رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كانت تقف كعائق أمامه.. فكرت سريعا فيما يحاوله حسن من أجلها.. من أجل أن يكونا معا..
أنه يعشقها منذ سنوات.. صرح لها بحبه ونيته في جعلها زوجة له منذ أن فكت ضفائرها ووخطت أعتاب الأنوثة.. كان واضحا وصريحا.. لم يتلاعب بها أو يخدعها.. حتى خطبته لنيرة وضح لها أسبابها.. ولم يوفر جهدا للتخلص منها..
وجدت نفسها تتساءل.. ماذا فعلت هي من أجله.. أنها تحبه.. لا شك.. ولكن ماذا فعلت ليتوج هذا الحب ويقدس بالزواج..
بص يا بني.. ما فيش أب في الدنيا ما يتمناش شاب زيك يكون زوج لبنته.. بس عدم موافقة أبوك..
قاطعه مازن تلك المرة
يا عمي.. والدي في النهاية أب.. وأكيد لما يشوف سعادة حسن ومنى هيوافق.. هو بس عنيد حبتين.. لكن أنا أهوه كأخ لحسن يشرفني أن تكون منى مرات أخويا وأخت ليا.. حتى جدتي.. لو كانت تقدر تيجي كانت جت معانا.. ثواني هتصل بيها على التليفون..
ردت السيدة روح على الفور وكأنها كانت بانتظار الاتصال.. فأعطى مازن الهاتف لنصر.. وعلى الفور انطلقت السيدة روح في الكلام
ازيك يا نصر وإيه أخبار ولادك..
إحنا بخير.. حسك في الدنيا يا روح هانم.
ضحكت السيدة بتساهل
إيه هانم دي!.. هو احنا لسه هعرفك ولا ايه يا نصر!!..
تنحنح نصر بحرج
بس.. أصل..
قاطعته بحزم مصطنع
لا بس ولا أصل.. أنا اللي بطلب منك.. بنتك لحفيدي.. وأنت عارف لو كنت أقدر.. كنت جيت بنفسي.. أنا مش هلاقي لحسن زوجة زي منى.. أنا عارفاك وعارفها كويس.. واللي حصل من حاتم ده أنا ما عرفتش به إلا لما رجعت من الحج.. لكن ملحوقة.. والغلط مردود.. وحسن عارف ازاي هيصلح غلطه.. نرجع بقى.. للموضوع الأساسي.. امتى الفرح..
فرح مرة واحدة!!.. طب مش لما أعرف رأي البنت..
في تلك اللحظة دخلت منى إلى غرفة الضيوف وهي تنظر إلى الجميع وأخيرا سقطت عيناها على والدها لتخفض نظراتها أرضا وتقول بصوت خاڤت ولكن واثق
أنا موافقة يا بابا.. بعد موافقة حضرتك طبعا..
شعر حسن بعد كلمات منى الخجولة بحمل كبير ينزاح من على كتفيه.. فيكفيه أن يشعر بدعمها ومؤازرتها له.. ابتسم لها في سعادة بينما توردت وجنتاها بقوة ولم تعرف كيف واتتها الجرأة لتقوم بذلك.. فركضت هاربة إلى غرفتها.. يراقبها والدها بغرابة.. لا يدري تصرفها نابع من رغبة في الاڼتقام أم رغبة للمواجهة مع الجميع..
خلاص يا نصر.. البنت وافقت.. أنا سمعت موافقتها.. خلي أم منى تسمعنا زغروطة..
أجاب نصر بحرج ولكن بحسم أيضا
حسن قالي أنه هينهي ارتباطه مع الآنسة نيرة بكره.. يبقى نأجل الزغاريط لبكره إن شاء الله..
أجابته السيدة روح بتقدير
وده حقك يا بني.. مبروك علينا منى...
أغلق نصر الخط والټفت لحسن قائلا
أجابه حسن
اطمن يا عمي.. منى في عينيا...
تحرك حسن بخطوات واثقة نحو يزيد الذي وقف في أحد الأركان يتابع تحركات ريناد النشيطة وهي تضع آخر لماساتها ليخرج الحفل _الذي أراده حسن وطلب من ريناد مساعدته_ في أروع صورة..
وكان حسن محقا في اختيار ريناد لمساعدته.. فهي اختارت أرقي قاعة في أغلى فنادق المدينة.. وبدأت في إعادة ديكورها حسب ما رأته مناسب.. حيث أخبرها حسن أنه يقيم حفلا مفاجئا لنيرة بمناسبة مرور شهرين على ارتباطهما..
ورغم أنها لا تطيق نيرة نهائيا لكنها لم تستطع مقاومة فكرة أن تكون مسئولة عن الحفل وأن تخرجه في النهاية بصورة أفضل من حفل الخطبة الأصلي الذي تولت نيرة تنظيمه..
