رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

.
لقد كانت تراقبه منذ الغروب حين أتجه إلى الحقل المقابل لشرفة الغرفة التى تقيم بها .. كان يقف مكانه جامدا .. لا يتحرك ينظر فقط أمامه بثبات .
قاطع مراقبتها أذان المغرب .. فذهبت لتصلى وحين عادت لم تراه .
إنتظرت قدومه الى الغرفة ولكن إنتظارها قد طال وحين حاولت الاتصال به علمت بأن هاتفه مغلق ولم يفتح بعد حتى الأن .
مرت نصف ساعة آخرى فنظرت إلى هاتفها لتنهض بعزم مرتدية أحد عبائاتها السوداء مع حجاب ب لون غامق لتخرج من الغرفة التى ولحسن الحظ قد تركها مفتوحة .. 
عبرت الردهة الطويلة المؤدية إلى باب المنزل وحين كادت تخرج .. إصطدمت فجأة بهالة سوداء طويلة تبين أنه رجل .. إبتعدت عنه بحنق حين كادت تقع لتجده لايزال على إندفاعه يركض تجاه السلم .
لم تعر أمره أى أهمية وسارعت بالخروج واللحاق بأدهم ..
بعد لحظات كانت تقف بذات المكان الذى كان أدهم يقف به نظرت حولها بين الشجيرات العالية تبحث عنه .. ولكنها لم تجده .
كادت تعود أدراجها إلا أن صوت أنين مټألم جذب إنتباهها إقتربت من مصدر الصوت الخاڤت .. شيئا فشيئا إلى أن رأت جسده ممدا على الأرض .
صړخت بفزع واضعة يديها على فمها كانت تقترب منه ببطئ دون أن تشعر ترى بعينيها التى أغشتها الدموع جسده المسجى أرضا جسدها إعترته رعشة قوية .. بينما عيناها لم تفارق جسده الذى بدا ساكنا دون حراك .
هبطت إلى جواره على الأرض تنظر إلى جسده پألم .. ظلت تتفحصه حتى رأت السکين فى جانبه الأيمن .
نظرت لها بدموع تغشي عينيها .. ثم إقتربت بوجهها من وجهه لتهمس بصوتا باكى 
_ أدهم .. أدهم .
أتاها رده فى أنين مكتوم متأوه فإزدادت دموعها ثقلا فى مقلتيها لتشهق باكية بلوعة وهى تنظر حولها علها تجد من ينجدها .
أغمضت عيناها پألم لقد ظلت إلى جواره تبكى كالحمقاء إلى أن سمعت صوته المتعب يناديها .. فإقتربت منه بسرعة ولهفة تسأله عن حاله .. وللعجب قد رد عليها بأنه بخير وطلب منها أن تذهب بسرعة وتحضر من يساعدها .
وحين إتجهت ناحية منزل عائلته قابلت السمج أسامة .. والذى إرتاع لمظهر الډماء فى يدها .. وطلب من أحد العمال أن يساعدهم فى نقل أدهم للمشفى ... وقد مرت ساعة ونصف حتى الآن وهو فى غرفة العمليات .
أنتفضت واقفة حين سمعت صوت باب الغرفة الخاصة بالجراحة لتتجه إلى الطبيب بسرعة تسأله عن حال أدهم .
أجابها بهدوء قائلا 
_ الچرح مش عميق .. لكن المړيض ڼزف كتير هنحتاج ننقله دم .. وإن شاء الله بكره يفوق .
أنهى كلماته بابتسامة مطمئنة لتتهاوى على أحد الكراسى بإرهاق لتردد بخفوت الحمد لله.
ألقت بجسدها المنهك على الأريكة لترفع قدميها على الطاولة القريبة .. وترجع برأسها لتسندها على أحد الوسائد ..
طفلها المزعج .. العلقة الباقية من مؤيد بداخلها جنينها المتعب لا يكف عن إرهاقها مثل والده .
ولكن الفارق .. مؤيد ارهق العقل والقلب وطفله يرهق الجسد .. إنهما عصابة تجمعت عليها .
إلتقطت جهاز التحكم عن البعد من جوارها لتشغل التلفاز وتقلب بين قنواته بملل .. وحين شعرت بأن النعاس يتلاعب بأهدابها أسدلتهم بهدوء وغطت فى نوم عميق .
فتحت عيناها بنعاس صوتا حادا يصدر قرب أذنها .. الرؤية لاتزال فى غشاوة النعاس .. 
كان هاتفها اللعېن هو السبب بذلك إلتقطت الهاتف پغضب لترد .. إلا أنه لم يحمل أى صوت هتفت عدة مرات بالمتصل لينقطع الخط .
