رواية تمرد كاملة
المحتويات
وهي تضع يديها على تكتم شهقات بكاء والعبرات تتدفق
من عينيها فى صدمة وقهرا وعدم تصديق وكل ما كانت تطمح إليه هو أن تفتح صفحة جديدة معه في هذا اليوم لتصارحه عن عمق مشاعرها تجاهه وأنها لم تحب أحدا سواه منذ الصغر لكنها دفنت حبها الصامت له سنوات حتى لا تفقد صديقتها التي لم يستطع أن ينساها على مدار سنوات زواجهما حتى في لحظاتهما الخاصة.
خطت بضع خطوات حتى وصلت إلى صنبور الدش وفتحته على اخره ووقفت تحته مغمضة العينين بقوة وقطرات الماء تندفع بغزارة على رأسها وهي تبكي بصوت عال وتتزايد آهاتها النابعة من أعماق قلبها المعذب وصوت خرير الماء يحجب صوت شقهاتها المقهورة.
فى فترة الظهيرة
داخل مطار القاهرة
أخرج يوسف هاتفه من جيب بنطاله ثم نقر على الشاشة ليتصل على رقم ابريل وعيناه البنيتان مغطاة بنظارة سوداء أنيقة.
تأفف بسأم عندما وجد أنه لا يزال مغلقا يبدو أن والدته لن تتراجع عن عنادها لكنه سرعان ما اتصل مرة أخرى برقم آخر ووضعه على أذنه وجاء الجواب بعد ثواني فأجاب صوت أنثوي حنون مساء الخير يا حبيبي
أجابت خديجة التي تعمل في منزل فهمي الهادئ على استفساره بتلقائية هكون بعمل ايه في المطبخ بحضر الأكل
سأل دون مقدمات ابريل عاملة ايه انا نزلت بدري اوي الصبح وكنت خاېف احاول اكلمها لا تصدني
إلتوى شدقها بضيق ثم أخبرته بصوت خفيض دي ماغمضش ليها جفن من امبارح يا يوسف وكل ما اطلعلها الاكل .. ماترضاش تاكله احترت معاها والله يا بني
مدام سلمي راحت للكوافيرة بتاعتها ومفيش في البيت الا ست ابريل في اوضتها بس
ولسه قافلة عليها
لسه
تأفف بصوت مسموع هاتفا بسخط انا معرفش ايه جو الافلام القديمة اللي احنا عيشين فيه دا .. الزمن اتغير و بقينا في 2023 موضوع عقاپ البنت بالحبس في اوضتها دا خلاص اتلغي
تنهدت قائلة بعجز طب قولي ايه الحل طيب .. والله البت صعبانة عليا بس ايه في ايدي اعمله انا عبد المأمور
وهتصل عليكي تاني وعشان خاطري جربي تخليها تاكل اذا تعبت ذنبها هيبقي في رقبتنا
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
داخل غرفة باسم
خرج للتو من الحمام الملحق بالغرفة ومنشفة صغيرة في قبضة يده بينما شعره مبلل في فوضى جذابة.
توجه مباشرة إلى هاتفه الذي يرن على الطاولة والتقطه وهو ينظر إلى اسم المتصل قبل تلقي المكالمة ليسأل بصوت هادئ ايه يا خالد .. انت فين كدا
جلس باسم على حافة السرير رافعا عينيه نحو اليسار ينصت إلى إجابته وهو يرفع المنشفة وجفف قطرات الماء المتساقطة على رقبته ثم سأله باستياء يعني ايه ناوي تيجي علي بليل!! وماتجيش من دلوقتي ليه تعالي نتسلي بدل ما انا مش لاقي حاجة اعملها .. ومفيش حاجة طرية تسليني حتي
قهقه باسم بمرح على رد فعله اللاذع وهو يرمي المنشفة جانبا بإهمال ثم تشدق بفظاظة عبو لسانك الظريف .. خلاص خلاص عنك ماجيت .. بس ماتتأخرش نط في البدلة وابقي تعالي وقت ماتيجي
مسح باسم فمه وأجاب علي سؤاله بإبتسامة ماكرة لا لسه ماشوفتهاش!
