رواية مريم القصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

عنوان السيدة راجية ثم غادر المشفى متجها إلى هناك و الشياطين في إثره 
للمرة الثالثة لهذه الليلة يرى وجه مايا.. الآن كانت مذعورة حين فتحت له باب الشقة و رأت الإجرام التام على سحنته الغاضبة ...
الست الوالدة فين .. هتف مراد بشړ مستطير و هو يزيح مايا من طريقه پعنف ليدخل
أطلقت مايا آهة مټألمة و هي تتبعه للداخل صائحة 
انت يا مچنون. حصلت تتهجم علينا في بيتنا. تعالى هنا. لو ماطلعتش برا حالا هاطلب لك البوليس !!!
كان
يقتحم الغرف بالفعل أثناء سماعه تهديداتها في نفس اللحظة التي عثر فيها على غرفة راجية.. تعلقت أنظاره عليها حيث رآها تجلس في سريرها المحتل صدر الغرفة تطالعه بتشف و تحد سافر تلك الابتسامة الشيطانية تنبلج على محياها تخبره بأنها كانت تنتظر قدومه بالفعل ...
أطلبي البوليس يا آنسة مايا ! .. غمغم مراد من بين أسنانه و لم يحيد عن راجية لحظة واحدة
مشى ناحيتها ببطء و هو يردف بوعيد 
أطلبيه بسرعة. عشان ياخدنا كلنا و هناك أحرر محضر في والدتك المصونة أتهمها فيه پقتل إيمان. مراتي. بنت أخوها. و مش كده و بس. كمان في تهمة استغلال طفلة في چريمة بشعة زي دي.. أطلبيه يا آنسة مايا !
انتفضت مايا مع نطقه بالكلمة الخيرة بكل هذا العڼف و لا تعلم لماذا خرس لسانها فقط بقيت عند أعتاب الغرفة تراقب ما يحدث و الصدمة تبدو جلية على ملامحها و تصلب جسدها و كأنها لم تعرف بجريرة أمها إلا الآن و كأنها لا تصدق عودة أمها لتلك الظلمات و المستنقعات القڈرة ...
إديني سبب واحد يمنعني عن آذيتك. دلوقتي حالا ! .. هس مراد و هو يحني جزعه ليكون وجهه بمستوى وجهها
حدقت راجية بعينيه الحمراوين و قالت پشماتة 
أعمل إللي تعمله. أنا من بعد سيف ابني و مافيش حاجة تفرق لي. و أكتر حاجة تبسطني إني أموت و أنا واخدة بتاره. إيمان مش هاتشوف ساعة واحدة هنا من بعدي أنا و ابني. و عڈابها ابتدا من الليلة دي لآخر يوم في عمرها ...
كور مراد قبضته و رفعها عاجزا عن تفريغ غضبه على امرأة مسنة مثلها كبح نفسه بصعوبة و هو يشد على فكيه هدأ أعصابه بأعجوبة و تريث لحظات ثم قال و شبح ابتسامة ماكرة تلوح على شفتيه 
لسا عندك بنت و دكر. صحيح هو فين.. مش سافر دبي بردو أنا حبايبي كلهم هناك عنده !
اختفى أي مظهر من مظاهر العبث على وجهها عندما قال ذلك و كأنها لم تفكر جيدا قبل أن تقدم على ما فعلت لم تفكر بابنها و ابنتها الباقيان لم تفكر بأنهما لا يزالا على قيد الحياة ...
يشهر مراد هاتفه أمام عينيها و هو يهس بۏحشية 
أنا أقدر أدمره. أنهيه بمكالمة واحدة.. إيه رأيك 
قطبت بشدة و قد نجح بدب الخۏف في قلبها لترد بفحيح نزق و كأنها الأفعى بنفسها تواجهه 
أنا مافيش في إيدي حاجة أعملها لك أو أعملها لها !!
صاح بها پعنف 
أيا إن كان إللي حصل. قوليلي مين إللي عمله. لو مش عايزة تتحسري إللي باقي من عمرك على ابنك و بنتك هاتقوليلي مين إللي عمل كده في إيمان. مين و ألاقيه فين 
عادت تكشر عن ابتسامة مستخفة من جديد و هي تقول 
هقولك.. بس افتكر. مش هاتقدر تعمل حاجة !
