رواية جديدة روعة الفصول من الواحد والعشرين الي الخامس والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بسماحة أنا بتدرب حاليا لآنى لسه في هندسة
وأنت .. شكلك جديدة
أيوة أول يوم شغل ليا هشتغل مساعدة لبشمهندس كريم
قالتها إليها وهى مازلت تهندم من حالتها
فيروزة همممم أنا فيروزة أنت بقى اسمك أيه
حركت عنقها تجاهها وهى تجيبها ياقوت
أتسعت حدقة عيناها ووقعت حقيبتها أرضا وهى تتذكر تلك الورقة التى قرأتها بمكتب عمر
أريد أن ألقاك مجداد...
أريد أروى عيونى من النظر إليك
ولكنى لا أرتوى إننى أطمع فى المزيد
سأظل أحبك... إلى الممات حبيبتى سأحبك
فأنت رفيقتى .... حبيبتى ... روحى
نقشت حروف اسمك على جدار قلبى
وها أنا اسمعه يعزف إليك ترانيم الغرام
إليك ياقوتى
هو أنت تعبانة ولا أيه
حركت الأخرى رأسها بلا
ولكن ماذا إذا كانت تلك هى حبيبة حبيبها
أم أن ذلك تشابه فى أسميهما....
توقف المصعد وكلا منهم ذهب إلى مقر عمله
تمايلت الأخرى كعادتها وهى تدلف إلى مكتبه
رفع رأسه ورد عليها تحية الصباح
أما هى فجلست أمامه على المقعد وهى تتصنع الخجل
فهو أصبح خبير في أمور الخداع
قام من مقعده وجلس في المقعد الماكس أمامها
قائلا تحبى يبقى ليك مكتب خاص ولا تبقى موجودة معايا هنا في المكتب
وضعت رأسها أرضا مردفة اللى يريح حضرتك يا بشمهندس
حك لحيته قائلا تمام خليك معايا في المكتب
أومأت إليه بالإيجاب بابتسامة رقيقة
وهى التى تحاول بشتى الطرق جعله ينجذب إليها
أما الأخرى فكان التوتر حليفها وهى تدور بالغرفة ذهابا وأيابا وجنود عقلها تصيبها بالجنون
لم تستمع لإنفتاح الباب ودخوله منه متعجب بهيئتها
مالك يا فيروزة
تلك الكلمات قالها طارق إليها وهو مازال واقفا
أذردت ريقها وجلست على المقعد دون التفوه بشىء
جلس أمامها قائلا هو أنت ليه طريقتك معايا ناشفة كده مع إنك بتبقى مع عمر مرحة
ألتفتت إليه پغضب وأردفت أنا مش مرحة مع حد
طارق طيب خلاص أهدى أنا ماقصدتش
أنت مالك متوترة كده ليه
أغمضت عينها مردفة أنا كويسة
وآسفة على طريقتى معاك
هتيجى النهاردة معايا الموقع
عقدت حاجبيها وهى تقول موقع أيه
أتسعت حدقة عيناه وأردف موقع أيه!
والله أنا كنت شاكك إنك مش مهندسة
أيه هو اللى موقع أيه
موقع الشغل...
فيروزة أيوة خلاص فهمت
أنا أول مرة هجرب الحاجات ديه عملى
طارق تمام يالا بقى روحى قولى لعمر عشان هيجى معانا
أذدردت ريقها بصعوبة وهى تقول عمر
ضړب كف بالأخر وأردف يابنتى مالك أنت علطول سرحانة كده
خجلت من قوله وقامت بالخروج محدثة نفسها غبية يا فيروزة طول عمرك عبيطة
طرقت على باب مكتبه
آتاها صوته الرخيم يآذن بالدخول
دلفت دون أن تنظر إليه وهى تقول طارق بيقولك ميعاد الموقع دلوقتى
عمر آه مانا كنت لسه هاجيله
أومأت بالإيجاب وقامت بالخروج
٭٭صلى على الحبيب٭٭
وأيه العمل يا دكتورة
قالها حمزة إلى تقى بعد أن استدعها إلى المنزل
تقى مش عارفه أقولك أيه بصراحة
بس أنا قولتلك قبل كده إننا بنلجاء أحيانا للعلاج بالصدمات الكهربائية
وبصراحة صبا حالتها أتدهورت بشكل مقلق
ماخبيش عليك يا حمزة هى ممكن توصل إنها تقتلك وأنت نايم أو إنها ټموت نفسها
فى حالات فصام بيدمروا نفسهم
لدرجة إن فى واحدة قطعت لسانها عشان كانت بتشوف إن فى ډم على لسانها
