رواية مريم القصول الاخيرة
المحتويات
تخبره بلهجة يهزها الخۏف
ل لمى. مش لاقية لمى. دخلت الوضة مالاقتهاش !!!
أخذ يهدئها قائلا
طيب إهدي. إهدي. دورتي عليها كويس. شوفتيها في بقية الأوض. نزلتي شوفتيها تحت ممكن تكون نزلت زي ما عملت إمبارح أو تلاقيها هنا و لا هنا. إهدي بس و ماتخافيش. هاتروح فين أكيد هنا.. تعالي. تعالي ندور عليها !
و أمسكها جيدا و سارا معا إلى الخارج كلاهما يفتشان الغرف و دورة المياه و عندما لم يجداها هبطا للأسفل توجهت إيمان للبحث حول البهو و المطبخ و ذهب مرادباتجاه الشرفة و غرفة المعيشة ...
إيمان ! .. هتف مراد بصوت عال دون أن يزيح ناظريه عن الصغيرة
تعالي لاقيتها ..
لمى. يا حبيبتي. إللي نايمك هنا. كده يا لمى. تخضيني عليكي كده !!
بدأت الصغيرة تنتبه أفاقت من غفوتها متطلعة إلى أمها تلألأ بؤبيها الرماديين على ضوء الشمس حيث أزاح مراد ستائر الشرفة ليضيء لهم العتمة ...
أنهمرت شعر إيمان حول وجه ابنتها و هي تقول عاجزة عن التحكم بدموعها الجارية
ليه نزلتي من أوضتك يا لمى ليه نمتي هنا بالشكل ده !
و رفعت كفها تجس جبينها لتقيس حرارتها ...
كويس لما تاخدي برد !!
عبست لمى و هي تبرر ببراءة
أنا كنت خاېفة أنام لوحدي. لما كنا عنج تيتة كنت بنام معاكي و لما مشيتي كنت بنام معاها. مش بعرف أنام لوحدي. خفت ف نزلت أقعد شوية هنا لحد ما نور ربنا يطلع. لاقيت الفراشة دي برا ! .. و أشارت إلى الشرفة القريبة
و فضلت قاعدة أتفرج عليها. و بس. انتي جيتي تصحيني دلوقتي !!
أوهت إيمان و هي تنظر إليها بأسى أنت تكبح نشيجا و ضمتها إلى صدرها بقوة مغمغمة
أنا آسفة يا لمى. أنا آسفة يا حبيبتي. أنا مش هاسيبك تنامي لوحدك تاني.. مامي بتوعدك !
أنا من إنهاردة !
أدارت لمى رأسها تنظر نحو مراد الذي انضم لهما جاثيا بالقرب منهما كان يبتسم مقابل تكشيرة الصغيرة و مد يده ماسحا على رأسها بحنان و هو يستطرد
دلوقتي نفطر سوا و مامي تجهزك عشان نخرج في الأماكن إللي بتحبيها. و كمان نشتري لعب كتيييير و كل إللي انتي عايزاه. انتي تؤمري و انا أنفذ يا روحي
يلا يا قلب مامي ! .. تمتمت إيمان و هي تنهض حاملة الصغيرة على حضنها
تعالي نطلع ناخد ال سوا. و نختار إللي هاتلبسيه !
ابتسمت لمى ابتسامة لم تصل إلى عينيها و قبل أن تخطو بها إيمان خطوة دق هاتفها الملقى هناك فوق إحدى الأرائك ذهب مراد ليحضره إليها و لم يمتنع عن النظر إلى هوية المتصل رفع وجهه نحوها مصرحا باقتضاب حاد
مايا !
يتبع ...
39
إن حبك قد أهلكني... بصدق !
_ إيمان
كان يظن بأنها ستدعم رأيه بل إنه لم يشك في ثورة ڠضبها المتوقعة على إثر الطلب الذي تقلياه منذ قليل لكنها و لدهشته لم تبدي أي رفض بل رحبت و سمحت لعمة طفلتها بأن تأتي و تصطحبها لترى جدتها ربما ستصل بعد دقائق و الصغيرة بالفعل صارت جاهزة ...
