رواية روعة قوية الفصول من الرابع عشر للسابع عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من البلد حدانا جيت إمعاها علشان اشتغل إهنه
ابان ضرغام استيائه من ذلك قائلا
كييف رجولتك وتربيتك تسمحلك تعيش مع واحدة مفيش بيناتكم حاجة دا أنت حتى صعيدي يا جدع واكيد بتعرف في الأصول
تلعثم يوسف في الرد لكنه استجمع كلماته موضحا
آني لسه واصل من البلد وكنت هسيب السكن عنديها النهار ده معاوزش تفهمني غلط آني متربي ومهغضبش ربنا
كل رجالتي معليهمش غبار وعاوزك زييهم ولو مش لاجي سكن يا سيدي أنا هجعدك إمعايا في بيتي أييه رأيك
نظر له يوسف بامتنان وقال
معرفش اشكرك كيف يا ريس ضرغام وثجت فيا إكده وإنتي متعرفنيش
نهض ضرغام من مكانه ثم دار حول المكتب متجها نحوه نهض يوسف ليقف باكتهاء أمامه فقال الأخير بتودد وهو يخبط على كتفه
ابتسم يوسف ولم يعلق تابع ضرغام بتوجس مفاجئ
يلا إنت شوف شغلك برة مع العمال وآني عندي حاجة مهمة باعملها ومعاوزش اتأخر عليها
هانت يا غزل آني جيت علشانك.............!!
جثا على إحدى ركبتيه أمامها منصتا باهتمام لما سوف تسرده من معلومات ربما تفيده اړتعبت غزل من نظراته نحوها لكن عليها النجاة من بؤسها الحتمي الذي وضعت فيه اراحتها نظرات الشفقة المنبعثة من السيدة هدى نحوها لتحمسها على الكلام بنظرات مهزوزة وتعثر في إخراج كلماتها قالت غزل
توقفت فجأة عن التكملة وشهقت پخوف حين مسح مراد على وجهه ظانة تعنيفه لها أحست هدى بها وخاطبتها بلطف
كملي يا غزل مټخافيش مراد مش هيعملك حاجة
نظر لها مراد فلمح رهبتها منه شدد في أمرها قائلا
ابتلعت لعابها المختلط بدمائها لتجد المرارة تتعمق لجوفها تابعت پبكاء وشيك
أنا كملت وروحت الكافتيريا ولما رجعت ملقتش الولاد سألت في كل حتة ومحدش قالي حاجة فقولت ارجع هنا تعرفوا تلاقوهم أحسن مني
هتف مراد بلهف ظاهر
اوصفيها
أخذت غزل نفسا ثم وصفت ملامح تلك المرأة وهي تحاول أن تتذكر كل تفصيلة بها وهما يستمعا لها باهتمام شديد حين توقفت غزل عن الحديث بدا من ملامح هدى عدم كشفها لهوية السيدة تلك لكن بكل هدوء نهض مراد ثم حدق أمامه بنظرات غامضة وكان من الواضح ل غزل الذي تترقب ردة فعله أنه شك في أحدهم تحرك مراد دون كلمة ليدلف للخارج فتعجبت هدى لتخرج خلفه ذلك جعل غزل تهدأ من انفعالاتها المختلطة بداخلها رددت بتمن
سارت هدى من خلفه في الرواق المؤدي للقصر محاولة اللحاق به سألته بجدية
مراد رايح فين إنت عرفت حاجة من اللي قالته!
وقف مراد فوصلت السيدة إليه منتظرة اجابته نظر لها قائلا باقتضاب
خليهم يخرجوها يا ماما خلاص عرفت ولادي فين!
أظلمت عينيها وشرعت في التجسس على أختها وهي تهاتف شخص ما توارت سميحة قليلا خلف الستارة المعلقة أمام الباب سمعتها تقول بعصبية خفيضة
قولتلك مش بإيدي اجبها هو انا مش حكيتلك اللي حصل!
