رواية مريم القصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

المياه أعاد الغطاء إلى الزجاجة و وضعها بالثلاجة ثانية ثم سار ناحيتها مبتسما بعذوبة ...
لو سمحتي يا مزة ماتعرفيش ألاقي رف التوابل فين .. قالها مراد و هو يحاصرها الآن بين ذراعيه متكئا بيديه على طرف المنضدة ذات السطح الرخامي
ضحكت إيمان على دعابته و هي ترفع الكوب عن فمها قائلة
و انت ومحتاج توابل في إيه !
يعني صاحي نفسي هفاني على أومليت بالخضار !
و باغتها قابضا على خصرها و رافعا إياها بلحظة وسط صړاخها المرح أجلسها فوق المنضدة وضعت كفيها فوق صدره العاړي و لا زالت تضحك بينما يهمس ضاغطا وجهه بمنحنى عنقها
و كمان العصير إللي في إيدك ...
يدق قلبها پعنف تعض على شفتها السفلى مرتدة قليلا للخلف و هي تعرض عليه كوب العصير بسخاء لا يخلو من الإغواء
اتفضل !
رمقها بخبث مغمغما
لأ. ده.. مش بيتشرب كده !!
عبست بتساؤل فأخذ منها الكوب و أماله لينسكب فوق حافة فكها و دنى هو برأسه ليرتشف من هناك بفمه فتضحك أكثر و لا تعرف أي صنف من القبلات هذا !
كانا منغمسين في اللهو و الرومانسية المآججة للمشاعر و لم يفطن أحدهما للطفلة الصغيرة التي على ما يبدو أنهما قد نسياها مشغولين ببعضهما فقط !!
كانت ترمقهما پغضب شديدة و دموع القهر ملء عينيها هذا زوج أمها الذي تمقته كثيرا كيف يستأثر بأمها و هي تسعد معه إلى هذه الدرجة بينما تظهر لها النفور و الإباء
تلك هي الحقيقة الواضحة للجميع و ليست لمجرد طفلة
أمها تحبه هو تكرهها هي
تحبه فقط ...
أغار صدر الصغيرة بالحقد و لم تستطع أن تمسك عليها لسانها و هي تنادي فجأة بمزيج مختزن من الثورة و العصبية
مامي !!!
انتفض كلاهما في نفس اللحظة انسحب مراد محرجا و تظاهر بالعبث بأدوات المطبخ بينما قفزت إيمان من على المنضدة غمرت وجهها حمرة غاضبة و دفعها الخجل للصړاخ على الطفلة بعصبية
إنتي مين قال لك تخرجي من أوضتك على هنا. مش أنا إللي بصحيكي. ما تردي يا بنت !!!
عبست لمى بشدة قائلة و هي ترمق أمها پغضب مماثل
سمعت صوتك ف صحيت لوحدي !
كانت إيمان تستشيط بالفعل خاصة و هي تلاحظ محاكاة نظرات طفلتها بنظرات أبيها انفعلت عليها و هي تشير لها
اتفضلي ارجعي على أوضتك. لما أخلص إللي في إيدي هانده لك. يلا ...
تحركت الطفلة بنزق مهرولة إلى غرفتها كما أمرتها أمها و إيمان التي كانت ترتعش من شدة التوتر لم تستجيب للمسة مراد اللطيفة و هو يأتي من خلفها ليقول بصوت صلب
إيه إللي عملتيه ده يا إيمان. البنت ماتستاهلش منك العصبية دي كلها. هي عملت إيه يعني احنا إللي غلطانين. هي بقالها يومين و لسا بننسى إنها معانا في نفس البيت. لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا !!
سحبت إيمان نفسا عميقا لعلها تهدئ نفسها.. ثم رفعت رأسها و واجهته ...
أنا خاېفة يا مراد ! .. تمتمت بيأس لا يخلو من الړعب و أردفت
مش قادرة أشوفها بنتي في كل الأوقات. ساعات لما ببصلها مش بشوف غير سيف. أنا خاېفة تكرهني بالشكل ده !!!
