رواية كاملة رائعة الفصول من الثامن والعشرين الي الواحد الثلاثون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل 28 
_ سيف ماما عاوزة الطلبات دى .
اليوم هو يوم الجمعة يوم التنظيف العالمى فى المنازل .. حيث أستيقظ باكرا على صوت زوجته نهاد تطلب منه مغادرة الغرفة لكى تنظفها لينقطع النوم الجميل ويخرج إلى الصالون حيث وجده رأسا على عقب .
وكان لابد أن يصمت وإلا واجه زوجته وأمه ..
وها هى زوجته بملابس التنظيف الغير متوقعة !! المكونة من شورت يصل إلى فوق الركبة بقليل .. وتى شيرت دون أكمام مع وشاح صغير مربوطا حول شعرها .

أخذ منها الورقة المدون بها الطلبات بإحدى بديه وبالآخرى إختطفها إلى أحد الجوانب لينظر إليها بتفحص وهو يقول بمكر 
_ دى هدوم التنضيف .. أمال ليه هدوم البيت بيجامات 
أنهى عبارته بخبث وهو يرشق وجهها المتورد بنظراته التى لا تخجل من التمعن بشيئا هو خاصا له وحده. 
بينما كانت تتلوى بين ذراعيه التى قيدتها لتقول بخجل وهى تحاول الابتعاد 
_ ماما بتنادى .
إقترب منها بوجهه بينما يداه تسندانها على الجدار من خلفها ليهمس بشغب 
_ مش عليا الشغل ده .
وأنهى الجملة بقبلة قبلة كانت الأولى من طرفها والثانية من طرفه ..
لكنه وجدها لذيذة .. مختلفة وتكاد تطير عقله لتتحول رقته فى بادئ الامر مع إستسلامها لتطلب وقوة وربما إكتساح .
أنتفضا سويا على صوت أمه الذى يقترب منهما فدفعته نهاد فى صدره بقوة وهى تخفى وجهها المتقد بيديها .
بينما قابل والدته بإبتسامة مرحة قائلا 
_ نورتينا يا سمسمة .
رمقته والدته بنظرة متعجبة وهى لا تعى شيئا ليتنحنح قائلا وهو يسارع بالمغادرة 
_ هروح أجيب الحاجة اللى طلبتيها .
غادر بسرعة تتبعه نظرات والدته المندهشة لتلتفت إلى نهاد التى كانت مرتبكة وتقول بتلعثم 
_ وانا .. وأنا هروح أكمل تنضيف .
جذبها من ذراعها وهو يدفعها برفق تجاه غرفتهم ليقول هامسا 
_ مش خلاص خلصتى تنضيف .. تعالى أقول حاجة سر .
رمقته بنظرات غاضبة وهى تتمتم 
_ لأ مش عاوزة أعرف .. كفاية أنك حرجتنى النهاردة قدام ماما .
_ طب كلمة واحدة 
بدا كطفل صغير يريد حلاوته فقالت بحزم 
_ لأ مش هنسيب ماما قاعدة لواحدها .
زفر بقلة حيلة ليشير لها تجاه الصالون الذى تجلس فيه والدته .
وقبل أن تتحرك سمعت رنين جرس الباب فذهب سريعا لكى تفتح الباب .
نظرت بدهشة إلى المرأة التى كانت تعاينها بنظرات متفحصة قبل أن تقول بتكبر 
_ أنت مين 
إزدادت دهشتها مع سؤال المرأة الوقح وكأن المنزل منزلها فاجابتها 
_ حضرتك اللى جاية بيتى وبتسألينى أنا مين 
_ بيتك !!
صدرت الكلمة من المرأة على هيئة شهقة إعتراض لتظهر والدة سيف من خلف نهاد قائلا بترحاب مرتبك 
_ اهلا .. اهلا يا سمية .. واقفة ليه على الباب أدخلى .
رمقتها السيدة وهى تدخل بنظرة مشمئزة بينما تبعتها ابنتها الصامتة إلى الداخل ليجلسوا فى الصالون .
سمعت ترحيب والدة زوجها بالمرأة وابنتها لتتبعها بأمرا لطيف فى أن تعد الضيافة للزوار .
بعد دقائق خرجت بالضيافة كما طلب منها لتقدمها للضيوف عجيبى النظرات .
كادت تنسحب إلى غرفتها إلا أنه سمعت ما صدمها .. فوقفت مذهولة تسمع ما تقول المرأة .
صاحت سمية پغضب وهى تطالع نهاد بنظراتها المشټعلة 
_ أحنا مش كان بينا كلمة .. ومش أى كلمة دى كانت كلمة رجالة وأبنك كانت متفق معانا أنه أول ما يرجع من السفر يخطب بنتى .. وقرأنا الفاتحة ..
ودلوقتى راجع وهو متجوز وحتى مسألش عن البت اللى ربطها بيه وخلاص ... دلوقتى قوليلى يا سامية أعمل إيه أنا .