طلبت من حسن إطلاق يدها لتفعل ما تشاء وهو لم يعترض لكنه وضع لها أسبوعا واحدا لتنتهي من تجهيز الحفل.. فانطلقت تصل الليل بالنهار لتنتهي قبل الموعد المحدد.. غيرت الستائر وبدلتها بأخرى من الحرير النبيذي اللون.. والذي استخدمته أيضا كمفارش للموائد.. بدلت السجاد.. وألوان الأبواب والنوافذ.. لم تهتم بسخرية يزيد وهو يخبرها..
أنت عارفة أنه القاعة ملك للفندق.. يعني مش أوضة الصالون في بيتنا ولا حاجة..
اختارت نظام الإضاءة والصوت.. تعاقدت مع أشهر دي جي.
ولم يمانع حسن.. فقط أخبرها بطلب واحد
عايز كل أصحاب ومعارف نيرة يكونوا موجودين.. حتى أصحاب أصحابها.. أي حد يعرفها يكون موجود.. آه.. كمان الأغنية اللي هندخل عليها تكون أغنية......................
رغم ذهول ريناد إلا أنها نفذت ما اتفقا عليه وأبدعت ريناد في اخراج حفل من الأحلام.. وهو ما عبر عنه حسن ليزيد
والله برافو عليها ريناد.. الحفلة رائعة..
هز يزيد رأسه باستخفاف وأجاب بكلمة واحدة
بيرفكت..
رمقه حسن بتعجب فحاول يزيد تغيير الموضوع
ما تاخدش في بالك... المهم أنت مظبط أمورك تمام.. اتفقت مع والد منى..
زفر حسن بقوة
ياااه يا يزيد.. أسبوع أهوه وأنا رايح جاي عليه.. بروح له في اليوم يمكن أكتر من خمس مرات.. فهمته كل الوضع.. حتى كشفت له عن مشاعري أنا ومنى.. وهو في قمة العناد.. ورافض تماما ارتباطي بمنى.. امبارح أخدت معايا مازن.. وكمان خليت جدتي تتدخل.. رغم أني كنت عايزها تبقى بره الموضوع.. بس كان لازم آخد موافقة عم نصر قبل الليلة.. مش هينفع أتأخر.. أي فرق في ترتيب التوقيت هيعمل مشاكل..
ربت يزيد على كتفه
ربنا معاك وييسر لك الأمور..
الټفت حسن حوله يتفحص الموجودين ثم سأل يزيد بتعجب
هي عليا ما جاتش ليه.. ولا هي هتيجي مع نيرة..
..
عاد حسن للسؤال وقد وضح غياب ذهن يزيد
يزيد.. هي عليا..
قاطعه يزيد
مش هتيجي... مش ممكن تكون بتظن أن ريناد هتعزمها!!.. وغير كده.. نيرة مش عارفة أنك عامل حفلة.. أنت قلت لها.. مفاجأة وبس..
نظر حسن إلى ساعته وهو يتأفف
أيوه وأهي اتأخرت كالعادة.. أنا عايز انتهي من الموضوع..
ما أن أنتهى من جملته حتى رن هاتفه المحمول.. ليجد رسالة من نيرة تعلمه أنها في بهو الفندق وأنها في انتظاره كما طلب منها..
توجه مباشرة إليها وكل أعصابه متحفزة.. والأدرينالين يضخ في عروقه حتى ينتهي من هذا الفصل بحياته.. وصل إليها ليجدها ترتدي ثوب من تلك الأشياء القصيرة التي تستهويها.. كان من الدانتيل الأسود ومبطن باللون الذهبي_حمد الله بداخله لوجود البطانة_ ولكنه بالطبع كان عاري الصدر والظهر.. لم يكن له أكمام أيضا فأظهر بشړة ذراعيها الوردية.. والتصق الثوب بجسدها كأنه جلد ثان لها فأشعل لونه الأسود خصلاتها الحمراء.. وبدت كشعلة ڼارية متأججة.. وقادرة على اشعال الحرائق بقلوب الجميع..
اقترب منها ليرفع يدها مقبلا إياها
مساء الخير يا نيرة..
ابتسمت له بفتنة وهي تكاد تطير من السعادة لتغيره الملحوظ نحوها
مساء النور يا حبيبي.. هنسهر فين الليلة..
قدم لها ذراعه لتتعلق به وأشار بيده فتحركا معا نحو قاعة الاحتفال.. وعندما وصلا إلى مدخل القاعة صدح صوت ال دي. جي. بأغنية عمرو دياب..وهي عاملة ايه دلوقت..
تجمدت نيرة
متابعة القراءة