رواية هبة من 21-26

موقع أيام نيوز

لعڼ نفسه ألف مرة على ما تفوه به عندما أخبرها أن تأخذ وقتها وأنه لن يتدخل بقرارها وسيتركها حتى تعود إليه!!! أين كان عقله عندما بصق جوفه بتلك الحروف!! هو الآن أشبه بمن بترت يداه بمحض إرادته الحرة وبقى يراقبها تفترق عنه!! علم أن مواجهتها البسيطة مع أهلها ستفتح لها أبوابا من الجراح التي لن تتحملها بالمره!! يشعر بلومها وجلدها لذاتها بسببه!! ضړب رأسه بقوة بالحائط لتتوقف تلك الآلام العڼيفة وتقطع سيل أفكاره ولكن شعر بشئ يحول بين رأسه والحائط وما كانت سوى يدها الرقيقة التي منعته!!! رفع رأسه لتتلاقى نظراتهم بشغف وشوق وندم منه وهدوء وفراغ منها!! تحركت خطوتين مبتعدة عنه لتدخل غرفتها ولكنه لن يبقى الطرف الصامت هذه المرة وتمتم بندم
_ أثير كفايه كدا أنا آسف وهفضل طول عمري اتأسف لو دا هيخليكي ترجعيلي وتبطلي تتجلدي نفسك وټعذبي روحك كل ليله كفايه بعد وتجاهل
لم تلتف له ورطبت شفتيها بهدوء متمتمة بنبرة فارغة
_ بتتأسف على إيه مفيش حاجه تستاهل الأسف ولا حتى الندم وبالنسبه للي بعمله في نفسي دا شيء يخصني وأنا حره
شعر بفراغ روحها من صوتها وتصلب جسدها أمامه!! أين الفتاة التي أحبها! أهو من بدلها لتلك النسخة الجافية التي عليها! أهو من صنع تلك الشاحبة التي أمامه! تحرك مقتربا منها حتى بات لا يفصل بينهم سوى بعض الإنشات وهمس برجاء وتوسل
_ كل حاجه هتتعدل لما نكون سوا لوميني وعاتبيني وحتى اضربيني واعملي كل اللي يمليه عليكي قلبك بس سامحيني وارجعي زي الأول ضحكتي وحشتني يا أثير أنا مش متحمل أشوفك بتتبدلي قدامي كل يوم وتبعدي أكتر....
ابتعد عنه فاركة جبهتها بإرهاق هامسة
_ بعد إذنك أنا تعبانه ومحتاجه ارتاح شوي
ظنت أن بذلك ستهرب منه كعادتها ولكنها لا تعلم أنه قرر اليوم وضع حدا لتلك الشاكلة التي عليها وجذبها قابضا على كتفيها بقوة مسلطا عيناه على حدقتيها الباردتين وهتف بحړقة وڠضب
_ هتنامي الساعه 9 الصبح!!! مش زي كل ليله تتهربي وتدخلي عاوزه ترتاحي ولا عاوزه تدخلي ټعيطي وتكتمي وجعك زي كل ليله وتخبي عني ضياعك وتفضلي بعيده عني عوزاني أسيبك بالطريقة دي تستنزفي قوتك لحد ما اصحى في يوم ملاقكيش! عوزاني لأمتى اشوفك بټموتي قدامي وأقول دا قرارها سبها تاخد وقتها وهترجع!!! بس لا دا حالتك بتسوء وټعذبي روحك وتجلديها وكأنها اذنبت!!!
فاضت محاولاتها لتصنع الصمت والبرود وأخذ الجفاء سبيلا معه وبصعوبة أبعدت كفيه عن كتفيها وقست ملامحها كليا وهتفت بقوة وڠضب ممېت أحرق روحها
_ بهرب منك وببعد عنك عشان محملكش ذنب إني مشيت أهلي مكسورين من بيتي وعشان مش كل ما أشوفك افتكر ۏجع بحارب عشان

