رواية تمرد كاملة
المحتويات
من رؤية تلك المرأة هنا في هذا الوقت ثم حمحمت بخفة لتقول بهدوء يغلفه الجمود معلش دخلت كدا فجأة .. بس مالقتش حد برا في الاستقبال
برر ياسر بكل بساطة بينما شاهدتها يارا باستكانة تامة وهي لا تزال مستلقية ايوه ماهي خديجة لسه مشيت من شوية
تقدمت هالة إلى الداخل بينما تابع ياسر نازعا قفازاته الطبية ثم قام بإلقائها فى سلة المهملا ت قبل دخوله عبر باب الحمام الملحق بالغرفة لحظة .. هغسل ايدي وجاي
يا هالة!!
تمكنت هالة بسرعة من الخروج من قوقعة التيبس المصډوم الذي عالقت بداخلها بمجرد رؤيتها لتجلس على المقعد أمام المكتب بابتسامة رفيعة مستفسرة ازيك انتي .. ايه خير سلامتك!
أنهت هالة جملتها وهي تنظر إليها بعيون ضيقة وكأنها تتفحصها بتساؤل وترقب فجاء الجواب بصوت رجولي أجش من خلفها بدلا من الآخري يارا متعودة تعمل تشيك اب علي اسنانها كل اسبوعين
أجاب ياسر بابتسامة لطيفة تظهر غمازاته بوضوح من خلف لحيته الخفيفة مبسوط انك جيتي
استدار ياسر حول المكتب ثم أمسك هاتفه فقالت هالة له بنبرة هادئة وثابتة انا خلصت شغلي وقولت اعدي عليك اشوفك قبل ما اروح .. خلاص اجازتي هتبدأ من بكرا بس لما رنيت علي تليفونك ماردتش
هالة وهي تفكر في إجابته باستياء فهى استمرت في الاتصال به حتى سألته عما إذا كان يريد الخروج لتناول الغداء معها أثناء جلوسه هنا برفقة يارا لكنها تمكنت من قمع الغيظ الها ئج بداخلها وأومأت برأسها له وسألت بنبرة ذات معنى طيب انت هتروح علي امتي!
زمت هالة شتيها كأنها تجبرها على السكوت وداخلها شعرت بضيق وعدم ارتياح سيطروا عليها بينما الشي ينفث على بارود أفكارها ويحثها على القيام بأشياء كثيرة في ذلك المستفز ة لكن شرودها إنقطع بصوت يارا حيث اقترحت بابتسامة ودودة رسمتها بمهارة متناقضة مع نواياها الاستفز ازية عندما رأت عبوسا يتبعه القليل من الاعتراض يشع من خلال ثنايا وجه هالة لذا قالت كلماتها الباردة بلهجة ذات مغزى تحبي تيجي معانا يا هالة!
همسه بتلك النبرة العميقة الصادقة جعلتها تشعر ببعض الرضا فابتسمت له برقة متزامنة مع دخول يارا التي وقفت تنظر إليهما وتوهجت الغيرة في عروقها لكنها سيطرت على أعصابها المهتا جة وهذا الڠضب توارى خلف قناع البرود وهزت كتفيها قائلة بأسف حقيقي بينما تعلن هوية المتصل معلش يا ياسر .. مضطرة امشي عشان خالو مراد ومراته هيوصلو في طيارة الساعة 7 ويدوب اروح استقبلهم
أومأ ياسر برأسه متفهما قائلا بنبرة هادئة ماشي يا يارا .. سلميلي عليهم لحد ما اشوفهم
أجابت يارا بالموافقة بصوتها الناعم فى عفوية مقصودة شور حبيبي .. كان نفسي نتغدي مع بعض يا هالة
قالت يارا آخر جملة كا ڈبة وتدحرجت عينيها نحو هالة التي إلتوي
بابتسامة متكلفة ثم ردت بفتور الجيات كتير يا حبيبتي
أومأت يارا برأسها مؤكدة لها ثم قالت بنعومة مصحوبة بابتسامة ملتو ية اكيد طبعا .. يلا باي اشوفك بكرا يا ياسوره
لوح لها ياسر بكفه والآخرى حدقت في الباب الذي خرجت منه مستنكرة أفعالها اللئيمة أمامها تماما.
أدارت هالة رأسها نحوه غير قادرة على قمع السؤال الذي انطلق من بين كالسهم دون أن تتحكم فيه شكلها واخدة عليك بزيادة!
لاحظت تغيير ملامحه خلال ثانية واحدة فهو ليس غبيا أو أعمى حيث كان يراقب تعابير وجهها التي تموج بانزعاج من كلمات يارا الرقيقة
له لكنه بالفعل يعتبر يارا صديقته المقربة التي كانت معه في أصعب الأيام من حياته لذلك فهو يشعر دائما بالامتنان لها وما يفعله الآن هو محاولة التقريب بينهما فهو معجب بهالة كثيرا ويريد المحافظة عليها في حياته منذ أن دخلت فيها.
طرد ياسر أفكاره من رأسه سريعا محمحما ينقى صوته الذي خرج خشن رخيم ماتاخديش في بالك يا هيوش هي متعودة تهزر كدا علي طول .. ماقولتليش القمر دا كله يحب يتغدي فين!
قرر ياسر تغيير مسار الحديث فسألها مستفسرا بينما كانت إجابته حسرت في قلبها بمرارة حيث لم يكن هذا الرد كافيا لها حتى تهدئ من تساؤلات عقلها الملحة لكنها لن تفسد على نفسها فرصة أن يخرجان معا من دونها وبالتأكيد لن تترك له دفة الاختيار حيث قد يأخذها إلى أحد الأماكن التي يرافق فيها يارا بينما تريد الذهاب معه إلى أماكن خاصة بهم وأن تصنع معه ذكريات تجمعهم فقط لذا استجمعت شتاتها بسرعة لتتحدث بابتسامة حلوة وواثقة زادت ملامحها جمالا فوق جمالها في مطعم حلو اوي وقريب من هنا .. لسه فاتح جديد .. وكنت حابة نجربه مع بعض!!
الاهتمام المحبب بصوتها لم يجعله يفكر ثانية واحدة بالرفض بل على العكس وجد نفسه يبادلها الابتسامة رافعا حاجبيه إلى الأعلى في الإعجاب بها دون تردد مد يده إلى راحة يدها بين أصابعه ثم همس بنبرة مخملية أحاطت مشاعرها بالدفء مبتعدا عنها البرودة التي غلفتها منذ دخولها تلك الغرفة منذ فترة قصيرة وانا كمان احب .. يلا بينا
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند ابريل
في النادى
تأفأفت ريم مستاءة وهي تغلق شاشة الهاتف لتقول بنبرة منزعجة معلش يا توته .. جروب الماميز طول اليوم تك تك مابيسكتوش
أومأت أبريل برأسها فى تفهم وهي تتجرع من كوب عصير التفاح المفضل إليها مستفسرة بنبرة ناعمة ماقولتليش رأيك في مكالمة احمد!
رفعت ريم حاجبيها في تفكير لبضع ثوان قبل أن تجيب عليها بسؤال قبل ما ارد .. هسألك عايزاني ارد بصفتي دكتورة نفسية ولا لأننا
صحاب!
وضع أبريل الكوب على الطاولة وقالت بابتسامة بسيطة الاتنين انتي عارفة انا مابخبيش عنك حاجة وبثق في رأيك وكلامك بيريحني .. حتي لما بقيت اعمل جلسات
متابعة القراءة