رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

سلامات روتينية باردة مع ابتسامة دبلوماسية أنيقة .
وبالطبع كانت تترأس الجلسة جدته على كرسيها العتيد فى حجرة مخصصة لإجتماعات العائلة ... بينما جلس على جانبها الأيمن أولادها أعمامه الأربعة وعلى الجانب الأيسر كان الأحفاد وبالطبع كان هو أولهم وجاورها الجلوس .
تحدث الجدة قائلة بلهجة باردة عملية 
_ النهاردة اليوم السانوى اللى بنتجمع فيه علشان نعرض إيرادات مجموعة الزهيرى ... طبعا التقارير كلها وصلتلى خلال الاسبوع ده لكل الفروع .
وجهت نظرها إلى أول أبنائها الجالس بجوارها لتقول له بتهكم 
_ إيرادات فرع الجنوب فى البلد إنخفضت بمعدل كبير عن السنة اللى فاتت ممكن توضيح بدل الأوراق اللى بعتها وكلها بايظة ومش مفهومة .
نظر أوس لعمه الأكبر بشفقة إمتزجت بالسخرية فقد بدا كالطفل الذى أمسك بالجرم المشهود .. وجدته كقاضى وجلاد بذات الوقت .
وإنتقلت منه إلى عمه الثانى وإلى الثالث حتى أتمت الفروع الأساسية المتواجدة فى البلد .
لتلتفت إليه قائلة بحزم 
_ إيرادات الشركة الألمانية كويسة لكن أنا عرضت عليك فكرة علشان نزود الإيرادات وأنت لسه مردتش .. أعتبر صمتك موافقة 
نظر إليها أوس رافعا إحدى حاجبيه بتوجس ليقول ببطئ 
_ بما أن الإتحاد مع شركة هيرفع الشركة بتاعتى فأنا أكيد موافق .
ابتسمت جدته بكبرياء لكن ابتسامتها سقطت حين أكمل بسخرية 
_ لكن بما أنى الموضوع جه من عندك .. فأنا رافض الفكرة .
نهض بعزم من مجلسه ليطالع أفراد عائلته المذهولين مما فعل ليبتسم بسخرية ويقول لهم بتهكم 
_ زيارة سعيدة .
ثم إلتفت مغادرا المجلس ببرود ..
إتجه إلى غرفة ابنه وأمام الباب وقف إلا أنه لم يفتح أو يطرق عليه .
بل وقف متصنما يفكر بخبث إلى أن إلتفت باسما ... وسار بعزم تجاه تلك الغرفة .
لقد عرف الغرفة التى تسكنها هنا فى القصر وبالطبع يجب أن يؤدى لها زيارة لطيفة يعبر فيها عن شكره لإهتمامها بإبنه ... فاللياقة لا تليق بأحدا مثلما تليق بأوس الزهيرى .. أم ماذا 
طرق باب غرفتها فسمع صوتها الهادئ يدعوا الطارق للدخول .
دلف بهدوء إلى الغرفة لتتنقل نظراته عليها بسرعة قبل أن تستقر على تلك الجالسة على كرسى بجوار النافذة تراقب الخارج .
لاحظ إجفالها ونهوضها السريع عن كرسيها لتقف فى مواجهته ناظرة إليه بإستغراب .
سألته بفظاظة 
_ نعم 
لم يأبه لها بل إتجه إلى كرسى المجاور لكرسيها كى يجلس بأريحية قائلا ببساطة مغيظة 
_ أتفضلى .
وأشار بيده تجاه الكرسى المجاور الذى كانت تجلس عليه قبل دخوله .
إلا أنها رفضت الجلوس وظلت على حالها واقفة عاقدة يديها بحزم على صدرها .
سألته پعنف أكثر أظهر ڠضبها 
_ عاوز إيه ... وإزاى تدخل أوضتى من غير إستئذان 
نظر لها مطولا ... راقب وجهها الرقيق عيناها الواسعة المحففتان بأسوار عالية تمثلت فى رموشها الطويلة الكثيفة ثم تلك الغرة الظاهرة من حجابها الزهرى قطع شوطا قبل يصل إلى جسر أنفها الذى قاده لشفتيها .
مكتنزتان .. مرسومات بإحتراف ورديتان دون أى أصباغ .
قال أوس بتشتت وعيناه لاتزالان عالقة عند تلك الشفتان 
_ إيه معنى اسم أهلة 
زمت شفتيها پغضب لتسأله بإندفاع 
_ أنت إنسان عجيب بجد .. يعنى سايب اجتماع عيلتك وجاى تقولى ايه معنى اسمى لا أنت فعلا فيك حاجة إذا مطلعتش دلوقتى هص.....
أشار لها أن تصمت قبل أن يقول ببطئ 
_ كل ده علشان سألتك عن معنى اسمك ..