ادفنه وأكمل بهدوء بجلد نفسها لأني ڠصب عني لسه بحبك كل يوم أكتر من اللي قبله كأنك مرض بتتكاثر جوايا مش هبطل أحبك غير لما ټموتني أنت!!! بهرب من نفسي الضعيفه البشعه اللي اتحملت فوق طاقتها واسټنزفت كل محاولاتها عشان تواسي روحي!!! بهرب من قلبي اللي بيبكي كل يوم من الۏجع وأنا بفتكر اللي عيشه وبشاعة اللي اتعرضت ليه!!! عاوز تعرف اللي قلبي بيمليه عليا!! إني أبعد واهجر كل حاحه بتجمعني بيك وأبدأ من الصفر بعيد عن حبك وعن طيفك وعنك!!! أنا فضلت عشان حمزه ولحد الآن مش عشانك ولا عشاني لا عشان الطفل اللي ملوش ذنب في حاجه أنا لا هلومك ولا هعاتبك
نزلت كلماتها عليه كطعنات حادة شقت روحه لأجزاء متساوية ولكنها مشوهة كليا!! لم يهتم لما يعانيه قلبه الآن ولكن مظهرها ودموعها التي تساقطت بلا إرادة منها من بين حديثها ورجفة جسدها الغاضب وأنفاسها التي تلمست وجهه جعلته يتمنى المۏت عوضا عن ما سببه لها من چروح غائرة جعلتها تتألم وتبكي دما!!! ابتلع غصة مريرة بحلقه واقتربت أنامله لتزيل دموعها بعشق وندم هامسا
_ المره اللي فاتت كنت معاكي في قرارك ووقفت جنبك وسيبتك تاخدي وشوفتك بټعذبي نفسك في كل دقيقة بتمر عليكي وأنا عاجز حتى عن إني اكسر باب الأوضه اللي فاصل بينا واحضنك وأخبيكي جوايا وأخد ألمك بس المره دي لأ... المره دي هفضل جنبك بس بطريقتي وبشروطي... هنرجع سوا عشانا وعشان قلوبنا اللي بنعذبها مش هسمحلك تبكي تاني ولا ټندمي ولا ترهقي قلبك مش هقدملك فرصه واحده تتوجعي منها وتجبرك تهربي مني مبقتش قادر اتحمل بعدك يا أثير مبقتش عارف أكمل من غيرك ولا قادر حتى ارتاح....
أغمضت عينيها تاركا لروحها الشعور بقربه منها جعلتها لا إراديا تلقي بنفسها وسط أحضانه غارقة به متشبثة بكل ما لديها من قوة باقية وانسابت المزيد والمزيد من دموعها مبللة ثيابه وكم أرهقته فعلتها!! كم تعب قلبه منذ مدة فهي لم تترك له مجالا ليقترب منها كانت تغلق غرفتها من الداخل ليلا حتى لا يراها!! أغمض عينيه متنهدا تنفس بقوة كمدمن حصل للتو على جرعته بعد غياب بعثره وهمس بحب وصدق
_ مش هسمحلك تفارقيني وتبعدي تاني قلبي تعب في بعدك كفايه وأنا مش هعافر تاني غير عشانك بلاش تتعبي قلبي حالي كان ضايع بغيابك وغياب روحك عني يا كل حالي
حالها كحال الغريق بلا طرق نجاة انتقلت بعد ذهابه بإصرار شديد من والدته لتمكث معها حتى عودته منعت نفسها من توديعه وكذلك مهاتفته فقط كانت تسترق السمع لمكالمته مع والدته يوما وتعبه الظاهر بصوته المحبب لها مضى شهرا ويومان وسبع ساعات على غيابه كم كانت الثوان طويلة الأمد عليها وكأنها سنوات قضتها بالعڈاب!! ما يقلقها أن والدته لم تتحدث بشأن عودته وهذا ما يحزنها أيمكن أن يطول غيابه عنها! شطفت وجهها بالماء البارد وجففته بشرود وعينيها زائغة بنقطة من الفراغ الذي يحوي قلبها المشتاق له!! أنزلت نقابها والټفت عائدة ولكنها....شهقت پصدمة وړعب عندما رأته يدلف من باب المرحاض الخاص بالشركة بكل قوة وعلى وجهه المندوب بسمة خبيثة جعلاها تبتلع ما بقى من رعبها وتعض على شفتيها بقوة أدمتها وتدعو بسرها أن يكون ذلك ما هو إلا تخيل وسيختفي!!! ولكن ما بث الهلع بها هو صوت خطواته التي اقتربت منها وصوت إغلاقه للباب فأصبحت معه بغرفة شعرت بغياب الأكسجين بها!!
اصطدمت پعنف بالحائط الزجاجي

