رواية كاملة قوية الفصول من الاول للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بينهما.. عيبه الوحيد حبه الشديد للنساء.. فله نزوات كثر.. متخرج من كلية الهندسة ويعمل بشركة والده التى تكون هى الفرع الرئيسى لشركات الراوى لتصنيع الحديد والصلب.. مش كفاية كلام عن يوسف بقى ولا اية غيروا السيرة دى قالتها فتاة پغضب متذمرة.. نظر لها عبد الله مهددا اتكلمى عن ابن عمك كويس يا مريم دة اكبر منك بتسع سنين مش عيل بيلعب معاكى تأففت پغضب.. كانت مريم شديدة الجمال فلها عيون زرقاء وشعر أسود مسترسل يصل الى ما بعد ظهرها.. وبشرة بيضاء.. ذات طول متوسط.. لها انف دقيق وشفتين حمراوتين كحبات الكرز.. تأسر من ينظر إليها بجمالها.. ولكن للأسف الجمال ليس كل شئ فهى قبيحة من الداخل.. شديدة الكره ليوسف لأنها تراه معقدا بلحيته تلك وتحكماته الغريبة بياسمين.. لكن بالطبع هذا من نظرتها هى.. أنانية جدا ومتسلطة ومغرورة .. تعامل الجميع كأنهم تحت أحسن منه بكتير رد خالد نافيا بحنق لا مش أحسن منه.. دى مجرد عيلة تافهة وسطحية مش هاممها الا صحابها وخروجاتها والموضة بس اتجهت له انظار السيدتان پغضب مشتعل.. كانت فريدة هى زوجة عبد الله الراوى.. سيدة من سيدات المجتمع الراقى بالخمسين من عمرها.. تحاول ان تبدو اصغر من عمرها بوضع الكثير من المساحيق على وجهها الى تملأه التجاعيد.. لا تهتم الا بالسفر لبلد الموضة باريس وأصدقائها والجمعيات الخيرية التى تشترك بها فقط لمنظرها امام الناس ليس أكثر متسلطة ومغروة كابنتها تماما.. قال عبد الله وهو يتجه للخارج بعد ان قام بدون إكمال طعامه قوم يابنى نشوف مصالحنا وسيبهم مع نميمتهم ف خلق الله اتجها للخارج سويا تاركين فتاة يشتعل كبرياؤها وامرأة تغلى من الڠضب...
بعدما خرج يوسف من فيلته اتجه لسيارته وتولى القيادة ذاهبا الى مقر شركته.. بعد 10 دقائق كان قد صف سيارته بالجراج دخل الى الشركة ولكن قبل ذلك كان قد القى التحية على حارس الأمن قائلا السلام عليكم.. ازيك يا عم سعيد ابتسم له الرجل بترحيب كبير قائلا بابتسامة واسعة وعليكم السلام ورحمة الله.. بخير والحمد لله يا بيه ضحك يوسف قائلا وهو يربت على كتف عم سعيد بيه اية بس يا عم سعيد دة انا اد ولادك ثم أكمل بتذكر انا عملت لك زيادة ف المرتب.. انهاردة اول الشهر عدى على الحسابات وخد مرتبك تهلل وجهه فرحا وقال بامتنان ربنا يبارك فيك يا بشمهندس وميحرمناش من خيرك ابتسم له يوسف بطيبة ثم ذهب قاصدا المصعد.. ضغط رقم 13..هو الطابق الذى به مكتبه ومكتب السكرتير ومكتب رئيس مجلس الإدارة.. صعد طابقين ووجد الباب يفتح ويدخل شاب فى الثلاثين من عمره.. طويل القامة وعريض المنكبين.. له شعر أسود قصير ولحية كثيفة منمقة.. وعيون بنية تأسر من ينظر إليها.. وبشرة برونزية.. كما ان له بنيان قوى.. ابتسم له يوسف فور رؤيته قائلا صباح الخير.. ازيك يا حمزة بادله حمزة الابتسامة قائلا بمزاح يا صباح اللى بتغنى.. بخير الحمد لله.. ازيك يا سوفة ابتسم يوسف بغيظ وقال تعرف لو كان حد معانا وسمع منك سوفة دى.. كنت قتلتك ثم اكمل بمزاح هيبتى يا جدع ضحك الاثنان بأخوية واضحة.. حمزة هو الاخ الثانى ليوسف الذى لم تلده أمه.. كبرا سويا ودخلا نفس الكلية.. يعتبره يوسف صندوق أسراره.. يعلم