رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

أنك هتكون سند ليا وهتساندنى .. لأنى صدقتك فى أنك هتحمينى لأنى صدقت انك هبتعد عنى الحزن .
صړخت بآخر كلماتها ليلتفت من بالكافيه الواقع على النيل إليهما بفضول لم تعرهم أدنى تفكير .
فقط كل ما تفكر به أن ذلك الذى يجلس أمامها جبان نذل .. ليس له القدرة على فعل شئ .
لتسمع قوله الضعيف 
_ أحنا مختلفين يا رغد .. مش هنقدر نتواصل ولا هنقدر نكمل جواز زى ده .. وهتبقى مطلقة للمرة التانية .
غبى .. غبى ويستحق الكلمة بكل حروفها فصړخت به پعنف 
_ على أى أساس بنيت فروضك دى ... قولى أسبابك .
أغمض ياسين عينيه بحزن ليقول متنهدا 
_ بلاش ندخل فى جدالات مش هتفيدنا .. أنا شوفت الصح وأخترته .
هزت رأسها بعدم تصديق .. الذى أمامها حقا رجل !! ... ما هذا الضعف الذى يعتريه .. كيف تهتز كلماته بهذا الخنوع .. 
قالت أخيرا لتنهى تلك الجلسة العقيمة وهى تكاد ټنفجر من شدة غيظها 
_ صح بلاش ندخل فى جدالات .. انت أخترت الصح مشيت فى طريق الصح .. ووقعت على أول خطواته وأنا واثقة ب ده .. وهنتقابل تانى يا ياسين ..
نهضت پعنف جاذبة حقيبتها لتخرج حافظتها ومنها أخرجت المال لتضعه على الطاولة فى إشارة حادة لإهانته .. وهو كعادته وبشخصيته الضعيفة لم يصدر أى رد فعل .
لتسبه فى نفسها وتنطلق ناظرة إلى الأمام .. عاقدة العزم على أن تخرج اسوأ ما بها فى مواجهة الآخر الذى يراقبها !!
وقفت أمام نافذة زجاج سيارته المفتوح لتهبط قليلا وتناظر هيئة الجالس فى الكرسى المقابل .
فابتسمت بسخرية وقالت بهدوء 
_ اللى نفسى أفهمه اكتر من أى حاجة .. أنت ليه عاوزنى .. سيبتنى بالرخيص زى أى حاجة ملهاش لزمة ودلوقتى بتجرى ورايا !
أنت عاوز إيه يا حسان 
ابتسم لها بالمقابل ليقول وهو يناظر الخارج من الكافيه المقابل لسيارته 
_ خلصتى من الحشرة دى 
ضحكت بسخرية وهى تتابع ياسين الذى أتجه لسيارته محنى الظهر مثل كبار السن وتعود بنظرها إلى من أمامها لتقول 
_ تقريبا هو اللى خلص منى .
شدد حسان يده على مقود السيارة ليقول وعيناه لا تحيد عما أمامه 
_ أركبى .
مطت رغد شفتيها بإستياء .. لتجده يلتفت إليها ويبتسم ابتسامة ساحرة مع قوله 
_ عاوزة إجابة لكل اسألتك ... يبقا أركبى وهنروح مكان اجاوبك فيه على كل اللى عوزاه .. وفى نفس الوقت أوديكى مكان مش هتندمى أنك روحتيه .
راقبته رغد بعينين متجمدتين لتقول فى الأخير بهدوء 
_ موافقة .
وأتبعت القول بالفعل وأستقلت بجواه السيارة لتسمع ضحكته العالية مع قوله المتسلى قبل أن ينطلق بالسيارة بسرعة 
_ نورتى عربيتى .. وقريبا بيتى .
...........
الفصل 29
نظر إلى ابنه الجالس امامه منكس الرأس بخجل .. للحظات عم خلالها الصمت كان يحاول جاهدا استيعاب ما قاله ابنه منذ دقائق.
ابنه رفض ابنة عمه!!
هو من رفضها بعد كل ما فعل وكل ما قال!!
لقد أكد له بأنه ماض فى طريقه وسيصنع ما يستطيع من أجل اسعادها ورد كرامتها التى اضاعها الحقېر زوجها .
ولكن الان يتراجع ويخبره بكل بساطة أنه لا يستطيع الزواج بها!!!!
كيف سيستطيع أن يضع عينه بعين ابنة اخيه بعدما فعل ابنه
كيف سيمنحها ما فقدت .. كيف سينسيها ما حدث!!
لقد زاد بلائها بابنه .. فماذا يفعل ليرضيهما
أشاح بنظره فى ڠضب بينما شعر بالعجز يقيد يديه وتفكيره باحكام .صس
أغمض عينيه باستسلام لقد حدث ما حدث .. وقيل ما قيل لقد حسم الامر وتدخله لن يجدى .
