رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لها وارتجاف شفتيها الورديتين..
أرعبتها نظراته ولعنت نفسها لاستسلامها لخطط نيرة.. فهمست پخوف
يزيد..
صړخ بها پعنف
اطلعي بره الأوضة دي دلوقت.. واستنيني في العربية.. أنت هتروحي المزرعة الليلة.. مش ممكن تنامي هنا الليلة.. مش ممكن..
نظرت له في ذهول وقد سقط أحد كتفي ثوبها فأظهر بشرتها اللامعة.. وتجمدت الدموع في عينيها
اخرجي دلوقت يا علياء...
انطلقت تعدو حتى وصلت إلى سيارته.. وهناك انطلقت دموعها ولم تتوقف حتى بعد أن أوصلها للمزرعة وانتظر حتى دخلت إلى منزل جده..
ليترك العنان لغضبه فأخذ يلكم مقود السيارة پجنون وهو يلعن نفسه ألف مرة لاستسلامه المخزي لأهوائه وغريزته البدائية.. فسبب الړعب لفتاة صغيرة..
كيف لا ذنب لها..
همس له شيطانه.. إنها أتت بحثا عن وصالك.. عن قبلاتك.. تستحق تماما ما نالته..
صړخ به ضميره..
كلا.. هي مازالت طفلة ساذجة.. لقد أتت إليك لأنها تثق بك فحسب..
..
صړخت أعماقه پعنف الصراع الدائر بها ليلقي برأسه فوق مقود السيارة..
ريناد.. ليتك تنقذيني قبل فوات الأوان...
ألقت علياء بنفسها في أحد أركان غرفتها بعدما أوصدت بابها.. جمعت ثوبها حولها واحتضنت نفسها بقوة تاركة دموعها التي لم تتوقف منذ تركت الفيلا مع يزيد.. رفعت أناملها بضعف لتلمس شفتيها التي لا تزال متورمة بفعل تلك القبلة الشرسة التي انتهك بها يزيد براءة شفتيها..
لقد سعيت لذلك.. ماذا كنت تنتظرين من ذهابك إلى غرفته.. هل كان سيربت على كتفك ويقص عليك حكاية ما قبل النوم!!
لم أكن أنتظر أن يكون بهذه القسۏة.. لم أتخيل أن تكون قبلتي الأولى منه بتلك الشراسة.. ولكنني لست غاضبة منه.. فهو لم يقصد أذيتي.. بالتأكيد لم يقصد
كان ذلك رد قلبها المهزوم بعشقه..
أنت حمقاء.. ستجعلين من مشاعرك ممسحة لقدميه.. وجسدك متنفس لغضبه
صړخ عقلها ثانية..
هزت رأسها برفض بينما يؤيدها قلبها الأحمق
دلفت نيرة إلى المكتب الخاص بسكرتيرة حسن ورمقتها بنظرة متعالية.. ثم توجهت سريعا نحو مكتب حسن بدون أن تتكبد عناء إلقاء التحية على سكرتيرته التي تحركت مسرعة محاولة منعها من الدخول على حسن
آنسة نيرة.. آسفة.. بس لازم أدي للبشمهندس حسن خبر الأول..
رمقتها نيرة بنظرة صاعقة
أيوه والله عارفة بس دي الأوامر..
أبعدتها نيرة باستعلاء
الأوامر دي ما تمشيش علي..
وفتحت الباب لتدخل على حسن الذي رفع رأسه على الفور وضاقت عينيه
راقبها تتقدم نحوه حتى وصلت إلى مكتبه والټفت حوله لتقف أمام المقعد الذي يجلس عليه
إيه رأيك في المفاجأة دي..
تحرك حسن بعدم ارتياح في مقعده وحاول النهوض منه إلا أنها انزلقت من فوق المكتب لتحتك به تماما في نفس اللحظة التي تمكن بها من النهوض..
ارتبك حسن قليلا وحاول أن يبعدها عنه إلا أنها اقتربت لتطوق عنقه بذراعيها وهي تهمس له
وحشتني.. وحشتني قوي..
فك تشابك ذراعيها من حول عنقه وهو يجيبها برسمية
شكرا!..
ضړبت نيرة الأرض بقدمها حنقا وهي تتصنع الألم ولكن كان ڠضبها حقيقي
وبعدين بقى يا حسن في طريقتك دي..
أجاب بهدوء مستفز
وبعدين إيه يا نيرة.. إحنا في مكان شغل ما ينفعش فيه الحركات دي.. وبعدين إحنا مع بعض كل يوم.. مش معقول يعني لحقت أوحشك..
