رواية الذكية من 11-14 بقلم ذكية محمد

موقع أيام نيوز

و دقات قلبها تفضحها فخرجت حروفها المتقطعة بصعوبة أااا... أنا.. أنا مش قادرة أتنفس .
قالت ذلك ثم سقطت فاقدة الوعي فحملها قائلا بقلق يخربيتك ! هو أنا كل ما هاجي جنبك تفيصي مني بالشكل دة! يا فضيحتك يا إسلام هتعمل ايه و هتقولهم إيه
ولج للداخل فشهقن النسوة بقلق و أسرعت والدتها تقول پذعر مالها مريم يا إسلام
حمحم بحرج قائلا بكذب لا أبدا أصلها ضعيفة اليومين دول و بتوقع كتير أكيد من المجهود اللي عملته النهاردة لوحدها متقلقوش هفوقها حالا.
دلف بها لغرفتها و مددها برفق على الفراش فأسرعت سامية وأتت له بقنينة عطر فرش القليل على يده و قربه من أنفها و بعد عدة محاولات استجابت و فتحت عينيها ببطء وما إن رآها أردف بقلق أنت كويسة
هزت رأسها بصمت وهي على حالتها فأردف بخفوت بالقرب من أذنها أتعدلي بدل ما أرزعك واحدة تانية في حتة تانية قدام أختي.
سعلت بقوة في محاولة منها لاستيعاب حديثه الذي سيقودها للجنون منذ متى وهو بتلك الوقاحة !
اقتربت سامية منها قائلة ألف سلامة عليك يا مريومة مش كنتي تناديني طالما تعبانة !
ما إن همت لتخبرها أنها ليست مريضة كان إسلام الأسرع حينما ضمھا بخبث قائلا لا هي بقت كويسة دلوقتي يا سوسو هي بس عاوزة تعرف غلاوتها عندنا.
ختم جملته مودعا قبلة عميقة على رأسها كادت أن تطيح على ما تبقى منها بينما أردفت سامية بمرح سيدي يا سيدي على الحب طيب يلا يا أختي نحضر الأكل بدل ما محمود ياكلني.
ضحكت مريم على مزحتها ولم تعي لذلك الذي يراقبها بشغف عندما اخترق صوت ضحكتها قلبه الذي يتعطش للمزيد والمزيد من قربها.
بعد وقت كان الجميع على طاولة الطعام و شرعوا فيه أما هي كانت في عالم آخر منفصلة تماما عنهم وكل ما يدور بمخيلتها الآن ما فعله معذبها للتو وهي تكاد تصاب بالهذيان .
هتف موسى يثني على طعامها الأكل جميل كالعادة تسلم ايدك يا بنتي.
وكزها إسلام برفق بقدمه أسفل الطاولة لتنتبه فتنحنحت بحرج قائلة ربنا يبارك في حضرتك يا عمي بالهنا والشفا.
هتف أيوب بهدوء في محاولة منه لتصليح الجدار المنهدم بينهما مريم نفسها حلو أوي في الأكل ما بتكليش ليه يا بنتي
أردفت بخفوت باكل أهو يا بابا .
هتفت توحيدة بعتاب مش تاخدي بالك من صحتك يا مريمبدل وشك اللي أصفر كدة و مخطۏفة.
هتفت عواطف بسخرية مبطنة تلاقيها حامل ولا حاجة يا توحيدة..
وقف الطعام في حلقها مانعا عنها التنفس وهي تفتح مقلتيها على وسعهما و بدأت تسعل بشدة حتى تحول وجهها إلى اللون القرمزي.
اقترب منها إسلام بقلق بالغ و أخذ يضرب على ظهرها بخفة و ناولها كوب الماء قائلا خدي اشربي ..اشربي..
ارتشفت القليل من المياه حتى عادت وتيرة أنفاسها لطبيعتها ولكن لا زالت على صډمتها بعد بينما هتف إسلام بخفوت مبطن بالسخرية حامل! حامل إيه يا أما دة أنا بوستها أغمى عليها اسكتي الله يخليكي قال حامل قال!
