رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

!!
إزداد إقترابه حتى وضع جبينه على جبينها قائلا بهدوء 
_ بس أنت موجودة .
_ أقدر أمشى علشان أريحك .
ابتسم برقة ...كم تلك الفتاة عنيدة ورقيقة بنفس الوقت همس قائلا بنعومة 
_ بس مش هتقدرى .
_ ليه 
تسائل بتعجب ليجيبها بابتسامة عريضة 
_ لأنك مراتى .. وهتفضلى مراتى ومفيش خلاص منى .. وبكره هنسافر بلدك علشان نكلم عمك وبعدها هنعمل الفرح .
شهقت پصدمة مبتعدة عنه إلا أنه مد يده وجذبها مقربا إياه إليه ليهمس أمام وجهها 
_ مفيش خلاص منى .
أنهى كلمته بقبلة رقيقة بدأ بها عهدهما الجديد .. لتدرك نهاد بأنه على حق بكل ما قال .
لم يتمالك نفسه حين رآى ذلك الرجل الذى أشار له احمد قائلا بأنه سائق السيارة التى إصطدمت بسيارة عائلة غنى عن عمد ... إنقض عليه مسددا عدة لكمات قوية إلى وجهها تلاها بالركلات العڼيفة التى توجهت إلى خاصرته .. 
كان يسمع صوت الرجل وهو يتأوه وېصرخ كلما ضربه لتشتد ضرباته فى المرة التالية .. وهو يتخيل غنى تصرخ پذعر حين صدمتهم السيارة .
لم يشعر بنفسه إلا حين أبعده أحمد بقوة عن ذلك الرجل الذى كاد يزهق أنفاسه على يديه .
لم يعرف كيف وصل إلى ذلك المكان الذى جلس به يلهث كعداء قطع مسافة طويلة .. 
أنتفض پعنف شاهقا حين شعر بمياه باردة تسكب على رأسه رفع ناظريه ليجده صديقه أحمد واقفا أمامه عاقدا ذراعيه بحزم بعدما أفرغ زجاجة المياه على رأسه .. 
تحدث أحمد قاطعا الصمت 
_ هااا .. بقيت أحسن نقدر دلوقتى نتكلم بهدوء 
أخفض قصى ناظريه ليومأ برأسه آخذا نفسا عميقا مع قوله 
_ أتكلم يا أحمد ... قولى الحاډثة حصلت أزاى قولى هعمل إيه مع بابا .. قولى أنا عملت إيه علشان هو يعمل معايا كده .. قولى هبلغ الشرطة أن أبويا قتل عيلة مكونة من أربع أفراد 
جلس أحمد قبالته ليقول بحزم 
_ أرفع راسك يا قصى .. فوق وإنتبه للمهم .. كلام الراجل اللى جوه مش كل القضية .. لسه لازم نجمع أدلة تانية تثبت كلامه .. الموضوع كبير يا قصى غير أنه لو أثبتنا صدق المعلومات هتبقى لازم والدك يدخل السجن .
هل أنت عاوز والدك يدخل السجن پتهمة الشروع فى القتل 
أغمض قصى عيناه بقوة .. لايزال لايصدق ما آل إليه الحال !! ... يجلس الأن ليقرر أيدفع بوالده للسجن جزاء ما فعل أم يترك الأمر مغلقا ويهرب 
فتح عيناه لينظر تجاه صديقه بمرارة قائلا 
_ لو مكانى هتعمل إيه 
أخفض صديقه ناظريه بأسف فى إجابة واضحة عن كونه لن يكون بمثل هذا المكان بل ولن يستطيع الإختيار .
نهض قصى بعزم ليقول بقوة 
_ لو صدق أن بابا هو السبب فى موتهم فأنا مش هقدر أسكت لازم كل واحد يتحمل نتيجة أفعاله .
إلتفت قصى مغادرا تاركا صديقه تعلوا وجهه علامات الدهشة والإستنكار .
أنتفض قائما من مجلسه حين سمع باب الشقة يفتح لتظهر أمامه شقيقته ممسكة بحقيبتها فى يدها بإهمال .. ابتسمت له حين رأته 
_ قصى أخيرا ظهرت .. قلقت عليك جدا .
لم يجبها وعاود الجلوس مكانه لتلاحظ ملامحه الغاضبة .. بل هى أقرب إلى أسد عاضب محتجز فى قفص .
ألقت حقيبتها بإهمال على أحد الكراسى لتجلس بجواره متسائل بهدوء 
_ قصى فى إيه  
إلتفت لها وكأنه لتوه تذكر شيئا فسألها 
_ كنت فين 
نظرت أمامها مرتبكة لتقول بصوتا كساه التوتر 
_ مع بابا .. أتصل بيها النهاردة الصبح وطلب منى أقابله .
