رواية نوفيلا 34 الفصول من الاول الي السابع بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
الفصل الاول
بعد عشر سنوات .
لا يعلم ماهذا الخواء الذي شعر به بعد خروجه ..وخصوصا تلك الانقباضه
التي اعترته فجأه لېلمس نابضه وهو يسأل هو العالم من حوله تغير ام هو
من تغير ليقع تحت رحمه سجن الحياه ..خرج من سجن ليدخل بأخر ..ما بالها وجوه البشر كأنها ثابته من حوله وكأنها مجرد صوره مرسومه ..لماذا
المفترض ان يبتهج لخروجه ولكن ماهذا الشعور الغريب ..ينظر الي ملابسه كانت نوعا ما جيده ..لحيته استطالت بشكل ملحوظ ..والمستقبل
حدث ولا حرج ..افاق علي هزه من اخيه الاكبر وهو يضمه الي صدره
فور رؤيته ..لماذا حتي لا يرفع يده ليقابل ضمھ اخيه ..لماذا هذا التيبس
وهو يهمس وسط دموعه
اخيرا يا نور ..اخيرا انت هنا في حضني ..حمد لله علي سلامتك يا حبيبي
نظر له بندهاش يبكي!! اخيه يبكي ..اذن لماذا لم يتأثر لماذا يشعر ان
هناك خطأ ما ام انها رهبه العوده للحياه بعد المۏت ..حاول ان يبتسم
بقدر الامكان
جذبه برفق تجاه سيارته
كلنا متجمعين احتفالا برجوع وسيم عيله الشربيني ..ماما واميره وجوزها
وكمان داليا زوجه وليد عملالك الملوخيه اللي بتحبها من ايديها
لم يتحرك نور انش واحد هامسا بغموض
وديني بيتي الاول وبعدين نبقي نروح لماما
قطب اخيه حاجبيه هامسا بسؤال ليكون الرد غاضبا قليلا علي لا شئ
نظر له وليد وهو يهمس بصوت يحاول ان يجعله اقرب للمزاح
ماله شكلك يا نور منت كده حتأخرنا ..والله زي القمر
جلس نور داخل السياره بالخلف وهو يقرر كعادته التي لم تتغير
لا والله شكلي قمر !! طالع من مول العرب انا !! بقولك ايه وصلني
البيت واسبقني وحاجي وراك اودامي كام حاجه اعملها الاول
لاكبر الا ان يتحرك بالسياره تجاه منزل نور ..كان ينظر من نافذته علي
الشوراع التي تمر امامه وكأنها جديده وتلك القبضه مازالت تعتصره ولا
يعلم ما السبب والاهم ..لماذا لا يشعر بالشوق لأحد من اهله سوي الدته
الحرج او ما شابه ..قاطعه صوت وليد ليزفر بضيق حتي وليد لا يعلم ما
سر ذلك النفور ناحيته
مفيش حاجه اتغيرت وكأنك كنت هنا امبارح
همس قلبه قبل لسانه
بس انا اللي اتغيرت ..ومبقتش فاهمني
ليهمس وليد بتساؤل
بتقول حاجه يا حبيبي
والاجابه عباره عن اغماض عين وزفره قويه وقبضه يد قد ضمت حتي
ابيضت وظهرت عروقها ..ليكمل وليد وكأنه لا يري حالته المستعصيه
عيالي حيموتوا ويشوفوك انا فاكر انهم كانوا لسه صغيرين ..دلوقتي
مشاء الله حمزه بقي في رابعه ابتدائي وناردين في اولي اعدادي من
امبارح وهم مش جيالهم نوم عشانك
لېصرخ نور فجأه فأجفل وليد صامتا
بس بقي كفااايه كفااايه يا وليد بتتكلم وكأني كنت بصيف ولا
عايش بره ..وياتري حبايب عمو كانوا عارفين انه مسجون اظن ناردين
كبيره كفايه عشان تفهم هي وحمزه انا كنت فين ...
ضحك بسخريه مكملا
نظرتك كفيله تقولي انك كدبت الكدبه المشهوره انت وداليا ..عمو
مسافر بره في شغل يا حبايبي ..ياتري لو عرفوا حيحبوني كده و
لا ايه ..متنطق
لېصرخ وليد
نوور احترم اني اخوك الكبير ..وبعدين دي حاجه متفخرش بيها اوي هو
حد حيفرح لما يتسجن ولا يقول كنت في السچن
اوقف كلامه فجأه فنظره اخيه انبأته عن خطأه الفادح في
غمره ڠضب .ليحاول اصلاح ما افسدته
نور انا مقصدتش انا ...