لمى. زي ما اتفقنا. أي حد يسألك عليا أو على بابي مراد هاتقولي إيه
وقفت الصغيرة بين يدي أمها مصغية بعناية و لكن بمكرها الثعلبي الذي ورثته عن أبيها البيولوجي تعلم بأنها سوف تتفوه بعكس ما أمرت به
هقول ماعرفش. مش بتتكلموا قصادي. و بقعد في أوضتي ألعب !
ابتسمت إيمان برضا مسحت على رأسها بحنان و هي تتأملها كم هي جميلة طفلتها الآن هي أكثر شبها بمراد.. الآن هي لا ترى سيف من خلالها ...
برافوا يا حبيبتي ! .. تمتمت إيمان باستحسان و هي ترتب لها ياقة ثوبها الزهري القصير
رفعت لها الجوارب السميكة و ضبطتها جيدا ثم ألبستها معطفها عندما دوى زامور سيارة أمام المنزل و جاء مراد بوجه متصلب هاتفا
مايا وصلت !
أدارت إيمان رأسها صوبه و ردت
خلاص البنت جاهزة. بس معلش انت إللي هاتوصلها لعمتها يا مراد
أومأ مراد موافقا دون يغير شيء من تعبيره إلتفتت إيمان إلى صغيرتها ثانية و قالت منبهة
بفكرك تاني يا لولي. الساعة 9 بالظبط تكوني عندي هنا. قولي لمايا الكلام ده. أوكي
لمى بطاعة أوكي مامي !
صدرت إيمان خدها في متناول الصغيرة متمتمة
بوسة لمامي بقى !
دنت لمى من أمها مطوقة إياها بذراعيها و طبعت قبلة مطولة على خدها ضحكت إيمان و هي تضمها بحرارة و تغدقها بمزيد من العاطفة ما غمر الصغيرة بمشاعر البنوة التي افتقدتها بسبب الدخيل الذي هعو زوج أمها لم تكن تود أن تفارق أحضان أمها الآن و لكن عمتها تنتظرها بالخارج ...
اضطرت لمى لإيداع يدها الصغيرة بكف مراد الكبير و سارت معه دون أن تفه بكلمة إلى الخارج لم تودعه أو تلقي عليه نظرة و هي تستقل سيارة عمتها و لكن تلك الأخير شملته بنظرة فاحصة من أسفل نظارة الشمس خاصتها بقي مراد محدقا فيها بقوة مخيفة لم تجسر على إطالة النظر إلى وجهه
شغلت محرك السيارة و انطلقت فعاد مراد إلى الداخل بمجرد أن توارت السيارة عن ناظريه أقفل باب المنزل پعنف و اتجه من جديد صوب غرفة المعيشة حيث تجلس زوجته مسترخية فوق الأريكة الواسعة تستمتع بضوء النهار المنهمر و نسماته من خلال الشرفة المفتوحة على مصراعيها ...
ممكن أعرف معناه إيه إللي عملتيه ! .. صاح مراد بغلظة و هو يقف أمام زوجته سادا عليها مجرى الهواء
تطلعت إيمان إليه و لا زالت على استرخائها ربتت على مكان فارغ بجوارها و دعته برقة
تعالى يا مراد.. تعالى هنا جمبي !
تضرج وجهه بحمرة الغيظ و هو يهدر پغضب مضاعف
أنا فضلت ساكت من الصبح عشان البنت. و أدينا بقينا لوحدنا. لازم تديني سبب واحد للتصرف ده. قوليلي معناه إيه تتواصلي عادي مع الناس دول. الناس إللي دمروا حياتك. سيف و مالك نسيتي عملوا فيكي إيه
أغمضت عينيها بشدة و كأنه صفعها بكلماته الأخيرة لكنها ابتلعت مرارتها و استطردت بتضرع
مراد.. تعالى جمبي. عشان خاطري.. تعالى يا حبيبي !!
