رواية تمرد كاملة

موقع أيام نيوز

خدها ثم ركض بسرعة.
شهقت أبريل في مفاجأة وهى تنظر لباب الغرفة في حالة صدمة ثم ركضت خلفهم حافية القدمين بعد أن رفعت الفستان عن الأرض قائلة بټهديد والله ما هسيبكوا انتو الاتنين انهاردة
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى غرفة هالة
هالة مستلقية على السرير غارقة في أفكارها بالكاد تستطيع سماع الضجيج الموجود بالأسفل على الرغم من تردد صداه حولها بسبب صخب دوامات عقلها تنظر إلى السقف فحسب فلا ترى بعينها إلا الفراغ والعدم.
جزت هالة على أسنانها وهي تتذكر مشهد جلوسهم أمام عينيها يثرثرون ويضحكون دون أن يعيروها أدنى اهتمام ثم ارتسمت على ثغرها ابتسامة ساخرة عندما تذكرت أن غدا هو يوم خطوبتها والجميع في حالة من الهرج والمرج استعدادا لتلك الحفلة السعيدة.
فلماذا لا تشعر بالسعادة هناك شيء بداخلها يمنعها من ذلك ولعل صمتها هو سبب هذا الحزن الذي يعتريها هي الوحيدة التي تجني ثمار ذلك الصمت إنها لا تشعر بأرضية صلبة يمكنها الوقوف عليها بل ترى لوح من الزجاج الشفاف بينها وبين ياسر يراها من خلاله لكنه لا يسمع صريخها ولا يشعر بغيرتها ولا يفهم مشاعرها.
تنهدت هالة بصوت مسموع قبل أن تجلس وأسندت ظهرها على ظهر السرير وزمت في ارتباك إعتلى ملامحها من الأمر الذي فكرت في فعله.
حركت أطراف أصابعها الرفيعة وأظافرها المطلية باللون الأبيض لتمسك الهاتف بجوارها ووجدت عدة مكالمات منه لم يرد عليها أحد فقامت بفتح أحد التطبيقات المسمى واتساب لتظهر لها رسائله التي أرسلها للاطمئنان عليها معربا عن قلقه من عدم
الرد عليه ويسألها عن سبب تجاهلها له فأخذت نفسا عميقا وهي تضغط على بعض الحروف على لوحة المفاتيح.
أنا لا أتجاهلك... 
ولكني أخشى إذا تحدثت معك عما يدور بداخلي أن ترد بشيء ينهي الحديث ويوضح ما لا أريد تصديقه فنحن في زمن نحاسب فيه وندفع ثمن ردود الفعل أما الفعل في حد ذاته شيء لا يذكر وأنا أخاف دائما من الخسارة إلى أقصى حد ولكنى لا أريد أن أكون غبية ومخطئة فى حق نفسى.
ترددت هالة كثيرا وهي تنظر إلى زر الإرسال فوجدت نفسها تتذكر كلامها لوالدها بشأن فسخ تلك الخطبة بالأمس عندما عاد من العمل فكان جوابه أنها ابنته الرزينة الواثقة من نفسها ذات العقل الناضج المنفتح من هي هذه الفتاة التي تستطيع هزيمتها بمجرد حركات حقېرة وتريد أن تهز ثقتها بنفسها وبشريك حياتها المستقبلى الذي لم تتح لها الفرصة بعد للتعرف عليه بما فيه الكفاية للحكم عليه ولا يجوز لها أن تظلمه إلا إذا واجهته وخذلها باختيار شخص آخر وكلمات والدتها بأنه لا يوجد سبب منطقي أن يرتبط بها وهو يريد فتاة أخرى وحينما تصبح الخطوبة رسمية سيلتزم بالمسؤولية معاها.
بكلمة منها الآن تستطيع إنهاء كل شيء لكنها ستمنح هذه العلاقة
فرصة أخيرة حتى لا تغادر وهى تشعر بذرة من الندم ستترك له الحبل الخانق مع الآخرى يلفه حول رقبته بنفسه وتأخذ دور المتفرج لتراقب بهدوء هل سيتمسك بها أم أن علاقته بيارا ستستمر أيا كان مسماها عندئذ سيشنق نفسه بنفس الحبل فالخذلان لا يغتفر الخذلان لا سماح فيه أبدا وحينها لن تتردد لحظة فى فسخ تلك الخطوبة ستسمع صوت عقلها الذى يقول لها غادرى ولن تتراجع عن قرارها مرة أخرى.
عند هذا الحد محت كل ما كتبته له ثم رمت الهاتف بجانبها وهي تزفر بعصبية أغمضت عينيها بقوة ونكست رأسها بين ركبتيها لينسدل شعرها كالستار من حولها في نفس الوقت الذي فتح فيه باب غرفتها لتظهر رأس لميس من خلال الفتحة قائلة بلطف اخيرا صحيتي
اكتفت هالة بابتسامة صغيرة ردا عليها وهى ترفع وجهها إليها وباعدت شعرها إلى الخلف بلا اكتراث بينما اقتربت منها الأخري بخطوات هادئة تتساءل باهتمام حاسة نفسك احسن شوية!!