نهض من مكانه ليقف فى مواجهتها لتدرك لتوها بأنها تقاربه طولا إلا أن ذلك التوهج بعينه جعلها تدرك بأنه يفوقها فى الجسد والعقل .
قال أخيرا أوس بحزم قاطعا للصمت  
_ أجهزى وجهزى زياد علشان هنمشى من هنا .
إتسعت عيناها پصدمة لتراه قد تجاهلها بعد أمر وإنصرف بهدوء .
30
وقف حسان بسيارته فى أحد الطرق الخالية فنظرت إلى ما حولها بتعجب .. لتلتفت إليه قائلة باستغراب 
_ أنت ليه جبتنى هنا 
ابتسم حسان بأناقة ليقول بثقة 
_ أكيد مش علشان اللى في بالك .. لو كنت عاوز أخدك .. كنت خدتك من زمان وأنت فى بيتى وعصمتى ..
أخذت نفسا عميقا لتقول بثبات 
_ لو خلصت تقليب فى الماضى ممكن تقولى عاوز إيه .. يعنى علشان منضيعش وقت بعض .
اومأ برأسه باستهزاء ليقول بسخرية 
_ عاوز أرجعك .
ضحكت بسخرية مماثلة لتجيب 
_ بتهزر .. طلبت منى أكلمك بكل ثقة علشان تقولى عاوز أرجعك .. أفضل ليك وليا توصلنى لأقرب مكان أخد منه تاكسى وأروح .
تقلبت تعابير وجهه ليقول پغضب 
_ رغد أنا بطلب منك نرجع لبعض بكل احترام انا غلطت لما طلقتك بالشكل ده .. وعارف اللى أتقال عليكى بسببى وانا عاوز أردلك كرامتك .
ما بال جميع الرجال .. تعود لهم روح الرجولة فجأة وتغادرهم فجأة !!! 
هزت رأسها بسخرية .. لتقول ببطئ 
_ أنت انسان واقعى ... شايف نفسك محور أساسى فى حياتى مثلا ... غرورك الكبير مانعك تشوف كرهى ليك .. متوقع إيه من واحدة أتطلقت فى يوم فرحها .. متوقع أرجع لأكتر واحد كسرنى فى حياتى  
لو سمحت يا حسان وصلنى لأقرب مكان أقدر أركب تاكسى منه .. وياريت تنسانى ولو عاوز صفقة كبيرة مع بابا .. يبقا أتعاملوا مع بعض بنزاهة وخرجونى من حساباتكم .
لم يعلق حسان بشئ .. بل لتعجبها قاد سيارته بهدوء إلى أن أوصلها لمكان تستطيع منه العودة إلى منزلها .
وحين كادت تفتح باب السيارة قال بهدوء 
_ للأسف هتندمى يا رغد .. وهتتمنى لو وافقتى على عرض إنك ترجعيلى لكن أنا هسيبك فى حالك فعلا .. وهراقب هتوصلى لفين .
لم تفهم كلامه .. ولم تحاول الفهم بل سارعت لمغادرة السيارة وهى تشعر بالڠضب يتضاعف بداخلها .. ك بركان هائج . 
زفرت رغد پعنف وهى تلقى بالأوراق من يدها لتلقى بتلك الذكرى بعيدا .
نظرت حولها فى تشتت اليوم دفعها والدها إلى الذهاب للشركة ورغم مماطلتها الطويلة معه إلا أنها إستسلمت فى النهاية وذهبت إلى الشركة .
بالأمس تركها أخاها قصى ولم يعد للمنزل حتى غادرته صباحا أرادت أن تحادثه وتخبره بأمر والدها الأخير إلا أن هاتفة كان مغلق ..
فأذعنت لأمر والدها اللحوح وتوجهت إلى فرع شركته هنا وبالطبع كان إستقبال والدها حافلا كما توقعت ..
ابتسامة باردة وحضن أكثر برودة مع سؤال ثقيل عن أحوالها وأحوال أخاها جعلا منه الأب المثالى المتفانى من أجل أطفاله .
ورغم ذلك تجاهلت كل هذا ومضت تسأله عن سبب حضورها .. ليخبرها ببساطة أنه يريدها أن تمسك هذا الفرع من الشركة لأنه غير متفرغ له ولا يجد شخصا امين كى يمسكه كم بدا والدها متفانيا فى تلك اللحظة .
بينما كان ردها هو صړاخها بالرفض فلم يقبل به ..
وبعد جدالات سلمت حصونها لثانى مرة فى ذات اليوم .
لم يكن كل ذلك ما أثار ضيقها ونفورها بل تلك العبارة الأخيرة التى قالها مبتسما بخبث 
_ خلى أخوك يجهز .
لم تعرف ما ترجمت تلك العبارة وماذا يقصد بها
تم نسخ الرابط