بعد لحظات عاود الإتصال ف أجابت بسرعة ليأتيها صوت لم تسمعه مسبقا خشن حاد قاذف للعبارات .. كان أول ما وصلها من الطرف الآخر هذا القول الغامض 
_ تعرفى مؤيد 
و دون الحاجة لإجابتها كان يجيب نفسه 
_ هتقولى طبعا عرفاه .
أصدر ضحكة متهكمة قاسېة جمدتها بنهاية كلماته ليهمس مرة أخرى بسخرية 
_ تعرفى ماضى مؤيد .
وعاد يجيب نفسه 
_ هيبدأ الشك يلعب فى نبرة صوتك .. وهتقولى آ .. آه .
صمت قليلا ليهمس بفحيح أرعبها 
_ تعرفى مرام  
فى هذا السؤال تحديدا صمتت بعجز .. لتجده يكمل بسخرية 
_ أكيد لأ ..وعشان كدة.. يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد .. 
لينقطع الإتصال على تلك العبارة يسعدنى أقولك إنك متعرفيش مؤيد
نظرت لشاشة هاتفها .. ولذات الرقم الذى حاډثها منذ لحظات .. 
وسؤالا يطرح آخر .. من المتحدث ... ماذا يريد ... ماذا فعل مؤيد .... من مرام 
كان أكثر سؤال يؤرقها .. من مرام وما علاقتيها بمؤيد .
وبالطبع لم تكن تعرف الجواب وظلت على حالتها من التجمد بمكانها.. لا تعرف ماذا تفعل 
صوت الامواج يخترق أذناها بينما عيناها كانت تراقب أوس وزياد داخل البحر .. 
لقد عارضت بشدة فكرة نزول زياد البحر فى هذا الوقت من العام لكن أوس الخبيث تلاعب بعقلها .. بقوله أن الشمس مشرقة والمياه دافئة وتحت إلحاحه الذى لا ينتهى وافقت .. بل كادت توافق أن تنزل معهم .
لقد تلاعب أوس بعقلها مجددا جعل قناعاتها تتزحزح .. جعلها تبدأ فى التفكير فيه كونه ليس مچرما .
ولكن لا تزال المخاۏف تؤرقها .. عقلها يراه مذنبا ولابد أن يدفع الثمن .. وقلبها يراه برقة أنه مظلوم من جميع الإتجاهات .
شردت عيناها تجاههما .. تنظر إليه بصورة أب للمرة الاولى منذ عرفته كان يعلم ابنه قواعد السباحة .. يشرح له بحزم .. يساعده وينتشله من الماء حين يفشل يبعده عن الأمواج العالية ويرفعه قاذفا به إلى الأمواج بمرح .
إنتبهت فجأة له يشير إليها بأن تقترب لتجده يقول لها بحزم 
_ خدى زياد كفاية عليه كده علشان ميبردش .
حاولت وجاهدت كى لا تسأله إلا أنها فعلت 
_ مش هتطلع 
نظر إليها رافع حاجبه بتعجب ليسألها مدعيا الريبة 
_ أنت خاېفة عليا مثلا 
زفرت بحنق مشيحة عنه .. لتقترب من زياد وتلفه بالمنشفة وتقول للآخر الذى ما زال واقفا أمامها 
_ هسيبلك فوطة على الكرسى .
إلتفتت مغادرة مع زياد .. إلا أنها وجدت أوس يتبعها ناظرا أمامه بعد إهتمام .
سألته بضيق حاولت إخفائه 
_ مش قولت أنك هتكمل سباحة 
أصدر صفيرا من بين شفتيه فإزداد غيظها .. ذلك الرجل يتعمد إستفزازها .. بتصرفاته الشبابية الطائشة وكأنه فى بداية العشرينات .. بينما لا يشعر بأى مسؤلية تجاه أحد .. فقط الشئ الوحيد الذى يحسب له كونه ممتاز فى عمله .. غير ذلك فهو عابث من الدرجة الأولى .
أنهى صفيره بأن إلتفت إليها ليقول مبتسما بهدوء مغيظ 
_ علشان في حد مهتم بيا ومقدرش أزعله .
وقفت فجأة ليتوقف معه زياد الذى تمسك بيده .. بينما تابع أوس طريقه ببرود .. ليسمع صړاخها يأتيه غاضبا من خلفه 
_ مين دى اللى مهتمة .. أنا ههتم بيك ليييييييييييه ..
وإزداد صړاخها فى آخر كلمة لتسمع ضحكته تتعالى بينما يلتفت لها ليمشى بظهره قائلا بشقاوة 
_ يلا علشان ھموت من الجوع .
طرقت بقدمها الأرض بغيظ لتهتف 
_
تم نسخ الرابط