رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
أجهزى وجهزى زياد علشان هنمشى من هنا .
بعدما قال تلك العبارة الباردة سارعت بتنفيذ طلبه ليس لهفة .. ولكن فضول قاټل يدفعها لذلك .
أوس الزهيرى سيترك القصر .. الأمر بدا عاديا بالنسبة لسفره الدائم ولكن أن يأخذ معه ابنه فهذا أمر جديد عليه
بعدما أنهت تجميع أغراضها فى حقيبتها توجهت إلى غرفة زياد لتفعل معه المثل .
إستقرت بجواره فى الكرسى الأمامى ولم تحاول أن تمانع بعدما فتح لها الباب بنفسه مع ابتسامة ساخرة أنيقة من شفتيه جعلتها تبتلع لسانها وتصمت .. ولكن ليس كثيرا .
فما إن أنطلق حتى قالت بهدوء وهى تلتفت إليه
_ هنروح فين .. المفروض أعرف يعنى علشان أقرر إذا كنت هوافق ولا لأ .
_ هيفرق ... لأ وده الأكيد بما انك شغالة علشان المرتب برضوا مش صح فخلاص هرفعه وهتيجى المكان اللى عاوزه .
تعمد إنهاء كلامه بوقاحة ليستشعر إشتعالها السريع والذى أطلقته فى صافرة حادة عبارة عن كلمات صاړخة
_ أنت عارف أنى مش محتاجة لمرتبك ده ..
_ أكييييد .. بس أنت عاوزة حاجة تانية وده اللى معرفهوش فأنت اللى محتاجة مش أنا .
أخذت أهلة نفسا عميقا لتقول مدعية الهدوء
_ ما جاوبتش على سؤال قولى هنروح فين
إلتقط نظارته الموضوع على التابو ليضعها على عينه قائلا بلهجة أكتسبت مرحا غريبا
جن هذا الرجل بلا شك أو جدال !!
مطروح اين أو كيف أو لماذا سيذهب لها !!
إنه جنون لا يسكت عليه !!
صاحت بعدما تدارك الصدمة بإنفعال
_ هنروح فين ... مطروح دلوقتى فى الشتا !! .... أنت أتجننت لا أنت إنسان مش مسؤل .
الټفت إليها مبتسما ابتسامة عريضة أخذت فكه كله وأظهرت أسنانه البيضاء ليقول بضحكة مرحة
وأنهى كلمته بغمزة وقحة إتبعها بأن أشعل المذياع لټنفجر أصوات أغنية أجنبية بصوت مرتفع .
كانت تراقبه بذهول .. كيف كان يحرك رأسه ويدندن بتجاوب مع إيقاع النغمات .
إلتفتت إلى الخلف لتجد ابنه يجلس بأدب فى كرسيه ينظر إلى الطرقات من النافذة المغلقة .
عادت بنظراتها المصډومة إلى أوس الذى كان يردد الكلمات الأجنبية بطلاقة ...
هل هذا طفله من الاساس .. تكاد تشك بذلك !
غمست فرشاتها فى اللون البنفسجى .. لترفعها إلى لوحتها وتخط بها مسار تلاقى مع آخر وآخر حتى شكل لوحة رقيقة .
كان الشرود يتملكها وهى منشغلة برسم آخر لوحاتها تفكر إلى أين ستصل بها ظروفها الحالية ..
لاتزال تشعر بالحرج والأسف لنفسها وله زوجها الذى صدق حين أخبر والدها بأنه مرتبط .. وهى بلا أى تفكير دفعت بنفسها تجاهه .
ليصبح هو بمظهر الرجل الكاذب و المخادع والمتلاعب بأعراض النساء .
ورغم كل هذا لم يشكوا أو يتذمر لم يعترض أو يقول بأنه أجبر على الزواج منها .. فقط تقبل بنفسا راضية كل ما واجه من نظرات وعبارات قاسېة من جيرانه .
حاولت الحديث معه بهذا الشأن إلا أنه كان يوقفها ويتحجج بأى حجة كى يهرب من الحديث .
كان خۏفها الأكبر يتمثل فى كون هناك مشاعر بينهما فالفتاة حين قابلتها رأت بعينها الحب المټألم ... وهو لم تقدر على قرأة ما بعينه .. لم تعرف أهو زواج تقليدى أم عن حب .. إذا كان الخيار الثانى فلا شك ستنسحب شاكرة وإذا ما كان الخيار الأول فستعتذر لكل القيم والمبادئ التى تحتم تركها له فى كل الابعاد وستستمر معه .
