رواية كاملة رائعة الفصول من الواحد والعشرين الي الثالث والعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

بحجة واهية وهى الشكر او الإعتذار لا تعلم أيهما الأهم بالأمر أن تحداثه .
إلتقطت هاتفها الذى جاورها منذ ساعات بالتحديد منذ إثنا عشر ساعة على الارض الباردة القاسېة فى نفس الزاوية التى كانت تختبأ بها قديما حين كانت زوجة أبيها تصرخ بها پجنون كانت زاويتها المفضلة فى المنزل فهى معزولة ولا يستطيع أحد غيرها الوصول إليها .
باصابع مرتعشة دقت على شاشة الهاتف وبلحظة خاطفة .. لحظة شجاعة زائفة نقرت على زر الاتصال به .
وضعت الهاتف على أذنها بإرتباك وهى تشعر بقلبها يكاد يقفز من بين أضلعها وېصرخ من شدة توتره .
طال الانتظار وأستمر الرنين دون إجابة له حتى أستمد بها القلق والخۏف .. إلى أن انقطع تماما فإنقطعت أنفاسها لثوان وهى تشعر بأنها دهور .
إنه لم يرد !!
وللسؤال مئة جواب ولكن من يبحث فالعقل فارغ سوى من فكرة واحدة وهى أنه لا يريد الرد .
بإنهزام وضيق أخفضت الهاتف ومعه تهدل كتفاها بحزن أمتزج باليأس لا يريد أن يجيب عليها .. لا يريد أن يحادثها لا يريدها للحقيقة !
ومن يلومه !
ولكن هل تستسلم بهذه السرعة !
هى بحاجة إليه مثلما هو بنفس الحاجة إليها .
لحظات الضعف تتملكنا .. فى نطاق الوهم تأسرنا بين قصص الماضى والحاضر نتخبط .. بين أوهام فرض الظنون وصراحة الواقع نصدم ..
ولكننا نبقى فى حاجة إلى الدعم ! .. كلمة واحدة تأخذنا إلى قمة السعادة وكلمة آخرى تأخذنا إلى قاع الحزن .. 
ويبقى الأمل ما يحينا رغم الألم !
رفعت رأسها إلى الاعلى بحزن وعيون دامعة لتهمس بصوت عال 
_ أنا مش عارفة إن كنت بحبه ولا لأ مش عارفة أنا عاوزة إيه .. أوقات ببقا عوزاه جنبى وعوزاه يساندنى وأوقات ببقى مش عاوزة أشوفه .
أعمل إيه يارب أهدينى للطريق الصحيح .
أنهت كلماتها بدعاء مترجى وعيونها متعلقة بالسماء السوداء أمامها..
ظلت لدقائق الى حالها .. لتكفكف فى النهاية دموعها وتنهضت بتكاسل لتعود إلى غرفتها .
ألقت بجسدها المنهك على السرير بتعب بينما حدقت عيناها فى السقف دون هدى .
نظرت إلى سطح الغرفة بشرود غائم منذر بسقوط الامطار .
أ احبك !
لا .. لا احبك !!
أمعجب !
لا .. لست بمعجبة !!
إذا فما هى وما موقع مشاعرها من الإعراب .. وكيف للقلب أن يعيش كل هذا التنافر والتناقض بين شيئ لا مجال لجمعهما معا .
الحب والكراهية 
الأمل واليأس 
السعادة والحزن 
الخۏف والأمان !!
مشاعرها تستق قول الدوامة الساحقة تلك التى تجرفك بلا هوداة إلى أعماقها .. حتى ټغرق فى النهاية .. 
فهل نهاية مشاعرها البائسة الڠرق !! 
إستفاقت من شرودها على صوت هاتفها فإنتفضت بسرعة تلتقطه وتجيب بلهفة أنستها أن تقرأ اسم المتصل .
_ مؤيد !
عذاب الشوق منعه من الرد كبل لسانه عن الحركة فقط شكر لحاسة سمعه التى إلتقطت كم اللهفة والشوق التى قفزت من إسمه الذى نطقته حبيبته لتوها بوله .
زفير حاد متهدج أخبرها بأنه هو وبأن قلبها الذى يشدوا بهذه اللحظات قد صاب حظه بأنه سيتصل بها ولكن لما لا يجيب لما لا يملك أن يريحها فى المقابل !!
_ مؤيد ! 
وأستمر السكون وطال .. طال إلى أن تسللت الخيبة بخبث إلى قلبها فهمد بمكانه متعبا مرهقا من مجافيه بعدما كان يتقافز من شدة الفرح منذ لحظات .
_ لو مردتش عليا يا مؤيد أنا هقفل .
قالتها بحزم يائس .. عله يجيبها ويريح قلبها المتعب ولكن ظنونها خابت فقد عم السكون مرسلا إليها الرد الواضح فلم تشعر بالدمعة الحارة التى إنسابت على وجنتها ولا بيديها التى أخفضت الهاتف بعدما أغلق الطرف الآخر الخط .
لقد اغلق الهاتف !! لا يريد الحديث معها فقط يعلمها بأنه بخير وهذا يكفى .
شهقت باكية پعنف بقوة لم تعهدها منذ زمن .. پألم تريد أن تخرجه من جسدها لتعود ميساء التى يعرفها الجميع تريد أن تتخطى مأساتها وتبتعد عنه .. إلا أن عقلها وقلبها يأبيان فما السبيل للراحة !
أغلق الخط بعدما وصل إلى ما يريد وبأسهل الطرق .
الغبية تظنه ذلك الأحمق مؤيد !
لقد ساعدته كثيرا بإندفاعها اللامحسوب فى الرد فلم تلحظ بأن الرقم غريب ولا ينتمى إلى أسم محدد .. بل وجارت ظنونه بولعها الحاد فى محادثة مؤيد .
الأن يمكنه اللعب كيفما يريد بعدما تأكد من أن الطعم جاهز للإستخدام .
أمر الإنتقام برمته من مؤيد ما هو إلا جولة جيدة فى الصيد .. والأذكى والأكثير أنتباها هو من سيربح فى النهاية ..
تلاعب بالهاتف بين يديه يقلبه من فوق لأسفل والعكس .. إلى أن إستفاق لصوت يقطع تفكيره .
نظر إلى أسم المتصل بسخرية .. شذى !
ماذا تريد بيدقه الأن وفى هذا التوقيت اللطيف وفى عزلته التى تعلم جيدا بأنه لا يحب أن يقاطعه أحد فيها .
سيجيب وسيعرف فى الحال ماذا تريد .
فتح الخط فإندفع صوتها الرقيق ذو اللكنة الناعمة ينساب بسرعة متعجلة وكأنها تخشى تفلت الكلمات أو
تم نسخ الرابط