لتوقفه نظره نور الساخره وهو يهمس
انا دلوقتي فهمت انا كان مالي والبدايه كانت معاك ..يلا احنا وصلنا
اسبقني وانا حاجي وراك
وقبل ان ينطق وليد بحرف كان نور خارج السياره يهرب الي منزله ..مل
اذه الآمن حاليا ...منزل من طابقين بحديقه صغيره وحمام سباحه ..لقد
طلب من وليد قبل اسبوع ان يهاتف العاملين لينظفوا المنزل قبل عودته
وقد كان المنزل نظيف وكأنه لم يتركه طيله هذه المده والحديقه مشذبه
بعنايه ..ظل متسمرا في منتصف ردهته ينظر الي بيته الي الجدران ال
المقاعد الي كل شئ يتقدم ببطء يفتح كل الغرف الي ان استقر بغرفه
نومه ليجلس علي الفراش زافرا بضيق ليميل بجسده ليصبح بوضع النائم
يتطلع بالسقف وهو يهمس
وبعدين يا نور ..حتعمل ايه دلوقتي ..ليقلب الامر سخريه مستقيما فجأه وهو يردد
ولا قبلين ..شويه حاجات حتتغير بس في حياتي ..زي شاكه الدبوس
في مكتبه صغيره بأخر الحي تقف هي وصديقتها بأستقبال الزبائن ككل
يوم من الثامنه للثامنه لا يخلوا الامر من بعض المضايقات و
المعاكسات ..تلك المكتبه بصاحبها الحاج محمد افضل الناس بذلك الحي
الردئ المكدث بأشباه الرجال تفوح منه رائحه المخډرات فهو كوالدهم بل
اكثر من كثره طيبه قلبه وسماحته..في وقت الراحه كان عليها الدور
لتذهب لشراء الغداء اليوم بعض الشطائر الممتلئه بالفول والبطاطا
المقليه مع بعض المشهيات الاخري لتعقد خصلات شعرها بشكل ضفيره
لتخرج بملابسها البسيطه المكونه من بنطال من الجينز وعليه مايصل الي
الركبه بقليل بأكمام طويله ورقبه عاليه ..تلك الفتاه بعيون اللؤلؤ والبشره
الخمريه المائله للسمار والشعر البني القاتم ..تسير وكأنها رجل فقط
لوحاول احد ان يتعرض لها سيندم علي يومه وعلي حياته كلها ..انهت
مهمتها التي لم تخلوا من بعض المضايقات بالكلام والاشاره الي جمالها
الذي لا تعتقد به ...تأففت وهي تدلف الي المكتبه جالسه علي مقعد
وهي تضع الشطائر علي طاوله صغيره وهي تهتف پغضب
ايه القرف ده ياربي يعني اختفي انا ولا ايه ناس معندهاش ډم حاجه مستفزه
..لتضحك صديقتها شمس
كل مره يجي عليكي الدور في شړي الغدا او وانتي بتفتحي المكتبه
الصبح لازم تقولي الجمله دي ..انا حفظتها خلاااص تحبي اسمعلك
كادت ان تلقيها بأي شئ تناله يدها ليهتف محمد بمزاح
بس يا بنات مش كل يوم نفس السيره ..معلش يا فرحه يا بنتي اتحملي
انتي اصلا شايفه المكان عامل ازاي ..حنعمل ايه يعني ..
لتهمس پغضب طفولي كمزاح
يا بابا اكتر من مره اقولك اسمي نوتيلا بلاش فرحه ده خالص انساه انساه
وبدأت تلوح امامه بيدها الاثنين دلاله علي انها تحاول ان تنسيه علي
سبيل المزاح ليهتف بين ضحكاته
يا بنتي انا الاسم ده مش نازلي من زور ..مش كفايه مرتبك اللي بتخديه
من المكتبه او البقشيش الزياده اللي بيطلع كل اول شهر تدبي مشوار
طوويل لحد متوصلي وسط البلد وتجيبي برطمان الشوكلاته ده .. مع
اني حاسس انها عاديه يعني
وقفت امامه كالاطفال متذمره
عاديه ايه بس يا بابا ...دي ولا احلي ولا اهضم ولا اطعم
من كده ..ياريت حياتي تبقي شبه النوتيلا ..بدل القرف اللي واحد
شايفه في الشارع وفي البيت
كانت تتأفف بأخر جمله وهي تقضم قضمه كبيره من احدي الشطائر
لتسخر همس مازحه
مكنتي ماشيه كويس وكيوت اتحولتي فجأه ليه
لتشرد في الافق فجأه وهي تكمل طعامها
زهقت يا شموسه مش كفايه الناس اللي
متابعة القراءة