رواية روعة قوية الفصول من الرابع عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

علشانك خديها متتكسفيش
تجمدت نظرات غزل الهادئة ظاهريا على الورقة المالية التي لم تحلم يوما أن تمسك بها لكنها لم تمد يدها بها لتتناولها منه أحست هدير بأنها قد استوت مما يحدث وابتسمت داخليا أمسكت هدير منه المائة جنيها وقالت
متكسفهاش يا مراد حطها هنا مع الفساتين
ثم وضعتها هدير أعلى الثياب كانت غزل تتابع حديثهما وودت أن تبصق في وجهيهما فقد أثاروا حنقها وشعرت بالاختناق تابعت هدير وهي تمسك بتملك يد مراد
يلا إحنا بقى يا مراد خليها تفرح بالفساتين والهدوم
استنكر مراد أن ذلك أسعدها فلم يرى أي ردة فعل وهو يتطلع على غزل الصامتة والتي لم تنطق ببنت شفة فقد قټله فضوله في معرفة درجة قبولها تحركت هدير نحو الخارج وبيدها مراد تسحبه معه لتنهي هذا سريعا كي لا تمهله الفرصة لمعرفة أي شيء يخالج هذه الفتاة اللعوب همست ل مراد وهما يخرجا من الباب
خلاص عملنا اللي علينا متشغلش بالك......!
تابعت فتحية ما حدث عند الباب ثم اختبأت عند رحيلهما ولجت الغرفة على غزل التي تحدق بما وضع على التخت بنظرات تائهة بالفعل كانت الأثواب تغري أي فتاة موضعها لتسعد بها وكما حلمت بأن ترتدي مثلها لكن هل هذا ثمن اهانتها بهذا الشكل لمعت عيناها بدموع وانقشع الألم المستتر بداخلها دنت فتحية منها مستشفة ما بها رغم ذلك قالت بتهلل زائف وهي تمسك بالثياب
فيها الخير الست هدير دي فساتين حلوة قوي
التقطت فستان أخر حالته جيدة وتابعت
الله على الفستان ده باين عليه لسه جديد
عاودت النظر للتخت وأمسكت بالمائة جنيها قالت ناظرة إليها بفرحة خارجية لتخفي حزنها عليها
مية جنية بحالهم دول قد مرتبي كام شهر
ليه كده يا غزل بقى مش فرحانة بالحاجات الحلوة دي! 
دخلت غزل في نوبة بكاء شديد ردت پقهر
دول جايين يذلوني تاني
ابتعدت عن خالتها وأكملت بنحيب
حتى متأسفش على اللي عمله فيا بيعوضوني وراسهم فوق ولا هاممهم شكلي ده
ربتت فتحية على كتفيها قائلة بدراية
هما الناس الأغنية كده متزعليش نفسك واللي يجي منهم أحسن منهم أصل مش هتعرفي تاخدي حقك منهم فنعيش ونرضى بنصيبنا
اعترضت قائلة
طالما كده يبقى آخد حقي بأي طريقة حتى لو مش هترضي حد ويغوروا في ستين داهية 
مسحت فتحية على شعرها لتواسيها ردت غزل بيأس
أنا عاوزة امشي من هنا عاوزة أروح عند يوسف...............!! 
حين بزغ الفجر وهو مع العمال يحمل البضائع بمرونة ونشاط ولم يعلن لثانية تذمره نظر له أحد العمال بعين الحسد وهمس لزميل له يحمل أحد الصناديق
الواد الفلاح ده بيشيل الصناديق ولا أكنه شايل حاجة
حمل الرجل الصندوق باذلا أقصى جهوده رد متأففا
مش شايف شكله عامل إزاي تربية صعايدة وسمنة بلدي
أحس يوسف بهمساتهم عليه لكنه لم يستطع أن يستنبطها تجاهلهم ليتابع عمله مرددا في نفسه
الشغل إهنه مهيتعبش أحسن كتير من شغل الأرض والفلاحة اللي مهتجبش غير ملاليم
ثم وضع الصندوق فوق ناظريه لمح يوسف أحد زملائه الذي تعرف عليه يتقدم منه فتوقف عن العمل لينتظره حدثه يوسف بلهف
خبرني وصلت الورجة للعنوان اللي جولتلك عليه
اومأ بالإيجاب قائلا
وصلته للقصر ونبهت على سفرجي كان لسه داخل جوه يوصله للست فتحية
تنهد يوسف وامتن له
مش عارف أجولك أيه شكرا يا عبده
رد عبده بأخوة
خلاص يا يوسف مافيش فرق بينا كفاية مساعدتك ليا امبارح لما كملت شيل بدالي
ابتسم له ثم تحركا لمباشرة العمل سويا وهما يتبادلان الحديث.....