ظل يمسد على وجهه بيديه وهو يجوب الغرفة ذهابا وأيابا غير قادر على سماع تلك الكلمات ألتفت إليها مردفا بتوتر وهى الصدمات ديه مؤلمة
تقى للآسف مؤلمة لأقصى الحدود
حمزة والنتيجة أيه ولا هيبقى ألم وخلاص
وأثرها أيه أنا مش عايزها تتآذى
تنهدت وهي تقول أكيد كل حاجة ليها أثر
ممكن الصدمات ديه تخلى شعرها يبيض
أو تفقد النطق
أو حاجة فى علم الغيب إحنا مانعرفهاش
بطح بيديه على الجدار وأردف أزاى عايزانى أعمل كده فى صبا.. مستحيل
تقى بس العلاج مانفعش معاها حتى العلاج النفسى
هى مابقتش قادرة تستوعب قدرتها على الشعور مغايرة للمواقف
الموضوع بيزيد يعنى ممكن ټموت هتستحمل إنها ټموت ولا إنها تحاول طريقة علاج تانية ممكن تخليها تخف
وعلى فكرة مرض الفصام مذمن زيه زى السكر والضغط بيصاحب الإنسان طول فترة حياته
بس لو إتحسن بيفضل ياخد العلاج طول العمر
عشان يعوض نقص الجين المفقود
يعنى علاج صبا هيبقى أدوية وعلاج نفسى وصدمات كهربائية وبكده يبقى أحنا استخدمنا كل طرق العلاج وإن شاء لما تتحسن هنبطل الجلسات الكهربائية بس العلاج مستمر طول الحياة
حمزة والمفروض تبدأ الجلسات ديه أمتى
تقى ياريت من بكرة وده فى مصلحتها
الفترة الجاية مش سهلة الفترة الجاية أنت لازم تصمد عارفة إنك تعبتبس هو ده الحل
لازم تبقى جمبها أوعى تمل وتسيبها
أنت لما أهملتها هى عاشت رحلة مع نفسها
آه أنت كنت فيهابس مش حقيقى
ماتخاليهاش تلجأ للهلاوس عشان محتاجة إنك تحميها
خليها تلجأ لحمزة الحقيقى جوزها
زفر تنهيد حارة قائلا أنا لما سيبتها ماكونتش أعرف
أنا كنت فاكر إنها بطلت تحبنى عمرى ماتصورت كم المعاناة اللى هى فيه
تقى تمام يبقى بكرة ميعادنا مع الجلسةهستآذن أنا
حمزة بس أنا لسه ماقررتش هفكر وأرد عليك
تقى تمام خد وقتك
رحلت فقام وهم بالدخول إلى زوجته وجد الباب مغلق
ظل يطرق عليه وهو يستمع لصوت آنات خاڤتة تآتى من الدخل
لم يجد أمامه سوى تحطيم الباب وجدها تقطع جلد يداها بأظافرها والډماء محيطة بها
إقترب إليها بهلع وهو غير قادر على إستيعاب الأمر
ظل يمسك بيديها وهى تدفعه إلى الخلف
حمزة صبا بس أيه اللى بتعمليه ده !
صبا أوعى سيبنى لازم أعمل كده لازم أعمل كده
هو اللى قالى هو
حمزة صبا بس...
رفعت عيناها بريبة وهى تحرك عنقها بشكل دائرى وتحدق به ثم قالت ومين قالك إنى صبا
آتى بأدوات طبية وربط يداها عنوة
صبا أوعى كده سيبنى
حمزة أرجوك بلاش أرجوك مش عايز أخد خطوة زى ديه مش عايزك تتعذبىأرجوك يا صبا
أنا قلبى بيتقطع عليك
أبتعدت عنه وهى تقطع رموش عيناها وصوت صرخاتها عال وظلت تقول عينى بتتحرق
شيل الڼار دى يا حمزة عينى بتوجعنى آهااااا
أمسك يداها وهى تحاول سحبها منه وتصرخ پألم وهى تشعر بالنيران المحاطة بعينها
حتى أنها تحاول إقتلاع عينها للتقليل من ذلك الألم
قام بتقيد يداها وهى تدفعه وتصرخ
انتهى من تقيد يداها وظل يقول ڠصب عني يا صبا أهدى والله ده ڠصب عنى
ظلت تركله بقدمها فقيدها هى الأخرى
ولكنه لم يقيدها بقوةفهو لا يعلم ماذا ستقوم بفعله ....
خرج من الغرفة وأجرى أتصال قائلا أنا عايزك تبدأى دلوقتى يا دكتورة مافيش وقت صبا بتضيع منى
تقى حالا يا حمزة هجيب الأجهزة والفريق اللى هيساعدنى وأجيلك حالا
أنهى المكالمة معتصرا الهاتف فى يديه وجلس أرضا يبك كالطفل وهو يستمع لصوت صرخاتها
ويرى خوف ابنه الواقف خائڤا من والدته
ظل هكذا
متابعة القراءة