هتف من الناحية الأخرى بتبرم
هربيها يا قسمت دي كمان مش بإيدك
صمتت متأففة من إلحاحه فهي لن تقوم بذلك بالطبع لذا قررت الامتثال حاليا لرغبته كي لا يفتعل حماقة ما فليس الآن ردت محاولة الهدوء
طيب هحاول ومتقلقش قولت هجيبهالك
تسعر فضول سميحة فتركت مخبئها ثم توجهت ناحيتها سألتها بفضول جم
هتوديله أيه يا قسمت
انفزعت قسمت لتضع سماعة التليفون من يدها فورا التفتت لها قائلة باضطراب ملحوظ
بسم الله الرحمن الرحيم مش تكحي قبل ما تدخلي ولا حتى تخبطي
قولي كنتي بتكلمي مين وعاوزة تجيبيله أيه
تناوبت دقات قلبها من فرط توترها ظلت قسمت للحظات صامتة لكن ردت بثبات مفاجئ
وإنتي مالك هتفتحيلي محضر يا ست سميحة ومن إمتى إن شاء الله بتتدخلي في حياتي أنا اكلم اللي أنا عاوزاه
ثم أحدت النظر لها وتابعت بنظرات حانقة ضايقت الأخيرة
والمرة الجاية متعمليش مفتش وتتجسسي عليا علشان اعرف عنك وعن جوزك اللي محدش يعرفه ولو بس قولت ل مراد حاجة واحدة من اللي اعرفها مش هتقعدوا ثانية واحدة في القصر
تخبطت سميحة بكلماتها المتعثرة لكن لامتها بتذلل
وتهون اختك عليكي يا قسمت
ابتسمت قسمت بثقة وغرور فقد قلبت الطاولة عليها ردت بتعال ممتزج بالدلال المصطنع
تهوني طالما هتقرفيني كده
التزمت سميحة الصمت نظرت لها مطولا كأنها تعاتبها تحركت بعدها مغادرة الصالون فضحكت قسمت بتهكم غمغمت بحنق
أصلا كل اللي أنا فيه دا بسببكم..........!!
ولجت غرفة ابنتها مستشاطة من حديث اختها وټهديدها الصريح لها تعمقت سميحة للداخل تنفث دخانا راغبة في تأديبها على ذلك قالت باغتياظ
أنا يا قسمت تقوليلي الكلام ده خلاص نسيتي مصايبك اللي كنت ستراها عن الكل
ثم ضغطت على أسنانها بقوة وهي في أوج انزعاجها لاحظت ابنتها جالسة على الأريكة غير منتبهة لها كأنها في واد آخر حدجتها بعبوس وخاطبتها
هو أنا كل أما أشوفك ألاقيكي قاعدة كده وسرحانة!
انتبهت هدير لها وارتبكت نهضت قائلة
عاوزاني في حاجة يا ماما
تهكمت سميحة من وضعها ثم ضمت ذراعيها حول صدرها مرددة بدجنة
من وقت اللي حصل مع البت الخدامة وانتي مش طبيعية ومستنية مراد يخلص عليها
تزعزت أوتار هدير فتابعت سميحة بتحذير شديد
اوعي يكون ليكي دخل باللي حصل مع العيال لو كده انا اللي مش هرحمك
ردت معترضة بضيق
لا معرفش حاجة أنا بس مبحبش البت دي وخاېفة مراد يلاقي ولاده قبل ما يريحني منها
دنت منها هاتفة بتشدد
ملكيش دعوة عاوزة مراد هيكون ليكي وتصرفاتك دي اللي هتخليه يبعد عنك اعقلي كده وركزي في حياتك بس
ظل الخۏف دائب في قلب هدير ولم تنكر ضيقها من غزل ردت بطاعة محتمة
طيب مش هاشغل بالي يا ماما....................!!
فتحت الخادمة له باب الشقة ولم تتحدث معه لعلمها بهويته المعروفة خاطبته باحترام وهي تشير بيدها للداخل
اتفضل يا سعادة بيه
خطا مراد للداخل جامدا في تعابيره وثابتا في خطواته كانت أذنيه صاغية لأن تسمع أي صوت من أحد أبنائه مدح ذكائه وعقله المحنك حين استمع لأصواتهم منبعثة من إحدى الغرف توجه مراد نحوها كابحا لامتعاضة المقلق بسمته الجانبية وقف عند مدخل الصالون فوقعت عيناه على الولدين وجدتهما السيدة سامية تقدم لهما بمحبة الفواكه المقطع بالشوكة تنبه زوجها السيد عاطف لحضوره ثم نهض مضطربا تدرج مراد للداخل حتى انتبهت له السيدة سامية هي الأخرى نظرت له بجأش ظاهري لكن في داخلها خشيت ردة فعله ركض الصبيان بتهلل نحو ابيهما الذي وضع ذراعيه عليهما ونظراته محدقة بالسيدة سامية التي نهضت سألها بهدوء مريب
اسمه أيه اللي عملتيه ده
بررت
متابعة القراءة