رواية كاملة رائعة الفصول من الواحد والعشرين الي الثالث والعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل 21
وصلت أخيرا إلى وجهتها .. منزل زهور .. صعدت الطوابق المتبقية لتصل لمنزلها بسرعة .
دقت باب البيت ليفتح لها ذلك الوجه الطيب الرقيق والدة زهور .. وتستقبلها بأحضان رافئة وهى تقول باسمة بمحبة 
_ رغد ياااه غيبتى اوى المردة دى عاملة يا بنتى !
امتلأت عيونها بالدموع وهى تهمس لنفسها كانت غيبة كويلة ومئلمة قالت شاهقة پألم والدموع تلمع بمقلتيها 

_ مفيش حد بيسلم من القدر .
ربتت والدة زهور سمية على ظهرها بحنان وهمست تحاول تطييب روحها 
_ القدر ليه طرق مختلفة يا رغودة ومش كلها متشابهة .. فيها الحلو وفيها الاختبارات وربك لما بيبتلى عبد .. بيبتليه علشان يختبر صبره وإن شاء الله الحال هيتغير وهتتحل الازمة .
دعت الله بسرها بأن يفرج همها الذى أثقل قلبها بألمه .
اومأ براسها لتهمس بخفوت 
_ فعلا مفيش مهرب من قدرنا .
ابتعدت قليلا عن أحضانها وهى غير راغبة لتقول بلهفة طفولية وهى تمسح وجهها من أثار الدموع 
_ هى زهور فين !
عل الألم ملامح والدتها وأشارت تجاه الداخل لتقول بهدوء كساه الالم 
_ من وقت ما رجعت وهى بالحالة دى قافلة على نفسها الاوضة وعلطول شاردة .. ومش بتاكل وحالتها حالة .. الله يسامحه اللى كان السبب .
اخفضت رغد وجهها پألم لم تكن تتصور بيوم أن تعود وتلاقى زهور أصبحت بهذا الحال من الالم .
وماذا بعد 
ما النهاية لطريق أهلك كاهلنا 
افسحت لها والدة زهور الطريق فإتجهت ناحية الغرفة التى تعرف تماما بأنها لزهور .
طرقت الباب بعجلة فلم تسمع إجابة لطرقها ففتحته ببطئ ويعينيها تتسارع لترى من بالداخل .. إلى أن وقعتا عليها .
تجلس على سور شباك غرفتها المفتوح ترتدى حجابا واسع تطاير مع النسيم تضم قدميها إلى صدرها بحزن وتدير وجهها تجاه الشباك المفتوح .
التفتت لها فأصابها الذهول من حالها .. عينيها ضائعتين بتشتت لم تعرف يوما وجهها شاحب بدرجة مخيفة .. حول عينيها إرتسم السواد بقتامة عظام وجنتها بارزة من شدة الهزل الذى لحق بها .. وشفتيها كانت تحكى قصص عن الألم بلونهما الازرق .
إقتربت بإرتجاف تنظر إلى هيئتها الذهول بدأ ينكشع وتبقى الألم لمرآتها بهذا الحال .
ألالام الحياة كثيرة ولكن حين تهبط جميعها على الظهر مرة واحدة فهى تقسمه .
فمن كان يظن بأن تتزوج هى رجل حقېر ويطلقها بليلة الزفاف وتصبح أحاديثها متداولة بين كل الالسنة بأفظع الكلام .
والأن زهور تعانى من قسۏة الايام التى تجسدت فى هيئة ذلك الأدهم الذى من هيئتها يبدوا أنه أذاقها من الألم كؤسا وربما الحال هكذا أيضا مع الميساء التى إبتليت بزواجها من حقېر وغد يدعى مؤيد .
وقفت أمامها مباشرة فإرتفعت عينا الاخرى لتناظرها فلم تستطع رغد سوى سحبها بقوة إلى أحضانها والبكاء على ما ول وما سوف يأتى .
ارتفع صوت بكاء زهور وتعالت شهقاتها وكأنها لا تستطيع أخذ نفسا ينجيها من الهلاك .
فزادت رغد من ضمھا إليها ودموعها هى الأخرى لا تنضب .
لم تشعرا بالوقت دقائق أمضوها بالبكاء أم ربما ساعات كله يتشابه حين ينهار المرأ ويحتاج إلى من يثق به ليخرج ما عنده من كبت طال حپسه .
بعد دقائق من العناق والبكاء سمعوا صوت باب الشقة فخمنوا بأن الطارق هى ميساء .
فإبتعدت رغد عن زهور وهى تستقبل ميساء التى دخلت بعاصفة باكية لا تحتاج إلى دافع للبكاء .
لترتمى بأحضان زهور التى إرتعدت لرؤيتها بهذه الحالة وكذلك كان حال رغد التى كانت تربت على ظهرها .
أرتفع نشيج ميساء وتعالى صړاخها فإزداد ړعب زهور ورغد عليها .
إقتربت رغد ټحتضنها من الخلف وهى تهمس لها ببضع كلمات مواسية 
_ ميساء حبيبتى .. أهدى وقوليلنا مالك .
صړخت ميساء بصوتا مبحوح متحشرج 
_ أنا ضعت وضيعت كل حاجة ليه مكنتش تسيبنى فى حالى .. أنا تعبت .
كانت تهذى بكلمات غير مترابطة ولكنها سوغت مبلغ ألمها .
ظلت على حالها من البكاء .. إلا أن استطاعت زهور تهدئتها ومع كوب من النعناع الساخن أعدته لها والدة زهور .. كان الحال قد أصبح أفضل .
راقبتهم زهور بروية كيف جلست ميساء على فراشها تأخذ عدة شهقات متتالية رغد كيف إستقرت بأحد أركان الغرفة تقلب بين أصابعها وكأنها تجد حلا لمعادلة كميائية .. وهى لا تزال جالسة فى شرفتها تراقبهما بحزن .
همست أخيرا بحزن وهى تناظر صديقتيها البائستين 
_ يااه .. مكنتش أتوقع أن ده هيكون حالنا بعد ما أفترقنا كل واحدة مشيت فى طريق ضلمة وقابلت اللى قابلته من وحوش الليل اللى مش بترحم .
و وحوش الليل كان التعبير الأفضل لوصف مؤيد أدهم ياسين و حسان وربما وحوش آخرون أنحدروا من وراء كل واحد منهم .
تاهت عينا ميساء وغامتا پألم لتهمس بسؤال وجهته إلى زهور 
_ وإيه سبب طلاقك أنا افتكرت إنك بتحبيه !
أحبه !!
ليتنى لم أفعل !
كنت غبية حمقاء
تم نسخ الرابط