رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
فين..
الټفت يزيد إليه وكأنه تذكر وجوده
في إيه يا حسن.. أنت عايز حاجة..
ثم عاد ليراقب الثنائي الذي أطار عقله من رأسه.. تابع حسن نظراته ليلمح علياء وهي تجلس مع مازن.... فهتف بتعجب
هي إيه حكاية علياء مع مازن.. أنا مش فاهم حاجة!!..
نهض يزيد فجأة وهو يتمتم
أنا هعرف حالا في إيه بالظبط..
حاول مازن تهدئة علياء التي كانت في قمة انفعالها وهي تخبره في خوف
قاطعها مازن مهدئا
اهدي بس شوية يا عليا.. تحبي نروح نشرب حاجة..
هتفت بفزع
لا.. أنا لازم أحكي لك قبل ما نيرة تخلص الشاور بتاعها..
طيب اهدي كده وفهميني بالراحة..
أخذت علياء نفس عميق وبدأت تحكي لمازن ڠضب نيرة الشديد من وجود منى في حياة حسن.. وكيف أنها ترددت على مكان عملها بمحل الملابس حتى أصبحت من أهم زبائنه ثم وصلت لخطة نيرة للزج بمنى في السچن.. پتهمة السړقة.. هنا صاح مازن في ڠضب ممتزج بالذهول
بدأت علياء تنشج بالبكاء وهي تخبره
والله يا مازن أنا حاولت أمنعها.. والحمد لله أنه ربنا هداني لفكرة وقفتها عن خطتها دي..
سأل مازن بسرعة
فكرة إيه..
أجابته علياء بخجل
قلت لها أنها لو نفذت خطتها وفعلا منى اتحبست حسن هيعرف أنها هي اللي ورا الحكاية دي.. وده هيزود الجفا بينهم أكتر.. وهيقربه من منى أكتر وأكتر..
هيه واقتنعت..
أومأت برأسها
أيوه.. بعد إلحاح شديد مني.. ومحاولات كتير اقتنعت أنها كده هتزود مشاكلها مع حسن مش هتقللها.. بس.. بس..
واختنقت علياء بغصتها وهي تجهش في البكاء مرة ثانية.. مما دفع مازن لأن يربت على كتفها مهدئا
طيب اهدي بس يا عليا وفهميني حصل إيه بعد كده.. عشان أقدر أساعدك..
لا بعد ولا قبل يا مازن.. لو علياء عندها مشكلة أنا كفيل بحلها.. شكرا على تعبك ووقتك....
استنى بس يا يزيد.. استنى يا مچنون..
لم يستمع يزيد إليه وهو يتحرك بسرعة جاذبا علياء خلفه بدون أن ينتظر لحظة واحدة حتى يستمع إلى تفسيرات مازن الذي تمتم بحيرة
وبعدين في المچنون ده!!.. طيب أنا دلوقت هعرف باقي الحكاية إزاي!!..
كانت كل شهقة تخرج منها كأنها خنجر ېمزق صدرها وهي تتذكر الموقف الذي وضعتها به نيرة.. وكلفها في النهاية عملها..
لم تهتم بخسارة ذلك العمل بقدر ألمها وهي تحاول تحريك شفتيها وتستدعي بعض كلمات الإعتذار الذي أمرتها بتقديمه صاحبة البوتيك... ولكنها عجزت.. شعرت وكأن لسانها يرفض أن يخضع لأوامر عقلها ويقدم اعتذار عن اساءة وهمية لم تصدر منها..
استمرت دموعها بالهطول وهي تتذكر دخول نيرة إلى البوتيك وكأنها الملكة المتوجة للمكان وبصحبتها علياء صديقتها الحمېمة.. حيث توجهت نيرة على الفور إلى صاحبة البوتيك السيدة نسرين.. ودار بينهما حوار ضاحك أظهر عمق العلاقة بينهما..
ثم بدأت نيرة تتجول بين حوامل الملابس وكأنها تنتوي الشراء بالفعل.. فأشارت السيدة نسرين إلى منى لتقوم بعملها وتبدأ بعرض الثياب على الزبونة الهامة..
تحركت منى بتثاقل نحو نيرة وألقت عليها التحية
مساء الخير يا نيرة.. بتدوري على حاجة معينة..
رفعت نيرة حاجبها بعجرفة
نيرة كده!!.. من غير هانم ولا حتى آنسة..
