رواية حازم الفصول من التاسع للحادي عشر

موقع أيام نيوز

و لم تجده الا في كنف ذلك الشخص الغريب القريب وارتسمت ابتسمة ارتياح عذبة و هي تسحب كميات هواء كبيرة محملة برائحته لتملأ صدرها بالطمئنينة و ما هي الا لحظات حتي انسدلت جفونها بهدوء لتغطي البريق الأزرق و تسبح بها في عالم الأحلام
استيقظت سناء من نومها باكرا كانت متشوقة للعودة لحياتها القديمة بكل تفاصيلها بعيدا عن رائحة تلك المطهرات و الأدوية التي تملأ اركان المشفي التي ظلت رهن جدرانها ما يزيد الثلاث شهور وتلك المآسي التي تراها يوميا و القلوبة المفجوعه علي اعزائها المړضي كل واحد منهم له حكاية مع مرض مختلف لم تسمع الا أصوات الآهات المنبعثة من ضحاېا الألم و البكاء الذي اضني احبابهم و زويهم 
كانت شهورا طوال علي قلبها وكأنها قرون مديدة حتي ملت ويئست لكن يكفيها سلامة ابنها و عودته بينهم سالما معافي
عادت لمطبخها مشتاقة لجميع اجزائه ظلت تعد قائمة طويلة من الأطعمة التي ستعدها اليوم احتفالا بعودتها هي و ابنها للمنزل شرعت في تجهيز الافطار لنور قبل ذهابها للجامعه و بعد ان تناولت نور وجبتها و انصرفت بدأت مباشرة في اعداد بعض الفطائر و المخبوزات لحازم و نرمين واثناء انهماكها في العجن استيقظت نرمين و اقبلت علي صوت عمل والدتها و الاوعية التي صوتها يملأ المكان
نرمين صباح الخير الأول وبعدين انتي قايمة عالصبح تعجني
سناء بفرحة ترن في المكان ياااااااه يا نرمين مش مصدقه نفسي اني خرجت من السچن ده حاسة اني بقالي سنين محپوسة حاسة اني عاوزة اطبخ كل الاكل اللي في الدنيا و اخرج و اشتري و اغسل و اعمل كل حاجه حاسة اني مش مصدقة و عاوزة اصدق
ضحكت نرمين علي اسلوب والدتها وقالت حمدالله عالسلامة امال نور مشيت صحيح و لا راح عليها نومة 
سناء و قد تغيرت تعابير وجهها ماحية تلك الفرحة التي كانت تملأ وجهها نور مشيت من بدري وبتقول انها صحيت لقيت نور نايمه معاكي في اوضة حازم
نرمين اه انا اللي قلتلها تنام معايا
سناء ما انا عارفة اكيد متنقلتش من نفسها بس مش احنا قلنا ناخد حذرنا منها تقومي انتي تنيميها في اوضة حازم اللي كلها اوراق مهمة و فيها كل الحاجات المهمه و الفيزات بتاعة اخوكي و اوراق البيت و كل كل حاجه
نرمين لتبرر موقفها ياماما انا صحيت الفجر لقيتها عاوزة تصلي وقاعدة علي السرير جنب نور وبنتك زي ما يكون متعمده انها تزنق عليها ونايمة فرده نفسها علي الاخر و حسناء محروجه تقولها تتاخر شوية نايمة في 3 سم معرفتش تنام للفجر فقلتلها تيجي تنام جنبي علي السرير الكبير وبعدين مټخافيش انا فضلت صاحية شوية علشان اتأكد برضة ولقيتها نامت علطول
سناء ايا كان لازم نحاذر احنا لا نعرف اصلها و لا فصلها دي حتي نجلاء كانت بتسألني عليها معرفتش أرد و قعدت اجيب كلام من شمال و يمين علشان اغير الموضوع
نرمين بتعجب وهي طنط نجلاء بتسأل عليها ليه اكيد عاوزاها لكريم ابنها بس كريم لسة مكونش نفسه و لا مستعد للخطوبة
سناء و هي تكمل تقطيع العجينة لتجهز طهوها هي سألت حسناء فقالتلها انها عندها ظروف عائلية ومش هتتخطب دلوقتي فبتقول زي حجز كده يشوفها و تشوفه و لو فيه ارتياح يقرأوا فاتحه و يشتريلها دبله علي ما ربنا يسهله
نرمين وعلامات الدهشه و عدم التصديق تكسو ملامحها سبحان الله ان ربنا يقود لها الظروف وحازم يقابلها علشان تيجي لنصيبها أنا هسألها النهارده و هحاول اقنعها بشتي الطرق كريم محترم و هي طيبة فعلا جمع و وفق
سناء استني نسأل عليها الأول يا نرمين ومدام الاستاذ شوقي عارفها ناخد العنوان ونروح نسأل عليها
نرمين وهي تنهض لتجهز مع والدتها ما بيدها والله يا ماما حسناء طيبة انا معاها بقالي شهر كامل وعمري ما شفت منها غير الأدب و الحياء و الالتزام و التدين ولا بتسمع اغاني و لا بتتفرج علي مسلسلات وحافظة المصحف كامل.....
قاطعتها سناء ده جواز يا نرمين يعني رابطه العمر كله وبعدين مش عاوزين حد يجيب علينا لوم بعد كده علي الأقل نعطيلهم العنوان وهم حرين بقي
نرمين بس نتأكد الاول انها هتوافق 
سناء وهي تغسل يدها طيب انا هسيب القرص ترتاح و تخمر شويه و هروح اشتري شوية حاجات كده من السوبر ماركت
نرمين استني بس هاخد دش و هروح انا متتعبيش نفسك
سناء لاااااا مش هتعب ولا حاجه سيبيني اخرج عاوزة اشم هوا نضيف واشوف الدنيا بعيني خدي دش علي ما أرجع و نجهز الفطار مع بعض و نصحي حازم
نرمين وهي تضحك ههههه بتفكريني بالعيال الصغيرة أول يوم أجازة
سناء و هي تكتمت ضحكتها شوفي شغلك يابت يلا
فتح عينيه بكسل و هو يستدير لينام علي جانبه الأخر وقعت عينيه علي الحائط مقابلته للحظة شعر بالتيه عقد جبينه و هو يحدق في المكان بتعجب فلم
تم نسخ الرابط