انقضت الأمسية بخير وسط الجو الأسري الدافئ و بعد أن انصرفوا وقفت هي بالمطبخ تنظف الأطباق و ما خلفته تلك الدعوة تهرب منه وعقلها لا يزال مصعوقا و دقات قلبها أعلنت الحړب لخوض معركة طاحنة جففت نثرات العرق على جبينها بيد مرتجفة بينما صړخت فجأة حينما سمعت صوته قائلا أساعدك في حاجة
ضحك بصخب قائلا إيه يا مريم إيه يا ماما ما تجمدي قلبك شوية كدة! مش معقول كل حاجة كدة على أعصابك .
هتفت بضيق ما أنت داخل من غير احم ولا دستور!
أردف باستنكار حاضر هبقى أرن الجرس المرة الجاية المهم مش عاوزة مساعدة
جعدت أنفها قائلة بتعجب تساعدني ! غريبة!
قطب جبينه بتساؤل فأردفت بتعجب أصل يعني أنت راجل وكدة..
قاطعها قائلا اه و شغل سي سيد دة! لا أنا مش كدة وخصوصا انك وقعتي من طولك و وقفتي اليوم كله تحضري الأكل لوحدك فأكيد مش هروح أحط رجل على رجل وأقول تتفلق عادي عادي جدا أساعدك دي حاجة مش هتنقص من رجولتي.
رفعت حاجبها بذهول قائلة يعني أنت هتغسل المواعين
ثم أضافت بابتسامة بلهاء طيب تمام مفيش مشكلة روح يا شيخ اللهي يخليك للغلابة اللي زيي أهو كل حاجة عندك أنا هروح أريح عند التلفزيون شوية.
اتسعت عيناه پصدمة وهو يشاهد انسحابها من المطبخ قائلا خدي يا بت تعالي هنا دي عزومة مراكبية الله يحرقك!
إلا أنها تركته بالفعل وتوجهت لتشاهد مسلسلها المفضل بينما ضغط على يديه بقوة قائلا بسخط ما بتصدقي الكلمة ! 
ثم أضاف بغيظ من نفسه وأنت كان لازم يعني تقول كدة طيب ألبس أهو يا بطل.
بعد وقت من الصراع بينه وبين تلك الأطباق انتهت بفوزه بصعوبة خرج ليجدها تشاهد التلفاز باستمتاع فعض على شفتيه بغيظ قائلا الله الله على الهانم اللي سايبة جوزها يغسل الصحون وهي قاعدة تتفرج قدام التلفزيون!
شهقت بخفوت قائلة ببراءة مش أنت قولت أنك هتساعدني!
أردف بغيظ اه قولت أساعدك مش تلبسيلي الليلة كلها!
ابتسمت بمكر قائلة بس إيه طلعتي ست بيت شاطرة أهو.
رفع حاجبه باستهجان قائلا والله!
ضحكت بصخب قائلة منظرك وأنت بتغسل المواعين تحفة.
هز رأسه قائلا بوعيد أيوة إيه تاني تقلي من العقاپ تقلي.
صمتت فورا حيال سماعها كلمته الأخيرة فأردفت بابتسامة بلهاء و جدع وحلو روح يا شيخ إلهي ما يوقعك في ضيقة أبدا تاكل كيك هجبلك كيك..
أنهت كلماتها و فرت للداخل خوفا من العقاپ الذي يتحدث عنه بينما هز رأسه بضحك مكتوم قائلا مچنونة!
عادت بعد دقائق وهي تحمل الأطباق المرصوص عليها قطع الكيك و كوبين من النسكافيه و وضعتهم على الطاولة قائلة أهو المكافأة بتاعتك أهو.
أردف باستنكار عيل صغير أنا! أحمد هتضحكي عليه بحتة كيكة!
أردفت بتوتر أنا مش بضحك عليك أنا عارفة إنك بتحبها و شلت حتة كبيرة عشانك.
أردف بعبث اه بحبها وأنت عرفتي منين إني بحبها
زاغ بصرها في المكان و بدأت تفرك أصابعها بقوة قائلة بتوتر أاا..عرفت من مرات عمي قالتلي.
هز رأسه بتفهم قائلا طيب يلا تعالي كلي معايا..
أردفت بسرعة لا لا أنا هروح أنام تصبح على خير.
انصرفت من أمامه في طرفة عين لتختبئ بغرفتها وما إن دلفت أخذ قلبها يتراقص فرحا على أنغام العشق و ابتسامة عريضة أشرقت وجهها بعد ليال عجاف أرقتها في مضجعها.
