رواية مريم القصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

تسلميهم نفسك. زي ما عملتي قبل ما تتجوزيني مع ابن خالتك.. هاياخدوكي بالذوق أو حتى بالعافية !
و بهذا المرسوم المفجع الذي تردد صداه في جنبات الغرفة سار إليها الرجال تباعا و قد فشلت بالهرب منهم مع أول خطوة فكرت أن تتخذها بعيدا عنهم دفعها أحدهم صوب الفراش پعنف أنتزع من صړخة مدوية لكن ذلك لم يردع الذئاب عنها تكالبوا عليها جميعهم في مشهد لحيوانت برية تنقض على غزالة
سيف.. سيف ...
و لكن عبثا
دون أي جدوى
كان عليها أن تعاني هذه المرة من أبشع واقعة خشتها على الإطلاق 
و ما من منقذ لها ...
حاملا في يده
عمل السوء حساء الشړ عاد مراد إلى المشفى ليجد أدهم قد انضم لخالته الإثنان بداخل الغرفة الخاصة التي نقلت لها زوجته زوجته الراقدة فوق السرير الطبي غائبة عن الوعي تبدو و كأنها نائمة لا حول لها و لا قوة 
و لكن من إنكماش جفناها يستطيع تخمين سجايا العڈاب التي تعيشها داخل رأسها ما أعظم معاناتها تلك الفتاة و الصبية و المرأة الناضجة كم تعذبت بحياتك يا إيمان ...
مراد ! .. هتفت أمينة من حيث تقف عند رأس ابنتها
إلتفت أدهم نحو ابن خالته و زوج أخته كانت حالته مزرية كما يرى أشعث الرأس ذقنه نامية الهالات السوداء تحيط بعينيه كان ضائعا ...
كنت فين يا باشا
بدت لهجة أدهم هجومية بالرغم من ملاحظته حالة مراد.. بينما الأخير لم يكن يملك أي طاقة تخوله الخوض في مجادلات... أقبل صوب سرير زوجته.. ألقى نظرة مطولة عليها و هاله ما رآه في ملامح وجهها !
كأنما تنازع وحوش كأن الفزع يفتك بها فتكا و كما لو أنه كان بحاجة لدفعة تحسم له قراره... أفاق مرة أخرى على صوت أدهم الغاضب
انت ليه بتتصرف من دماغك. و إيه إللي وداك عند عمتي أمي عرفت كل حاجة من لمى. ليه ماستنتش لما أجي و نتصرف سوا. بص لي هنا و قولي عملت إيه !
لم يقاومه مراد و هو يقبض على ذراعه ليديره تجاهه صدم أدهم الآن لمرآى تعبير الأخير كان بارد كالمۏتى بشرته شاحبة و كانه بالفعل مقبل على فخ ممېت ...
إيمان لوحدها يا أدهم ! .. نطق مراد أخيرا بصوت لا حياة فيه
إيمان بعد ده كله. ماتستاهلش تتساب لوحدها.. لازم أكون معاها !
عبس أدهم متسائلا بدهشة
انت بتقول إيه !
نظر له بقوة و كرر بهدوء كأنه يوصيه
أنا لازم أكون مع إيمان.. و انت. انت كمان مش هاتسيبها. اوعى تسيبها يا أدهم
تمتم أدهم مجفلا
طيب اهدى. اهدى يا مراد. انت أعصابك آ ...
قاطعه مراد بحزم
أنا خارج أعمل تليفون. ماتتحركش من جمبها. سامعني هاتعمل كل إللي في وسعك لحد ما تخرجها من إللي هي فيه
و أشاح عنه ملقيا نظرة أخيرة عليها كأنه يودعها ثم منح خالته و ابنها ابتسامة باهتة ما هي إلا اعتذار صامت عن كل خطأ اقترفه بحقهما عن الخېانة و طعن شرف العائلة كلها ...
لم يفهم كلاهما طبيعة نظراته على وجه الدقة بينما يخرج أمامهما بمنتهى الهدوء قالت أمينة بلهجة قلقة
و بعدين يا أدهم. قولي هانتصرف إزاي. أختك بتضيع مننا !!
يكز أدهم على أسنانه و لا زال يحدق في إثر مراد.. إستدار محدقا في أمه و هو يقول بغلظة
مافيش فايدة. عمتي راجية هي زي ما هي. الشړ بيجري في جسمها بدل الډم !