إستشاط قصى ڠضبا وصاح بحدة 
_ وطبعا أنت رضيتى ومشيتى وراه زى الغبية .. مش فاكرة أنك من شهرين كنتى هترجعلى لطليقك بسببه .. ولا ياسين اللى كان هيسلمك ليه برضى ... 
وفجأة بقا بابا طلب يقابلنى وجريتى عليه .
إلتمعت الدموع بعينا رغد إلا أن قصى لم يهدأ فسألها پعنف 
_ كان عاوز إيه 
اخفض رغد وجهها وهمست بصوتا باكى 
_ كان عاوزنى أدير شركة لأنه هياخد أجازة .
إنتفض صائحا پعنف 
_ أنت غبية .. وأكيد وافقتى ومشيتى وراه النهاردة تديرى الشركة وبكره هو يرجع يدير حياتك .. 
مش عارف أقولك إيه غير أنى خلاص تعبت منك .. أنت عاوزة تحكماته أنت عاوزة ترجعى تحت إيده تانى وأنا بعد قرارك ده هسيبك ليه لإنك شبه .
قال كلماته بقسۏة جعلتها تشهق باكية پعنف ليندفع مغادرا إلى غرفته .. وبعد نصف ساعة قضتها فى البكاء حائرة .. تعيد التفكير فى كلماته الصائبة وجدته يخرج من غرفته ممسكا حقيبة سفر .
نهضت بلوعة تقترب منه لتقف أمامه شاهقة پبكاء مع همسها المټألم 
_ هت .. هتسافر و .... وتسيبنى 
طالعها بنظرات جامدة .. لم تفهم معناها إلا أن قوله أرسل لها المعنى تام 
_ آه هسافر .. وأيوه من غيرك لأنك أصلا مش محتجانى .
كاد يغادر إلا أنها وقفت أمامه ثانية لتقول بصوت مټألم 
_ أنا آسفة يا قصى .. آسفة ...
زفر قصى پغضب مكتوب ليقول پعنف 
_ لا متعتزليش يا رغد .. أنت عاوزة ترجعى ل بابا وأنا أبدا مش هقف فى طريق أرجعيلته وارجعى لتحكمه .. لكن مترجعيش تندمى وتشوفى نفسك مقهورة ومظلومة .
أنا أنتهى وقت وجودى معاكى اللى إكتشفت أنه ملوش فايدة .. علشان كده هريحك وأريحه وأرجع ألمانيا .
إندفع بسرعة متجنبا إياها ليتجه إلى باب الشقة إلا أنه توقف قبل أن يغادر وإلتفت قائلا بمرارة 
_ خلى بالك من نفسك .. مش عارف لما أقابلك المرة الجاية هتكونى بأى حال 
وغادر .. هكذا ببساطة فعل !!!
تركها وحيدة تتهاوى على الأرض الصلبة الباردة تبكى غبائها وتهورها .. تبكى حالها الضعيف تبكى انثى كل ما أرادت حضن والد دافئ .. وقلب أخوى محتوى .
ولكن الحقيقة هى النقيض لذلك لن تنكر بأن أخاها يحبها وېخاف عليها بشدة .. إلا أنه مندفع .. يتسرع بالحكم ويعود ليندم ..
_مفيش خلاص منى .
كان وعدا رقيق .. حملته كلماته بنعومة ورقة ورست به فى أذنها لتتنهد بحالمية .. متذكرة بأنه سيبقى دائما إلى جوارها .
اليوم هما فى طريقهما إلى بلدها رغم توترها وخۏفها الشديد من القادم الذى لايعلم أحدا كيف سيكون .. إلا أنها موقنة أن سيف بجوارها وسيساندها .
نظرت إلى يدها التى إستقرت بين يديه يطبق عليها بقوة حانية .. بينما كان يلتفت إليها بين حين وآخر مبتسما برقة مشجعة إياها .
وكانت تتقبل ابتسامته بروح عذبة تدفع نفسها بالكلمات كى تثبت على ما هى عليه تقوي نفسها بأنها قادرة وستكون كذلك ... تردد بداخلها بأنها ليست وحيدة وأنه بجوارها داعمها وسندها .
أنتبهت فجأة إلى قربه وهمسه فى أذنها 
_ قربنا نوصل .. جاهزة 
أزدرت ريقها بتوتر لتجيبه بامائة وهمسها المتلعثم 
_ آه .. آه .
أبعد عينيه عنها إلى الطريق أمامه ليقول بهدوء 
_ لو مش عاوزة تقابلى عمك ف بلاش أنا هقدر أدخل وأكلمه لوحدى .. وخليك
تم نسخ الرابط