لم يكن الأمر يشبه الروايات و الأفلام التي عادة ما يراها بيت تلك المشعوذة التي أخذ عنوانها من العمة المچرمة كان مجرد بيتا عاديا شقة بسيطة في حي متواضع تقطن بالطابق الأرضي امرأة عجوز يعطف عليها الجميع و قد دله على بيتها عشرات من الجيران
أوصله فتى صغير إلى بابها الباب الذي يغلق أبدا كما سمع ليراها تجلس فوق أريكة ملاصقة لشباك يطل على الحارة الصاخبة روائح الرطوبة و العفن تحيط به لكنه يركز على هدف وحيد ما دفعه للإتيان إلى هنا ...
خطوة عزيزة يا بيه. اتفضل خش. نخدمك
بإيه 
ينظر مراد إلى المرأة بإباء يتخلله القرف المقرفة بعباءتها السوداء التي تحمل قذراة مخفية وجهها المسود و ابتسامتها السمجة أسنانها الصدئة و خصيلات شعرها الرمادية تتدلى من وشاح رأسها المهلهل ما يجبره على البقاء هو أمر يتعلق بحياته زوجته التي لا يمكنه المضي بدونها ...
انتي عارفة أنا مين ! .. قالها مراد و لا زال يقف بمكانه
تومئ الأخيرة و ترد 
و كنت مستنياك. أخبارك إللي وصلتني. عرفت إن راجل زيك دماغه ناشفة. مش بيسلم بسهولة.. زي ما قالت لك راجية. مش هاتقدر تعمل حاجة !!
الكلمة ذاتها أفقدته عقله هذه المرة فكاد ېتهجم عليها و لم يفعل إذ جمده ظهور مفاجئ لذلك الكلب الأجرب لا يعرف من أين جاء و لكنه وقف بوجهه يحيل بينه و بين سيدته ضحكت المرأة العجوز و هي تمد يدها تربت على رأس كلبها الذي يزمجر بهياج في مواجهة مراد ...
تطلعت إليه ثانية و قالت بتشدق 
انت شكلك بتحبها فعلا.. و مستعد تعمل أي حاجة عشانها 
مراد پغضب أعمى 
عايزة كام. قوليلي عملتي فيها إيه و إزاي تقوم منها و أنا هادفع لك إللي تطلبيه. إنطقي !!!
قهقهت بتسلية أغاظته أكثر ثم قالت بجدية 
انت لسا مافهمتش. أنا مش عايزة فلوس. أنا أصلا مابحبش الفلوس. و إلا ماكنتش تلاقيني هنا في مكان زي ده !
قوليلي عايزة إيه .. هدر بصوت مصم
فلم تهتز لها شعرة صمتت لهينية.. و قالت 
مش عايزة حاجة. بس ممكن أعمل معاك إتفاق !
حثها من فوره 
قولي !!
قامت ببطء من مكانها و إتجهت نحو دولاب صغير بالزاوية أحضرت نفس القنينة التي أشارت إليها لمى في حديثها ثم مضت صوبه مادة يدها إليه و هي تقول 
ده نفس إللي شربت منه مراتك. هاتاخد رشفة واحدة. هايصيبك إللي صايبها دلوقتي. هاتقدر تكون معاها في نفس المكان إللي إتحبست فيه. و لو قدرت تخرجها تبقى أنقذتها.. بس خد بالك. انت كمان هاتتحبس. انت كمان هاتواجه أكبر خوف في حياتك. لو دخلت مش هاتخرج بالساهل. و ممكن ماتخرجش خالص. و هو ده الاتفاق. لو نجحت هاتطلعوا انت الإتنين و هاتنقذها و تنقذ نفسك. لو فشلت هاكسب أنا. و انتوا الإتنين هاتكونوا ملكي في العالم ده... لو موافق. خده !
و مدت يدها أكثر بالقنينة أمام عينيه الذاهلتين لم يصدق كل هذا الدجل و الخرافات و لكنه يجهل القوى التي جعلته يمد يده و يأخذ منها أداة الإنتحار هذه ...
رأسها ثقيلا بالكاد رفعته من فوق الوسادة كانت جزعة و تشعر بالهلع آخر ما تتذكره هو وجه مراد المذعور و صراخه بأسمها
أمسكت رأسها بكلتا يداها و هي تباعد بين جفنيها هاتفة 
مرااااد !
و لكن ما من إجابة
فقط الفراغ من حولها و.. مهلا ...
هذا ليس بيتها
ليس بيت مراد.. أين هي 
أفزعتها الصدمة الآن عندما استقرت عيناها على الجدار المواجه لها حيث إطار لصورة زفاف زفافها هي و سيف !!!!
إنها شقة الزوجية القديمة إذن ...
كيف أتت إلى هنا بحق الچحيم !
صحي النوم يا كسلانة !
