رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الأوراق .
أشاحت رغد بناظريها .. عاجزة عن إجادة الرد المناسب .. فرغم كل شيئ تجد نفسها مشتركة لوالدها فى أعماله .
ضحكت بخفوت ساخرة لم تكد تفكر بإعادة ربط الوصال مع والدها حتى وجدت نفسها تقع بکاړثة جديدة بسببه .
عادت رغد بناظريها لإياس لتسأله بحيرة 
_ المطلوب .. أنت عاوز إيه  
ببساطة ممكن تاخد الورق ده للنيابة من غير ما تيجى وتقولى .. لكن حضرتك عاوز حاجة تانية .. ينفع أعرفها 
ضحك إياس بخفوت ليقول بخبث 
_ أحلى حاجة إنك ذكية .. طيب ندخل فى المطلوب .. عاوز الشركة و...
_ و إيه 
صاحت بها رغد بإندفاع .. فابتسم إياس بسخرية شاملا إياها بنظرة مدققة .. ليقول فى النهاية ببساطة 
_ طيب خلينا فى المطلوب الأول .. عاوزك تمضى على تنازل ليا بالشركة .
ابتلعت رغد ريقها بتوتر لتهمس بتشتت 
_ مش هقدر .
نظر إياس إلى وجهها الذى بدأ يتعرق من شدة الإنفعال فقال بهدوء 
_ خمسين بالمية من الشركة .
رفعت ناظريها إليه بإستغراب لما تشعر بأنهما يفاصلان فى قفص برتقال !! ... إنه شركة عالمية .. عائدها الثانوى يقدر بالملايين !!
أخذت رغد تنهيدة طويلة قبل أن تقول بهدوء 
_ ليه عاوز الشركة 
_ لأنها حقى من البداية .
أجابها إياس ببساطة فنظرت له بذهول .. حقه !!
قالت ولايزال الذهول يلاعب حروف كلماتها 
_ حقك !!
ابتسم إياس بسخرية .. يبدوا أن الرقيقة لا تعلم شيئا عن كوارث عائلتها .
_ مش هندخل فى تفاصيل هيجى اليوم اللى تعرفى فيه كل حاجة لكن مش دلوقتى ومش منى .
دلوقتى إيه قرارك النهائى ابعت الورق للنيابة ولا تمضى 
أغمضت رغد عيناها بعدما شعرت بالمكان يدور من حولها لم تكد تصدق ما فعل والدها بها .. لتتلقى الصدمة التالية وهو ذلك الكائن الذى لا تعرف عنه شيئ بينما يعرف هو الكثير عن حياتها .
رفعت رأسها ببطئ لتومأ بها بضعف فإبتسم إياس بتشفى ونهض بخفة من كرسيه متجها إلى باب الغرفة .. إلا أن همسها الضعيف أوقفه 
_ ليه .. ليه جاى ټنتقم منى أنا 
إلتفت إياس بهيئة غير الهيئة .. تبدلت نظراته من تشفى وسخرية إلى آخرى حاقدة كارهة .. توحشت عيناه وإزدادت قتامة .. ليقترب ببطئ منها .. إلى أن وقف أمامها ليضع يديه على مكتبها ويقترب منها برأسه ليهمس أمام وجهها ببطئ بينما شعرت بكلماتها كأسهم ڼارية حاړقة 
_ علشان أنت نسخة منها .. علشان أنت زيه علشان أنت تستاهلى .
شعرت رغد بالدموع تعاود لسع جفنيها بقسۏة تشبهه .. هكذا قال قصى أيضا !
ولكن هى لا تعلم من تشبه .. ولكنها تعلن بأنها تستحق !!
إبتعد إياس فجأة ليسير بخطى سريعة تجاه باب الغرفة وقبل ان يفتحه قال دون أن يستدير إليها 
_ هتعرفى كل حاجة فى وقتها يا رغد .. متستعجليش .
وغادر مغلقا الباب خلفه بقوة جعلتها تجفل لى مكانها .
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها التى تحررت من أسرها لحظة خروجه من الغرفة .
قدرا عليها أن تقع فى رجال تجرى فى دمائهم الخبث ... لا تعلم أكان محقا فى قوله أنها تستحق أم لا ... لا تعلم أين سيتصل هذه المرة مع هذا الرجل الغريب 
سمح لها الطبيب أخيرا بالدخول لرؤيته دلفت إلى غرفته بهدوء .. لتتوجه إلى السرير الذى يتوسط الغرفة .. بينما يرقد أدهم فوقه .
