رواية تحفة رهيبة الفصول من الرابع والخمسون للاخير

موقع أيام نيوز

بكل الأدعية التي وردت علي باله في تلك الللحظة..
ساعات مرت ببطء شديد كأنها سنوات..لتمحي حالة القلق بمجرد سماع صوت بكاء صغير ينبع من حجرة الولادة ليقفز الجميع من مكانه فرحا وتخرج الدكتورة حاملة بشړي وضع حنين لطفلة..هرول أدهم إلي مسجد المستشفي و توضأ سريعا وصلي ركعتين شكر لربه بأنه حمي زوجته وابنته..و دموعه تتساقط علي سجاد المسجد..
أنهي ادهم صلاته واتجه إلي الحضانه..حمل أدهم طفلته بين يديه بحذر و اقترب من أذنها ونطق الشهادتين و الأذان وبعض آيات من القرآن..و دموعه اللؤلؤية متحجرة في عيونه..داعب أدهم بيده المرتعشة وجه طفلته الصغيرة وقال بصوت خاڤتتعرفي إني استنيت أشوفك بين ايديا كتير من النهاردة ومن أول لحظة ملكتي كياني عايز أوعدك إني هحاول علي أد ما اقدر أكون أب كويس و أبقي صاحبك برده أه أوعي تخبي حاجه عني..انا مطمن عليكي عشان قدرت اختار ليكي الأم الصح
ابتسم ادهم من بين دموعه قائلاإي رأيك نروح نشوف ماما
بين دموع الفرحة و إحساس الألم..حملت حنين طفلتها بيد مرتعشة..ضمتها لصدرها ضمھ حانية لتمحي آلامها تدريجيا لشعورها بنبضات قلب طفلتها الصغيرة..دمعة تلو الآخري سالت علي خدي حنين لسعادتها بحملها لطفلتها الأولي نبتة حبها هي و أدهم..نظرت إلي طفلتها الساكنة بحنان قائلةنورتي دنيتي أنا وبابا يا..
نظرت حنين إلي أدهم بعيون دامعه ليبتسم أدهم ويحيط حنين من كتفها ويقول العاشقان بصوت واحديا فيروز
.........
مرت خمس سنوات..علي ولادة فيروز تلك الفتاة التي تجمع بين تفاصيل أدهم وحنين و جدتها فيروز..تلك الفتاة التي أصبحت كلماتها الشبه مفهومة ادمان لحنين و أدهم..تلك الفتاة التي جاءت تلك الدنيا نتيجة لقوة حب وترابط بين ابويها..تلك الفتاة التي حظيت بعشق خالها عز منذ الوهلة الأولي التي حملها فيها بين يديه..بين مزاحها مع والدها أدهمو هو مشغول بعمله..و مشاكستها لوالدتها حنين وهي تعد الطعام..و لعبها مع باقي أطفال الأسرة.. و هرولتها إلي أحضان خالها عز بمجرد رؤيته..و نطقها لإسم رقية وجهاد و فرح بطريقة طفولية مرحة جعلتهن يعشقن اسمائهن من شفاهها الصغيرة..و دلالها علي عمها ماهر كي يصحبها في نزهة مع منه..و مشاكستها ل أمجد و شادي..نشئت فيروز الصغيرة في جو أسري هادئ..ترتب الفتاة الصغيرة علي اسمي معاني الإحترام والأخلاق من والديها..
و في أحد الأيام..حملت دميتها الصغيرة واتجهت إلي والدها المنشغل بمتابعة بعض الأعمال علي حاسوبه المحمول وقالتبابي ممكن أنزل ألعب مع منه في الجنينه
رفع أدهم عينيه عن هاتفه الحاسوب قائلامم ماشي يا حبيبي بس متتأخريش
صړخت فيروز بمرح قائلةهييييييه يعيش بابا يعيش هييييييه
هرولت فيروز إلي باب المنزل بطفولة وهي تتمايل بمرح و قبل أن تغلق باب المنزل قالت بمرحبابي فيروز بتحبك أوي
ابتسم أدهم لطفلته و مسح علي شعره بببطء ونظر حوله متعجبا قائلا بهمسأومال حنين فين!!!
قام أدهم من موضعه و اتجه إلي حجرته ليجد حنين منكمشه في فراشها..اقترب أدهم منها بقلق قائلاحبيبي مالك
فتحت حنين عينيها پألم قائلةمفيش يا أدهم تعبانه شوية
داعب ادهم بطنها التي بدأت في الإنتفاخ قائلاإي الباشا تاعبك
حنين بابتسامة باهتةالباشا إي بقي مهم اتنين قول الباشوات
تحسس أدهم حرارتها قائلاحرارتك عالية شوية
حنين بنظرة حزنحرارتي بس
أدهم بعدم فهمهو أنتي تعبانه!! اتصل بالدكتورة
الټفت حنين بنظرها لصورة تجمعها مع أدهم ليلة زفافهم قائلة بحزنشوفت كنت حلوة إزاي حاسه إني اتبدلت يا أدهم..بقيت كل ما ابص لنفسي في المراية أعيط
وضعت حنين يدها علي وجهها ليرتفع صوت أنين بكائها تدريجيا..اقترب أدهم من حنين وأبعد يدها عن وجهها قائلاعلي فكرة بقي أنتي لسه حلوة زي ما أنتي بل جمالك زاد بالكعبرة اللي في بطنك اللي فيها ولادنا دول
حنين بدموعأنت بتقول كدا عشان تهون عليا مش أكتر
