رواية تمرد كاملة

موقع أيام نيوز

قرأته بوضوح في عينيه لتجر قدميها بحزن وهي لا تزال تحت تأثير كلامه.
وقف باسم أمام النافذة الكبيرة موليا ظهره إتجاه ريهام التي خرجت من المطبخ لتحدق فيه مطولا فيما وضع يديه في جيوب بنطاله القطني ثم
غادرت منزله بصمت.
تنفس باسم الصعداء فور سماعه صوت اغلاق الباب ثم سار بخطوات بطيئة ليلقي بثقل على الأريكة ويريح رأسه على حافتها.
بقلم نورهان محسن
بعد وقت قصير
ريهام تجلس داخل سيارة أجرة وتحدق في الطريق من نافذتها بملامح قاتمة وعينين تموجان بالكثير من المشاعر.
تضم كفيها إلى بعضهما لعلها تتوقف عن ارتعاشهما وتتقلب أفكارها يمينا ويسارا فى ذهنها طالما كانت تعتقد أنها أذكى بكثير من ارتكاب الأخطاء وأنه حتى أخطائها تخرج منها رابحة ولا تخسر شيئا.
أما الآن فقد تزعزع شيء داخلها مم تسبب لها في ألم لا يطاق. ولعل كلماته الصحيحة هزت ثقتها بنفسها وهذا أصابها بحالة من الاستياء والحزن بسبب إهانته لكرامتها لكنها لا تعترف بفشلها وصوت بداخلها ېصرخ بإلحاح كبرياء أنثى مجروح كيف يفضل أنثى أخرى عليها فتتبلور الغيرة في مقلتيها وتنشب مخالبها في أعماقها فلا ينافسها أحد وينجح في الفوز وهذا ما ستحرص على إثباته قريبا جدا.
لاحت في عينيها الزرقاوين نظرة مليئة بالمكر والتلاعب لتخاطب نفسها بصوت داخلي ماشى يا باسم .. انا هثبتلك ان اللي انت فضلتها عليا دي هتبيعك .. وهترميك علي طول درعها
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعتين
فى فيلا صلاح الشندويلي
ايه يا بنات مالكو راجعين مكشرين كدا ليه!
سألت وسام بذهول التى كانت يتجلس في الصالة الفسيحة وهى تحدق في ابنتها هالة منتظرة الجواب أجابتها بضيق مفيش يا ماما
تهاوت هالة على الأريكة بملامح عابسه بجوار والدتها بينما هتفت لميس التي وقفت على بعد خطوات منهم تطالع هالة بنظرات استنكار لإنكارها وعدم الإفصاح عما حدث لتضع وضعت يديها على جانبيها ثم نقلت نظرت إلى وسام وعلقت پغضب مليئ بالعناد لا يا طنط فيه..
أضافت لميس مشيرة برأسها إلى هالة بإلحاح اتفضلي احكيلها اللي حصل .. وانا رايحة اشرب مياه .. عشان حاسة ان جوايا شاي بيفور من الغيظ
قطبت وسام جبينها بتعجب أشد من كلام لميس المبهم وهى تراها تغادر بسرعة لتوجه نظرها نحو هالة لتسألها في استغراب في ايه يا هالة!! ما تفهميني ايه اللي جري بظبط .. انتو قلقتوني جدا
زفرت هالة الهواء بقوة من رئتيها ثم بدأت تحكي لها بهدوء ما حدث في سهرة العشاء بخلاف حالة الهرج والمرج في قلبها الذي يدق مثل طبول الحړب معلنا اقتراب موعد الدمار الحتمي.
اختتمت هالة حديثها بتنهيدة أخرى حملت في طياتها مشاعر سلبية لم تستطع الهروب منها أو السيطرة عليها هو دا اللي حصل يا ماما .. حاسة اني مخڼوقة اوي اوي من اسلوبها وحركاتها معاه .. مابطلتش ضحك وهزار معاه طول السهرة الزفت دي وانا كأني مش قاعدة قصادهم
هتفت لميس بصوت عال منفعل غاضب وهي تتقدم إليهم لتجلس على أحد الكراسي كله كوم يا ويسو .. وانه اصلا يبعتلها رسالة زي دي قبل الخروجة بساعتين يقولها معلش يا حبيبتي هعدي علي يارا اخدها من بيتها عشان عربيتها عطلت ونتقابل كلنا في المطعم وهى توافق تروح العزومة الزفت دي من اصله .. دا كوم تاني
أضافت لميس بصوت هازئ وهي ترمق هالة بغيظ شديد لتوبخها الهانم بكل برود اعصاب معرفش بيتباع فين بعتت تقوله تمام!!!
