رواية جديدة قوية ج2 الفصول من السادس وعشرين للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
ولاد النهاردة خلينا ننسا بقا
حضنها بقوة وقال
_ انا كنت بټعذب علشانك بعيدة عني ... واخيرآ يا ياسمين هبنقى مع بعض
_ ومش هنفترق ابدآ يا روح ياسمين
بعد شهر
كان يجلس بجانبها ويمسك بيدها وينظر لشاشة التى امامه .. فاليوم سيعرف نوع الجنين .. اقتربت الطبيبة منهم ووضعت الجهاز على بطنها .. بدأت تحرك الجهاز ببطئ تحت نظرات ليث المتوترة ..
_ ايوة
_ عال العال كلو الامور تمام والظاهر كدا هتبقى بنوتة جميلة وقوية
ليث بسعادة
_ بنت .. هي بنت
_ أيوة بنت
نهض من على المقعد بسعادة وقال
_ بنت يا سلمى انا مش قلتلك انها بنت بس انتي مصدقتنيش هي طلعت بنت ... بنتي أنا
_ ليث حبيبي اهدى انت قمت ليه
نظر لها ولطبيبة فوجدهم ينظرون له بابتسامة عاد لوقاره من جديد ثم جلس وقال
_ اححمم اسف بس المفاجئة كانت جميلة فتحمست شوية
ابتسمت له الطبيبة وقالت
_ عادي خد راحتك .. انا هستناكي برة يا مدام سلمى
غادرت الطبيبة المكان ليمسك ليث يد سلمى ويقبلها بحب
_ انت مبسوط يا ليث
_ دا أنا هطير من الفرح انت ما تتخيليش فرحتي ازاي .. تعرفي انا مبقتش عايز حاجة من الدنيا خلاص كل الي عاوزا ربنا حققهولي
_ الحمد الله ... فكرت هتسميها ايه
_ صبا
_ الله جميل اوي الاسم دا
قبلها من جبينها وقال
_ ربنا يخليكي ليا يا احلا حاجة في دنيتي
_ اكيد يا قلبي
حضنها ليث بحب وبادلته الحضن وهي تقول
_ الحمد الله
كانت سعادة ليث لا توصف فأخيرآ جائته السعادة .. كل ما يريده حصل عليه .. زوجة صالحة يحبها وأطفاله ... يا الله اي كرم هذا .. كم انت كريم يا الله
كانت السعادة من نصيب جميع ابطالنا .. فأخيرآ بعد معاناة وعذاب بدأت الحياة تبتسم لهم ... انتهى غروب الروح ليحل محله اشراقة روح تعشق الحياة وما فيها .. السعادة هي فقط ما سيكون القادم
بعد عشرون عام
نزلت الطائرة بمطار القاهرة الدولي .. لتعلن عن وصول ذلك المغرور .. خرج من الطائرة بشموخ وتكبر .. نزل الأدراج ليخلع نظارته التى تحجب عينيه العسلية التى تشبه شلالات عسل من صفائها .. نظر امامه فوجد السيارة التى ستنقله الى اهله الذى ابتعد عنهم ما يقارب الخمس سنوات .. عند اقترابه من السيارة تفاجئ بالذى يخرج ويستقبله .. نظر له بابتسامة وقال
_ ليث باشا بنفسو جاي يستقبلني .. دا انا اغتر بنفسي بقا
ابتسم ليث واقترب منه وحضنه بحب وشوق وقال بدموع
_ وحشتني يا بطل حمد الله على السلامة
حضنه بطلنا بحب وابتعد عنه لينظر لملامحه التى تشبه بشكل كبير او بالأحرى ملامح هي التى تشبه ملامح ليث كيف ولا وهو والده الحبيب .. نعم فهو غيث ليث المهدي
قال غيث وهو يمازح والده
_ ايه يا عم انت هتعيط .. لا لا ما ينفعش كدا انت
هضيع هبتي وهبتك
_ هيبت مين الي ضيع يلا .. انا ليث المهدي مش اي حد .. ليث المهدي يعني الهيبة كلها
_ ههههه هو حد يقدر يقول غير كدا
_ يلا خلينا نتحرك ... لحسن امك اتصلت بيا يجي عشرين مرة
_ سلومة قلبي دي وحشاني اوي
صعد بطلنا الوسيم مع والده متجهآ الى عائلته التى اشتاق لها كثيرآ
في قصر المهدي
كان الجميع مجتمع بسعادة فاليوم سيأتي الابن الاكبر الذى طال غيابه بسبب سفره لتعليم ...