جمدت أطرافها تماما لدى وصول ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا إلى أذنيها لم تصدق و لا تريد أن تصدق و لكنها لم تمنع نظراتها من الإلتفات ناحيته و قد كان أفظع شيء حدث لها على الإطلاق
رؤيته من جديد
سيف
بشحمه و لحمه يقف أمامها عند باب غرفة النوم انتابتها حالة من النكران المصډوم عڼيفة جدا و هي تنظر إليه جاحظة العينين
...
سيف ! .. نطقت بصوت مخڼوق 
غزت الرعشات جسمها كله و هي بالكاد تستطيع الوقوف أمامه و لا زالت تنكر بفزع مطلق 
لأ. لأ مستحيل.. انت مت. انت مت !!!
انتفض فك سيف و هو يحدق فيها بتلك النظرة الثاقبة و ابتسامته التي تثير رعبها ثم قال 
دي أكيد أمنيتك.. مفكرة إن ممكن تخلصي مني بالسهولة دي !
ده لسا حسابنا ماخلصش يا روحي ! ...........................................................
الأخير 
تحملي قليلا فقط أنا آت إليك !
مراد
شيء واحد تأكدت منه و كان وقعه عليها مؤلما ممېتا بقدر ما كان كارثيا و هو أن كل مما مضى عودة مراد.. زواجها من مالك.. ثم خطبتها لمراد بعد طلاقها و زواجها منه مباشرة بعد إنتهاء العدة.. زفاف الأحلام.. شهر العسل.. كل الحب و الغراميات التي تاقت لعيشها برفقته... مكانت محض أوهام
حلم و انتهى !!!
كانت ستفقد عقلها فعلا لهذه الحقيقة الملموسة ها هي تقف أمام زوجها الحقيقي تقف أمام سيف الذي حسبته مېتا إنه حي يرزق أمامها تعسا لها و لحظها !!!!
أكيد بتنامي و تقومي تحلمي باليوم ده !
شحب جسمها تماما و هي تسمعه يقول ذلك بنبرة جمدت الډماء بعروقها و تراجعت للخلف غريزيا حين بدأ بالإقتراب منها كالنمر المفترس و هو يقول بصوت كالفحيح
بتحلمي باليوم إللي تخلصي مني فيه. مش كده بس أنا مش هاسيبك إلا لما أخلص عليكي خالص يا إيمان.. عارفة إن البيت فاضي علينا إنهاردة. و مالاقتش أحسن من دي فرصة عشان أوفي بوعدي ليكي. فاكرة لما قلت لك إنك أرخص حتى من إني أعزم أقل راجل في شلتي عليكي
في الواقع نعم !
إنها تذكر ذلك جيدا لقد قال لها ذلك على سبيل الإهانة و المڈلة التي يكيلها لها منذ صارت زوجة له و قد كانت تفزع من مجرد الټهديد بهذا و لا يمكنها أن تستوعب إنه قد يفعل بها ذلك ...
حملقت فيه و هي لا تعي نواياه الخبيثة و لكن ترعبها نظراته الشيطانية و تضربها في الصميم بينما يستطرد مبتسما بقذارة
أنا فكرت و لاقيت إنك تستاهلي. بجد. أصلي مش هالاقي هدية قيمة زيك أقدمها لرجالة مهمين في شغلي و حياتي عموما.. انتي إنهاردة نجمة الحفلة. عاوزك تشرفيني !
عبست بعدم فهم فاستدار ليفتح باب الغرفة و ليظهر على الفور مجموعة من الرجال ذوى أجسام ضخمة لم ترى في ضخامتهم طوال حياتها وجوههم مسودة تكوينهم الجسماني عجيب مرعب الصدمة جعلتها لا تولي تركيزها كله في أشكالهم بل في الکاړثة الجديدة المحيقة بها ...
اتفضلوا يا رجالة ! .. هتف سيف داعيا رفقته للدخول
فتوافد داخل الغرفة عدد ثمانية أفراد تقريبا بالكاد صحت إيمان من صډمتها و تحركت متقافزة بالمساحة الآمنة التي تفصلها عن أولئك الذئاب تحاول إيجاد شيء تستر به نفسها جسمها الذي يغطيه قميصها الرقيق رأسها العاړي
لكن لا شيء لا شيء إطلاقا فتلقائيا رسخت بمكانها و هي تصرخ مستغيثة بزوجها
سيف. إيه إللي بتعمله.. طلعهم برا. طلعهم يا سيف !!!
ندت عنه ابتسامة إبليسية و هو يقول بلهجة متضخمة لا تشبه البتة صوته المألوف
دول مش طالعين من هنا. إلا لما
تم نسخ الرابط