رواية تمرد كاملة

موقع أيام نيوز

عامل ايه يا حبيبي
بادله باسم الابتسامة ومد يده ليصافحه بحرارة بعد أن استقام من مقعده ليسأله متعجبا من رؤيته في الشركة ازيك انت يا عمي .. اخبارك ايه وجيت امتي من الفيوم
تلقى من فخر الدين ضړبة على كتفه اليمين بخفة متشدقا بمزاح ماهو لو بتسأل علي عمك يا ند ل كنت عرفت اني وصلت هنا من اول امبارح .. دا انا زي الغرب بعرف اخبارك من السوشيال ميد يا
وياريتها اخبار عدلة!
تحول انتباه الجميع إلى مصدر الصوت الذكوري الأجش القادم من مدخل الباب فى حين تأوه باسم متفاجئا للحظة ثم قال بتعبير متجهم على تدخله في الحديث عمرك ما هتبطل سخا فتك دي ولا هتتغير يا باشمهندس عز !
تقدم عز إلى الأمام ثم جلس على أحد الكراسي وقال هازئا بغرور من بعض ما
عندكم يا ابن عمي
ظل التجهم محتل قسمات وجه باسم ليروي موضحا هعيد تاني .. الصحافة والاخبار مابيصدقو ينشروا خبر مفبرك ويعملوا ضجة من الهوا .. عشان يبقو تر ند والغلابة بس اللي بيصدقوا
لم يعلق كلا من صلاح وفخر الدين متابعين الحوار في صمت فيما عن عز قهقهات بغير إقتناع مغمغما باستفزاز حيث كان واضحا أنه كان يبحث عن سوء تفاهم ليشاكسه يا مظلوم ..
مال عز برأسه إلى الجانب اليسار ثم إستأنف حديثه بسخرية تامة خبر مفبرك دا مرة .. اتنين .. مش كل اسبوع اشاعتين تلاتة علي سيادتك مع بنات .. الله اعلم طينتهم ايه وجايين من انهي صفيحة زبا!!
استشا طت نظرات باسم حنقا مم سمعه ليتمتم بعدا ئية يتخللها البرود ماتدخلش انت في حاجة ماتخصكش
صدح صوت عز فى أرجاء المكتب متفاجئ بامتعاض ماتخصنيش !! انتو سامعين بيقول ايه .. !
أدار فخر الدين رأسه إلى صلاح الذي كان يراقب ما يجري دون رد فعل ظاهرا على وجهه منتظرا تدخله قبل تصاعد النقاش بين الاثنين فيما استأنف عز الدين حديثه بنبرة اتها مية عالية لا يخصني ونص .. عشان عمايلك القذ دي مع البنات بقت بتأثر بالسلب علي الشركة واسهمنا في السوق .. وكدا بنخسر ثقة العملاء فينا وسمعة الشركة بتضر من تحت راسك
إنكمش وجهه پغضب بينما يرمقه عز بنظرات متحدية فتقدم منه باسم هاتفا بسخط شديد وبعدين بقي سكتلك كتير .. ما تحترم نفسك علي الصبح!
همهم صلاح بجمود عاقفا كلتا يداه الى موجها نظراته نحو عز ثم تحدث ببرود انت ليه لسه قاعد يا باشمهندس ماتقوم تتخا نق معاه وتضر بوا بعض قدامنا بالمرة ..
إنتفض صلاح إلى الأمام بحركة مفاجئة وضړب بقبضته على سطح المكتب بقوة ثم صړخ بصرامة شديدة مفيش احترام للمكان اللي واقفين فيه منك له .. احنا مش في سوق خضار .. فاهمين!!
لم يشاء فخر الدين أن يقف كجماد أخر ق لا يعرف كيف يتصرف أو يساعد معلقا بنبرته الدبلوماسية الهادئة اللي بيقوله عز مظبوط يا باسم بس هو التعبير خانه .. انت مخرج ناجح محدش انكر دا وحملاتك الاعلانية اعلي تر ند في السوشيال ميد يا وافكار كل اعلان اجمد من التاني .. بس بلاش التصرفات بتاعتك دي انت كبير عليها وماتليقش بيك خلاص
إستطرد فخر الدين كلامه وهو يرفع يده مشيرا نحو الجالس خلف المكتب وبعدين صلاح سابك تقعد في بيت لوحدك عشان تكون عندك خصوصيتك يا سيدي زي ماكنت عايز .. بس معلش حاليا لازم تهدي اللعب شوية عشان نفسك و لمصلحة الشركة كمان
علق عز بصوت ساخر انت بتقول ايه لمين يا عمي !! هو دا يهمو حاجة رامي الدنيا ورا ضهره ومش سائل عن حاجة
تشدق باسم بابتسامة لم تصل عينيه بينما نظر إليه فخر الدين غاضبا لعله يتراجع عن استفزازه لكن لا حياة لمن ينادي لذا هتف بصوت مرتفع اسكت انت يا عز ..
