رواية هبة من 21-26

موقع أيام نيوز

وخطت أصابعه لخصرها وقربها منه أكثر مردفا
_والله يا بختي
ضحكت أثير بسعادة وحاوطت عنقه بدلال مردفة
_ دا أنا اللي يبختي من هنا لسنين كتييير
اراح راكان رأسه على صدرها بسعادة وناظرها بعينين ناعستين مغمغما بعاطفة
_ ربنا يديم سعادتي بوجودك وفرحة قلبي بحبك يا أثير هانم
داعبت أثير خصلاته برقة هامسة بعشق وتمني
_ يارب يا حبيبي بس أنا كدا هتغر على فكره!!
نهض من أحضانها جالسا على ركبتيه مخمدا رغبته في النوم وهمس أمام وجهها
_ طب بذمتك حد يبقى بطل زيك كدا وميتغرش!! دا يبقى عيب في حقك والله
ضحكت أثير بشدة وخجل على وقاحته وهمست بخجل
_ طب أوعي خليني أقوم حمزه زمانه جاي من المدرسه
نظر راكان للساعة التي تشير للواحدة وهمس أمام شفتيها بشغف ولهفة
_ فاضل على معاده ساعتين دول معادي أنا ومفيش اعتراض يا هانم
هزت أثير كتفيها بدلال أرهقه وهمست بنعومة
_ ومين قالك إن الهانم عندها اعتراض!
افترس راكان شفتيه وابتسم بخبث جاذبا إياها له وهتف بمكر
_ دي الهرمونات شغلها عالي أووي
وغابا كلاهما بعد كلماته بلحظات مسروقة بعيدا عن الخلافات أو المشاحنات التي تنتهي بالجفاء والابتعاد سامحين لحبهم بالتمسك والتعلق رافضين البرودة أن تتسرب لقلوبهم العاشقة...
بعد يومين وصلت هبه لمقر عمله وكلها عزيمة على إنهاء تلك المعضلة التي تحوم حولهم وقطع كل حبال الوصال بينهم وإخماد ذلك الحب الذي وصم قلوبهم معا!!!
دلفت له بعد سماح
سكرتيرته لها دون علم هويتها وذلك رغبة منها وعندما رآها هب من جلسته الشاردة نحوها غير مصدقا أنها أمامه بعد اختفاءها اليومين الماضين وحظره من أرقام عديدة ورفض جميع محاولاته!! ولكن إشارته التي منعته من التقدم عندما تقدمت هي وجلست أمامه على المقعد مردفة بقوة وعزم
_ لازم نتكلم
خفق قلبه من باطن قوتها وحديثها البارد ولكنه تلبس الهدوء وتمتم
_ اتفضلي وأنا سامعك
عقدت هبه ذراعيها أمام صدرها بقوة زائفة وتمتمت بهدوء
_ ابعد عني ودي آخر مره هيكون بينا كلام ولآخر مره هقولك الكلام دا مفيش حياه بينا دي كانت غلطه وانتهت وكل واحد فينا اتبسط شوي بمشاعر كان مفتقدها وراحت لحالها وإحنا كبار كفايه عشان نفهم الكلام دا وكفايه محاولات عشان وجودك تحت بيتي كل يوم لوش الفجر خلى ناس كتير تتكلم عليا وأنا مبقتش قادره اتحمل
سخر من نفسه على توقعه الذي اصاب هدفه وهاهي تعاود فرض رغبتها بالانفصال عنه قبل الارتباط! 
هذه المرة كانت عينيها منصبة عليه تؤكد له صدق وحزم حديثها وتابعت بلا نقاش
_ زي ما كنت ديما بتدعم رأيي وإرادتي خليك معايا لآخر مره وابعد على الأقل عشان نفسك إحنا بداياتنا كانت غلط والنهايه مرسومه من زمان يمكن من قبل البدايه أصلا ومن غير كلام كتير فضلا أبعد دا أحسن ليك وليا
هذه المرة لم ترحل بل جلست أمامه بكل قوتها الزائفة حتى تحرك هو وخرج عن جموده وسار نحوها ثم جذبها من مرفقها بقوة وتحدث پغضب اعمى
_ زي ما كان لينا بدايه مهما كان شكلها لينا نهاية بس بأيدينا نحطها ونمشي فيها وزي ما بدأنا سوا هننتهي سوا وقرار بعدك دا مش لعبه ولا لبانه كل شوي تقوليها لحد ما بقت ملهاش لازمه لا دا قرار مقسوم بينا ومهما قولتي ومهما عملتي دا مش هيهز فيا شعره ولا يخليني أبعدأو اتخلى عنك تحت أي ظرف
لوت شفتيها بضيق مصطنع من حديثه الذي يؤلم حلقها بسبب حپسها لدموعها ونفضت يده عنها وتحدثت ببرود
_ لا القرار في إيدي ودي حريه شخصيه مش عاوزه لا اتجوزك ولا عوزاك في حياتي وزي ما قولت لينا نهايه وبإيدينا وأنا حطيت نهاية الحكايه الممله اللي مش عاوزه تنتهي دي
قبض بقسۏة على رسغها ورأت لاول مرة نظرة عيناه الحانية تتحول لأخرى مظلمة وباهته يشع منها الڠضب والقسۏة مما جعلها ټندم على قدومها له بينما هو هتف پغضب وحدة ناتجان من ألمه
_ أنت إيه يا شيخه مبتحسيش!!! مش حاسه بمعنى كلامك ولا الۏجع اللي ماشيه ترميني فيه!!! مش حاسه بعذابي في بعدك ولا في حروفك اللي بټموتني كل يوم مع التاني!!! أنت عندك قلب وبيحس ويتوجع أنما أنا لاااا!!! ماليش حق عليكي!!! إيه الجحود والبرود اللي اتمملك منك دااا!!! قوليلي لييييه بتعملي فيا كدااا!!! عاوزه نهايه ماشي بس المرادي بمزاجي مش بمزاجك وهتنجوز واللي عندك اعمليه اقولك!!!