المنطقة كلها عارفة أن بنتى مخطوبة لإبنك وناس كتير أتقدمتلها وأحنا حافظنا على كلمتنا وقولا لأ وأستنينا وفى الآخر أبنك نسى كل ده وأتجوز .. دى أخلاق سيف اللى المنطقة كلها بتتكلم عليها ..
بيعلق بنت الناس ويروح يتجوز الشقرة مكان من الاول ميعلقش بنتنا .
كانت تقف مصډومة تسمع حوار المرأة بعدم تصديق .. وهنا قفز إلى عقلها مشهدا قريب حين كان سيف فى زيارة إلى والدها فى المنزل .. وعرض والدها عليه زواجها .
_ سيف تقبل تتجوز بنتى .....أنا مش هطمن على بنتى مع حد غيرك .
نظر له سيف بذهول وقال بحرج 
_ أنا ... أنا كنت واعد بنت بالجواز واهلنا كانوا متفقين أول إجازة أخدها هخطبها فيها .
إذا كان محق .. لقد أعطى كلمته لتلك الفتاة التى تجلس أمامها دون كلام فقط تراقبها بنظرات فسرتها هى على قول سارقة !
أحقا هى سارقة ... أسرقت سيف من تلك الفتاة 
هل هى من يحب .. هل هى من يريد 
شعرت فجأة بنفسها تتهاوى .. تتهاوى مع كل أحلامها معه .
إلى ان أستفاقت على صوت سامية والدته وهى تقول بتحرج 
_ أحنا فعلا آسفين لكن مۏت أبو أدهم والظروف اللى بنمر بيها.....
قاطعتها المرأة بحدة صائحة 
_ ما أبنك أتجوز فى الظروف دى يا سامية ... وكان بيقولنا أنه مش معاه فلوس يتجوز ورضينا بيه .. وفجأة رجع ومعاه فلوس بعد كام شهر بس فى بلاد بره ... منا لازم أفهم ساب بنتى ليه وراح لدى .
وأشارت بيدها تجاه نهاد التى إنتفضت پذعر وهى تلاقى النظرات الحاړقة الحاقدة من المرأة .
هى بالكاد تفهم ما يدور .. قرأة فاتحة كانت أم خطبة !!
وعدا بالزواج ثم نقض العهد بسببها !!
فتاة تجلس قبالتها من المفترض أن تكون مكانها !!
حل المساء عليها فى هذا المنزل دون كوارث مؤقتا .
هكذا همست لنفسها وهى تقف فى شرفة الغرفة اللتى مكثت بها منذ قدومها .
كانت تجلس بوجوم تستمع إلى صوت الريح وهى تعصف بالنباتات فتصدر صوت حفيفا خفيف .
أخافك يا وحشى الغامض ..
أخافك يا من أجهلك وتعلمنى 
أخافك بذاتى وكيانى 
أخاف حبك الذى تملكنى 
أخاف أن أعشقك وتجرحنى 
أخافك بسكونك وحركتى 
أخافك ببعدك وقربى 
أخاف أن تتركنى !!
أخاف أن تتملكنى !
أخافك حتى أصبح خۏفك هاجسى 
حين عشقت 
عرف أن العشق لا هوادة فيه 
هو حربا فيها الرابح والخاسر
هو قتالا بين طرفينا ..
هو دروبا تسلكها وأسلكها معك 
هو أن أقول أعشقك وتقول عجزت الكلمات عن وصفك 
تملكنى قلبا قبل جسدا 
لا تغدر بقلبى كى لا ېغدر بك عقلى 
فأنا أنثى حين أحب .. أعشق پجنون 
وحين أكره .. أيذيقك الجنون .
لم تنتهى سينفونية الليل فى الأرياف فمع تلاحق الرياح كانت النباتات تكمل سينفونيتها بإيقاعها الخاص .
أنتبهت فجأة إلى أحدهم يقف تحت شرفتها متوجها بناظريه تجاه المنطقة المزروعة أمامهم .
لترتفع عيناه فجأة إليها وكأنه شعر بتواجدها .
لم يبدوا لها الوجه مألوفا إلا أن تحديقه المبالغ بها جعلتها تشعر بالڠضب وكادت تدخل غرفتها إلا أن صوته استوقفها 
_ أنت مين 
لم تكن الشرفة على بعد كبير من الأرض بل إنها تقريبا كانت بالدور الأول .. 
قالت له بصوتا جامد 
_ مرات صاحب المكان .
صدرت عنه ضحكة ساخرة ليقول لها بإستهزاء 
_ تقصدى بنت القاټل !
تصاعدت الډماء إلى وجهها پغضب وكادت ترد عليه بقوة إلا أنه سارع القول متداركا نفسه 
_ أيا كان سبب وجودك هنا .. أدخلى أوضتك أحسن
تم نسخ الرابط