ترجل ضرغام من سيارته ثم توجه ناحية العمال فوجد يوسف يعمل بكد ابتسم عفويا وأخذ يتابعه لبعض الوقت معجبا بنشاطه عن البقية تذكر حديثه مع السيدة نوال فتنهد بقوة رفع صوته لينادي عليه بصلابة
يوسف!! 
انتبه يوسف لصوته فترك ما بيده راكضا ناحيته رد بطاعة شديدة وهو خافضا رأسه
تحت أمرك يا ريس ضرغام
تعالى جوه عاوزك في موضوع مهم
هز يوسف رأسه ليمتثل له تابع العمال ما يحدث فقال أحدهم پحقد رافعا صوته
والله والفلاحين بقى ليهم قيمة مبقالوش ليلة شغال والريس بنفسه طلبه معاه
هتف عبده بنفور
الريس ضرغام هو اللي جابه تلاقيه بلدياته ملناش دخل
سخط الرجل على رده ولم يعلق لكنه انزعج فهو يعمل هنا منذ سنوات ولم يعامل هكذا يوما........!! 
نظر له مطولا وعقله يرتب كيف يحبك كلامه معه فما قالته نوال جعله يشفق عليها وعلى ابنها ترقب يوسف أن يعلن عن سبب طلبه له وهو يقف أمام مكتبه بادر ضرغام بالحديث قائلا بدهاء
للأسف يا يوسف أنا كلمت مراد بيه عشان يشغلك إمعانا ورفض
بكل حسرة نظر له يوسف قال بتوسل
آني عملت أييه يا ريس شغلني الله لا يسيئك
رد بمفهوم مختلق
البيه جالي لازم تكون متجوز علشان تشتغل إهنه وسطينا ديه شروط الشغل جولت أيه 
لم يدري يوسف ما هذا الشرط العجيب واستغربه وبكل أسف كان ذلك يحبطه ووقف متحيرا كي لا يجعله ضرغام يفكر كثيرا تابع بمكر
الجواز أمره سهل وآني ممكن أساعدك فيه لو محتار كيف تتجوز يعني
طيب هتجوز
ادعى ضرغام التفكير في ذلك قال باقتراح
ومش هندور كتير ونتعب نفسينا عندك الست اللي كنت جاعد حداها
تذكر نوال وما فعله معها شعر بالحرج فكيف سيعود لها مجددا وجد بهذا الشرط أن يصلح ما افسده معها على غير رغبة حين فطن ضرغام أنه سيوافق لا محال قال بجدية
بعد الغدا هاخدك ونروح نكتب الكتاب......................!! 
التزمت غزل غرفتها كي لا يرى أحد وجهها وما حدث فيه فأتت من قطع خلوتها تلك وهي إحدى الخادمات الأجنبيات قالت لها بأمر
مدام قسمت عاوزك غزل فوق
اكفهرت غزل قائلة
هي مش عارفة باللي حصلي أنا مش قادرة اعمل حاجة
ردت الخادمة بتصميم
تعالي كلمها علشان مش تضايق منك
بدت هيئتها متأففة وهي تنهض من على التخت ارتدت حذائها ثم تحركت عابسة خلف الخادمة الأجنبية وتغمغم ببعض الكلمات الحاقة......
وهي في طريقها لتصعد الدرج لمحها أسعد فتمعن فيها النظر قال برأفة
مش دي البت المظلومة اللي ضربها مراد
ردت هدير الجالسة بجانبه بخبث دفين
هي يا جدي صعبانة عليا قوي
هتف أسعد باعجاب وهو يعاود النظر إليها
البت حلوة وجسمها أحلى فرسة ماشية على الأرض
اغتاظت هدير بشدة من مدحه لها فنظرت لوالدتها وهي تصر أسنانها بقوة تدخل أكرم ليثنيه على رأيه فيها
والله بتفهم يا جدي غزل دي كرباج
رمقته والدته وهي توبخه بحدة
احترم نفسك يا ولد أيه كلام بتوع الشوارع ده
هتفت هدير باستهجان ظاهر
حتة خدامة فلاحة هنقعد نتكلم عليها سيبكوا منها أهو دا اللي ناقص
رد أسعد عليها باعتراض أظهر ذوقه
مش معاكي دا مافيش أحسن من الخدامين الفلاحين.............!!
صدمت حين رأت وجهها هتفت بضيق
أيه اللي حصل في وشك ده 
سخرت غزل في نفسها من سؤالها الأرعن ردت باحتقان داخلي
أصل وقعت يا ست هانم على وشي
أدركت قسمت كذبها فهي تعلم ما حدث ردت بتنهيدة
كل ده هيروح بس محتاج شوية وقت وكمان بشوية مكياج مش هيبان
ردت غزل بحزن زائف
معنديش مكياج
وقفت قسمت ثم اقتربت
تم نسخ الرابط