ترك يديها وابتعد جالسا على كرسيه ببرود وتحدث
_ أعلى ما في خليك اركبيه يا هبه وأنا هعمل اللي على هوايا وكله بمزاجي
الفصل السادس والعشرون 
لو اجتمع العالم بطوائفه وأخبروك أن خافقي الحزين أقلع عن الوقوع بك وحتى إن ذل لساني وأحزنك.... أترك لك رسالتي تلك 
والله ما لي بتحكم على فؤادي عندما يصب الأمر ناحيتك فهو كالرضيع كلما غابت والدته بكى حزنا ولوعة لها وعندما مر طيفها تهللت ملامحه سرورا ونشوة باحتضانها وكأنها منبع أمانيه وفوهة سعادته...
توجهت لصنع بعض القهوة التي بات عقلها يطالب بها مؤخرا منذ ذلك اليوم الذي ختمه هو برفض إصرارها وأخبرها صريحة أنها مهما حاولت لإيقافه عن حبها لن تردعه! منذ تلك اللحظة وقد مر ما يقارب شهرا وبالفعل عدتها أوشكت على الانتهاء أو ربما انتهت هي حقا لا تهتم لذلك بل تقضي وقتها صباحا تذهب لصديقتها ومن ثم تعود لبيتها بعد العمل الذي حصلت عليه من جديد بصعوبة وينتهي اليوم مع الكثير من الأفكار والدموع الحزينة منها ما يخبرها أنها مخطئة بل ومذنبة بحقه ومنها ما يصف لفؤادها وأنها على الدرب السليم الذي سيصلحه!! ولكن كيف يا هبه!!
انتزعت عقلها من شروده عندما تعالت أصوات القهوة المتساقطة على الموقد مما جعلها تبتسم بتهكم وتطفئ الڼار بعدما اعدتها وتوجهت لغرفة شقيقتها النائمة! بعدما اطمأنت لنومها دلفت غرفتها وجلست محتضنة الكوب الدافئ وبظنها أن كذلك ستتسرب حرارته لقلبها البارد!! هي بأوج أيام العام حرارة وصيفا ورغم ذلك قلبها يرتجف من فكرة الابتعاد عنه! أدمعت عينيها عندما لاحت نظراته المعاتبة لها وهو يخبرها بحجم أنانيتها وقسۏتها عليه وعلى قلبه العاشق لها!! ولكن ما بيدها لتفعله! كانت سلمت قلبها له وتراقصت أوتار عقلها فرحة بحبه ولكن لم تعطيها الحياة عدالة كفاية وها هي أصبحت بعينيه أقل مما كانت تعتقد فهو رآها بأضعف  بفعل دناءة زوجها السابق!! ليست مخطئة ولن تتوقف عن الابتعاد وزرع الكره بقلبه لها ولن تسمح له بالاقتراب يكفيها قربا ويكفيها ألما لروحها المعذبة....
أغمض براء عينيه براحة مستمتعا بقرابها الذي بات ملجأه الوحيد ومنبع سعادته الدائمة ودواء داءه الخبيث!! ابتسم بعشق وانفرجت شفتاه عن بسمة دافئة تدفقت من عينيه وملامحه عندما تململت من نومتها طالعها بعينين ماكرتين هامسا ببحة عميقة
مش كفايه نوم وحشتني يا وردة ربيعي الحلو
ابتسمت الأخرى بانتشاء وبهجة عندما وقعت عينيها على بسمته اللطيفة التي تلهب حواسها وتشعل خجلها الذي اكتشفته معه فقط!! معه تبدلت أحوالها العڼيفة لأخرى هادئة وحنونة تبدلت من كونها مندفعة وهوجاء لامرأة حكيمة ورزينة!! باتت لا تعرف حالتها الجديدة أهي تقلبات الحمل الذي ينمو داخلها وأصبحت بمنتصف شهرها الثاني أم بسبب حبه الذي يغدقها به كسيول متدفقة!! تلك الراحة التي تسري بعروقها وتجعلها كفراشة خفيفة الظل تتراقص بين رحيق الأزهار بسببه هو! كان محقا بأنه سيكون مأمنها وسندها ورجلها وقد كان !!!
