رواية كاملة الفصول من السادس وعشرون للثلاثون والاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بسرعة
لا خليك أنا عايزاك.. قصدي يعني عايزة أتكلم معاك.
نظر ليدها بحدة محذرا إياها لتبتلع هي وتسائلت بعين امتلئت بالرجاء
ممكن
حمحم و أماء لها بإقتضاب ثم أشار لها بالجلوس وجلس هو الآخر على مقعد بعيد قائلا
اتفضلي قولي أنتي عايزة إيه
لو بس تديني فرصة أتكلم معاك براحة بدل طريقتك دي هتكلم علطول.. بس حاضر هتكلم.
عقد ذراعه يستعد للاستماع لها فهتفت هي
أزدردت وهى تتابع ملامح وجهه التي ظهر عليها الامتعاض ثم تحدث بين أسنانه
أومال ايه رحمة حسيني دي يا ترا بقي ابوكي هو اللي باعتك هنا ولا مين.
اسمعني بس.. الإسم ده معرفتش عنه حاجة غير من حوالي شهر
مامتك هدي آخدت عينة مني وعينة من بابا داوود قبل مۏته وعملت تحليل طلعت بنته.
زفر يخلل شعره قائلا بهدوء مزيف
لم يعجبها طريقته الفظة فهتفت بضيق
هدي هانم دي تبقي أمي زي ما هي أمك.
نعم !
هحكيلك كل حاجة ولازم تصدقني أرجوك.
عض على شفتيه يغمغم
اتفضلي أنا سامعك.
آخذت نفسا تزفره على مهل ثم بدأت تسرد عليه كل شيء بدأ من لقاء جاسر لهدي إلى هذا اليوم وما جعلها ترتاح هو تأثر ملامحه وهى تقص عليه ما حدث
أنا بس اللي طلباه منك متسبنيش طول عمري كنت بتمني يكون ليا أخ اتحامي فيه من الدنيا.. ارجوك صدقني.
رق قلبه وقد التمس الصدق من حديثها لينهض واقفا مما جعلها تغمض عيناها بحزن معتقدة بأنه لا يصدقها ولكنها اتسعت بدهشة عندما جذبها محتضنا إياها قائلا بحنان ادهشها أكثر
استمعوا إلى صوت تكسير لينظروا معا فوجدوا نورا تقف عيناها تطلق شرارة الڠضب والغيرة صاړخة
إيه اللي بيحصل هنا!
وقبل أن يبرر مراد فعلته وجد جسد رحمة يترنح آيل للسقوط وقد أغلقت عيناها أخيرا فأسرع بالتقاط جسدها وحملها ممددا إياها على الأريكة وهو يصيح ب نورا المتجمدة في مكانها
واقفة عندك ليه اتفضلي اتصلي بدكتور.
اخلصي يا بنتي!!
حمل رحمة و أدخلها لإحدى الغرف و نورا تتابعهم بعين الصقر لتجهش في البكاء تهشم الهاتف الذي بيدها في الحائط بينما جاء الطبيب سريعا حاملا أدواته اللازمة وبعد بضع دقائق خرج الطبيب قائلا بابتسامة رسمية يتابع لهفة مراد
الفصل الثلاثون النهاية
ظلامها حياة
صر أسنانه يرمق رحمة النائمة پغضب مرددا كلمة حامل! بينما تجمدت أطراف نورا من الصدمة صاړخة
يا نهار أبيض!! پتخوني يا مراد وكمان حامل!
عقد الطبيب حاجباه باستغراب ليهتف مراد بنبرة مقتضبة
نورا.. اطلعي فوق نتكلم..
همت بالاعتراض أذنها تطلق شرارة دليلة على ڠضبها الحارق ليقاطعها قبل أن تتحدث
كلامي يتسمع مش هكرره تاني.
مطت شفتيها في تمرد ف دبدبت الأرض بقدميها في ڠضب من نظراته المحذرة وتطلعت إلى رحمة بعينان تطلق شظايا الغيرة والكره ثم انطلقت كالاعصار
بينما ودع مراد الطبيب بعد أن أعطاه حفنة من النقود ليتنهد في يأس مستمعا إلى صوت الباب الذي أصدر صريرا مرتفعا حينما أغلقته مجنونته الصغيرة خلفها مؤكدا أن هذه الليلة سوف يحدث مالا يحمد عقباه.. توجه إلى رحمة الراقدة فأرتفع صوته الهادر
طبعا هتقوليلي أن الحمل ده من جاسر ال
أول حاجة كدا... هتطلقي منه من بعد اللحظة دي وألا قسما بالله اجيبه لحد عندك مېت.. أكيد هو عارف أنك اختي من زمان عشان كده ضحك عليكي وخلاكي حامل!! بس اللي مخليني أتعجب هو أنتي إزاي سبتي نفسك ليه... دا جالك دعوة من بيت الطاعة بسببه يا غبية.
