رواية تمرد كاملة

موقع أيام نيوز

موقف منك انتي وهيقولك انتي بتخربي حياته
أخرجت صوتا ساخرا من قبل أن تقول بإستنكار شديد يعني هفضل ساكتة كدا مش هاعمل اي حاجة اعقلو بيها!
تأفأفت وسام بنفاذ صبر ليس هناك أسوأ من الإصرار على التدخل في شؤون الآخرين حتى لو كان ذلك بدافع الإهتمام بمصلحتهم الخاصة فربما يأتي هذا بنتائج عكسية لذا صاحت مستنكرة قولتلك ماتعمليش مشكلة علي حكاية عارفين اخرها انتي اكتر واحدة عارفة راس ابنك يا دعاء
هتفت دعاء بصوت متذمر عال ماشي بس مش دا اخرها .. هو راح بيها كذا مرة لدكاترة اشكال والوان وماحصلش حمل .. الاتنين كويسين بس ربنا مش كارمهم مع بعض خلاص خليه يجرب يتجوز تاني دا حقه وشرع ربنا اللي حلله بيه
مررت وسام أناملها على شعرها الذي تعبث به الرياح مخاطبة إياها بنبرة متضايقة عز بيحب مراته يا دعاء ولو هو عايز كدا لازم قراره يبقي من نفسه
دعاء صوتها الناعم خرج منزعجا وهى تريح يدها على ذراع الكرسى وهو في حد في الدنيا مابيتمناش يجيبلو حتة عيل يشوفه بيكبر قدام عينه ويفرح بيه .. بكرا يكبر ويبقي لوحده من غير عزوة وضهر يصلبو في شيبته ودا اللي خاېفه منه انه يندم في المستقبل ومني ساعتها مش هتنفعه بحاجة خصوصا لو طلبت تسيبو عشان تخلف هي كان..
توقفت عن الحديث عندما أدركت أنها قالت الكثير في فورة ڠضبها ورغم شعور وسام
بالأسف عليها وتفهم مشاعرها لكنها علقت بشكل منطقي انا رأيي انك ماتدخليش في المسائل الحساسة دي يا دعاء .. عشان هيجي من وراها مشاكل كتير .. ومني طيبة وبنت حلال وبتحبه جدا .. وربنا هيفرح قلبهم بالذرية لما ربنا يريد .. بس الصبر طيب
جرت منى قدميها تتجه نحو باب المنزل دون تفكير لتغادر بخطوات مرتبكة لا تريد سماع المزيد من كلام حماتها الذي كان بمثابة أشواك مؤذية في روحها التعيسة بشأن هذا الموضوع ومهما كذبت على نفسها ستظل تلاحقها سكاكين الحقيقة لتصيب قلبها بحدة فلا شيء سيشفع لها كل ما تقدمه من أجل حبها لزوجها سيبقى دائما غير كافى.
أدارت دعاء رأسها نحو الباب بنظرات لمعت بالخبث حينما غادرت منى وبابتسامة منتصرة ماكرة قبل أن تتحول إلى تنهيدة مسموعة لتلفظ كلماتها بنبرة بائسة أتقنتها جدا طيب يا وسام .. خلاص ربنا يسهل .. اقفلي السيرة اعصابي تعبانة ومش مستحملة
هتفت وسام بتعجل وهى تنظر إلى العاملين أسفل الشرفة طيب طيب .. هسيبك تهدي وانا هروح اشوفهم خلصوا ولا عملو ايه في الجنينة عشان الخطوبة هالة!!
دعاء والدة عز شخصية مناورة تعاني من تقلبات مزاجية بين الحين والآخر إذ يمكن أن تغضب فجأة وتبدأ بالصړاخ والبكاء إلا أنها تعود بعد مضي وقت قصير إلى الهدوء والبشاشة مثل طباع إبنها ترى أنها لا تخطئ ودائما على صواب وتعطى لنفسها مبرر لكل تصرف تقوم به تهوى صنع أطباق جديدة وغريبة.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
رددوا معا كلمات الأغنية بابتسامة عريضة والسعادة طاغية على وجوههم.
وقفت أبريل وتمايلت في مكانها مع صدى الموسيقى في الغرفة الصادرة من هاتف يوسف وكانت تمسك طرفي الفستان بين عمر ويوسف وهم يدوروا حولها يرقصون ويصفقون لها.