هزت هالة رأسها بالإيجاب وهي تتكئ بظهرها علي السرير وتعقد ذراعيها ثم سألتها بنبرة ذات مغزي تحمل في طياتها عدم الرضا روحتي تشوفي باسم برده!
جلست لميس مقابلها على حافة السرير وهى تثني عليها رجلها تحتها وبدأت يدها تعبث بشعرها وتدوره حول أصابعها دليلا على حرجها وهي تقول بلهجة مرتبكة عملتلو شوربة ووديتهالو وويسو بتشربهالو بالعافية
ضحكت لميس بخفة في نهاية جملتها عندما تذكرت ملامحه المستاءة تحت أنظار هالة المعترضة على تصرفاتها فهى أيضا لا تقف على أرض صلبة ومن الواضح أنهم سيندمون على قرارات قلوبهم الحمقاء وقبل أن تبدي اعتراضها سارعت لميس بتغيير دفة الحديث بقولك ايه .. يلا البسي وخلينا ننزل نشوف الجنينة بعد ما العمال وضبوها بقت عاملة ازاي!!
قالت لميس ذلك بحماس لترد هالة بتكاسل وهى تعبث بشعرها ماليش مزاج
نفخت لميس الهواء من وقلبت عيناها بسأم ثم صاحت بإستياء بطلي رخامة .. مش معقول هتفضلي حابسة نفسك كدا .. يلا مش هسيبك الا لما تقومي .. مش جاية من اخر الدنيا عشان اقعد مع ام جابر الشغالة
قالت لميس جملتها الأخيرة بتذمر فأمسكت هالة بالوسادة التي بجوارها وألقتها على رأسها فتأوهت لميس بتفاجأ لتتوقف تدفق ثرثرتها قبل أن تهتف هالة بضجر خلاص كفاية رغي هقوم
غمغمت لميس بضحكة منتصرة وهي تعيد ترتيب خصلات شعرها المبعثرة مابتجيش غير بكدا
بقلم نورهان محسن
فى ذات الوقت
عند ابريل
داخل فيلا فهمى الهادي
ارتفعت ضحكاتهم في كل الأرجاء وهي تنزل الدرج خلف يوسف بخطوات بطيئة بعض الشيء بسبب ثقل الفستان الذي كان يتطاير خلفها في الهواء بينما تنظر إلى الأسفل عند قدميها وهي تحاول اللحاق بخطواته السريعة ومن دون أن تلاحظ توقف يوسف على حين غرة صدمت بظهره مم جعل شعرها يغطي وجهها وهي تحاول التوازن وسألته بصوت لاهث وقفت .. كدا ليه .. فجأة!
وصل إلى أذنيها صوت أنثوي رقيق ممزوج بالحرج قادم من أسفل درج السلم اسفة لو سببت ازعاج ليكم .. عشان جاية من غير معاد!!
تحركت إبريل إلى اليمين على الدرج مائلة برأسها إلى الجانب تريد أن ترى صاحبة الصوت بفضول من خلف يوسف الذي كان بمثابة حاجز يمنعها من رؤيتها بينما أنهى يوسف ما تبقى من درجات السلم بخطوات بطيئة يبلع لعابه بإضطراب ثم تحدث بنبرة حاول أن تبدو طبيعية لا ابدا يا حنين .. مفيش ازعاج .. انتي جاية لماما
نفت حنين بهدوء متحفظ لا مش عشان مدام سلمي
أضافت حنين بنبرة هازئة وهي تنقل بصرها بين يوسف وأبريل التي كانت واقفة تعدل ذيل الفستان قبل أن تثبت عينيها عليها مرة أخرى انا جاية للعروسة اللي
وراك يا يوسف
عقدت إبريل حاجبيها متعجبة من كلام تلك المرأة ذات المظهر الجميل وهواية غير معروفة بالنسبة لها فكانت المرة الأولى التي تراها فيها قبل أن تتأملها بنظرة فاحصة وهي تنزل الدرج بحذر.
ترتدي فستانا فضفاضا باللون الأزرق الداكن
وذراعين طويلتين وحزاما من نفس لون الفستان ونسقت معه حقيبة بيضاء لامعة وحذاء عالي يماثلها فى اللون وأكملت إطلالتها بحجاب باللونين الأزرق والأبيض في إطلالة عصرية مميزة كما أنها استخدمت ألوان مكياج بسيطة وناعمة تناسب بشرتها البرونزية أنهت تأملتها قبل أن تتمتم ابريل
بنبرة متفاجئة عشاني انا!!
جاء
تم نسخ الرابط