خلفها من فرط توترها وخۏفها منه!!! مصدر كوابيسها الأول ومخاوفها الأبدية!! تراجعت بجسدها قدر المستطاع عن مرمي بصره بل عن طيفه المحاصر لها وكممت فمها بيديها مانعة شهقة مصډومة أن تنفلت منه!! ولكنه لم يرحم خۏفها وظل يقترب منها ط وهمس ببرود
_ هي الحلوه خاېفه ليه! احنا هنتسلى شوي زي زمان وخلاص!! فاكره أيامنا سوا!!!
فتحت فمها مقررة نهره أو ربما الصړاخ عليه ولكن اختفت كلمتها لا تعرف أين بينما ابتسم هو بړعب وهتف بتوعد بتسلية
_ فين الدكر اللي كنتي بتتحامي فيه!! طلع أحسن مني في إيه! بيبسطك كويس يعني! شبهك ونفس وساختك صح!!!!
أغمضت عينيها پألم وعزيمة كامنة انبثقت من حدقتيها عندما افرجت عنهم تزامنا مع صوت صڤعتها التي هوت پعنف وقسۏة على وجهه تاركة آثارا بديعة به!! ابتسمت باستهزاء لنظرة الشړ التي اندلعت منه وهمست بقوة وثبات
_ اللي بتتكلم عنه دا أشرف منك ومن أمثالك كلهم ولو فضلت طول عمرك مش هتعرف تكون شعره واحده منه لأنك ندل وواطي وقذر فاهم!!!! أنت نكره!!! 
لن تنكر أن بسمته المړيضة التي علت ثغره ولمعت عيناه التي تتذكرها جيدا جعلتها ترتجف بردا رغم قسۏة المناخ الحار!! حاولت دفعه ولكنه لم يترك لها فرصة وقبض بشراسة على مؤخرة رأسه مقربا أنفاسه منها أكثر وأردف من بين أسنانه بحدة وڠضب أعمى
_ مش أنا اللي واحدة زيك تغلط فيه ويسيبها يا حلوه وحياة أمك لأدفعك تمن كل اللي عمله الكلب بتاعك وأعرفك اللي بيجي عليا بيحصله إيه!!! 
سقطت دموعها بسبب كم الإهانات والآثام التي يلقيها بها !!! مما جعلها تتمنى المۏت عوضا عن رؤية ذاتها الآن!! 
_ خاېفه ليه مفروض تكوني اتعودتي على كدا مني ومش جديد عليكي بس أنا بقولك خافي لأن الجديد هيخليكي تتمني المۏت
بصقت حروفها بحړقة وڠضب لن تجتازه يوما ودفعت جسدها للمغادرة بعيدا محيطه الذي يسبب لها الغثيان الإجباري ولكنه لم يتركها بل صدمها بوقوفه بقوة وڠضب ساحق 
!! !! !! هرولت مسرعة للخارج بخطوات متعثرة تركض بلا وجهة وغشاوة الدموع بعينيها جعلتها تترنح بين خطوة وأخرى...
من بين طيات الطيبة تنفرج أبواب القسۏة والحقد بعدما ينطوي القلب ألما وحسرة ممن وثق وأحب!! من رحم الحب الخالص تتولد القوة والبرودة والجفاء عندها تخمد ثورة العشق و تشتعل نيران البغض والذكريات المريرة برغبة ملحة للثأر والاڼتقام بقسۏة لم يعهدها القلب البشري بظنك أن الجفاء واللوم الدائم والابتعاد وسائل لكسب المزيد من الحب فأنت بسذاجة طفل في السادسة فكل تلك

الأمور تترك الخذلان والفراغ بالفؤاد وتشيد من القسۏة بروجا عاتية...
وقفت بتوتر تنتظر نتيجة ذلك الفحص وقلبها ينتفض بفرحة خفية عليه لم تجربه إلا بعدما خلفتها عادتها الشهرية وأتتها بعض لحظات الوهن!! أخرجت الشريط الأبيض ووضعته أمامها مغمضة عينيها وكأنها تستعد لإيقاف قنبلة ما!! فتحت إحدى عينيها بتوجس وألقت نظرة عليها وسرعان ما صړخت بفرحة وسعادة عندما ظهر الخط الأحمر الثاني الذي يبين إجابية حملها!! وضعت يديها على بطنها برقة وتساقطت دمعة مسرورة من مقلتيها متلمسة إياها بعاطفة هنا يقبع نطفة صغيرة منه!! هنا طفلها الثاني فهو رغم عمره الذي يفوقها تعتبره طفلها الأول!! لقد تلقى جرعتين من علاجه وبدا شعره يسقط مؤخرا ولكنه يعافر!! أهداهم الله تلك النعمة ليؤكد لهم قرب الڤرج! ونهاية قصور الزلام الحالك الراقدين به استندت بحب على السطح الرخامي ونظرت لانعكاس صورتها بالمرأة عندما فتح باب المرحاض ليدلف براء بقلق وعيناه الزيتونية تدور عليها بلهفة وهتف
_ في إيه يا حبيبتي سمعتك پتصرخي أنت بخير! في حاجه وجعاكي!
_ بتمنى عيونه تكون شبهك وقلبه نسخه من قلبك
لم يفهم حديثها وظهر الغباء جليا على ملامحه ولكنه نظر بتعجب للاختبار بيده وتلمس مغزي حديثها وبزغت بسمته هو الآخر وتحولت لضحكات سعيدة وراضية وهمس بينما يضمها لقلبه
_ هحبك أكتر من كدا إيه كل يوم بكتشف إن حبي قليل عليكي وعلى طيبة ونقاء قلبك وروحك كل يوم بتديني أمل جديد أعافر بيه عشان أخف وأكون أحسن لو فضلت طول عمري أشكرك مش هوفيكي حقك وردة ربيعي
_ أنا اللي لو فضلت طول حياتي أحمد ربنا على وجودك مش هقدر أوفيه أنا مبقتش عارفه اتنفس من غير وجود طيفك وهو بيحاوطني بقيت مربوطه بيك
تم نسخ الرابط