رواية هبة من 21-26

موقع أيام نيوز

أكيد هتحتاجيها وفي حاجات كتير هحتاجها تعلمهاني عشان لما تحتاجيني أنت
مما صنع هذا الرجل بشهامته وشيمه الطاغيه! ألهذا القدر يفكر بها ويتفهم عليها! ابتسمت بحب مردفة
_ ماما عمرها ما هتسيب البيت اللي فضلت هي وبابا فيه سنين وتيجي تقعد معايا هنا عمرها ما هتفرط في ذكرى واحده تخصهم حتى لو كان عشان حملي هي ممكن تفضل طول اليوم معايا هنا وجنبي بس وقت النوم هتنام في فرشته وحاضنه مخدته وبتحكيله عن يومها وقد إيه هي مبسوطه بحملي وإنه لو ولد هيبقى شبهه وكأن الطفل دا عوض ليها عن مۏت بابا...
هدأت تلتقط أنفاسها واقتربت ضاممة جسدها له تحتمي به من أوجاع حديثها التي دخرتها الأيام الماضية وتابعت بحزن
_ إخر كل ليله كانوا متعودين تنام في حضنه بعد ما تحكيله يزمها بالتفصيل مع إنه كان بيبقى معاها فيه وشايف كل حاجه وهي اصلا في البيت يعني مفيش أي حاجه جديده بتعملها بس رغم كدا هو كان بيسمع زي طفل بيسمع حكاية قبل النوم بس مسنحسل ينام قبل ما ينيمها ويطمن أنها جنبه وفي حضنه صحيح حالنا كان عادي ووضعنا كان مستور بس ولا مره شوفت مره بتشتكي ولا تبص لحد أعلى مننا بل ربتني على كدا حتى بلال
تحشرج صوتها على ذكر اسمه التي تحجبه طوال الحديث وكأنها تتهرب من ۏجعها عليه!! ولكنها رغما عنها انساقت لمرحها
معه ولحظاتها بين تواجده! احتضنته ب شدة وأكملت بدموع كثيرة
_ كان بيقف على باب المطبخ بكرسيه يستناها لو سابته لحظه ودخلت تحضر أي حاجه كان بيتقمص كتير لمجرد أنها تحضنه وتصالحه ويقولي بحس براحه ودفا في حضنها كنت عايشه قصة حب في حبهم لبعض ومعافرتهم عشان بعض ولا مره شوفت دموع ماما بسببه غير وقت الحاډثه وكانت عليه مش بسببه وفضل يتأسف ليها إنه خلاها تبكي!! 
هدأت شهقاتها فرفع هو وجهها إليه بحزن على حالها وتمزقت حبال قلبه العاشق لها هامسا وعيناه تلتهم ملامحها الجميلة
_ أنا آسف إني كنت سبب في دموعك كتير وعشان بطريقه غلط حاولت اوصلك حبي وخليتك تتوجعي بسببي وكمان بسبب مرضي أنا...
قاطعته ملصقة جبينها بخاصته تقاسمه أنفاسه الساخنة والحزينة وهمست بلوعة وعشق
_ متتأسفش لو مكانش في ۏجع مش هيبقى في فرح وسعاده أنا فضلت كتير أحبك وأنت مش شايفني واتعذبت كتير في بعدك وبكيت أكتر واتوجعت منك وعليك بس كل دا ميجيش حاجه جنب وجودك جنبي في لحظة ضعف وحزن زي الفترة اللي فاتت الوقت بينسي بس أنا منستش عشان لما افتكر الۏجع أحط الفرح والحب قصاده ويعاديه وهو اللي يمحيه مهما طال الليل الفجر هيهل دي ديما كانت جملة بابا ليا وقت أي ضيق وتعب بمر بيه أنا راضيه بنصيبي وبحمد ربنا عليه وراضيه بكل حاجه منك إلا أنك تبعد عني او تسيبني زيه!! هتسيبني!!
هز رأسه نافيا بقوة ومن داخله يقسم أن يحارب ذلك المعټدي الذي دمر حياتهم وسلب سعادتهم وأحزن فتاته وزوجته الحبيبة وعشيقته الابديه!! احتوى وجهها بين كفيه وأزال دموعها الهاربة من قزحيتيها وهتف بصدق
_ مش هسيبك ولا هبعد مهما كلفني دا قوة وتعب متي مش هبعد صدقيني ولا هقدر أسيبك يا وردة ربيعي
حسنا بدأت آلالامها بالتلاشي بعيدا بصحراء جرداء بعد مدة ستنتهي وتختفي نهائيا وهذا بفضله وفضل كلماته!! طبعت قبلة دافئة فوق جبهته وغاصت عينيها بزيتونيتيه هامسة بعشق
_ بحبك يا براء
بادلها قبلتها باشتياق ولكن على جفنيها الرطبين وهمس بصدق وعاطفة جارفة
_ وأنا بمۏت فيكي يا ضي عيون براء وروحه
وصل ثائر لبيته بأقدام كالهلام لا تقوى على حمله بعد سماع كلماتها اللاذعة وتلك القوة والإصرار النابع منهما!! كيف له أن يتحمل المزيد من بعدها عنه! هو بدأ بحياته العادية وتعايش معها ولم يدق باب قلبه سوى مرة واحدة كانت لها ولن يتفانى عن حجبها عن العالم بتلك الغرفة التي طرقتها لتحيي نيران حبه وقلبه الجاف!! من ظلم يظلم ولو بعد حين هي ظلمت قلبه بدخولها المتهادي عليه وهو سيظلمها ويخفيها عن العالم وهكذا تتعادل كافة الأطراف!! مر على والدته يطمئن عليها قبل نومه أو بالأحرى رغبته بالحديث معها عن أوجاع خافقه وكأنها تشعر بها وجدها جالسة تنتظره!!
