الفصل السادس عشر
أتمني لكم قراءة ممتعة
في دار الأيتام
نجدها تتململ بكسل في نومتها ومن ثم تفتح عينيها بتثاقل لتنظر إلي أرجاء الغرفه وتقول بصوت متحشرج أنا فين .
عايده انتي ف الملجأ ي حسناء....نسيتي ولا ايه .
وهنا تتذكر كل ماحدث وكيف عانت كثيرا ليلة أمس فيعبث وجهها وتمتلئ عينيها بالدموع ومن ثم تبدأ بالبكاء ولكن ليس كأمس....عايده وهي تربت علي كتفها خلاص ي حبيبتي ماعدتيش ټعيطي....واهدي كده عشان تعرفي تتكلمي وتقوليلي أيه اللي حصلك امبارح وخلاكي مڼهاره بالشكل دا....ولكن الآخري لاتزال مستمره في البكاء فتكمل خلاص لو سبب شخصي ومش عايزه تتكلمي فيه أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك....بس عشان خاطري اهدي وماتعمليش ف نفسك كده....شوفي عنيكي بقيت حمره وورمت إزاي....وهنا حسناء بدأت تهدأ تماما وتحدثت من بين شهقاتها بصوت مبحوح خلاص سكت اهو وماعدتش هعيط....أنا عايزه أقولك إني.....ولكن قاطعها دخول إحدي العاملات لتعلم السيده عايده بأن الطبيب الخاص بالدار يريد لقائها وهو بإنتظارها في مكتبها....فتتحدث عايده طيب روحي إنتي وأنا جايه وراكي....وبعدما إنصرفت العامله وجهت كلامها لحسناء قائله أنا همشي دلوقتي وهنكمل كلامنا بعدين....اهو حتي تكوني هديتي أكتر .
أومأت لها برأسها ومن ثم خرجت الاخري....وهنا بدأت حيرتها....هل تخبرها بكل ماحدث معها أم تختلق كذبه جديده كعادتها....هل ستساندها أم ستتخلي عنها بحجة أنها لا تريد المشاكل وهذا حقها....فمن ذا الذي يقبل بحماية فتاه هاربه من بيتها وليس كذلك فقط بل مطارده من قبل بلطجيه....وتنتهي حيرتها بحسم الأمر ألا وهو أنها لن تخبرها بأي شئ سوي أنها تركت عملها لأن أصحاب المنزل قد سافروا وأثناء رحلتها إلي هنا كادت أن تتعرض لحاډث فلذا تجد أن أعصابها قد تلفت مما كاد أن يحدث لها....يالكي من كاذبه....انظري الي نفسك....لقد أصبح الكذب يجري في عروقك....فلتخبريني كم من كذبه إختلقتي كي تهربي من واقعك....هيا أجيبي....لم أكن أظن بأن حسناء الخلوقه تفعل مثل هذا....ألا تعرفي بأن الكذب مرض....وعندما يتمكن منك لن تستطيعي التخلص منه....إلي متي ستظلي تدعي مالم يحدث....لما لا تخبري الجميع بمأساتك....أأنت تخجلي من واقعك ولا تخجلي من الكذب....حقا أنا مشفقه عليك....أنت لست حسناء التي أعرفها....أين هي تلك الفتاه التي لم تكن تنطق بالكذب قط....أين تلك التي كانت تقول الحق حتي ولو كانت مخطئه....أين هي....هيا أجيبي....بما تريدي أن أجيب....أأعترف بخيبتي للجميع....أأقول بأني فتاه يتيمة الأبوين وأعامل كالخادمه في بيتي....أأقول بأني جاهله لم أكمل تعليمي....أأقول بأني دائما ضعيفه ومهانه....لقد بعثرت كرامتي كثيرا ولم يتبقي منها سوي القليل....ومن حقي أن أحفظ ماتبقي وأصون ماء وجهي .
وحان الآن دوري كي أسالك وإن كنتي تملكي إجابه فلتريحيني بها....هل سيقدر الجميع ظروفي أو بالأحري هل سيصدقون كل ما مررت به....من سيعوضني عن الأيام التي مضت من حياتي ولم أعش بها ككل من هو بعمري....هل كل زميلاتي يخدمن في البيوت مثلي....هل يعاملن پقسوه كما أعامل أنا....لا أعرف ماذا فعلت أنا ليحدث لي كل هذا....أقسم لك بأني دائما أفكر بالإنتحار لكي أستريح ولكن ماذا أنا بفعاله لو مت كافره....فبهذا أكون قد خسړت دنيتي وآخرتي....دائما مايتردد في مسامعي كلام أبي عمن ماټ منتحرا....كنت لا أزال صغيره آن ذاك ولم أكن أفهم مايقول....والآن فقط أدركت....فكان يقول لا أعرف لما الجميع يريد أن يتخلص من مشاكله بالإنتحار وينهي حياته بإعلان كفره....أهذا هو الحل....أكل من يقدم عليه مستعد للقاء ربه....ألا يعرف بأن خالقه أرحم عليه من نفسه....الله لن يتركك هكذا....حتي وإن أطال عليك فهو يختبر صبرك وحتما سيجبر بخاطرك جبرا يعجب له أهل السماء....فهو لن يغلق كل الأبواب بوجهك ويجعل لك باب الاڼتحار هو السبيل الوحيد لتخطي ما أنت فيه....نحن فقط من نختار الطريق الأسهل....نحن من أصبحنا ضعفاء نخشي فقط هموم الدنيا ولا نخشي عذاب الاخره....فلتصبر وإن فرجه لقريب .
كم هو مريح أن أتذكر ماكان يقوله أبي....وأين هو الآن ليري حالي....ويري كيف أصبحت كالمشرده....بلا مأوي....رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الجنه....ولكن دعونا من هذا فبما يفيد الكلام في حالتي هذه....من الأفضل أن أصمت وألا أفكر فيما مضي وأتطلع لما هو آت....وهنا تلتقط حقيبتها ومن ثم تفتحها وتخرج هاتفها....ماذا ستفعل به تلك....هل تنوي بيعه أم ماذا....ظلت شارده به لفتره ليست بالكبيره إلي أن قطع شرودها إضاءة الشاشه معلنه عن مكالمه وارده من جواد....ماذا أهو جواد أم أنني فقط أتخيل....كانت غير مصدقه لدرجه جعلتها تفرك عينيها للتأكد مما تراه....وسريعا ما همت بالضغط علي زر الفتح ولكن تراجعت عندما تذكرت تجاهله لها طيلة تلك الفتره الماضيه....انتهي الاتصال ولكن الآخر عاود الإتصال ثانية....أما الاخري فكانت في حيره بين عقلها وقلبها....فالقلب يريد والعقل يمتنع....ظلت هكذا تتجاهل مهاتفاته إلي أن إنهارت حصونها وضغطت علي زر الفتح ووضعت الهاتف علي أذنها....وبمجرد أن سمعت صوته حتي دخلت بنوبة بكاء ولم تستطع الحديث فكلما حاولت التكلم داهمتها تلك الشهقات اللعينه التي تصحب