رواية حازم الفصول من التاسع للحادي عشر

موقع أيام نيوز

تتمتم بالدعاء وهي تعتصر رجاءا و تضرعا لله بأن يشفيها و يرزقها بالذرية الصالحه ونوت بداخلها ان تعود ثانية هنا لتؤدي واجبها تجاه تلك الكائنات البريئة التي ما زالت صغيرة علي ان تفهم معني كلمة يتيم و لكنها تعيشها وتشعرها بكل ما تحمل الكلمة من معني
وبعد ساعة قضتها حسناء في الترفيه مع تلك الأطفال و نرمين تتابعهم في عطف من جهه و بحنين و شوق للاطفال من جهه اخري نظرت حسناء للساعه فوجدتها الواحده و النصف فقالت لنرمين المغيبة فكريا يلا يا نرمين علشان منتأخرش علي الشركه
هزت نرمين رأسها تنفض عن عقلها الشرود و قالت لها اوك يلا بينا
ودعت حسناء الاطفال و هي تقبلهم و تشير لهم بيدها و انصرفت مع نرمين انطلقتا بالسياره نحو عملهم
اثناء سيرهم تنهدت نرمين و قالت يااه الواحد اتأثر بالاطفال دي قوي فعلا المفروض المجتمع كله يقف جنبهم و يقدملهم اللي يحتاجوه
عادت حسناء تبتسم ابتسامتها العجيبه و هي تقول والله لو كل العالم قدملهم كل حاجه في الدنيا مش هيعوضوهم عن اللي فقدوه الاب و الام مفيش حاجه تعوض فقدانهم  
نرمين فعلا عندك حق ربنا ما يكتبها علي اولادنا
حسناء اللهم امين يارب فيه طفله دلوقتي عمرها ما يقرب السنين بتسألني هو انت عندك أب و أم بصراحة سؤالها ۏجع فيا قوي
نرمين بتأثر ورديتي عليها بإيه
حسناء ممرجيتش طبطبت عليها فقالتلي علي فكرة انا مش عندي ماما و لا بابا مع اننا فاكرين انهم صغيرين و مش فاهمين حاجه بس الاحساس 
نرمين بتأثر لا حول ولا قوة إلا بالله
أتي المساء الصيفي الرائع الذي يحمل معه بعض نسمات الهواء التي تجبرك علي السهر و السمر مع الاحباب
كان حازم يجلس برفقة امه في حديقة الفيلا يتناولون بعض اطراف الحديث
حازم ماما انا زهقت من القعده انا هروح الشغل من بكرة
سناء برجاء ارجوك يا حازم استحمل شوية الشغل مش هيطير يا ابني المهم صحتك و اعصابك
حازم انتي بقالك اسبوعين بتقولي اصبر ما انا صاااااااااابر اهو عامة معاد كشفي بكرة لو الدكتور أذن لي مش هقعد دقيقة
سناء ماشي بس لو اذنلك الدكتور
حازم اوك
ثم تابع انا عاوز اشتري عربية بس هجيب سواق لأن بصراحه اعصابي مش هتستحمل سواقه خالص دلوقتي
سناء ربنا يستر انا بقيت بكره العربيات و سيرتها
ضحك حازم لوالدته و هو يضع الهاتف علي اذنه ينتظر رد شخص ما و بعد لحظات آتاه الرد
حازم السلام عليكم
ابراهيم وعليكم السلام اهلا بالباشا
حازم عيون الباشا يا باشا
ابراهيم اخبارك ايه وصحتك عامله ايه
حازم الحمد لله تمام و جايلك الشركة بكره كمان
ابراهيم ياه تنور شركتك يا باشا بجد ولا بتهزر بقي
حازم والله انا بصراحه زهقت من القاعده وخالتك سناء ماسكة فيا بإيدها و سنانها
ابراهيم هههه ربنا يخليها ليكم و يخليكم ليها 
حازم ربنا يخليك طيب معلش يا ابراهيم هتعبك معايا 
ابراهيم لا تعب و لا حاجه انا تحت امرك
حازم انا عاوز اشتري عربيه بس عاوزك تشوفلي سواق
ابراهيم ماشي هخلص الشغل في الشركة و هعدي عليك نروح نشتري العربية و نروح مكتب نشوف سواق ابن حلال كده
حازم خلاص ماشي في انتظارك بس متعرفش نرمين اني هرجع الشغل خليها مفاجأه كده
ابراهيم ماشي انا اساسا لو قلتلها ما هتصدق و هتقوم قاعدة علطول و مش رايحه بكره
حازم ههههههه لا دي تعمل حسابها تكمل الشهر علي الاقل علي ما ارتب حالي كده هو الشغل تقيل علي قلبها قوي كده
ابراهيم هي بتحب الشغل و الخروج بس انت عارف برضه انها تكون ماسكة شركة و مسؤلة عن كل كبيرة و صغيرة فيها حاجه متعبة برضة
حازم اوك بس اظبط حالي كده و هخليها تمسك شغل معين في ايديها بدل ما تقعد في البيت و تزهق من القعدة
ابراهيم ماشي يا باشا خلاص علي اتفقنا بقي ساعه بالكتير و هقفل الشركة و هاجي علطول 
داخل قاعة المحاضرات يقف المحاضر الوسيم الهادئ الطباع المبتسم دائما و أبدا محمد مسعد
كل الطلاب صامتون تركيزهم حاضر يتابعونه في سكون و كأن علي رؤوسهم الطير
واثناء تجوله بعينيه بين وجوه الطلاب لاحظ عدم وجود نور والتي حقيقة مكثت بالمنزل معتزله عن العالم بأكملة بعد ان فقد حبيبها و صديقاتها المقربات حبييسة بين دموعها و ألامها و آهاتها وحيدة
وحينما لم يجدها الدكتور محمد موجوده جاء بخاطره ان يكون سبب غيابها هو خروج حازم من المشفي فاستبشر خير و نوي ان يذهب لمنزله ليتأكد من تلك البشري التي خمنها
تابع درسه بجد و اخلاص دون أن يعبأ لتلك العيون التي تشع اعجاب و لا يبدي اي التفات لتلك الفتيات التي تحاول لفت انتباه بشتي الطرق
ولكن في نهاية المحاضرة جاء بخاطره ظن شيطاني اسود قال بنفسه أيمكن ان يكون حازم لم يكتب له بقية من العمر و قبض الله روحه لذلك تغيبت نور تزللت اعصابها و اهتز توازنه و
تم نسخ الرابط