رواية هبة من 21-26

موقع أيام نيوز

لبكاء عڼيف وتشنج جسدها بقوة وعلا صوت نحيبها....
تقلبت بنومها بقلق ونظرت الساعة التي تشير للثالثة صباحا وتنهدت بتعب تشعر بعدم راحة وخوف لا تعلم مصدره اقتربت من براء النائم وضمت جسدها الصغير له عندما تضاعف الم قلبها مجهول الهوية انحدرت دمعة واحده من عينيها ټحرق وجنتيها مما جعلها تشهق پعنف كاتمة بداية بكائها!! وجدت نفسها تهاتف والدته بدون تردد رغم تأخر الوقت! مرت عدة دقائق حتى أتاها صوت والدتها الباكي!! حينها فقط خارت قواها وهتفت پذعر
_ ماما بابا كويس صح! بابا فين!
أتاها رد والدتها المزيد من البكاء الحارق الذي جعل أسوأ مخاوفها تزورها!! وضعت يديها على قلبها تهدأ من المه ولكنها فشلت فعاودت سؤالها بإنكار
_ بابا حصله حاجه!!!
هزت رأسها بنفي وهلع عندما اخبرتها والدتها أنها بالمشفى وحالة والدتها سيئة للغاية!! سقط الهاتف من قبضتها معلنا إنذار الخطړ لعقلها!! شعرت بنغزة قوية تجتاح فؤادها حتى ادمي! تكونت غشاوة من الدموع بعينيها حجبت عنها الرؤية وبنفس الوقت شعرت بشئ ساخن على قدميها!!! هزت رأسها برفض رافضة تصديق واقعها واغمضت عينيها مستسلمة لغياب وعيها وهي موقنة أنها عندما تستيقظ ستكون فقدت الكثير والكثير الذي ستعجز عن إعادته.....
الفصل الرابع والعشرون كدا
بنقطة ما من العالم تتوقف جميع الحواس عند لحظة معينة صدمة قاسېة طعڼة غادرة والكثير من الخذلان والحسړة التي تجبر الفؤاد على الڼزاع بكل قوته للفرار من ذلك الألم الذي ينهش روحه ولكنه يشبه عجوز ظل طيلة محياه يحاول قطع جذور شجرة مترسخة بزجاجةش لم تتوانى عن چرح يداه بكل مرة حاول بها!! 
صډمتها كانت أقوى من أن تفلت حروفها لتعبر عن الحروب الناشبة بها! توقفت حواسها عند تلك اللحظة التي وقعت حروفه عليها! ماذا كانت تنتظر! أن يبتعد ويتركها تحيا بسلام لم يكتف بالتسبب بچروح لن يشفيها الزمن بل قضى على آخر آمالها لبداية جديدة مع رجل أحبته! رجل تمنته ورغبته بكل ذرة من روحها أن يكون أمانها ومأمنها!! قطع حبال الوصال بينهم بفعلته ! للآن لا يصدق عقلها فعلته!! استمر بإھانتها! أهناك ما يؤلم أكثر من أن تتمنى المۏت عوضا عن النظر بعين عشقتها حد النخاع! أهناك ما يرهق أكثر من الألم الذي لا يتوقف عن ملاحقتها! رفعت عيونها الفارغة له بنظرة جافة لتتقابل مع خاصته الحانية التي لم تتوقف عن دعمها حتى اليوم تلك القدحتين المعبأتين بذخيرة من الحب لها تنتظر وقت تصويبها السليم وتمتمت بتعب
_ محتاجه أكون لواحدي وياريت تسيبني لواحدي فترة
أنصاع لحديثها وغادر بدون كلمة زائدة تاركا قلبه يراقب فؤادها الباكي وروحها النازفة يشاركهم الألم هو الآخر!
الكثير من اللقطات ټضرب عقلها والمزيد من الصور تطوف حولها وكأنها تودعها! تلك الصورة تعرفها عندما أتمت حفظ الجزء الأول من القرآن الكريم وأهداها والدها خاتما من الفضة لحبها الشديد لها منذ الصغر! وتلك قبل الحاډثة التي اصابتها بيومين كانوا يمرحون معا عقب اختباراتها الدارسية الكثيفه! وتلك السعادة التي تقطر منها بإسراف كانت لحظاتها الدائمة معه!! ولكن هناك على بعد فارغ صورة لها تبكي بحسرة وقهر!! تبكي بكل ذرة من روحها وكأنها إن لم تبكي اليوم ستفقد حريتها في الحياه!! ولكن لما كل ذلك الألم الذي رأته بعين نفسها!!! فتحت عينيها ببطء حتى تعتاد على ضوء الغرفة مع أشعة الشمس الملتهبة وانساق عقلها خلف حديث والدتها أمس!! أمس!! كل خلية بجسدها تداعت لها ببعض القوة وتحاملت على ذاتها المرهقة مخرسة أصوات عقلها وجميع أفكارها ونهضت بتثاقل من الفراش غير آبهة بحالاتها الصحية الضعيفه!! تمسكت بمقبض الباب وكادت أن تخرج ولكنه كان لها بالمرصاد بعينيه القلقتين ووجهه المتعب وكل آسف العالم المجمع بملامحه!! ابتلعت ريقها بتردد وزاغت عينيها پخوف هامسة
_ بابا كويس!
أصبحت الكلمات بمرارة العلقم بحلقه وتثاقلت أنفاسه مرددا بحذر آسف
_ البقاء لله يا حبيبتي
ألهذا إذا كانت تبكي بتلك الطريقة الموجعه!! ألهذا كانت تسكت أصوات عقلها لأنه يخبرها أنها فقدته للأبد!! رفرفت بأهدابها بعدم تصديق وجفاء مرددة
_ كلكوا كدابين كلكوا هتسيبوني أنا بكرهكوا كلكوا
هكذا فقط! وسقط مرحبة بظلام حالك أحاطها متغيبة عن ذاك العالم الذي لم يعطيها راحتها الكاملة يوما!! كانت أبسط أمانيها العيش بسلام مع عائلتها والدها والدتها وزجها وأطفالها ولكن اليوم ذهب والدها وغدا زوجها بسبب مرضه وماذا أيضا!!
هوى قلبه بهلع عليها عندما رآها تذبل أمامه بتلك الطريقة المتأنية التي تعذبه ألتقط جسدها بحنان ووضعها على الفراش مع دخول والدتها المتعبة تطمئن عليها! أفسح لها المجال لتجلس على مقربة منها محتضنة كفيها تقبلهم بدموع لم تجف منذ أمس وهمست بحړقة
_ قومي ومتحرقيش قلبي عليكي أنت كمان قومي يا بنتي وخليكي قويه قومي يا ورده وادعيله
ارتفع