ولكن بين ذلك وذلك .. لا تجد ردا شافى لتفكيرها المتضارب .
إنحدرت فرشاتها لتخرج من المسار المحدد فنظرت نهاد لها بضيق وزفرت بحنق قبل أن تترك الفرشاة وتبتعد عن اللوحة ناظرة إليها پغضب .
مجهود ساعات ضاع فى دقيقتين زفرت ثانية وإقتربت لتنزع اللوحة إلا أنها سمعت صوته الهادئ من خلفها
_ أستنى .
تركت اللوحة ببطئ لتلتفت له .. فأكمل بهدوء
_ مش كل حاجة بتبوظ معناها أنها مبقتش تقدر تتغير عندنا فى المجال الميكانيكى كنا بناخد أدوات قديمة بايظة ونعيد تصليحها .
اللون الوردى اللى على الجنب اليمين .. ممكن يقرب من الخط البنفسجى الخطأ فى اللوحة ممكن ترسمى ورد هيليق مع الصورة .. أو تكملى باقى الرسوم وتدخليها مع الخط ده .
إقترب أكثر ليبدأ بشرح تفاصيل الأفكار لذلك الخطأ الذى إرتكبته ... كان يشير بإصبعيه ويرسم به ما يدور بخلده .
إلا أنها لم تكن معه بتركيزها او نظرها بل كانت تنظر له بإستغراب وعلى شفتيها شبه ابتسامة .
أنهى كلماته بأن إلتفت لها فوجدها لاتزال تنظر إلى متعجبة فقال باسما وهو لايزال يشير إلى اللوحة
_ حطى هنا اللون البنفسجى .
وبالفعل غمست فرشاتها به ولكنها لم تتجه إلى اللوحة بل إلى وجهه .. على وجنته بالضبط .
عقد حاجبيه بإستغراب ليقول بدهشة
_ اللوحة .. اللوحة مش وشى أنت روحتى فين
سأل بدهشة عندما وجدها ترفع الألوان إلى وجهه ثانية وتهبط بفرشاها على أنفه نظر إليها متعجبا لتغمس ألوانها ثانية وتقترب منه كى تضع فرشاتها على وجهه إلا أنه أبتعد ممسكا بيدها ليقول وهو ينظر بعمق إلى عينيها الشاردتين
_ نهااااااد !
أجابته بخفوت كطفلة متذمرة
_ عاوزة ألعب .
أجفل بدهشة لصوتها الخاڤت الحزين فلم ينتبه لفرشاتها التى لظخت لحيته باللون الوردى !!
ما بها نهاد هل جنت أخيرا
إنتزع من يدها الفراشة بحزم لتصدر صوت ممتعض ولكنه لم يأبه به بل أعاد الفرشاة إليها فى هيئة شخابيط طالت وجهها الأبيض الناعم .
أمسكها سيف من كتفاها وقادها إلى المرآة ليقول مبتسما بمشاغبة
_ إيه رأيك مش فنان ... بصى أنت عملتى إيه فى وشى وأنا عملت إيه فى وشك .
نظرت إلى وجهها الذى أخذ كلا من وجنتاها خطان متوازيان وعلى أنفها كره سوداء .. وفمها ملطخ باللون الوردى ... إنه صورة تقريبية للقطة !!
بينما هو حملت لحيته اللون الوردى .. وخده الأيمن البنفسجى وأنفه الأسود فى شكل لا يمت للأشكال بصلة .
حقا قد كان بين الشخابيط على وجهها ووجهه فارق ضخم .
إلتفتت نهاد لسيف مطرقة الوجه پألم لتقول بصوتا شاحب
_ سيف هتسيبنى
نظر سيف إلى منابت شعرها الذهبية ليمد يده ويدفنها بين شلالاتها بنعمة ممشطا لها إياه .. حتى وقف عند كعكة جمعت فيها خصلاتها بقوة .. فلم يقدر إلا أن يفكها ببطئ تاركا المجال لخصلاتها كى تتحر من أسرها فإنسابت بنعومة على ظهرها وكتفها .
إمتدت يده الآخرى ترفع وجهها من ذقنها ببطئ لتتلاقا عيناهما برقة .
أسير أنا لعينيك الخضراوين
أتغنى بجمالهما سرا وأخشى العلانية
سألها بخفوت ووجهه يميل ليقترب من وجهها
_ ليه
إلتمعت عيناها بدموع تلألأت بخضرة ناعمة لتقول بخفوت
_ علشانها .
فقط ودن مماطة تعترف بوجود آخرى فى حياته
متابعة القراءة