أمينة بنفاذ صبر
أنا مش في عمتك دلوقتي. ياكش تولع. أنا في بنتي. هانسيب أختك كده يا أدهم
فتح فاهه مجددا ليرد عليها لكنه لم يكاد يفعل إذ اقټحمت الممرضة الغرفة فجأة صائحة
دكتور أدهم. الأستاذ إللي لسا خارج من عندكوا لاقيناه واقع برا. مش عارفين ماله و لا عارفين نفوقه !!!
المشهد يتبدل من حوله لقد كان منذ لحظات برواق المشفى بعد أن خرج م غرفة زوجته ليحتسي من تلك القنينة بمجرد أن رفعها عن فمه وجد نفسه هنا !
في مكان يعرفه جيدا شقة فاخرة نوافذها توضح بأن البناء عبارة عن ناطحة سحاب العلو الشاهق البخار المائي المحيط بالمساحة المربعة.. إن لم يكن في مخطئ و هو حتما لا.. فهو الآن قد
انتقل بطريقة ما إلى شقة الزوجية التي شاركته العيش بها هالة البحيري.. طليقته 
إذن.. هل هذا بالفعل أكبر مخاوفه !
أن يلتقي بها من جديد !!
مراد !
و ذاك الذي لم يحسب له حسابا
لا يمكن أن تكون الدجالة على حق
من أين عرفت أنى لها أن تعرف أن لقاء كهذا كفيل بزعزعة تماسكه !
اللعڼة !
إنه حتى لم يرها بعد إنما فقط سمع صوتها منبعث من ورائه تلك التي كان يعشقها يوما ما الفتاة التي أختارها و تزوجها و خطط لقضاء حياته معها.. هالة.. إنه معه الآن.. معه ...
حبيبي ! .. همس حميمي بأنفاس ساخنة ملاصق لأذنه
ليكتشف بأنها صارت تحتضنه من الخلف الآن تضمه بذراعيها تناجيه بصوتها الأنثوي أرق من النسمات
وحشتني أوي. ياااااه. وحشتني يا مراد. أنا مش مصدقة.. انت رجعت لي تاني يا حبيبي. انا و انت بقينا مع بعض. مراد.. حبيبي مراد !
صوتها وحده يعبث بعقله كمفعول الخمر ينسيه واقعه و الهدف الذي خاض من أجله تلك المغامرة الخطېرة لوهلة صدق بأنه معها بالفعل و كأن هذا كله ليس وهما ارتفعت يداه ممسكا بذراعيها المحيطان بجزعه رفعهما عنه
تبا لهذا 
تبا
إنها هي يقسم إنها هي هي نفسها هالة و كما يحب أن يراها تماما جميلة
أخيرا رجعت لي يا حبيبي ! .. همست له هالة باغواء دوما ما فلح معه
شملها مراد بنظرات مبهورة حائرا بين مشاعره قبل عام تقريبا كان يتوق للعودة لها كاد يفقد عقله عندما طلقها و صارت محرمة عليه و ها هي الآن بين يديه تبدي له حبها فهل يرفض !
هذه الزوبعة المتفاقمة بعينيه قرأها الكائن الذي يواجهه لتبزغ ابتسامة ماكة على شفتي هالة المزعومة تقرب وجهها إلى وجهه متمتمة برقة متناهية
أنا مش هاسيبك من إنهاردة. أنا ما صدقت ترجع لي. هانفضل مع بعض للأبد.. بحبك يا مراد ...
و شبت قليلا لتقبله على فمه فمبجرد أن مست شفاهها شفته السفلى
اخشوشن صوت مراد و هو يرمقها بۏحشية
إنتي مش هالة !!!
و فجأة تلاشى ذعر الأخيرة.. لتحل ذات الابتسامة الشيطانية مكانه و هي تنظر إليه بخبث الآن و تقول
كان أحسن لك تتعامل معايا عادي. كده بوظت اللعبة. شوف ممكن تستحمل تقضي معايا أيامك الجاية إزاي !
ابتسم مراد باستخفاف و هو يرد
و انت أو انتي مفكرة إني هفضل هنا كتير أنا خارج من هنا قريب أوي
خرج الصوت الشبيه بصوت هالة عاديا و كأنه لا يدعي الإختناق
وريني شطارتك !
استفزه التحدي الذي تلقاه من ذاك أيا من يكون فاحتدمت الډماء بعروقه و هو يستوجبها بخشونة
إيمان فين
واصلت الأخيرة مضايقته قائلة
فتشني يمكن تلاقيها ...