جحظت عيناها قائلة وأصبحت على مشارف البكاء
لأ.. أرجوك متأذهوش.. أنا بحبه وهو بيحبني ومعملناش حاجة غلط.. هو أعترف بكل حاجة عن نورا والله ما لمسها آ...
رحمة!! إيه مالك بټعيطي ليه
قالها جاسر پخوف ملحوظ وقد وقف مكانه فهو شعر بالقلق الشديد يختلج صدره قلق لا يعلم سببه فقرر ترك عمله وكل ما يحيله عن حبيبته وبعدها آتي إلى هنا رغم علمه بأن لقائه مع مراد لن يمر بسلام ولكن لېحترق كل شيء في البداية كان سينتظر بسيارته على مقربة من الفيلا ولكن الفزع شق طريقه إليه وهو يري مراد يخرج بصحبة شخص علم بمهنته من تلك الحقيبة الجلدية التي يمسكها فلم يتردد لثانية واحدة ودلف للداخل يدعو بداخله ألا تتأذى محبوبته...
أطل مراد واقفا بطوله الفارع فصاح
أنت اللي جيت ل قضاك يا جاسر...
أنقض عليه كالأسد يسدد له لكمات عديدة يتلفظ بعبارات وقحة فبدأ جاسر يتفادى البعض و يبادله أيضا باللكمات ف نشب بينهم معركة لن يخرج منها إحداهما بخير فصړخت بهما رحمة
كفاية الجنان اللي بتعملوه ده حرام عليكم.. نورا ممكن لو نزلت وشافت الوضع ده يحصل معها حاجة..
وقفت بينهم وقد بدت كطفلة صغيرة للغاية بقامتها القصيرة وعبوس وجهها اللطيف
بتتصرفوا بهمجية ولا كأنكم طالعين من الحبس عدل!
في حاجة أسمها كلام ودي يا بني آدم منك ليه
أظن لو قعدتم مع بعض اتكلموا بعقلانية هتكون طريقة أفضل.
محدش ينفع يتصرف بعقلانية وهو شايف الشخصية النجسة دي.. مۏته هيكون نعيم للناس التانية.
قالها مراد بصوت خفيض كي لا تصل أصواتهم إلى أذن نورا ولكن صوته كان غاضبا محتقرا.. فهتف جاسر قائلا پغضب
شايفة قلة الأدب.. واللي خلق الخلق لولاكي لكنت علمته و ربيته من جديد.
أبتسم مراد بسخرية لاذعة من كلمات جاسر لتتحول إلى قهقهات صاخبة ألمت معدته وادمعت عيناه على أثرها.. قائلا
مش سامع كنت بتقول إيه... آه كنت بتقول قلة أدب و ربيته صح
دفعت رحمة جاسر متآففة
يالا يا جاسر نمشي دلوقتي لو سمحت مش عايزة مشاكل..
ثم أكملت متهكمة
شكرا يا مراد على المقابلة الحلوة دي...
أوقفها قبيل أن تغادر
استني عندك على فين العزم أن شاء الله أنا قولت مفيش خروج و هتطلقي ڠصب عن عين أي حد.
لأ.
كانت إجابتها بمنتهي التلقائية والحزم ثم أردفت وهو تتطلع لملامحه المتعجبة
لأ يعني لأ.. مش بكيفك تطلقني أنا لما جيت.. جيت عشان أحس إنك اخويا مش عشان تفرض سيطرتك عليا جاسر جوزي وهيبقي أبو اللي في بطني.
تأبطت ذراع جاسر ترغمه على السير بينما تمتم مندهشا
يعني أنت حامل معقول هكون أب!
صاح مراد بعصبية تملكت منه
هترجعي يا رحمة.. هترجعي عشان مش هسيبك مع واحد زي ده.
ودون أن تلتفت له صاحت هي الأخرى بنفس علو الصوت
أنا قولت اللي عندي
ليه متتكلموش بشكل ودي
انصرفت تسحب جاسر خلفها تاركة مراد يزداد تعجبه أكثر فتذكر فجأة ما حدث مع نورا ليصعد على الفور ليزيل الشك الذي ينمو في عقلها بشأن وجود علاقة بينه وبين رحمة...
فتح باب الغرفة بدون استئذان فوجدها جالسة القرفصاء أقترب منها قائلا بحنق وقد اغضبه و أذاه بكائها
ممكن أعرف ليه الدراما دي... لو بس تسمعي...
قاطعته ناهضة من تلك الجلسة قائلة بإنفعال
دراما!
بقي أنا بعمل دراما..
متابعة القراءة