أقدم عليها بتعب ملقيا رأسه على قدمها وكأنه عاد بالزمن عشرون عاما أو أكثر ذاك الطفل الباكي الذي يتحامى بوالدته من ظلال كوابيسه الصغيره!! وهي كعادتها تهادت أناملها بين خصلاتها تمسح عليها بحب مردفة
_ احكيلي إيه تاعبك يا حبيبي
أغمض ثائر عينيه متذكرا كل ثانية مرت عليه برفقتها منذ أول مرة راتها عيناه! وهمس بشجن وعشق
_ الحياه مش عادله معايا يا أمي طول عمري ماشي صح وناسي قلبي ولا يوم بصيت على بنت ولا فكرت في بيت وافتكر كلام بابا الله يرحمه داين تدان يا ابن آدم معرفتش الحب غير لما شوفتها وحبتها بعد أيام أو أكتر كانت
زي ماهي هاديه وعاقله ومش بترفع عيونها عليا وهي حبتني!! وأنا صبرت بس الدنيا مش عوزانا سوا!! لييه بدفع تمن غلط مليش يد فيه واتوجع بسبب چرح معملتهوش!! ليه هي مصره تبعد وترجعني وحيد تاني!
ربتت والدته على كتفه بحزن على حال صغيرها القوي الذي لم يطأ الحب بأوجاعه قلبه إلا منذ دلفت هبته عليه!! وهمست بطيبة وصدق
_ الست مننا يا ابني مش عاوزه غير لما تتعب تلاقي حضڼ يضمها ويشيلها ولما تحزن تلاقي إيد تاخد بيدها وتدعمها ولما تحب تطمن وتفرح! البدايات من صدمة فرحتها بتخلي العقل نايم عن النهايات المحتومه ورافض يشوف النهاية اللي اترسمت من قبل ما القلوب تتقابل! هبه حبت قبلك ودا حاجه مش هنقدر ننكرها وعلى قد حبها ضاعفه ۏجع وخيبة أمل وكسره من جوزها اللي ميتحسبش راجل طبيعي تخاف وطبيعي تبعد وجايز ټوجعك عشان تخليك أنت اللي تبعد وتكرها وتفضل هي بعيده بتراقبك بتبدأ من جديد وناسيها وهتبقى موجوعه وپتموت بس عشان بتحبك عوزالك الأحسن وااللي هتريح قلبك وتكون أفضل ليك ودي وجهة نظرها
صمتت قليلا تستشف ملامحه التي بدأت في الأرتخاء واللين وتابعت
_ دورك تطمنها وتطمن قلبها إن مهما كان هتفضل تحبها وعمرك ما هتزعلها الستات خايبه بتدي قلبها للي بيطمنها ويهتم بيها ويحبها وبيكون شخص واحد معاه مفتاح كيانها كله بعكس الرجاله ممكن يكون ليه في كل مكان شخص معاه مفتاح قلبه!! طمنها ياابني وريح قلبها
ابتسم براحة لحديث والدته الذي دفعه بقوة للإصرار على ردعها عن ابتعاده ونهض مقبلا جبهتها وكفها مردفا بسعادة 
_ أنت أحلى أم في الدنيا
احتضنته بحب أودعته لها فقط بعد والده وهمست بتمني
_ وأنت أفضل وأحن ابن في الدنيا ربنا يطيب بخاطرك ويريح قلبك يا حبيبي
وصلت هبه أمام منزل صديقتها بقلب حزين ودخلت بصمت بعدما فتح لها زوجها تلاقت عينيها مع صديقتها التي اشتاقت لها حد النخاع وتحدثت النظرات مطولا بعتاب ولوم شديد لم يدم طويلا حيث انقطع باندفاع هبه لأحضانها بعيون دامعة ترغب بالتخفي داخلها من كل هذا الألم الذي تعانيه! بعد فترة من الصمت تحدثت ورده ببسمة طيبة
_ طب مش هتباركيلي وتفرحي إنك هتبقي خالتو!!