تعاطف معها بشدة أمسك بكتفيها و جاء أمامها مباشرة نظر داخل عينيها و قال بهدوء
لازم تتعلمي. لازم تفرقي بينها و بينه. لمى مش سيف. لمى بنتك. بنتك انتي. سيف خلاص ماعادش له وجود. مش ممكن أذى منه يطولك. و لا من غيره أنا مش هاسمح. سمعاني
أومأت له مذعنة فابتسم بتكلف و استطرد
أوكي. انت
دلوقتي هاتطلعي تصالحي لمى و تاخدي بخاطرها و تنزلوا عشان نفطر سوا. و بعدين احنا مش عايزين أي جو مكهرب في البيت إنهاردة. ماما و بابا و معاهم نازلي هانم جايين يزورونا لأول مرة.. لازم نبان في أحسن صورة قصادهم
ابتسمت له مؤيدة كلامه و تحفزت أكثر للاستعجال من أجل التحضيرات للعزيمة ما زال النهار بطوله أمامها و قد ألقى على عاتقها تحضير سفرة عامرة لتنال اعجاب والدي زوجها و جدته ! ............................................................................................................................................................................................................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
مفاجاة
37
أنت بحاجة لطفل يا حبيبتي !
مراد
وقفت تجلي بقية الصحون بذهن شارد رغم إنها ليست مضطرة للقيام بهذا فهناك مغسلة مخصوصة تقوم بذلك عنها لكنها كانت بحاجة لعمل تلهي نفسها حتى لا تتذكر تفاصيل النهار المؤرقة لعقلها و نفسيتها !
والدي زوجها جدته لقد غادروا قبل ساعة فقط و لا زالت تستعرض أمام عينيها ما يضايقها حقا لا زال السيد محمود غير راضيا عن زواج إبنه منها ظهر ذلك في طريقته الجافة معه و معها بالأخص في جملته التي قالها قبل المغادرة مباشرة المرة الجاية نيجي نبارك في حفيدنا. شدي حيلك بس يا.. عروسة! !!!
شعرت حينها بأن قلبها تفتت لمليون قطعة بالكاد أمسكت دموعها حتى خالتها بدت منزعجة كثيرا من الوضع إنها خالتها !
كيف تكون هكذا معها !
كانت لتتفهم لو أنها تزوجت من غريب و لكن أمه.. إنها شقيقة والدتها إنهما من ډم واحد إنها في مقام أمها كيف !!
الوحيدة التي أبدت لها القليل من العطف هي الجدة نازلي.. إنها امرأة مدهشة
جميلة حتى و هي في هذا العمر طيبة حنونة لم تجرحها بكلمة أو بنظرة حتى و قد أثنت على طعامها و شكلها لا تعلم لولا دعمها هي و مراد ماذا كان سيحدث لها بحلول الآن !!
إيمي !
وقع الصحن الزجاجي من يديها في الحوض لحظة إتيان صوته من خلفها أمسك مراد بكتفيها باللحظة التالية و تمتم بلطف يطمئنها
إيه يا حبيبي ماتخضيش. ده أنا ..
سمعها تتنهد بقوة ثم تطرق برأسها و هي تستند بيديها إلى الحافة الرخامية كان يعي بالضبط ما يحدث معها لذلك بقي يلازمها مد يده مغلقا صنبور المياه ثم أدارها في مقابلته لف ذراعه حول خصرها و بيده الحرة رفع ذقنها ليجعلها تنظر إليه ...
ممكن أعرف إيه الحالة دي .. تمتم بصوت خاڤت و هو يأبى قطع إتصالهما البصري لحظة واحدة
أحست إيمان بتردد أنفاسه الدافئة على بشرتها مع شعورها بيداه تلمسانها كان هذا الاحتواء أكثر من كاف ليشجعها على التحدث إليه.. ففتحت فمها و صارحته بحزن بين
زي ما قلت لك يا مراد. جوازي منك لسا مش مقبول بالنسبة لباباك و خالتي. احساسي كان في محله ..
عبس قائلا بجدية
بصرف النظر عن إيه إللي خلاكي تقولي كده. أيا كان السبب. لازم تعرفي حاجة واحدة بس. أنا راجل راشد. مش معنى إن امي و ابويا موجودين إنهم يتحكموا فيا و في حياتي. أنا اختارتك. أنا إللي هاعيش معاكي عمري الجاي كله. زي ما انتي قررتي تبدأي معايا من جديد و سيبتي حياتك إللي فاتت كلها أنا كمان قررت زيك. مايهمكيش من حد. أي حد مش عاجبه دي مشكلته. أنا و انتي لبعض. انا و انتي بس بنتشارك الحياة دي. أمي و أبويا شوية
و هايرجعوا مكان ما جم.. فهماني يا إيمان
أومأت له و قد رقت نظرتها الدامعة راح يمسد على خدها هامسا بحنان
أنا دلوقتي مش عايزك تفكري أي حاجة سلبية. إحنا كويسين. أنا و انتي سوا و معانا لمى. بكرة هايبقى أحسن.. عارفة انتي هاتبقي كويسة إمتى يا إيمان
نظرت له بتساؤل و قد ملأها الفضول ليبتسم و هو يدنو لاثما شفتها العلية و يغمغم
لما نخاوي لمى ! لما تخيبي مني بيبي مش بس هاينسيكي الماضي. ده هاينسيكي اسمك من مسؤوليته هو و أخته !!
