رواية كاملة قوية الفصول من الاول للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
السابعة من عمره.. لا يحمل قلبه اى ضغينة.. خف سوط زوجة أبيه عليه.. كان يرعاهما يوسف فى ظل انشغال الأم بالنادى وممارسة الرياضة لاستعادة جسدها بعد الولادة.. كان يذهب اليهما ليلا عندما يبكيان ويطعمهما ويلعب معهما.. ظن ان العڈاب انتهى بمجرد ولادتهما.. ولكنه عاد مرة اخرى عندما كبرا وصارا بعامهما الثانى.. عادت لضربه مرة اخرى بطريقة أشد وقست عليه أكثر لدرجة أنها كانت تجعله ينام مع الخدم مفترشا الأرض بدون غطاء فى ليالى الشتاء.. كبروا ثلاثتهم وشهد ياسين وياسمين الذل الذى يتعرض له اخيهما الغير شقيق.. حتى تغيرت شخصيته تماما للأسوأ.. شديد العصبية والقسۏة تحجرت مشاعره ومعها قلبه حينما بلغ الخامسة عشر.. يظل خارج المنزل لوقت متأخر من الليل دون الاهتمام بأخويه.. كان يؤنبه ضميره كثيرا على عدم اهتمامه بهما ولكن ينفض تلك الفكرة تماما حين يرى معاملة زوجة أبيه له.. وحين وصل لعامه الثامن عشر توفى الأب وزوجته بحاډث سير قوى.. عاد ثانية للأخ الحنون مشفقا على اخويه.. وعندما علم عمه عبد الله بالأمر عاد من أميركا مصطحبا خالد وأميرته الصغيرة.. مريم.. عشقها منذ الوهلة الأولى كانت هى ذات التسعة أعوام.. اعتبرها يوسف ابنته.. يصطحبها معه للمدرسة ثم يذهب لكليته.. كانت تبكى بسبب والدها وتذهب لتشكو له فيأخذ لها حقها.. كان حمايتها وأمانها.. الا أنها تغيرت تماما حين اصبحت بعامها الخامس عشر.. نضجت وصارت تعتبره غريبا عنها.. وټحطم قلبه لذلك.. ابتعدت عنه كثيرا وباتت تكرهه حين قال لها انه لن يستطيع التحدث معها بحرية كما قبل لان دينه يحتم عليه ذلك.. الى عامه الثلاثون الآن.. هو لازال يعشقها.. ويدعو الله ان تصبح له فى يوم من الأيام.. لم يخبر أحدا بهذا حتى صديقه الوحيد حمزة وكلما سأله صديقه يرد عليه بحدته التى رأيناها منذ قليل.. تذكر كل هذا وهو يقف شاردا أمام المرآة.. حتى جلس حينما شعر بصداع يحتل رأسه بدرجة غريبة.. كان ألما لا يحتمل.. أمسك جبهته پألم ظاهر.. ثم دق الباب...!
عندما خرج خالد وعبد الله من المنزل.. اتجه عبد الله الى شركته.. وذهب خالد معه ليساعده قليلا وبعد ساعتين ترك والده وذهب لشركة يوسف..
بمكتب يوسف عندما دق الباب.. عاد الى حالته الطبيعية مرة اخرى ولم يظهر ألمه.. دخل السكرتير وقال باحترام بشمهندس يوسف.. حضرتك عندك اجتماع مع شركة المستقبل.. وهما موجودين برة أومأ له يوسف قائلا تمام دخلهم ونادى لى حمزة يا مروان لو سمحت ذهب مروان لينفذ ما طلبه.. بعد قليل دخل حمزة وبصحبته العملاء.. بالخارج وصل خالد وقال للسكرتير لو سمحت البشمهندس يوسف فاضى رد مروان نافيا لا هو عنده حاليا اجتماع هيخلص بعد ساعتين.. حضرتك تقدر تستناه هنا قال جملته الاخيرة وهو يشير الى بعض المقاعد فاتجه خالد اليها وجلس منتظرا انتهاء الاجتماع.. بالداخل.. رحب يوسف بالعملاء ودخلوا جميعا غرفة الاجتماعات الملاصقة ليوسف وتدخلها عن طريق باب يصل بينهما.. بعد مرور ساعتان انتهى الاجتماع وخرج العملاء فى حين دخل خالد قائلا بمرح انا ملطوع برة بقالى ساعتين مستنى سيادتك تخلص ضحك حمزة ورد بمرح مماثل اسفين يا باشا.. تعالى اقعد دة انت واحشنى قعدتك والله جلس خالد ونظر لحمزة مشيرا ليوسف