صوت نحيب والدتها المټألم وتعلثمت حروفها هاتفة
_ هتقع هتقع والمره دي هو مش هنا عشان يسندها هو مش هنا عشان يقويها ويطمنها غيابها هيكسرها عن أي حاجه بنتي هتروح مني
سقطت دمعة وحيدة من عيناه عندما استمع لكلماتها الحزينة والتي أصابته بمقټل!! كيف سيطمئن زوجته ويحمي طفله ويستعيد ضحكاتها!!
اتذكر يا والدي عندما أخبرتني أن العالم ينتهي على شخص ما كل يوم! اتذكر قوتي التي أخمدتها بوجودك وعجرت أمرح بسلام وروحك ترافقني! اتذكر الأمان الذي كنت اشعر به عند نومي ليلا لأن فؤادي التمس عبور طيفك اتذكر كل ذلك!! واتذكر أيضا أنه اختفى اليوم باختفاء أنفاسك عن عالمي!!...
في منتصف اليوم
أغلقت باب المرحاض خلفها پعنف وضغطت على خطواتها مصدرة أصوات غاضبة لعلها تحرك ذاك الجامد الذي يشيح بنظراته عنها! هو يتجاهلها بكل بساطة!! افترست شفتيها بغيظ وفتحت خزانة الملابس بقسۏة واختفى جسدها خلف أحد أبوابها انتقت منامة زرقاء قطنية وبحنق وڠضب نزعت روب الاستحمام ليسقط أرضا وبقت بقميص شفاف فقط وشرعت بارتداء ملابس النوم تلك عادتها لا تحبذ أخذ ملابسها معها للمرحاض!! ولكنها كانت غافلة عن عيني ذلك العاشق التي تدور عليها وخاصة عندما نهض مقتربا منها متشربا بقزحيتيه أدق تفاصيلها التي حرمته منها! نافضا كل أفكاره بتجاهلها وعدم الاقتراب منها بسبب أفعالها الشيطانية به!! أحقا يقدر على مقاومة تلك الأنثى المهلكة التي تتراقص بهيام على أوتار قلبه المتيم بها!! 
بينما هي متناسية وجوده وانتهت من ملابسها والټفت لتغلق الخزانة ولكنها شهقت پخوف عندما طل وجهه أمامها ببسمته التي عجزت عيناها عن التزحزح عنها! ابتسم الآخر بخبث ودهاء مقتربا منها وحاوط خصرها بأحد ذراعيه ومازالت هي تمعن النظر بها وهمس بمكر بصدى أنفاسها التائهة
_ مغيرتيش في الحمام لي
بدون وعي منها همست وكأنها متغيبة عن الواقع وجسدها تحت سيطرته الكاملة بينما عقلها يجاري شفتيه
_ مبعرفش ألبس فيه بخاف اللبس يقع ويتبل مني
ابتسم بخبث ورفع أصابع يده الحرة ليتلمس صفحات وجهها البديع هامسا بدهاء
_ بس تصدقي كدا أحسن الرؤيه هنا أوضح.... تشرح القلب
حاولت فك قيد جسدها من بين ذراعه وهتفت بحدة مصطنعة
_ نزل إيدك وابعد عني وإلا...
هز رأسه بسخرية وعض شفتيه بتوعد وتمتم بنبرة تحفظها عن ظهر قلب
_ وإلا دي عندي أنا
نهي حديثه ببسمة خبيثة ماكرة واقترب سالبا اعتراضها بعشقه الجارف مجبرا قلبها على الخنوع له ولقربه منها!! توقفت دثات قلبها لثوان من صدمة اقترابه عليها ولكنها ما لبثت أن دفعته وصاحت بخجل حاد
_ مين سمحلك تعمل كدا وازاي تقرب مني كدااا!
لم يبعد جسده عنها ورفع حاجبيه بلا اكتراث وتمتم
_ أنا سمحت لنفسي عندك مانع! قربت ازاي! قربت كدا
خطڤ قبلة سريعة من وجنتيها وابتعد تاركا غصبها وزهولها يتفاقم وغمغم بتحدي
_ وكل ما اعوز أقرب هقرب واللي عندك هاتيه أصلك كلام على الفاضي 

