليم ناظرا لها بعتاب وهو يربت عليه مجلسا له فوق قدميه وهو يحتويه باحضانه بحب متخافش يا حبيبي دي مامي سلمى بتحبك وبتلعب معك مش أنت كنت بتشوفها في النادي متجها بحمله الثمين خارج الغرفة تتبعه هي بلهفة شوفت جايبة حاجات حلوة كتير عشان سولي هاتي الحاجات اللي جايباها له يا مامي نلعب بيها وبعدين ننادي أدم وأدهم يلعبوا معنا.
وقفت جامدة للحظات أثر صډمتها لرؤية ابنها هنا بمنزلها وتأثرا بخوفه ومنها ولجوئه لسليم لينتزع صوت سليم من صډمتها لتتفهم إشاراته وتفتح أحد الصندوقان لتجد الكثير من العاب الأطفال.
سلمى بصوت مرتعش وأيدي مرتجفة بوص يا سولي جايبة لك أيه.
سليم مرحا الله دي العاب جميلة أنت بتحبي سولي قوي يا مامي .
سلمى وهي تفتح الصندوق الأخر المليئ بحلوى الاطفال راضية لكف ابنها عن البكاء وتطلعه للالعاب بفضول الحاجات الحلوة دي لمين.
هرول سليم الصغير ببراءة تجاه سلمى يختار حلوه المفضلة بسعادة اقتربت منه ببطء وهدوء تحتويه بين احضانها بشوق ټشتم انفاسه ملصقتا له بصدرها لعل قلبها يرتاح ويهدأ بعدما رجع لحضنه أو أن قلبه يهديه لها ويتعرف عليها وأن نسيتها عينيه لصغر سنه وقت الفراق.
سلمى منتحبة وهي تشدد من احتضانها له وحشتني قوي
تم نسخ الرابط