رواية كاملة رائعة الفصول من الواحد والعشرين الي الثالث والعشرون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
ملامحها الحزن وكأن سحابة من الكأبة غطت عليها فجأة .
يبدوا أن ذكر الماضى له الاعاجيب بكليهما .
ف أدهم حين يذكر الماضى تتحول ملامحه إلى ملامح وحش شرس يزداد قتامة كلما تعمق فى الذكريات .
هى مثله ولكنها أكثر رقة فيبدوا أن الحزن هو سعتها الوحيدة .
همست عليا بوجه شاحب مېت
_ اللتقليب فى ذكريات الماضى مش حلو لكن طالما أنت عاوزة تعرفى الحقيقة وطلبتى فأنا هقولك كل حاجة ... من يوم مۏت والد أدهم لليوم اللى جالى يقولى أنه هيتجوزك .
_ كنا عايشين فى القاهرة .. أنا وأدهم ووالده كانت الحياة هاديه نسبيا والده كان مهندس وأدهم كان متأثر بيه اوى يمكن علشان كده دخل كلية الهندسة وكمل مسيرة والده بنفس القسم والتخصص .
فى يوم أتصل جد أدهم .. عمران كامل العامرى .. يطلب من عاصم أنه ينزل البلد بسرعة .
سافرنا كلنا البلد .. وكانت أول مرة ليا أنا وأدهم نسافر المنصورة .
لما وصلنا لقينا عمران كامل منتظرنا كان الترحيب بيا أنا وابنى من أسوأ ما شفته فى حياتى بكلام جده القاسى ونظرات اللى حواليه والاكتر قسۏة كان سكوت عاصم .
بعد كده عرفت أن اللى كان عاوزه عمران من عاصم أنه يجوزه بنت عمه سهر أنا طبعا رفضت وثورت وقلتله طلقنى وسيبنى .
وحتى فى اللحظة دى فضلنى عليها وقال أنه مش هيتجوزها وعصى أبوه .
لكن الموضوع مكنش أختيارى واللى حصل وخلى عمران عاوز يجوزها لعاصم .. أن والدك على حد علمى كان بيحبها وأتقدملها وهما رفضوه لانه كان من فقراء البلد .
راقبت نظرات زهور التى أسودت بشرود لتكمل بأسى
قولتله طبعا خده أخده وخرج ورجع وقتها چثة .
صمتت والدموع تنحدر من مقلتيها بعذاب لاتزال تتذكر هيئته حين جائها محمولا على أكتاف الرجال .
أكملت بصوتا متحشرج متقطع وكأنه يخرج بعذاب
فى ناس بتقول أنه قټله علشان أخد منه البنت اللى كان هيتجوزها وفى ناس بتقول أنه قټله علشان الارض .. وتعددت الاقاويل .
لكن الحقيقة واحدة اللى أجمع عليها كل اللى شافوه وهو بيتقتل والدك هو اللى قټله .
حقيقة بشعة ألقيت بوجهها والدها قاټل !!
والدها الذى رباها على القيم والاخلاق قاټل !!
انتبهت على صوت السيدة ليال التى أكملت بهدوء متماسك
_ أنا لسه مخلصتش فمتحكميش على الموضوع من نظرة .
المعاناة اللى شوفتها منهم وعاصم عايش مكنتش تساوى نص اللى عيشته بعد مۏته .
عمران كامل كان راجل ظالم أوى .. وجبار معندوش رحمة مفيش فرق عنده بين أبن ابنه أو حتى أبنه كل الناس بالنسباله تحت العصاية .
بعد أيام العزا الثلاثة قولت إنى هروح محافظتى وادبر حالى أنا وأبنى وطبعا عمران مرضاش وقال أن ابن ابنه هيرتبى فى بلده وخيرنى بين أنى أعيش معاهم وأنى ارجع القاهرة وطبعا كان لازم أقعد .
شوفت ايام ما يعلم بيها إلا ربنا من قسۏة عمران وولاده .. ده حتى الخدم كانوا بيتجبروا عليا .
كنت بتعامل زى الخدامة وأكتر من مسح وتنضيف وغسيل وطبخ وطبعا تربية الحيوانات والزراعة .
أيوة كنت بروح أرض جوزى علشان أشوفها واراقب عليها وفى المواسم أنزل احصد مع الحصادين ووقت البذر كنت أقعد للطيور علشان متأكلش المحصول .
كانت أيام صعبة أوى ومكنش بيكفى كده وبس .. لأ أخو جوزى الصغير اللى المفروض متجوز كان بيبصلى ويلمحلى بكلام مش كويس .. ويحاول يقرب منى .
وكنت بصبر مجبورة علشان ميبقاش ابنى يتيم الأب والأم .
رغم أنه هو كما كان بيعانى أوى من جده ومن أعمامه كان جده على أبسط غلط يضربه بجريدة النخل .
وسعات كان بيرجع متعصب من برة ويمسكه من غير أى ذنب ويضربه وېصرخ فيه أنه لازم ياخد حق أبوه .. وأن الناس أكلت وشه علشان مجبوش حقه لحد دلوقتى .
كان دايما بيقسى عليه وكل ده فى إدعاء التار الملعۏن .
ولما كنت أحاول أبعده عن الضړب كان بيضربنى معاه .
عمته ثناء .. أظن أنك قابلتيها !
أومأت زهور بشرود وهى تتخيل تلك القسۏة التى تصفها لها السيدة بهدوء لتجدها تكمل
_ مكنتش بتسيبنى فى حالى وكانت أحيانا بتمد إيدها عليا قدام ابنى .
أنا وأدهم شوفنا
متابعة القراءة