فقال بصوت هادئ اخفى الكثير من حزنه
_ أنت أخذت قرارك يا ياسين وأنا مش هقدر أعمل حاجة .. مش هقولك أنى راضى عن اللى عملته فى بنت عمك لإنك من البداية كنت المفروض تبقى قد كلمتك ومتتراجعش .. لكن دلوقتى ضاعت الفرصة والكلام ملوش لزمة .. تقدر تجرى ورا طيف حبك بلا امل .
قالت كلمته الأخيرة بأسف ليلتفت مغادرا دون أى كلمة اضافية .
بينما كانت عيناه تتابعه بحزن عصف بضيق .. تنهد بارهاق حين غادر والده .. ليرجع بظهره الى الخلف ويستلق على الاريكة ناظرا للسقف بجمود .
أعيبا أن يحب أحدهم!
أعيبا أن يحب هو
إنه لم يخفى يوما حبه بل أفصح عنه امام الجميع .. لترده محبوبته خائبا فظن أنها النهاية لقلبه .
لقد فكر جديا بالإرتباط من رغد إلا أن الأمر لم يكن يرق له .. بل كان يشعر بكآبة تععش على روحه كلما تعمق بالأمر .
ليس العيب برغد .. فهى ابنة عمه التى تربى معها ولكن العيب يكمن بمشاعره بقلبه الممزق بين الحيرة والضياع .
لقد حاول جاهدا التأقلم مع الوضع القائم وأن رغد ستكون زوجته .. وقد أجاد فعل ذلك لكن .....
لكنها عادت!!
ببساطة عادت طالبة منه العون!!!
فلم يقدر على فعلها وردها خائبة .. لينزلق ورائها فى جرف عميق لا أحد يعلم نهايته او اين سيأخذهم .
فقط ما يحتاج ان يعلمه .. أنه سيظل معها وهذا يكفيه ..
اما الغمامة التى تحاوطه فلن يعيرها اهتمام يكفيه أن يكون كظلها .. إلى أن تسلم مقاليد قلبها له .. فينال ما احتاج .
منذ عدة أيام
وقف بطوله الفارع أمام السكرتيره التى ناظرته بدهشة أمتزجت بالفضول ليقول بأنفة واضعا يده فى جيبا بنطاله 
_ عاوز أقابل الباشمهندس أدهم العامرى .
نقلت السكرتيره نظرها إلى الحاسب أمامها لتقول بهدوء وعملية 
_ الباشمهندس مش فاضى .. قدامه عشر دقائق على إجتماع مهم .
مطت الرجل ذو القامة الطويلة والجسد العريض شفتيه باستياء ليقول بصوت خشن 
_ مش هاخد أكتر من خمس دقائق .
زفرت السكرتيره لتنظر له بحنق ىترد محاولة تمالك نفسها فى الرد 
_ مش هينفع يا فندم .. ال..
قاطعها الرجل بنبرة حادة حازمة 
_ قوليله إياس عمار الشريف .
تقلبت التعبيرات على وجه السكرتيره لتقول پصدمة 
_ حضرتك مستر إياس صاحب شركة .. ثوانى هبلغ الباشمهندس .
ثوانى قليلة وكانت تخرج السكرتيره لتبلغه بالدخول لأدهم .
دلف إلى مكتبه ليجد واقفا فى أحد الزوايا ينظر من الزجاج الشفاف إلى الأسفل بينما بيده إستقرت سېجارة ينفثها ببطئ بين شفتيه .
إستمع إلى صوته الهادئ يقول 
_ مش شايف أنك اتأخرت أوى يا إياس على الزيارة دى .
طالع إياس أدهم من الخلف ليقول بإستياء 
_ ودى المقابلة المطلوبة يابن الخالة 
إلتفت أدهم إلى إياس ليقول مباشرة ودون الدخول فى تفاصيل 
_ قلتلك خرج شركة من دماغك .. وأنت برضوا مصر على اللى بتعمله .
ضحك إياس بسخرية .. ليقف معتدا بمواجهة أدهم فظهرا الأثنين معا كالعمالقة .. بأجسادهم العريضة الرياضية وطول قامتهم المتقارب .. ثم ملامحهم الحاد .. ونظرة الثلج التى إكتسحت جبال السواد والرماد .
كان إياس من تحدث ليقول بسخرية 
_ مش فاهم إيه اللى مضايقك يا أدهم .. انت ملكش اى علاقة بالشركة ومع ذلك مضايق اوى عليها ثانيا متلومنيش على حاجة مقدرتش أنت تمنع نفسك عنه يا أدهم .
شيطان الأنتقام مش بيسيب
تم نسخ الرابط