انا دلوعة وملكة
مچنونة جدا وماليش مالكة
خليك دوغري وسكة
يا حبيبي أنا فهماك
أيوه جميلة وكيوتة بس أنا مش بسكوتة
عندى الغلطة بمۏتة أنا مش عايزة اعملها معاك
إكشف وريني ورقك
قولي أنا معجب قولي بحبك
بين للناس حبك دلع فيا ليل ونهار
عايزة حكاية مچنونة ويبقوا يقلدونا
عايزانا نبقى تريند .. أنا وانت فنشرات الاخبار
أنا عايزة حبيبي يفاجئني
ياخدنى بعيد ويسرقني
محدش غيرى يسبقني
نعيش فخيال ونعيش بإحساسنا
هنمشى بكيفنا وبراسنا هنرقص يلا رقصنا
يروق البال
جلست أبريل على الكرسي وكانت
لا تزال تضحك فسألها يوسف وهو يضحك بإستغراب هتكملي الرقصة وانتي قاعدة
وضعت ابريل يدها على وهي تتنفس لاهثة وتشير إليه بيدها لترد عليه في همس كملوا انتو .. انا مش قادرة كفاية كدا خلاص
خرجت كلماته الهازئة من بين ضحكاته اومال في فرحك هتعملي ايه ! دا يدوب تسخين للدرمغة اللي جاية
أخبرته ابريل بلامبالاة بعد ما اغير الفستان بقي .. بس كويس كنت محتاجة شوية الحركات دي عشان لما اكل ضميري مايوجعنيش..
نهضت ابريل فجأة من مقعدها وبدت على وجهه علامات الدهشة من انتفاضتها تلك وهي تسأله بغباء هو انا طخينة يا يوسف!
حاول منع نفسه من الابتسام قبل أن يجيبها بالنفي لا يا حبيبتي مش طخينة خالص .. تحبي اثبتلك!!
أومأت ابريل بقوة بأعين متفرسة حتى جاء جوابه بنبرة هامسة شوفي كنت جايبلك معايا ايه!
ركزت ابريل عيناها اللامعتان على قطعة الشوكولاتة التي أخرجها من جيبه الخلفي وقالت بفرحة متحمسة يا حبيبي!! ربنا يخليك ليا يا احلي اخ .. هاتها بسرعة قبل ماتدخل علينا الساحرة الشريرة
أنهت ابريل جملتها وتميل رأسها ونظرت إلى الباب خلف يوسف قبل أن تحاول أخذ لوح الشوكولاتة منه لكنه هز رأسه يمينا ويسارا وعلق بممانعة لا يا روحي .. سامحيني مش هقدر اكسر كلام الساحرة الشريرة .. عشان ماتسخطنيش عربية بطاطا
تجعدت ملامح إبريل حينها وأجابت عليه بهمسة غاضبة مشيرة إليه بإصبعها السبابة بټهديد شرير انا اللي هسخطك لو ماجبتش اللي في ايدك وهاكل البطاطا بتاعتك كلها
رفع يوسف حاجباه يتصنع الدهشة هامسا ببراءة زائفة اهون عليكي تعملي فيا كدا!
لم تلقى بالا لأسلوبه الهزلى إذ كان لها هدف محدد فحاولت التأثير عليه بإحدى أساليبها الماكرة بصوت ناعم متوسل وهي تلعب بشعرها اكيد لا يا جو .. بس يرضيك نفسي في حاجة .. وانت عارف وتحرمني منها .. افرض جرالي حاجة دلوقتي .. العمر قصير يا جو
هز يوسف رأسه بنفى حاد
قبل أن يخاطبها بجدية بعد الشړ عليكي .. مستحيل اعمل كدا اصلا
ساد الصمت لثواني معدودة واقتربت أبريل بابتسامة ملتوية عازمة على أخذ الشوكولاتة منه لتلوح لمحة من التلاعب في عينيه ورفع ذراعه قبل أن تتمكن من الإمساك بها وأضاف بنبرة مشاكسة بس .. برده لا .. ماتنسيش الساحرة قالتلك ايه!
أشار يوسف بعينه نحو فستانها بتحذير فهزت إبريل رأسها باستهانة وهي ترفع ذراعيها محاولة الإمساك به لكنها لن تتمكن من القفز إذ كان فرق الطول بينهما كبيرا فيما تراجع يوسف بحركة سريعة إلى الخلف وهي تهسس من بين أسنانها بانزعاج أمام وجهه بطريقة مضحكة انت مش هتيجي بالذوق ياض
يوسف مطقطقا بلسانه قبل أن ينهيها محذرا عيب عيب .. انا اخوكي الكبير
ابتسمت أبريل بشړ لتكور يدها الأخرى في قبضة وقالت باستخفاف ساخر بكام شهر بس .. يعني مسموحلي كل حاجة عادي جدا
لا انت ولا هي
أنهى عمر حديثه الذي كان يشاهد هذا العرض بضجر تام قبل أن يخطف لوح الشوكولاتة من يد يوسف سهوا وهو يضحك عبثا
ويتجه للخارج وهو يجري كالرمح مم جعل يوسف يجفل ثم صړخ عليه يناديه بنبرة منزعجة واد يا عمر بتغفلني .. تعالي هنا
نظرت إليه أبريل پشماتة وأشارت بإصبعها إليه وقالت بضحكة هازئة علي صوتك كمان .. خلي ريهام تسمعك
حدجها بإغتياظ قبل أن يفاجئها بصڤعة رقيقة على
تم نسخ الرابط