رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
تدفعانه ببطئ تجاه ما يريد منذ البداية غرفة نومها .
دفع بابها برفق ليدخل الغرفة التى اشتاق إليها هذه الغرفة تحديدا إشتياقه لهما منذ خمسة عشر عاما .. منذ أتخذت خالته قرارا صارما بعدم دخول الأولاد إلى غرفة غنى .
وقد كان الأكثر تمردا على هذا القرار إلا أنه حين فهم الأمر أزعن بإمتعاض ... ليعد نفسه بأنه سيدخلها حين تكون غنى من نصيبه .
تقدمت قدماه ببطئ على الأرض الخشبية طالعت عيناه بتفحص السرير الموجود بجوار الباب .. كان صغيرا يناسب ضئالة حجمها .. مرتب بعناية كما هى عادتها .. يعلوه طبقة صغيرة من الغبار .
جلس على طرف السرير ببطئ بينما أمتدت يداه لتلامس شراشف الفراش بعناية إلى أن وصلت لوسادتها فجذبها إليه ليحتضنها مستنشقا عطرها بقوة .
أعاد الوسادة إلى مكانها ليلقى بجسده على الفراش مستلقيا .. ينظر إلى سقف الغرفة وكأنه ينظر إلى شريط حياته الذى تشاركه معاها .
لقد عاش حياته كلها ملازما لخالته كان الابن الثانى لها بعد إيهاب الذى يكبره بعام .. وكانت هى أخته وفتاته منذ لحظة مولدها .
علاقته معها لم تكن حب مراهقة إختطفها من نظرة لشعرها او جسدها بل كانت علاقة روحية تجمع بينهم .. علاقة أكبر من أن تقال أو تفسر ..
أغمض عيناه بقوة مانعا عقله من التفكير لقد تعب .. تعب من تذكر كل لحظة كانت معه .. تعب من كل لحظه كان فيها وحيدة ېقتله ألمه فى غيابها .
_ مرحبا .. من يتصل .
أجابه صوت أنثوى رقيق حمل بين حروفه لهجة الدلال
_ مرحبا سيد قصى .. أنا ميس عماد .. أظن بأنك تتذكرنى سيد قصى .. لقد تقابلنا فى مصر منذ خمسة أشهر .
أكملت ميس بالألمانية
_ هل أزعجك إن دعوتك لفنجان قهوة غدا
أجابها قصى بزفرة حادة .. تلاها قوله الهادئ
_ لا بأس .. ليس لدى ما يشغلنى .
ابتسمت ميس على الطرف الآخر من الهاتف لتجيبه بثقة إمتزجت برقة أنثوية
أغلق الهاتف بعد كلمتها الأخيرة فنظر قصى إلى الهاتف قليلا باستغراب بينما حاول عقله المرهق تذكر صاحبة الأسم إلا أنه عجز .. فألقى هاتفه بالأخير على الطاولة المجاورة للفراش بعدما أغلقه ... ليغمض عيناه محاولا النوم والاسترخاء .
ألقت الاوراق من يدها پصدمة .. لتنظر حولها بذهول ..
لقد أوقعها والدها !!
ببساطة فعل .. وبغبائها أنساقت ورائه !
إلتقطت الاوراق ثانية .. تعاود قرائتها علها قد اخطأت بشيئا ما .. ولكن النتيجة واحدة .
سقطت على كرسيها شاهقة پألم لتوها صدمت بوالدها .. لثانى مرة تشعر بأنها مطعونة بنصل الغدر منه .
كيف له أن يفعل هذا بها !! .. كيف لأب أن يورط ابنته فى كل هذه المؤامرات !!
بل الأدهى أن تسأل .. كيف لها أن تنساق ورائه بمثل هذا الغباء
لقد استغل والدها جهلها بأمور إدراة الاعمال ليوهمها بأنها كل أكور الشركة على ما يرام ولكن الواقع عكس ذلك .
أغمضت عيناها پألم .. لتنساق دمعة ثقيلة من بين جفونها إلى وجنتها .. تحفر مجراها ببطئ على وجنتها ..