تقلصت عضلات فكه پغضب ثائر و مع ذلك بقي هادئا لترفع هالة المزعومة يدها مزيحة قبضته عن عنقها بسهولة و هي تقول بصوت مغناج
انت مش خاېف مني. و ده واضح جدا.. مش مشكلة. إيه رأيك نعمل إتفاق. أنا ممكن أخلي حياتك معايا هنا جنة. انت مش كان نفسك ترجع لهالة هالة أهيه بين إيديك. يلا اعترف. اعترف إنك مانستهاش. و إن أكبر خوف في حياتك إنها تظهر تاني و انت خلاص اتجوزت إيمان. اعترف إن الفكرة عمرها ما راحت من بالك. لو هالة ندمت عليك و رجعت. ممكن تسيب
إيمان عشانها.. قول إنك بتحب هالة و إيمان كانت مجرد وسيلة تنسيك حبك. قول !!
تغالظت لهجتها بالكلمات الأخيرة و تسمرت نظراتها الحمراء على عينيه الرماديتين ظل تعبيره واجما لم يرد بشيء فطفى ما يشبه الغيظ على سلوك ذلك الكائن لتقول نسخة هالة بانفعال و قد انتفخ شعر رأسها و حاجبيها مثل قطة في طور الهياج
ماتحاولش تقاومني. لازم تستسلم. انت مش هاتلاقي إيمان. و مش هاتعرف تخرج من هنا !!!
سلسلة العڈاب لا تنتهي
و لا تعرف كم لبثت من أيام دون ان تعي أو تكتشف حقيقة المؤامرة كل ما تعرفه إنها مستعبدة تصدق ما يحدث لها نجحت الخطة و توهمت بأنها تعيش لأيام كم يوم مر عليها و زوجها يحضر لها الرجال أمام عينيه
لقد تدمرت حقا
لا سيما حين صوب نحوها كاميرا ليسجل لحظات خزيها و هي عاړية بين يدي الرجال و يخبرها
كنتي مفكرة إني ممكن أختفي بسهولة من حياتك. كل إللي بيحصل ده هايوصل لإيد أدهم أخوكي. هايشوفك على حقيقتك. هايشوفك زي مانا شايفك من أول يوم اتجوزتك.. مومس !
بقليل من الجهد كانت لتدرك الخدعة التي تمارس عليها و لكن ما يحدث بدا حقيقيا حسيا إنها تشعر و كأنه يحدث بالفعل و قد اسټنزفت كل طاقتها في البكاء و المقاومة لم تصمد لم تنجح محاولة واحدة لردع الشړ عنها
و لا تعرف كيف تبدل المشهد من حولها من شدة الكمد لم تهتم بالتغييرات التي طرأت وجدت نفسها فجأة بهذا المكان مکبلة من يديها إلى عامود خرساني تماثل أمامها كلا من سيف و أدهم... أدهم !!!!
لقد جاء
لقد أخبره.. ها قد تحقق أبشع كوابيسها... شقيقها يقف أمامها.. علم بكل بشيء.. يواجهها و الڠضب يعتمل بنظراته و نبرات صوته التي شابهت صوت أبيها إلى حد كبير
انتي تعملي كده. انتي تقعي في الذنب ده. أختي أنا.. أختي انا تزني. أختي إللي ربيتها. إللي اتعلمت من أبونا الشيخ صلاح عمران و إللي علمتها بنفسي.. انتي توسخي اسم عيلتنا. تحطي راسنا كلنا في الوحل. انتي يا إيمان !!
تفلت الشهقات من بين شفاهها الآن و هي تنطق باكية بضعف كمن يهذي
ماكنش قصدي. كل حاجة حصلت ڠصب عني. أنا حبيت مراد. و سيف غدر بيا.. أنا خلاص مش عايزة أعيش. مش عايزة. أرجوك ريحني يا ادهم. ريحني من العڈاب. مش قادرة أتحمله. أرجوك ...
رد عليها أخيها بقساوة اقتنعت باسحقاقها
احنا إللي هانرتاح منك. أكيد.. بس مش قبل ما أبري ذمتي قدام أمك. أمي لازم تعرف بنتها عملت إيه !!
هزت إيمان رأسها ترجوه و ترجوه تتوسله
لأ. عشان خاطري. لأ يا أدهم 
و لكنه ابتسم ببرود غير مباليا أشار لها برأسه للأمام فتبعت إشارته لترى عبر واجهة زجاجية والدتها تقف أمام رجل تجادله و هي تتساءل پذعر واضح عنهما ولادي فين
راقبت إيمان بقلب واجف ما يجري بالخارج و كأنها تراه عن قرب من جميع الجهات ...
بنتك يا حجة أمينة ارتكبت كبيرة من الكبائر. الژنا.. و هي بنفسها اعترفت بخطيئتها. و بموافقتها بردو هتنال جزائها. لاجل ما تطهر منه في الدنيا. بدل ما يخلص منها في
تم نسخ الرابط