بعينيه فانتبه حمزة اليه.. كان يوسف شاردا حتى انه لم يلحظ دخول خالد.. كان الصداع يكاد يفتك برأسه.. انتبه عندما ناداه خالد للمرة الثالثة قائلا بترحيب أهلا يا خالد.. عامل اية وعمى اية اخباره رد خالد مبتسما احنا كويسين الحمد لله.. انت اللى مالك سرحان فى اية هز يوسف راسه نافيا لا عادى مفيش حاجة قال خالد بمراوغة انا قلت اجى لو عايزين حاجة كدة ولا كدة ضحك الاثنان على كلامه.. ظلوا يتمازحون حتى اقترب موعد صلاة العصر.. فقام يوسف قائلا انا رايح اتوضى عشان الصلاة أومأ له الاثنان.. عندما قام فجأة شعر بأن رؤيته اصبحت ضبابية.. قاوم وسار للحمام.. كان يمشى بصعوبة بالغة.. اغلق الباب عليه وفتح الصنبور.. احس باعياء فأفرغ كل ما فى جوفه.. لم يستطع تمالك نفسه فسقط على الأرض غير قادرا على الوقوف.. انتفض الاثنان فزعين وذهبا اليه حاولا فتح الباب لكنه لم يفتح.. قال حمزة بفزع افتح يا يوسف.. انت كويس.. رد عليا رد من الداخل قائلا بوهن انا كويس يا حمزة.. مفيش حاجة هدأ الاثنان قليلا ولكن ظل القلق مرسوما على ملامحهما.. بعد قليل فتح يوسف الباب.. كان مبتلا بعد ان توضأ.. ويبدو على وجهه الشحوب الشديد.. واحمرار عينيه.. سمعوا ثلاثتهم آذان العصر يصدح فى الانحاء.. فقال يوسف مبتسما ليطمئنهم العصر اذن يلا ع المسجد ساروا معا للخارج.. فقال للموظفين بقوة محاولا اخفاء تعبه حتى لا يظهر ضعيفا يلا يا شباب ع المسجد.. صلاة العصر ذهبوا للمسجد الموجود بالطابق الأول.. بناه يوسف عندما تولى إدارة الشركة.. كان مسجدا متوسط للرجال ومسجد صغير ملاصق له للنساء نظرا لقلة النساء الذين يعملون معه.. تولى المنبر وبدأ بإقامة الصلاة.. كان يقف بصعوبة لكنه تحامل على نفسه حتى ينتهى.. سجد بخشوع داعيا ربه قائلا يارب سخر لى جنود الارض وملائكة السماء وكل من وليته أمرى وارزقني حظ الدنيا ونعيم الآخرة ويسر لى كل امر عسير.. وقل لما اريد كن ليكون بحولك وقوتك ورحمتك يا قادر على كل شئ يارب.. اللهم ارنا عجائب قدرتك فى قضاء حوائجنا وارزقنا من حيث لا نحتسب واجبرنا جبرا يتعجب له أهل السموات والأرض.. آمين انتهى من صلاته شاعرا براحة كبيرة.. انفض المسجد من الجميع.. كان يتظاهر بالقوة حتى صعد الى مكتبه لينهى عمله.. الا انه بمجرد دخوله شعر بالدوار وفجأة سقط مغشيا عليه وكان آخر ما سمعه من حمزة وخالد يووووسف !!
بفيلا عبد الله الراوى.. بالتحديد فى غرفة مريم.. كانت تتحدث في هاتفها مع شخص ما والابتسامة لا تفارق شفتيها.. قالت بحب للطرف الآخر خلاص يا حبيبي معادنا فى الديسكو انهاردة الساعة 9 سكتت قليلا عندما رد الطرف الآخر ثم أكملت وانا كمان بحبك.. يلا باى أغلقت الخط ثم ارتمت على فراشها تفكر بهيام.. فى هذا الشاب الذى سلب عقلها وخطڤ قلبها برقته معها واهتمامه بها.. تنهدت بحب.. ثم انتفضت وذهبت مسرعة لغرفة والدتها.. وجدتها جالسة أمام المرآة تضع مساحيق التجميل.. جلست أمامها قائلة بدلع مامى.. انا هخرج انهاردة مع صحابى الساعة 9 ردت فريدة مبتسمة ماشى يا حبيبتى هتروحوا فين قالت كاذبة النادى أومأت الام موافقة بعدم اهتمام ولا تعلم أنها وافقت للتو على هلاك ابنتها ! .. عادت مريم فرحة لغرفتها.. بعد عدة ساعات كانت الساعة تدق السابعة.. كانت تقف أمام خزانة ملابسها.. ونصف الملابس ملقاة
متابعة القراءة