ارتسمت بسمة وضحكة سعيدة على وجه هبه وسارعت بضمھا لها مردفة بفرح
_ مبارك يا عيوني يتربى في عزكوا
بادلتها ورده عناقها القوى وهمست باذنها بثقه
_ احكيلي إيه تاعبك
توترت نظرات هبه بين البوح أو عدمه ولكنها قررت بالنهاية إخبارها فهي بحاجه لمستمع منصت ومعاتب وصريح كرفيقتها!
تنهد هبه بعد فترة من الحديث أفاضت بما أظلم خافقها وأتعبها بالأيام الماضية وتلاقت نظراتها مع صديقتها المليئة باللوم والعتاب ومن ثم اردفت
_ مفيش لينا مستقبل مع بعض هو محتاج حد شبهه وأنا مفيش رابط هيجمعني بيه غير صدفه وبس!!
رطبت ورده شفتيها بعد طول صمت واعتدلت بجلستها هاتفة
_ هتفضلي لأمتى شايفه نفسك قليله وحاطه باعتبارك إنك متستهليش تفرحي وتعيشي حياتك اللي اتحرمتي منها! هتفضلي لأمتي كل ما تتقدمي تسمحي للقذر دا يرجعك لنقطة الصفر تاني بحقارته! 
ثائر هو الزوج والحبيب والصديق اللي بتتمنيه ولو طال يفرش قلبه في طريق وجعك مش هيتأخر!! بتلوميه على ذنب وحاجه ملوش يد فيها!
أشاحت هبه بوجهها بعيدا عن مرمى نظرات صديقتها وتمتمت پألم وتفهم
_ القلوب بتتشابه وزي ما قلبه نقي وبخير ولسه متوجعش يستاهل بنوته شبهه تصونه ويكون هو أول راجل يدق بابها ببدلته وفرحته وهي بفستانها وطرحتها إنما مش واحده مشوهه داخليا قبل خارجيا وقلبها متحطم
وكمان مطلقه!! تفتكري دا من العدل! لا دي أنانيه مني إني اربطه بيا وهو يستاهل واحده أفضل حتى لو هو نفى كدا لا المجتمع ولا الزمن ولا الأيام هتنفيه بالعكس هيفضل وصمة عار ليه ومش هيتخطها بالسهوله اللي هو متخيلها دي!!
ڼهرتها ورده بشدة واردفت بحدة وڠضب
_ يشيخه حرام عليكي نفسك أنت إيه!!! جلد جلد مفيش رحمه خالص!! إيه عيبك إنك مطلقه!!! إنك ضحيه لواحد ۏسخ طلع مرضه وعقده عليكي وبعدين ربنا وهبك فرصه وبدايه جديده مع حد كفيل يشيل كل ذكرى سودا اتسبب فيها الزمن جواكي وأنت تنفيه وتبعديه عن حياتك بالطريقه دي!! تفتكري من العدل اللي أنت بتعمليه فيه! مش كنتي وافقتي وخلاص بعد معاناة هتتجوزوا عشان وساخة فاضل وحقده تتنازلي عن حبك لراجل أي واحده هتحسدك عليه! مع أبسط مشكله بتبعيه وتجري تهربي وتوجعيه ودا كفيل يخليه يندم على حبك
صمتت تتابع ملامح صديقتها الحزينة وتابعت من جديد بحدة أكثر ونبرة أعلى
_ كلنا عندنا طاقه لما بتخلص طريق الشخص دا معانا بيقف ومهما حاول من جديد ومهما حارب عمره ما هيرجع لحظه ولا جزء صغير من الطاقه دي ومش صح نهائي إني افضل اقدم تنازلات مع شخص بيحارب بكل قوته إنه يكرهني فيه!!! القرار قرارك والصح اعمليه بس افتكري إن كل خطوة مشتيها في ۏجع قلبه هتحسيها وتعاني منها لو مش دلوقتي هيبقى في يوم ومش بعيد
تقلبت أثير من نومها بكسل وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجهها وذراعيه تحيطانها كأنه يخشى هروبها منه!! ابتسمت بسعادة وخجل عندما طلت عيناه من بين جفناه بنظرة عاشقة جعلتها تحمد خالقها على ذاك الحب الكامن بهما! لم يكن بأحلامها أن يهبها الله قلبا حنونا صادقا كزوجها ولا رفيقا مهتما مخلصا مثله ولا حبيبا عاشقا لينا يشبهه وكل تلك الخصال تهاوت به!! هو كدوامة سريعة تحاوطها وتجذبها لها أكثر مع كل مرة حاولت الابتعاد!!
ناظرها راكان بتوجس من شرودها وهمس بعبث
_ سرحانه فين يا هانم كدا هغير
بلا تردد أجابت
_ فيك يا عيون الهانم
ابتسم راكان بمرح
تم نسخ الرابط