أنتفضت من جلستها البائسة على دخول أحدهم .. نظرت إليه متعجبة لم يبدوا مألوف الوجه لها .
إلتفتت الى سكرتيرتها التى قالت بإرتباك
_ الأستاذ دخل من غير معاد .. ومرضيش يستنى لما ابلغ حضرتك .
عادت بنظرها إلى ذلك الرجل الذى تراه للمرة الأولى .. يقف بخيلاء فى منتصف حجرتها .. ينظر حوله بسخرية نالت منها جزئا يرتدى سترة رسمية فخمة .. بعينه إلتمعت نظرة تشفى لم تفهما ..
تحدث أخيرا قاطعا نظراتها المتفحصة به
_ إياس عمار الشريف .
قال اسمه بثقة لا متناهية .. أكملها بابتسامة ساخرة مع تغضن بزاوية شفتيه .
اشتعلت عينا رغد پحقد .. وكادت تصرخ به إلا أنه سارع بالتحدث قائلا لسكرتيرتها بتسلط
_ أتفضلى أنت .. أنا مش غريب .
نظرت السكرتيرة بحيرة تجاه رغد إلا أنها أشارت لها بأن تغاد .. فلابد لها أن تواجهه .
بعدما غادرت السكرتيرة الغرفة جلس إياس بثبات على الكرسى المقابل لمكتبها .. واضعا قدما فوق الآخرى بعجرفة نالت منها نظرة غاضبة .
أخذت حقها فى فرصة البداية فقالت بحدة
_ عاوزة أفهم إيه ده .
وألقت بالأوراق أمامه إلا أنه لم يلتفت ولو بنظرة لتلك الأوراق بل قال بسماجة
_ هشرب قهوة مظبوطة .
طرقت بيدها سطح المكتب پعنف صائحة
_ وحضرتك بقا أتفقت مع بابا على صفقة المرة دى .. ولا ناوي على حاجة جديدة
ضحك إياس بإستمتاع .. لينهى ضحكته بقوله الهادئ
_ رغد أنت ظلمانى الاوراق دى كلها حقيقة و والدك عمل كل ده .. لكن المشكلة أنه للأسف دخلك فى الموضوع .
لم تملك رغد فى تملك اللحظة إلا البكاء لم تقدر على منع نفسها من ذلك .. لم تقدر !!
إنفجرت فى بكاء حاد .. تعالت شهقاتها پألم نخرج ما بداخلها ..
لم تراعى كل ضوابط النفس المرجوة أمام رجل غريب تراه للمرة الأولى .. فقط إنساقت وراء شعورها بالغدر من الرجل الذى يفترص أن يكون والدها .. حضنها الدافئ وسندها فى الحياة !!
أمامها كان إياس .. يراقبها بوجوم يسأل نفسه بتعجب .. لما لم تؤثر به دموعها المنكسرة ..
بوضوح شديد رآى الفارق الكبير بينها وبين والدها فى الطباع إلا أنها للأسف حملت كل ملامح والدتها .
قال إياس بحدة جعلتها تجفل بفزع
_ لو خلصتى ممكن نتكلم فى المهم .
كتمت رغد شهقاتها .. أغمضت عيناها ترجوها بأن تكف عن إذلالها أمام ذلك الحقېر ..
فركت بيداها بقوة عيناها حتى تحول لونهما للأحمر القانى أكملت بأن مسحت وجنتاها پعنف .. لتقول بصوتا قاسى
_ خلاص .. خلصت أتفضل .
لم يعر مشاعره أى أدنى تفكير .. فالتعاطف او الحزن او الذنب .. لغيت من قاموسه حين تعلقت بكل ما يخص مختار باشا .
إعتدل فى مجلسه ليقول بقسۏة
_ الأوراق اللى معاكى تثبت أن مختار باشا متورط فى صفقات غسيل اموال .. وصفقات غير مشروعة .. ده غير الاختلاسات .. والشيكات الضاربة ..
ورق زى اللى فى إيدك ده هيودى والدك السجن فى اقرب وقت لكن اللى مستغربله إنك مشاركاه بإسمك فى بعض
متابعة القراءة