لم يحرك ساكنا للحظات ليتأفف بعصبية و يمضي ناحيتها بنزق جلس حيث أرادته إلى جانبها فأزالت وسادة
صغيرة بينهما و أمالت جسدها تجاهه حتى استقرت رأسها على قدمه أمسكت بيده و ضمتها إلى صدرها
اعتصرت جفنيها لتنزلق دمعة جانبية و هي تقول بلهجة مرتعشة
أنا عارفة إنك مضايق من إللي عملته. و عندك حق. أنا مانستش إللي حصل فيا من أي حد. و لا عمري هانسى... بس. أنا عملت كده عشان لمى. عمتها قالت لي راجية تعبانة و عايزة تشوفها. قولي دي لو جرالها حاجة. و جت مايا قالت لها في يوم من الأيام إني منعتها عنها. بنتي ردة فعلها هاتبقى إيه معايا يا مراد !
ظل صامتا حتى بعد أن فرغت لدقيقة.. و لعل كلماتها امتصت شيئا من غضبه ...
تنهد بعمق ثم فرك جانب وجهه بقوة قائلا
طبعا شيء مايزعلنيش أبدا إهتمامك ببنتك. لكن أنا مش بالع قصة أي علاقة بينك و بينهم. قلت لك محدش فيهم يقدر يقرب لك طول مانا عايش. لا راجية و لا ولادها و هما عارفين أنا أقدر أعمل إيه.. مش عايز خضوعك المفاجئ ده يكون سببه خۏفك منهم. ساعتها أزعل منك جدا !!!
هزت رأسها و فتحت عيناها تقابل نظراته القوية تنفست على مراحل متساوية ثم قالت
أنا عمري ما أخاف و انت معايا. صدقني. الموضوع زي ما قلت لك. عشان لمى.. بس !
لوى مراد شفتيه مقنعا نفسه بما تقول و حاول إصراف عقله عن الأفكار السلبية فغير مجرى الحديث
طيب. تحبي نعمل إيه دلوقتي. لسا بدري على ساعة رجوع لمى.. عاوزة نخرج و لا نفضل في البيت
ابتسمت له و قالت بحب
لأ. خلينا في البيت.. أنا هقوم أعمل لك غدا حلو. و بعدين نجيب فيلم حلو و نتفرج عليه سوا... الكلام ده مش بيفكرك بحاجة !
ابتسم على الفور فقد ذكرته بلمحات ماضيه معها و الذي لا ينساه أبدا ...
تلك الذكرى التي أشارت لها كان هو بطلها إذ كانا ينتزهان خلال نهار الدوام الدراسي بعد أن هربت إيمان و قابلته أخذها إلى مكانهما السري منطقة نائية من اكتشافه على ضفاف النيل لطالما جلسا هناك و تسامرا و تحابا يومها كانت أمامه كالعادة لا تسمح له بلمسها و كان سيموت لو لم يمسك بيدها على الأقل و هو ما فعله رغما عنها
قبض على يديها يعتصرهما في قبضتيه غير عابئا باحتجاجها ...
سيب إيدي يا مراد. قلت لك 100 مرة مابحبش كده لو ماسبتش إيدي هقوم أمشي !!
كان يبتسم قبالتها مراقبا باستمتاع تعبيراتها الغاضبة و قال فب غثر ټهديدها ضاحكا
هاتمشي تروحي فين و لسا باقي 3 ساعات على خروجك من المدرسة ماينفعش ترجعي المدرسة بعد ما زوغتي. و ماينفعش تروحي البيت. هاتقوليلهم إيه !
زفرت بحنق هاتفة
طيب أنا غلطانة إني سمعت كلامك. ماكنش لازم أرضى بكده و أجي أقعد معاك هنا. و ممكن أصلا حد يشوفنا و بابا ېقتلني !!
طمأنها على الفور
ماتخافيش. محدش ممكن يشوفنا هنا. و بعدين لو حد شافنا مش مشكلة. أنا هاتصرف. و هاخلي ماما تدخل كمان و هاقنعها تقول إنها راحت لك المدرسة لأي سبب و انا كنت معاها. ماتخافيش يا إيمان.. محدش يقدر يئذيكي طول مانا معاكي !
قاومت ابتسامة تتراقص على ثغرها عبست أكثر مواصلة رفضها الواه
بردو سيب إيدي يا مراد. مش كفاية بعمل غلط و بقابلك من ورا بابا و ماما. أسيبك تمسكني كده و يبقى غلط و حرام. انت عايز مني إيه !
عايز أحبك !
.. رد في الحال
فصمتت عاجزة ليردف مزحزا نفسه
متابعة القراءة