تمددت جوار الصغير و احتضنته بحب ثم أوصدت عينيها لتسافر إلى رحلة نوم هانئة منذ زمن بعد أن كانت تستقل رحلات الۏجع والآلام في دروب عشقه.
تسير جيئة و ذهابا بغيظ شديد بغرفتها بعد أن رفض والدها و شادي أن تخرج لتباشر عملها في تلك الأيام أخذت تقطم أظافرها بغل و هي تتذكر حديثه الذي ما زادها إلا حقدا عليه فهتفت بانفعال وهي تركل الفراش بقدمها بقى يقولي كدة وأنا أقعد ساكتة من غير ما أنطق ولا أتكلم! اه يا ڼاري تسيبيه يعلم عليكي يا رحيق!
ثم صړخت فجأة بصوتها العالي كي تنفث عن ڠضبها.
صدح رنين هاتفها بالغرفة فالتقطته وما إن رأت المتصل أجابت على الفور قائلة بحذر
أنا آسفة يا مدام سندس مش هعرف أجي النهاردة بابا مش راضي يخليني أخرج بعد الفضايح اللي حصلت امبارح.
أتاها صوت الأخرى قائلة بدهشة بصراحة أنا لما شفت الخبر ما صدقتش بس الكلام اللي مكتوب تحت الصور و......حجات يعني أكيد أنت شوفتي.
عضت على شفتيها بغيظ قائلة ولاد الهرمة مش يشوفوا الأول قبل ما يتكلموا عالم فاضية بصحيح بس متقلقيش المشكلة اتحلت.
أردفت بتعجب إزاي مش فاهمة !
أردفت بحنق الفريزر قال إننا هنتجوز .
أردفت بحدة نعم ! دة اللي هو إزاي
إجابتها بهدوء زي ما سمعتي هي الأخبار لسة ما نزلتش ولا مش فاضيين بس غير للفضايح!
ثم أضافت بشكوى اسكتي يا سندس يا أختي مش الفريزر يقرر بالنيابة عني وأنا قاعدة مصډومة بس دلوقتي فوقت ومش هسكت و هطربق الدنيا فوق دماغه .
أردفت بضحك يا مچنونة اعقلي ! أكيد هو عمل كدة للصالح العام و لمصلحتك.
أردفت بتذمر يقوم جاررني وراه زي الجاموسة ولا كأن ليا لازمة! دة أنا هوريه .
هزت رأسها بيأس قائلة بروية خلاص يا رحيق أعمل إللي أنت عاوزاه بس يا ريت تفكري كويس علشان المشكلة ما تتوسعش و أخبار مرات باباكي إيه
ضيقت عينيها بغل قائلة اسكتي يا أختي جيبي سيرة عدلة بس متقلقيش عليا دة أنا مورياها الويل هي و جدتي و بنتها إلهي تتشك في صباعها الصغير هي أصل المصېبة دي كلها دي عيلة ما يعلم بيها إلا ربنا.
قطبت جبينها بتساؤل قائلة ليه هي عملت إيه
يجلس ينظر أمامه بشرود فانتبه للذي يسحب المقعد و يجلس إلى جواره قائلا بضجر صباحك فل يا عمنا.
هتف بهدوء صباحك فل يا مدحت.
أردف بتساؤل مالك شايل طاجن ستك ليه
زفر بغيظ وغل قائلا يعني أنت مش عارف ليه!
ضيق عينيه بمكر قائلا طيب والعمل هتسيبها كدة بعد ما توتوها و اكلتوها و علمتوها ما يطولكش من الحب جانب صحيح ناكرة للجميل صدقت ما مشيت لا بصت على أهل حارتها ولا أفتكرتهم.
أردف بحنق و هتيجي إزاي يا فالح بعد اللي عملته إزاي تعمل كدة من غير ما ترجعلي دي حتى أم بسمة غلطت فيها هتيجي لمين يا حدق
أردف بخبث طيب ما تتصرف أعمل أي حاجة بدل ما هي متنغنغة في العز وأنت طافح الكوتة هنا .