احاطت عنقه بسعادة وتشاركت أنفاسه المتلهفة لها هامسة بنعومة ونبرة ناعسة
وأنت وحشتني أكتر يا حبيبي
لاعب براء حاجبيه بخبث وتلمست أنامله صفحات وجهها الساخن بسبب نومها واحمرار وجنتيها وهمس بعبث
اثبتيلي أصلي بصراحه بنسى بسرعه 
ضحكت ورده بشدة وخجل ودفنت وجهها الذي تدفقت الحمرة إليه وهمست بخجل
لا ذاكرة السمك دي تنفيها وتبدلها برجل آلي عشان بصراحه تعبت منك!!
مال عليها أكثر ونظراته الوقحة تداعب ملامحها الخجولة وأنفاسها الساخنة تدفعه للمزيد من القرب منها وهمس بثقه
والله لو ذاكرة كومبيوتر بردو هنسى طالما بخصوصك عشان مبشبعش منك!!
وهل تروي هي ظمأها منه! هل تكتفي منه بالأساس! هي مثله لاتريد سوى البقاء بين أحضانه التي أدمنتها

منذ أخبرهم الطبيب بعد جلسته الأخيرة بأن جسده يستجيب جيدا للعلاج المكثف وهو لا يكتفي من قربها وهي أيضا لا ترغب بالاكتفاء منه!! عوضها الله خيرا وسعادة بعد ۏفاة والدها الحبيب بتحسن حالة كلا من جنينها وزوجها! اكتملت سعادتها وتضاعفت دموعها السعيدة ولا ترغب بالمزيد...
استقبلت شغفه وحبه الجارف لها بقلب تعبئه السعادة والفرح هامسة بشجن ولوعة
بحبك
وقفت أثير بتوتر تفرك كفيها أمام الاختبار وكلها أملا بإيجابية نتيجته!! تدفقت الډماء بأوردتها عندما بدأ ظهور بشائر الخط الأحمر الأول ومضت عدة دقائق ولم يظهر الآخر!! أصابها الإحباط وخيبة الأمل عندما اتضحت سلبية النتيجة!! ألقت بالاختبار پغضب وحزن وخرجت غير منتبهة لذلك الواقف منتظرها!!
قلق راكان من تأخرها بالداخل وتضاعف الأمر عندما خرجت بوجه محتقن وعينين دامعتين جعلته يقترب منها پخوف وجلس جانبها متسائلا بقلق
مالك يا حبيبتي إيه مزعلك
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وكتمت حزنها هاتفة بضيق
مفيش حاجه
أدار وجهها له ليتفاجأ بدموعها التي بدأت ثورتها وتساقطت من مقلتيها اللامعتين وهتف بقلق وخوف
مفيش إزاي ودموعك دي لواحدها كدا
كادت أن تهم بالكذب وتختلق أمرا ما ولكنه رفع أصبعه بتحذير وحده
من غير كڈب ولا لف ودوران قوليلي مالك يا روحي وإيه سبب نزول دموعك الغاليه دي
هزت رأسها بياس وتساقطت المزيد من دموعها وافرجت عن مكنون صدرها بالأيام الماضية منذ تأخرت عادتها الشهرية مع رغبتها بالتقيؤ دوما ورغبتها بأن تصبح أما وفشل النتيجة!!
ضمھا راكان لصدره وابتسم بحب على قلبها الرهيف وطيبتها الجارفة مردفا بهدوء
أولا الحمل والولاد دول حاجه بتاعت ربنا ملناش دخل فيها غير بالدعاء والتمني بس! وثانيا يستي متنسيش إن يعتبر بقالنا شهر متجوزين والاستاذ حمزه مش مهنيني على قربك أصلا يعني بسرقك منه وبهرب من شغلي عشان استفرد بيكي والحاجات دي عاوزه ضمير وتركيز مش كام ساعه مخطوفين لا عاوزه دراسه و...
أوقفته من سيل تخيلاته الوقحة وكلماته العابثة بصڤعة خفيفة على ظهر يده وتمتمت بحدة وخجل
متكملش مش عاوزه أعرف حاجه
ضحك راكان بشدة على خجلها وأحاط كتفيها مكملا
والأهم بقا يا روحي إن مكتفي بيكي لابعد حد يعني لو ربنا مأردش يكون لينا ولاد أنا راضي ومبسوط بس المهم إنك جنبي وفي حضڼي وكدا سعادتي تكون اكتملت أنت متعرفيش فرحتي بتكون قد إيه لما ارجع البيت وألاقيكي مستنياني بضحكة وحضن وإخر كل ليله تكوني جنبي وبين ضلوعي بصراحه مش عاوز حد يشاركني فيكي وحتى لو ابني كفايه حمزه وهو مقطع عليا في الراحه والجايه لما خلاص بقت قررت اعتزل
ضحكت بشدة حتى أدمعت
تم نسخ الرابط