في مطبخ القصر نجد سلمى وألمى وسارة وورد الرباعي المرح... من الصباح وهن يجلسن ويحضرن ما طاب ولذ من اجل استقبال غيث
_ واخيرآ هشوف ابني واحضنو
_ هههه فينك يا ليث تسمع سلمى بتقول ايه
_ بت دا ابني مش حد غريب يعني احضن براحتي
_ بت ! بقى حرم حسن باشا يتقلها بت
_ ههههههه مفيش فايدة مش ممكن تجتمعوا من غير مشاكل
_ مرات اخوكي الي بتبدأ دايمن يا ألمى .. مفيش فايدة عمرها ما تتغير .. يا بنتي راعي انك تبقي مرات اكبر رجل اعمال يعني لازم ألفاظك تبقى شيك وحضارية
_ شيك وحضارية ليه يختي شيفاني بشتم ولا بقول ألفاظ سوقية
_ هههههههههه مش ممكن يا سلمى عمرك ما هتتغيري
اقتربت منها سارة وحضنتها بحب وقالت
_ هي مين دي الي تتغير .. دي لو الدنيا كلها تتغير سلمى عمرها ما تتغير وهتبقى الحضن الحنين الي بلمنا كلنا
_ انتي بقا حبيبتي تعالي بقا جنبي وبعدي عني البت دي
_ هههههه الظاهر كدا مش هنخلص
كانت السعادة تغمر المكان بحب .. فلا وجود للحقد والغيرة بقلب اي احدآ فهم عائلة واحدة يجمعهم الحب والسعادة فقط
في حديقة القصر الكبيرة .. كانت تلك الفتاة ذات الملامح البسيطة والهادئة ذات البشرة القمحية .. الجميلة بأخلاقها وحجابها الذي يزينها
كانت تجلس بهدوء ترتدي نظارتها وبيدها كتاب تقرأه بتمعن وهدوء ولكن ذلك الهدوء لم يدم بسبب تلك المشاكسة
_ آاااااية
وضعت يدها على قلبها وقالت
_ خضتيني يا صبا انتي مش هتبطلي عادتك دي
اقتربت منها تلك المشاغبة وقالت
_ انتي بتعملي ايه
_ انتي شيفاني بعمل ايه
_ والله انتي بردة .. يا بنتي غيث في الطريق وانتي قاعدة كدا ولا كأنو في حاجة
قالت بتوتر وخجل
_ وانا هعمل ايه يعني .. ما يجي انا ايه علاقتي بيه
قالت بخبث
_ معقولة مش هامك غيث باشا ..دا حب الطفولة وو...
وضعت اية يدها على فمها وقالت
_ وطي صوتك هتفضحيني يا مچنونة
ابتعدت عنها صبا وقالت
_ وايه يعني ما الكل عارف انك بتحبيه للباشا غيث
قالت بتوتر
_ دا كان زمان لما كنت صغيرة ..اما دلوقتي الوضع اختلف
صبا بضحك
_ ههههه لا اقنعتيني يا أيوش .. معقولة حب الطفولة والايام الي راحت والايام الي جاية ينتهي بسهولة دي
_ انتي مفيش فايدة فيكي خالص يا بنت اعقلي مش كدا
_ يا ستي خلينا العقل ليكي
توقفت عن اكمال الحديث عندما دوي صوت زمور السيارة فانطلقت بفرح لتستقبل أخيها الكبير اما تلك العاشقة بقيت مكانها تراقب ذلك الوسيم الذى خرج من السيارة
غرور حب طفولتها الذى لم يعيرها اي اهتمام منذ طفولتهم وكأنها غير موجودة... على عكسها فهي منذ ان وعت وهي تعشقه حد الجنون ولكن يا ترى هل سيكون لها نصيب ان تجتمع معه ام للقدر رأي أخر .