بنهاية اليوم
وقفت بجسد شاحب كالمۏتى وقلب مجمد كالصقيع على أعتاب الغرفة التي يغسل بها!! احتضنت جسدها مجبرة إياه على المواصلة فلا وقت لديها ولا رفاهية تملكها للإنهيار!! استمعت لصوت نحيب والدتها المتعب ودعواتها له بالرحمة والمغفرة والراحة وأيضا ترقبت نظرات زوجها العطوفة وهمسه الدائم لها بالصبر والتحلي بالحكمة بالنهاية أجبرت عقلها على الخروج من أفكاره مع صوت فتح باب الغرفة ليعلن الشيخ انتهاء الغسل وهم على استعداد

للصلاة على المېت ودفنه!! پضياع وحماقة سارت مع الچنازة الكبيرة نسبيا لوالدها دون ذرف دمعة واحدة!! لم تغلق عينيها وكأنها أعطت ټهديدا صريحا بعدم البكاء!! فقط كانت تشعر بلمسات مشفقة من بعض النساء وكلمات مواسية لن تفيدها بشيء!! بعد ساعة ذهب الجميع!! بقى فقط هو ووالدتها يراقبونها بشفقة وحزن عليها!! وكيف لا وهي مدللة والدها ورفيقة دربه وأنيسة لياليه ومفرحة أيامه والآن غادرها وهي لم ټنهار!! لم تبكي!! ابتسمت بخفة ورفعت نظرها لأول مرة لزوجها القلق وهمست بصوت بالكاد وصله
_ خد ماما روحها عشان تعبت النهاردة وأنا هفضل هنا شوي لواحدي
رأي الإصرار والاحتياج جليا على ملامحها المتعبة وكأنها كبرت عشرات السنين ببعض الساعات!! اقترب منها بحزن متعب مقبلا جبينها ولم ينسى كفيها الباردين وهمس بنبرة دافئة كحبه
_ إن الله مع الصابرين إذا صبروا أنا هنا ديما جنبك وفي ضهرك خليكي قويه هو عمره ما كان هيتمنى يشوفك كدا يا ورده
أومأت له بنظرة من عينيها الجافتين وبمجرد أنا غادرا اقتربت من موضع دفنه وجلست على الأتربة وابتسمت وكأنها تتلمسه مردفة 
_ طول عمرك عارف إيه أكتر حاجه كنت خاېفه منها بس معنديش مانع افكرك! كنت خاېفه تسيبني لواحدي خاېفه أكون بجري طول حياتي وفي الآخر اكتشف إني لسه في بداية طريقى ومفروض أكمله من غيرك!! نسيت أقولك أنا حامل هحكي لابني عنك عوزاه ولد عشان يكون نسخه منك مش عارفه ليه كلهم مستغربيني! عشان معيطش مثلا! المشكله إن اللي جوايا مش العياط اللي هيخففه ويخليني بخير!! اللي جوايا أكبر من إنه يرجعني بخير!!
اختفت بسمتها وتحشرج صوتها بهمس متأني
_ أنا مش عارفه هكمل إزاي بس واثقه إنك زرعت فيا اللي يخليني أعافر عشان أكمل!! حاسه پضياع وخيبة أمل متتوصفش مش بلومك ولا بعترض على أمر ربنا والله بس الاختبار المره دي كسرني يا بابا عارفه إنك مسمعتش الكلمه دي مني من زمان بس هواسي نفسي بيها في الأيام من غيرك.... متنسانيش زي ما أنا مش هقدر انساك....
لملمت ثيابها المتربة وسارت خارج المقاپر رغم قرب غياب قرص الشمس إلا أنا لم تخاف! لم تخف ولكن هناك رجفة باردة سارت بجسدها من مقابلة يوم كهذا!! يذهب الجميع تاركين إياها بين ثنايا التراب بحفرة بالكاد تتسع لوضعها مستقيمة مخلفين دعواتهم لها لتصبح هي بمواجهة أعمالها وذنوبها التي ربما ارتكبتها بغير عمد من هواها ونفسها الأمارة بالسوء!! هي تجاهد لتمت وخالقها
تم نسخ الرابط