رفعت هالة نظراتها نحوها وطبقت إلى الداخل لتكبت ردا حادا يكاد يخرج من لسانها لتحاول السيطرة على أعصابها لتسألها بصوت حزين كنتي عايزاني اعمل ايه يعني يا لميس !! ولو سمحتي بلاش العصبية بتاعتك دي بتوترني اكتر!!
قالت جملتها الأخيرة محذرة اياها بضيق بينما ڠضبت لميس من برودها المتناهى لتنفخ ڠضبا وهي تشير إلى نفسها وصائحة بسخط شديد ما انا لازم اتعصب يا هالة .. انا انسانة وعندي ډم .. بس انتي اللي مش عارفة ازاي صاقعة كدا .. دا ماكلفش خاطره يتصل بيكي .. بعتلك رسالة علي الطاير .. هو ازاي بجح كدا!! وانتي ايه مش هتفتحي بوقك معاه باعتراض واحد علي
علاقته بيارا دي
قالت كلامها بتعجب كبير فتقلصت ملامح وسام مقتضبة غير راضية عما تسمعه من الفتاتين بينما كانت هالة تغمض عينيها بانزعاج وتضع يدها على جبهتها بتوتر وكأنها بذلك لن تسمح لكلام لميس بالمرور عبر عقلها.
استكملت لميس حديثها متشدقة بإستنكار شديد انتي ايه جري لعقلك حاجة .. مستحيل
اصلا يبقي رد فعلك الطبيعي السكوت والحرباية دي قاعدة علي نفس التربيزة بتدلع عليه .. عادي جدا وقدامنا كلنا
عقدت هالة حاجبيها بقوة محدقة فيها بسماءها الزرقاء التى تنذر باندلاع عاصفة قوية فاندفعت الكلمات من بكل قهر وڠضب لا مفيش حاجة من كل اللي قولتيه دا عادي .. مش عادي خالص اللي حصل دا .. مش عادي انه يسيبني اجاي لوحدي علي العزومة اللي معمولة عشاني انا وهو .. وهو يروح يعدي علي صحبته عشان يجيبها من بيتها .. عشان خاېف عليها تيجي لوحدها .. دا مش عادي بالنسبالي
صاحت بآخر كلمة وقلبها يرتجف بين ضلوعها لتتناثر مشاعرها المكبوتة أمامهم تحت أعين والدتها التي ترى ابنتها الهادئة لأول مرة بتلك العصبية الشديدة بينما تجلس لميس ذات الملامح الباهتة في صمت.
أما هالة على بقوة تحد من رغبتها الملحة في البكاء وأصبحت خديها محتقنتين بشدة لكنها واصلت كلماتها بصوت أبح مشيرة إلى نفسها المفروض لو بيفكر في مشاعري .. كان هيقولي عدي عليها انتي يا هالة وتعالوا مع بعض ونتقابل كلنا هناك .. مش هو اللي يقولي انا هجيبها وهجيلك علي هناك .. الاقيه داخل علينا وهي جنبه وشابكة دراعها في دراعه كمان .. قدام صحابي و قدامك وقدام اللي هتكون خطيبته بعد يومين
وأخيرا سقط عنها قناع البرود الزائف لتذرف دموع القهر وننست بنبرة مخڼوقة بالعبرات تبوح بما في قلبها بس انا للاسف حبيته يا لميس .. حبيته يا ماما .. معرفش لما بفكر في كل دا بحس ان قرار اني ابعد عنه صعب عليا وبيوجعلي قلبي .. وخاېفة اواجهه باللي مضايقني فأخسره
إلتزمت الصمت بضع ثوان تلتقط أنفاسها الثائرة قبل أن تستعيد سيطرتها الواهية على نفسها لتنطق كلماتها بثبات عجيب وهي توزع نظراتها بينهما وخطوبتي بعد يومين لو نسيتوا .. وطالما حبيته يبقي لازم اصبر مش مع أول مشكلة بينا هنط من المركب ولازم احاول معاه واقرب منه واخليه يحبني .. عشان يوم ما اقول مش هكمل ابقي مقتنعة من غير ذرة احساس بالتردد .. وانا مش هفرط فيه ليها بالسهولة دي .. مش هديها الفرصة دي .. عشان شوية حركات مستفزة منها فاكرة انها هتقدر هتهز ثقتي في نفسي
انا هطلع انام .. تصبحوا
علي خير!!
لتنسحب بعد ذلك مغادرة بعد أن اعترفت بكل ما كانت تحمله في أعماقها محتدمة بالغيرة تاركة إياهم يتبادلون النظرات بأسي وحيرة من أمرها.
وسام والدة هالة وباسم وكارما متزوجة من صلاح الشندويلي وابنة عمه صاحبة البشرة الحليبية ذات
تم نسخ الرابط