تأفف باسم بسخط وتابع بنبرة متذمرة ما خلاص هقولها .. بطل زن شوية و اتقل في نفسك كدا
باي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور حوالي ساعة
فى منزل عز الشندويلي
دخلت الحمام حيث كان الباب مفتوحا لترى عز جالسا داخل حوض الاستحمام الفسيح مسترخيا تماما فقالت بإستغراب ايه دا .. انت لسه مخلصتش شاور
قالت مني ذلك وهي تتقدم نحوه ليفتح عز عينيه ويسألها شارد الذهن بتقولي حاجة!
هزت رأسها بصمت ونظرت إلى عينيه اللتين اتسعتا عندما رآها توجهت إلى حوض الاستحمام لتجلس على الجانب الآخر منه وهي تتمتم بعذر معلش مضطرة .. ما احنا بقينا بعد الضهر وانت شكل القعدة في البانيو عجباك
أبعد عينيه عن نظراتها المتلاعبة فهو يفهم جيدا ما كانت تحاول فعله لكنه تظاهر بالثبات وقال بنبرة باردة لكنها خرجت مهتزة قليلا اعملي اللي يريحك
تحدثت مني بإستفاضة ولم تعجبها النبرة الفاترة المرافقة لكلامه حتى يغلق دائرة النقاش بينهما اصل هالة كلمتني بتستعجلنا عشان نروحلهم عايزاني معاها
رسم عز ابتسامة باهتة علي محياه وخاطبها بإستخفاف هالة معاها بنات كتير .. هي بتكلمك عشان باسم عندهم .. واتلاقيه مش رحيمهم معاكسات .. عايزاني اروح اقعد معاه
ضحكت مني بنغمة رنانة لتقول بنعومة والله باسم دا سكر و دمه خفيف اكتر
واحد في العيلة دي
سب عز تحت أنفاسه پغضب مكبوت هذه المرأة الماكرة التي كانت تحاول استفزازه بأي طريقة ممكنة لكنه سيطر على نفسه حتى النهاية قائلا ببرود تناسب مع ملامحه الجامدة طيب .. خليه ينفعك ولو مستعجلة ممكن تروحي وهبقي احصلك
لا هروح معاك رجلي علي رجلك
عبست منى بلطافة وقالت كلماتها بمغزى وهي تحرك قدمها فوق قدميه بنعومة من تحت الماء لكنه تجاهل ذلك ونظر إليها بنظرة ساخرة ورغم إعجابه بالوضع إلا أنه وقف بلامبالاة قائلا بصلابة وجمود زائفين انا خلاص خلصت .. شوفي هتعملي ايه وانا في دقايق هبقي جاهز!!
أنهى عز كلامه بالخروج من الحمام وتركها تقضم أظافرها بحزن وندم هى تحاول إصلاح الأمور بينهما لكنه لا يتسامح معها أو يرق قلبه لها إلا بمزاجه.
تحدثت مني إلى نفسها داخليا بحنق ياباي .. عليه الغرور هيقطمه .. بس انا اللي هبلة يزعلني وبكلمتين منه برضي وبنسي .. بس هو لما يزعل فيها شهر اقعد اتحايل عليه لحد ما يرضي يفك التكشيرة الهباب بتاعته دي .. بس لا المرة انا هعرف ازاي اجننه واخليه يكلم نفسه
بقلم نورهان محسن
عند نادية
خرجت نادية من الحمام منكسة رأسها على الأرض وهي تمشي بخطوات ضعيفة ومتعبة.
توقفت قدماها فجأة عندما وصلت رائحته إلى أنفها وأدركت أنه استيقظ من قيلولته القصيرة بينما كانت هي في الداخل قبل أن ترفع عينيها لتراه جالسا على الأريكة البيضاء يريح ساقيه عليها بكل أريحية فعلق بصوت أجش نعيما
هزت نادية رأسها وعلى شبه ابتسامة قبل أن تستدير لتسير نحو الغرفة في صمت.
اتجهت مباشرة إلى الخزانة لتعبث بمحتوياتها قليلا
التفتت إلى الجانب الآخر
بعد أن انتهت فوجدته
يسند على إطار الباب المفتوح ورأت في عينيه بريقا تعرفه جيدا لكنه سرعان زوى بين حاجبيه وهو يراها تخرج عباءة سوداء من الخزانة فقال في دهشة بتعملي ايه!
أنهى أحمد سؤاله وهو يسير نحوها واضعا يده في جيب بنطاله ووقف أمامها ينظر إليها بعينين تتأملان ملامحها المتوترة ثم أخذ منها العباءة وألقاها فوق السرير بعدم اكتراث
متابعة القراءة