نظر أمامه قائلا بتصميم أنا لا يمكن أسيبها تتهنى لوحدها بالعز دة سيبني اقلبها في دماغي وبعدين هشوف هعمل إيه
أومأ له بهدوء وهو يبتسم بخبث لنجاح كلماته و تأثره بها فهو لن يهنأ باله أبدا طالما ابتعدت عن مرمى بصره و سيفعل أي شيء لتكون ملكه..
في مكان آخر تغلي كبرميل البارود ڠضبا وهي تتطلع للشاشة أمامها والتي تعرض صورة لمراد مع تلك الفتاة الدخيلة عليهم.
كانت بجوارها صديقتها التي تراقبها بحذر خشية حدوث أي عواقب و هتفت بتوتر أهدي يا سالي دي اكيد أخبار أنت عارفة الصحافة بتحب الحجات دي وكدة .
هتفت پغضب حارق واللي قاله من شوية برده كلام صحافة بقى يسيبني أنا علشان دي !
أردفت الأخرى بروية ما أنت عارفاه لا عمره شوفناه مع واحدة ست ولا أي حاجة بس غريبة فعلا أول مرة أشوفه في الوضع دة مع بنت.
أردفت بحدة بيري ! أنت بتفوري دمي زيادة بكلامك دة .
أردفت بحذر و توتر لا أنا ما أقصدش إيه رأيك تكلمي ناريمان هانم و تستفسري منها عن الموضوع
هزت رأسها بموافقة وهي تنظر أمامها بغل قائلة أوك هعمل كدة أنا استحالة أسمح للمهزلة دي تحصل .      بقلم زكية محمد
بعد أسبوع ليلا تجلس بضجر و ملامح الضيق مرسومة على وجهها فقد سافر معشوقها لبورسعيد من أجل توريد البضائع التي بحاجة لها الوكالة ونفذت منها وها هو غائب عنها لمدة ثلاثة أيام وقد اشتاقت إليه حد الهوس وسرعان ما صبرت نفسها بأنه سيصل غدا بأمر الله و ستروي قلبها أخيرا برؤيته سالما أمامها فقد أدمنته و انتهى الأمر.
فاقت من شرودها على صوت الصغير قائلا بتذمر يلا يا ماما علشان نقول و نطفي الشمعة.
ركعت لتكون في مستواه و احتضنته بحب قائلة يا روح مامي أنت كبرت سنة و بقى عندك أربعة يا روحي عقبال ما أشوفك أحلى عريس كل سنة وأنت طيب ومعايا يا قلب ماما .
قبلها في وجنتها قائلا وأنت طيبة ماما.
مسكت يده و خرجا معا للصالة بعد أن ارتدت ملابس بيتية مريحة .
حملت الصغير ليجلس على المقعد و قامت بإشعال الشمعة التي تحمل العدد أربعة و بدأوا يغنون معا و يتراقصون حتى أطفأ الصغير الشمعة بحماس و فرح .
التقطت الهاتف و بدأت تلتقط لهما الصور سويا وهم يمرحون بسعادة.
بالأسفل وصل باكرا عن معاده لتيسر الظروف بعد أن تمم على البضاعة مع عمه و والده هتف بهدوء طيب عاوزين حاجة تاني أنا طالع أدي أحمد الهدية بتاعته قبل ما ينام.
هز موسى رأسه بنفي لا يا ابني أطلع ارتاح وبكرة بإذن الله نبقى نتمم على الحسابات .
أومأ بهدوء وصعد للأعلى وهو يطالع تلك العلبة المغلفة والتي أحضرها ليهادي بها الصغير فلم ينسى أن اليوم هو عيد ميلاده الرابع .
صعد بسرعة وما إن توقف أمام الشقة سمع بعض أصوات الموسيقى فابتسم بمكر فهو لم يخبرهم بعودته ليصنع لهم مفاجأة.
فتح الباب بحذر و هدوء كي لا يشعران بوجوده وغلقه بنفس الهدوء ليمشي على أطراف أصابعه نحو مصدر الصوت فكاد أن يتحدث بصوته العالي ليخبرهم بقدومه إلا أنه وقف مصعوقا يشاهد تلك الجنية تتمايل على أنغام الموسيقى و تضحك للصغير الذي يحاول تقليدها.   
خرج صوته العابث قائلا ألعب! يا هوت شورتاتك يا عتبة !
 

تم نسخ الرابط