صمت عز على مضض بينما تجاهل صلاح هذا الهراء ليقول بنبرة آمره ذات مغزى قصر الكلام يا باسم .. كلمتي لازم تنفذها وبكرا تكون في البيت معانا انا وامك ومفيش قعاد لوحدك .. لحد ما نشوف موضوعك اللي كلمتني فيه!!
زفر باسم الهواء بقوة متمتما ببرود ظاهرى جاهد للحفاظ عليه
طيب عن اذنكو عشان عندي مشوار ضروري
انهى باسم كلامه مغادرا المكتب
صلاح الشندويلى يمتلك والد باسم شركة عقارية كبيرة عيناه بنيتان شعره مصبوغ باللون الأسود ولحيته سوداء يتخللها البياض وهو طويل وواسع وله حضور مهيب ولافت للنظر شخصيته تبرز بين الجميع لديه جانب عاطفي وحنون يحب الرومانسية والكلام الرومانسي ولا يحب أن يخطئ أمام الناس حفاظا على شخصيته الجذابة وصورته المثالية أمامهم
فخر الدين الشقيق الاصغر لصلاح الشندويلي إلى الهدوء لذا يسكن في الفيوم حيث تعيش والدة الاخوين هناك بعد ۏفاة زوجها وأيضا فخر الذين وزوجته يعيشون هناك وله ابنتان لميس وكنزي وهو المسؤول عن مزرعة الخيول.
خارج المكتب
ايه الموضوع اللي اكلم عنه عمي صلاح
هتف بها عز بفضول من خلف باسم في أحد أروقة الشركة وكأنه لم يكن منذ لحظات يستفزه وكاد يتشاجر معه فى حين
لم يظهر على باسم الدهشة مطلقا فهو اعتاد على ذلك منه منذ الصغر حيث يتميز عز بطابع حاد لا يكتفي برؤية الخطأ دون انتقاده لكنه يروق بسرعة.
أدار باسم رأسه إلى الجانب مبتسما من زاوية فمه بينما عز يمشي موازيا له واضعا كلتا يديه داخل جيوبه ليرد عليه ببرود سمج بطل تحشر نفسك في خصوصياتي
رمقه عز بإمتعاض وصاح بضجر عبو ا بو ا م دي خصوصيات يا جدع
رد باسم ضاحكا وتعرف هو انا مش حافظك..
انقطعت عباراته التالية بصوت رنين هاتفه فأخرجه من جيبه الأمامي ليرى اسم ريهام يومض على الشاشة فإنعقد حاجبيه بضجر وقام بتجاهل المكالمة مم أثار دهشة عز الذى يمشى بجانبه وسأله مازحا بشما تة شكلها مز ة راحت عليها و اتحطت في بلاك ليست مخك
توقف باسم عن السير ليفك أزرار قميصه الأولى حيث يشعر بالضيق وليت الأزرار في أيضا ثم نفى بهدوء بارد لا يا خفيف .. وخليك في اللي يخصك
أتى صوت رجولى لاهث من خلفهم استاذ باسم كويس اني لحقت حضرتك!
سأله باسم بغرابة ايه الحكاية يا استاذ شريف
صمت شريف عدة ثوان يلتقط أنفاسه ثم استطرد يقول بإحترام في مدام من العملاء المميزين للشركة طلبت تقابل حضرتك بالأسم..
قال عز بهدوء طيب انا نازل علي الموقع
أماء باسم له بالإيجاب ثم تحدث بلهجة عملية مشيرا إلى شريف ماشي .. يلا تعالي
بقلم نورهان محسن
عند ريهام
فى مكان أخر فى القاهرة
تحديدا فى مقهى عصرى الشكل وهادئ
ريهام تجلس بتعبير عابس على وجهها على إحدى الطاولات برفقة امرأة ذات ملامح جميلة بشرتها خمري شعرها بني غامق وبرقبة طويلة بينما الأخرى رمت جوالها على الطاولة پغضب إستغربت منه الأخرى لتوضح لها بإستهجان انا هجنن من عمايل اخوكي يا كارما .. عجبك كدا كل يوم خبر عليه مع بنت جديدة
استمعت كارما ببرود
كما لو أن أذنيها معتادتان على تكرار تلك العبارة منها فأجابت بلا مبالاة تبسط يدها إلى الأمام
تم نسخ الرابط