إقتربت لتجلس على كرسى بجوار سريره لم تكن ضړبته عميقة .. لم تكن قاضية .. لكنها كانت للإفاقة .. كانت بمثابة قلم قوى على الوجنة لتفيق مما هى فيه .
نفس الطعڼة المؤلمة نالتها .. ولكن بصورة أكثر قسۏة .
نظرت بحزن إلى وجهه الشاحب .. كم قاسى أدهم فى حياته ولا يزال 
كم كلفه فقد والده الكثير .. كم كلفه أن يصبح إنسانا بلا مشاعر ... 
القسۏة والبرود الذى يعانى منهما .. هما حصيلة سنوات من التعب والإرهاق .. حصيلة سنوات من تلقى الكره والحقد ممن حوله .. حصيلة سنوات من تعلم كلمة لازم تاخد حقك
الٹأر كلمة موحشة .. سوداء قاتمة تربى أدهم على معانيا بكل قسۏة .. فأصبح لعقله الخيار ولقلبه توخى الحذر .
إلتقطت يداها يده المستقرة على الفراش .. طابعة قبلة رقيقة على باطنها ..
ظلت على حالها جالسة بجواره تراقب ملامحه المرهقة حتى غطت فى نوم عميق .
إستيقظت باليوم التالى مبكرا لتشعر بأنامل تداعب باطن يدها برقة .
فتحت عيناها بسرعة محاولة طرد غشاوة النعاس لتنظر إلى وجه أدهم بأمل ..
إلا أنه كان مغمض العينين كما تركته مساءا إنتقلت نظراتها إلى يده .. فوجدها تتحرك .
عقد حاجبيها باستغراب لم يدم كثيرا فإلتفتت بسرعة حين سمعت صوته الهادئ يقول 
_ مټخافيش .. أنا صحيت .
تطلعت إلى وجهه الذى لايزال يكسو الإرهاق ملامحه بينما ظلت عيناه مغلقة فسألته مستغربة 
_ صحيت أمتى 
_ من كام ساعة .
نهضت زهور بإرتباك لتفلت يده وتهتف 
_ طيب .. أنا هروح أشوف الدكتور .
بعدما غادر الطبيب مطمئنا إياها عادت لتجلس جواره .. لكن دون أن تقترب منه .
همست بهدوء تحاول جذبه لحديث يخرجهما من حالة الصمت 
_ الشرطة هتاخد أقوالك علشان يعرفوا مين عمل كده .
_ عارف .
أزدرت زهور ريقها بتوتر .. لتسأله بخفوت 
_ أنت شوفت اللى عمل كده 
عم الصمت للحظات .. بدا فيها وكأنه لم يسمع ما قالت ليجيبها بنفس اللهجة الباردة 
_ آه .
_طب عارف هويته 
_ أيوه .
نظرت له بإضطراب لتهمس بالاخير متسفهمة 
_ هتبلغ الشرطة عنه 
حينها أغمض أدهم عيناه بقوة .. لتصلها الإجابة لكلا من اسئلتها .. 
لقد فعلها هشام ... وكان هو ذات الرجل الذى كادت تصطدم به فى طريقها إلى الخارج حين ذاك .. وبالطبع أدهم لن يخبر الشرطة هن هوية من طعنه .
أل تلك الدرجة يحقد عليه ذلك الرجل حتى وصل به الحال أن يطعن ابن عمه بكل سهولة دون أدنى خوف 
يبدوا أن مشكلة أدهم مع عائلته أكبر من أحقاد دفينة .
أنتبهت لقول أدهم الذى أخرجها من شرودها 
_ في حد هيجى دلوقتى .. لازم نسمعله كويس علشان نوصل للحقيقة .
ابتلعت زهور غصة شائكة بحلقها لتقول بارتباك 
_ مش دلوقتى .. أنت لسه تع.....
قاطعها أدهم بسرعة قائلا 
_ لازم نعرف مين اللى قتل والدى .. لازم تظهر برائة والدك .. لازم نرجع ثقتنا فى بعض بعد ليلة امبارح بقيت متأكد أن الحقيقة لازم تظهر فى أقرب وقت .
وقفت زهور بمكانها تنظر لملامحه وجهه .. كم يؤلمها ألمه .. كم تعشق قربها بجواره .. كم تحب غبائه وثقته الامحدودان .. 
تريد أن تبقى معه وبجواره فهل هناك مانع 
تريد أن يكون زوجها وحبيبها فهل تطلب الكثير 
تريد أن ينسى الماضى وتنسى ما فات .. وتترك للمستقبل العنان كى يملكهما .. فهل هى مخطئة 
ولكن كما قال هو .. لابد أن تحرره من قيد الماضى لينطلق بعزم فى
تم نسخ الرابط