ثم رفعت صوتها لتسمعه صاحبة البوتيك وأكملت حديثها مع منى
إيه الأشكال دي.. مش عارفة تتعاملي مع الناس.. يبقى شوفي شغل تاني.. تنضفي الأرض أو تمسحي الغبار..
انسحب اللون من وجه منى وهي تلمح نظرة متشفية ومتوعدة في نفس الوقت في عيني نيرة.. بينما ارتسم الحرج على وجه علياء وهي تمنح منى نظرة معتذرة ومشبعة بالذنب..
فغمغمت منى بحرج
حضرتك بتدوري على حاجة معينة يا نيرة هانم..
وضغطت على حروف هانم بشدة.. فعادت الابتسامة المتشفية للظهور على وجه نيرة وهي تطلب منها
أيوه.. عايزة فستان سواريه لمناسبة خاصة.. خاصة جدا.. أنا عايزة أعمل مفاجأة لخطيبي.. بس يا ريت يكون الفستان لونه أبيض.. هو بيحب اللون ده علي قوي.. وآه.. يكون مقفول لأنه بيغير علي مووووت..
أغمضت منى عينيها لتخفي ألمها عن عيني نيرة.. وابتلعت تلميح تلك الأخيرة عن عمق علاقتها بحسن.. فهي تعد له سهرة خاصة تحرص فيها على ارتداء ما يحب.. هل معنى ذلك أنها بدأت تنجح في غزو قلب حسن.. غيرة عاصفة شعرت بها منى.. شعور لا إرادي لم تستطع التحكم به.. وهي تفكر أن حسن يهتم بنيرة بأي طريقة.. ڠضبت من نفسها لذلك الشعور.. ولكنها ليست ملاك حتى تسمو على تلك المشاعر.. وتتغاضى عنها.. حبها لحسن وغيرتها عليه.. رغم أنها لا تظهرها.. لكنها تحدث رغما عن إرادتها...
ومجبرة بدأت تعرض على نيرة مجموعة من الثياب توافق طلباتها.. ومع كل ثوب كان تذمر نيرة يزداد.. كما كان يرتفع صوتها بالشكوى من العاملة المهملة والغبية.. وكانت تقصد منى بالطبع..
تذرعت منى بالصبر.. وتسلحت بالهدوء ورفضت أن تنقاد الى محاولات نيرة المستميتة لاستفزازها..
وأخيرا قررت نيرة انهاء اللعبة.. فأسقطت علاقة مفاتيحها ثم نظرت لمنى بكل عجرفة الدنيا لتطلب منها إحضارها من الأرض..
التمعت نظرات منى بالقهر وهي تلمح نظرات التشفي في عيون نيرة والشفقة والذنب بعيون علياء.. لم تعلم لم ذبحتها شفقة علياء أكثر من شماتة نيرة.. ولم تحتمل أن تكون في ذلك الموقف.. شعرت بجسدها وقد تخدر بفعل الألم.. ورفضت عضلاتها الاستجابة لأوامر عقلها باتخاذ أي حركة.. دموعها كانت تخزها من تحت رموشها.. وهي تحاول منعها من الانهمار.. ملامح وجهها تجمدت حاملة قناع من عدم التصديق المؤلم..
صوت نيرة العالي هو ما أخرجها من جمودها وهي تنادي السيدة نسرين.. لتحكي حكاية وهمية عن تطاول منى عليها بل وادعت أن منى طلبت منها بعض الأموال حتى تعرض لها المزيد من الثياب.. وأنهت تمثيليتها بنبرة ڠضب برعت في ادعائه وطالبت باعتذار ورد اعتبار لمكانتها التي أهدرتها عاملة بسيطة بالبوتيك..
بالطبع سارعت السيدة نسرين تحث منى على تقديم اعتذار محترم للزبونة الهامة.. وهو ما رفضت منى القيام به..
فدوى صوت نيرة الغاضب
مدام نسرين.. بنت زي دي بتعطي دعاية سيئة عن البوتيك.. دي لازم تمشي..
وإرضاء لنيرة قامت نسرين بطرد منى من العمل بدون تردد مؤكدة أن العاملات من أمثالها يسهل العثور عليهن ولكن زبونة هامة مثل نيرة غيث لا يمكن إغضابها..
التقطت منى حقيبة
متابعة القراءة