أدهم بابتسامةطب ممكن تخليني أثبتلك إنك لسه زي ما انتي بل بقيتي أجمل
نظرت له حنين پألم قائلةمفيش داعلي يا أد...
قطع أدهم كلام حنين لحمله إيها بين ذراعيه قائلاقولتلك هثبتلك
حنين بضيقيا ادهم بلاش جنان بقي
لم يهتم أدهم بكلام حنين و إنما دخل بها إلي الحمام المحلق بحجرتهم وأجلسها علي كرسي خشبي بالحمام..و اتجه إلي البانيو وملائه بالمياه الساخنة و ألقي به بعض من الزهور الوردية لتضيف رائحة ساحرة علي المياه..
أوقف أدهم حنين بحذر وساعدها في خلع ملابسها وأجلسها في البانيو قائلااستمتعي بالمياه بقي وأنا جايلك تاني
أغمضت حنين عينيها پألم و تحسست بطنها المنتفخة بيد مرتعشه..بينما وقف أدهم أمام خزينة الملابس الخاصة بحنين و أخرج منها بيجامة حريرية باللون الوردي و اتجه إلي المطبخ و أعد كوب من عصير الفراولة و عاد إلي حنين ليجدها مازالت مغمضة عينيها وشارده..اقترب ادهم من حنين وأمسك يدها بحنان قائلاحبيبي
فتحت حنين عينيها ببطء لتخرج دموعها اللؤلؤية المتجمعه في عيونها..مسح أدهم دموع حنين بأنامله قائلامبحبش أشوف دموع عيونك عشان بتخفي لون عيونك الأزرق اللي بعشقه
ابتسمت حنين ابتسامة ضعيفه لأدهم..ليمسك أدهم بذراعها ويساعدها علي الخروج من البانيو ويحيط جسدها بمنشفة و يصطحبها غلي حجرتهم..ساعد أدهم حنين في تبديل ملابسها وهو يعلمها بكل لطف وحنان كأنها جوهره بيده يخشي عليها من الخدش أما حنين ظلت مستكينه بين يد أدهم تشعر وكأنها ابنته وهو أبيها الذي يدللها..نظرت حنين إلي أدهم نظرة طويلة ليجول بخاطرها كل ذكري جمعتهم سويا..أول لقاء بينهم...كلماته لها عندما زارها في المشفي..غموضه..آلامه ليلة إعلان الحقيقة..أول كلمة بحبك من شفتيه..مرضه..ليلة كتب كتابهم..أول ضمھ لهم.. الأولي..تحضيرات زفافهم..أول لمسة منه..غيرته..عصبيته..حنانه..لحظة أن علم بخبر حملها..صوت ضحكاته الذي أصبح بمثابة جرعة حياة لكيانها..
فاقت حنين من شرودها علي صوته الرجولي يقولها بصي بقي في المراية قمر أهو
تنهدت حنين بقوة وفتحت عينيها تدريجيا ونظرت لنفسها في المرآه التي يحملها أدهم..اتسعت عينيها بابتسامة دهشة..مازالت محتفظة بنضارة بشرتها..مازال جسدها متناسق عدا بطنها المنتفخة بالتؤامين..مازال شعرها اسود حريري يتراقص من الرياح..الټفت بنظرها لأدهم لتجده مازال ينظر لها بعشق تلك النظرة التي تعودت عليها منه لم تتغير نظرته لها وإنما زادت جمالا و حبا..ابتسمت حنين بامتنان و دفنت رأسها في صدر أدهم قائلةأنا بحبك أوي يا أدهم
ابتسم أدهم براحة وتحسس شعر حنين الحريري قائلاو أنا بحبك أوي يا حقي
رفعت حنين عينيها إلي وجه أدهم وقالت بنصف ابتسامةحقك!!
أدهمأيوة حقي أنا..حضنك دا حقي أنا ..ضحكتك دي حقي أنا مش أول يوم حسيت بدقة في قلبي ليكي وكل يوم حبك بيقوي وكياني بيقوي بيه
أكمل أدهم بنبرة غيرةلما اتخطبتي للي اسمه محمد دا وجه يقرأ الفاتحة حسيت إني عايز اقوم اخنقه واقوله فوق دي ليا أنا أنا وبس اللس استحقها وبعدها لما احمد دا كمان كان عايز يخطبك كان لسه ثواني وأجري عليه و أشيل عيونه بإيدي عشان بصيت عليكي وفكرت فيكي..تعبتي قلبي ما بقيتي حلالي وام ولادي و عشان كدا مبعرفش أتحكم في غيرتي قصاد حد بصلك و لو بالغلط
نظر أدهم إلي حنين قائلا بنبرة هادئةفهمتي بقي إنك حقي أنا
ابتسمت حنين ابتسامة أنثوية قائلةبعشقك يا أدهم
تنهد أدهم بقوة و نظر حوله قائلا بهمسمش فيروز تحت
ابتسمت حنين ابتسامة خافته وقالتبقولك إي ما تجيب العصير دا ولا أنت عامله نتفرج عليه
أ
بغمزةجاوبيني بس مش فيروز تحت
حنين بنبرة أنثويةأيوة
أدهم بتنهيدهطب هنفضل نرغي كتير كدا
حنين بنبرة طفولية مرحةهو أنا قولت حاجه مش أنت اللي بتتكلم
ارتفعت ضحكات أدهم بقوة قائلاطب استني عايزك في حوار كدا عالسريع و سافروا إلي عالمهم الخاص....ليعيش العاشقان ليلة من ليالي العمر
.

تم نسخ الرابط