نجح أخيرا بانتزاع تلك الضحكة الملعلة منها اتسعت ابتسامته و هو يرى نتيجة جهوده تثمر أمامه أخذ يراقبها بحبور و قد انتبه مجددا لذلك الرداء المنزلي الذي ترتديه منذ مجيئ والديه و جدته
إنه أشبه بالثوب بلون اللافندر و قد زركش به قصير بحمالات رفيعة كانت فاتنة للغاية فيه ...
بس انتي تعبتي إنهاردة أوي ! .. قالها ماسحا على رأسها
من حقك ترتاحي بعد المجهود ده. يلا تعالي معايا على الأوضة ..
و أمسك بيدها لكنها قبضت على كفه مستوقفة إياه و هي حقا لا تدرك نواياه
لسا عندي شغل هنا. و هاوضب الغدا بتاع بكرة
أنهى مراد النقاش بصرامة
سيبي كل حاجة. أنا بكرة هاكلم عم رضا البواب يخلي مراته تيجي تنضف لك. و لو على على الغدا نطلبه من برا أو نخرج ناكل برا. مش هاتعملي أي حاجة تاني الليلة دي أو بكرة خلاص انتهى !
أذعنت إيمان لرغبته مبتسمة هذا الدلال و الاهتمام اللذان يصبهما عليها صبا منذ زواجهما إنها حقا ممتنة ...
مشيت معه يدا بيد وصولا إلى غرفة النوم و كانت ستخلد إلى النوم بالفعل ما إن استلقت على الفراش لكنه أزاح الغطاء عنها متمتما
أنا قلت هاتريحي آه. بس مافيش نوم دلوقتي. لسا الليل طويل يا حبيبي !
رفرفت بأجفانها و حدقت فيه مطولا و رغم إنها تشعر بالتعب لكنها أبدت موافقة على تلميحه قائلة
إللي انت عايزه. طيب أدخل أخد شاور ..
أمسك بمقدمة ساقها حيث يقف و قال
زي ما انتي. انتي زي الفل. خليكي بس مرتاحة. هاجيب حاجة و راجع لك
انتظرت بمكانها كما قال فقط راقبته و هو يتحرك بالغرفة و شاهدته يلج إلى حجرة الخزانة و يغيب للحظات ثم عاد حاملا في يده قنينة شفافة ملصق عليها إحدى العلامات التجارية لكنها لا تعلم ما طبيعتها ...
عايزك تفسي دماغك خالص بقى ! .. قالها مراد بلطف ناقد حركة يديه النزقتين و هو يزيل عنها الرداء الآن
شخصت إيمان بعينيها غير متوقعة تصرفه لكنها لم تفزع على أي حال إنما سألته باستغراب
انت بتعمل إيه يا مراد !
خلع كنزته من رأسه ليتشعث شعره الأسود اللامع تحت ضوء الغرفة الخاڤت ثم جاوبها مبتسما بخبث
ماتقلقيش. لسا مش دلوقتي.. الأول
بس نفك عضلاتك. حاولي تسترخي بس
لم تفهم ما يفعله بالضبط إلا حين جاء و جلس القرفصاء عند قدميها رفعت رأسها عن الوسادة لتنظر إليه و هو يمسك بالقنينة و يفتحها ثم يسكب السائل الأحمر في كفه بوفرة يضع القنينة جانبا و يضم كفاه سويا كأنما يدعكهما و هو يقول مركزا عيناه بعينيها اللامعتين
لازم قبل ما تحطي زيت المساج على جسمك تدعكيه في كفك كده. عشان يسخن.. أول ما يسخن. تحطيه كده !
و حط بكفيه فوق مشطي قدميها صعودا إلى ساقيها هكذا صعودا و نزولا ببطء جعلتها لمساته تسترخي حقا و كأنه عازف بارع و هو يتنقل من جزء لجزء آخر من جسمها مع كثافة انتشار رائحة الزيت الجابة كانت كناية عن رائحة الخوخ و المسک مزيج خطېر بحلول وصوله إلى نصفها العلوي و قد قلبها على وجهها ليدلك ظهرها لم تعد تشعر
بأي تعب.. إنها فقط مثارة
تم نسخ الرابط