عنه كل شىء الا سرا واحدا لم يخبره به.. كل منهما يعرف فيما يفكر به الآخر بمجرد النظر له.. من عائلة متوسطة الحال هو الابن الوحيد لوالديه.. يعمل والده كموظف حسابات ببنك.. اما والدته ربة منزل.. كرست حياتها لزوجها وولدها.. يحمل الكثير من صفات يوسف من الحنان والطيبة والالتزام أيضا.. مرح جدا.. هو رئيس مجلس الإدارة بالشركة.. لائتمان يوسف عليه بكل شيء.. وصلا الى الطابق المقصود أخيرا.. اتجه حمزة مع يوسف الى مكتبه الخاص.. كان المكتب كله باللون الأسود عدا الحوائط رمادية.. عندما تدخل ترى المكتب بالمنتصف من خشب الزان امامه كرسيين من نفس النوع.. وعلى اليسار طاولة صغيرة وطويلة تحمل آلة صنع القهوة وبعض الأكواب.. وكرسيين جلديين بينهما طاولة.. وعلى اليمين.. انتريه باللون الأسود مكون من اريكة عريضة تتحول الى سرير وكرسيين.. وعلى الحوائط الكثير من البراويز لآيات القرآن الكريم.. فكان المكتب ذا ذوق عالى وبسيط.. جلس يوسف على كرسيه الخاص خلف مكتبه وجلس حمزة أمامه.. مرت ساعتان وهما يتحدثان بأمور العمل.. عندما انتهى حمزة من تنظيم الأوراق التى معه.. عاد بظهره للخلف قائلا بمزاح ساخر انا بقيت حاسس انى مكنة بشتغل 24 ساعة.. نفسى آخد أجازة بقى أومأ يوسف موافقا وهو يقول نخلص من الشغل اللى ورانا ومشاكل عادل شكرى دى وبعدها خد اجازة رد حمزة بحنق انا مش عارف الراجل دة عايز مننا اية رد يوسف بلا مبالاة هيعمل اية يعنى سيبه.. مش هيعرف يعمل حاجة.. احنا شغلنا كله فى السليم قال حمزة متنهدا على رأيك.. ميقدرش يعمل حاجة ثم أكمل بخبث الا قول لى يا سوفة.. مفيش حاجة كدة ولا كدة فهم يوسف ما يقصده.. فنظر له پغضب بينما يقول بهدوء عكس ما تحمله نظراته أظن انت عارف إجابة سؤالك كويس.. انا لا عايز أحب ولا اتحب.. أنا حياتى كلها شغل.. مش فاضى للكلام الفارغ دة.. انا رديت عليك بهدوء المرة دى.. المرة الجاية مش هبقى هادى كدة رد حمزة مبتسما بمراوغة يا عم مانا عارف بس بحب انكشك كل فترة كدة ثم قال بعدما تحول للجدية يلا اسيبك بقى عشان اروح اكمل شغلى قال كلمته الاخيرة وهو يتجه للخارج قاصدا مكتبه.. بينما يوسف التف بكرسيه للخلف.. وقام ليقف امام النافذة ليفكر بهدوء واضعا يده اليسرى فى جيب بنطاله ويده اليمنى على النافذة .. تذكر حياته منذ ولادته.. تذكر والدته.. السيدة فاطمة من العائلة البسيطة التى تزوجها أحمد الراوى صاحب الشركات والمصانع بعدما وقع بحبها.. كان والده صارم الطباع وقاسى جدا ولكن كان هذا خارج منزله فقط.. أما مع زوجته فكان حنونا لأقصى حد.. يتغير كليا حين يكون معها.. ازدادت حياتهما سعادة عندما ولد يوسف.. حتى اظلمت فجأة بۏفاتها من إثر أزمة قلبية مفاجئة لأنها مريضة قلب.. كان وقتها يوسف بعامه الرابع فقط.. تحول بعدها أحمد الراوى تغيرا جذريا.. أصبح قاسى القلب متلبد المشاعر.. حتى على ولده الوحيد.. كان يتركه لأيام برعاية الخدم لا يعلم عنه شيئا.. حتى تفاجئ يوسف بأحد الأيام بدخول أبيه ومعه فتاة يقال لها زوجته.. عاملته بقسۏة شديدة.. تحبسه بغرفته وتمنع عنه الطعام والشراب لأيام عدة.. تضربه بكل وسيلة ممكنة.. كالعصا الخشبية والحزام الجلدى والمكواة أيضا.. رأى أياما شديدة العڈاب وكل هذا ولا يدرى والده شيئا فهى
متابعة القراءة