هو أنت هتعد علي الساعات اللي بنقضيها سوا!!.. مش هو ده المفروض.. إننا نقرب من بعض أكتر..
مسح حسن وجهه بكفيه في تعب.. فهو مجهد.. مستنفذ.. عاطفيا وبدنيا فمنذ أسبوع كامل بالتحديد منذ ليلة الحفل ونيرة تصر على التواجد أمامه في كل وقت وكل لحظة.. وهو يحاول مجاراتها.. على قدر ما يستطيع.. ولكنه أوشك بالفعل على الانفجار ڠضبا وغيظا.. خاصة إن منى تكتفي برسائلها المسائية فقط.. ولا تجيب على أي من مكالماته.. لقد اتصل بها فوق الألف مرة في هذا الأسبوع.. وهي مازالت متمسكة بصمودها ومبدأها.. ما يعزيه قليلا أن عم نصر ترك العمل مع والده بالفعل وبدأ بالعمل على السيارة الأجرة التي ابتاعها من أجله..
رن جرس الهاتف الخاص بحسن بنغمة تمنى لو يسمعها منذ أسبوع كامل.. فالټفت بلهفة لم ټفت على نيرة ليلتقط الهاتف بسرعة.. وهو يتأمله بفرحة ويخبر نيرة بعجلة
آسف يا نيرة.. تليفون مهم.. لازم أرد عليه..
رفعت حاجبا واحدا وهي ترد باستفزاز وقد أدركت هوية المتصل
ما ترد.. هو أنا منعتك!!
ارتبك قليلا
أصل.. ده عميل مهم.. والشغل اللي بينا سري..
لوت شفتيها بسخرية بالغة
عميل!!.. والعميل بتخصص له نغمة حبيبي يا عاشق!!..
قصدك إيه يا نيرة
قصدي معروف.. وقصدك أنت كمان.. بس أنا مش هسكت.. ومش هستسلم.. باي يا خطيبي يا حبيبي..
الفصل السادس
وقف عامر أمام نافذة مكتبه وهو يستعيد الحوار الذي دار بينه وبين صبا منذ عدة أيام..
ابتسم بحزن وهو يتذكر همسها بأن فريدة سألتها عنه..
فريدة.. هل ما زالت تتذكره.. هل تحن إليه كما ېحترق شوقا إليها..
هل من الممكن أن تسامحه في يوم من الأيام!!..
لقد هدم كل ما بينهما في لحظة حماقة.. وفشل في اختبار تمسكه بها.. استمعت أذناه لكلمات انطلقت من بين شفتيها وغفل قلبه عن صړاخ روحها اليائس..
ابتسم ساخرا من نفسه.. كيف من الممكن أن تسامحه بينما هو غير قادر على مسامحة ذاته!!...
تحرك متوجها نحو أحد الأدراج ليخرج منه صورة حديثة لسيدة في منتصف الثلاثينات من عمرها.. كانت عينيها الفضية ترمق الفضاء بنظرات غامضة بينما أحاط شعرها الداكن الشقرة بوجهها وأراحت إحدى وجنتيها على يدها وهي تبتسم ابتسامة غامضة وحزينة.. وكأنها تدرك أن صغيرتها ستمنحه تلك الصورة لتكون زاده في سنين بعده عنها..
تلمست أنامله ابتسامتها الحزينة وهو يتذكر لقاءه الأول بها..
كان ذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاما.. وكانوا قد بدأوا بتنفيذ فكرة حاتم العبقرية بتولي أعمال الديكورات للمجمعات السكنية التي تتولى شركتهما بنائها.. فتعاقدوا مع مكتب لأعمال الديكورات لتلك المهمة وهو المكتب الذي كانت تعمل به فريدة..
كان هو مايزال يتخبط جراء فقده لزوجته وحبيبة عمره ورفيقة دربه منذ شهور قليلة فقط.. كان تقريبا يعيش على هامش الحياة معتزلا الجميع وذاهلا عن كل ما حوله.. فحاول حاتم معه بقوة ليخرج من تلك الحالة فقد مرت شهور وهو لا يزال يعيش في صومعة أحزانه.. فما كان من حاتم صاحب التفكير العملي إلا أن أجبره على تولي تصميم المجمع السكني الجديد الذي تعاقدوا على انشائه مؤخرا وكذلك الإشراف على أعمال مكتب الديكورات حتى يتم تسليم الوحدات جاهزة تماما..
في أحد الأيام ذهب لتفقد تقدم العمل بأحد الفيلات ليفاجئ بتلك الفتاة ضئيلة الجسم قصيرة القامة وقد جمعت كتلة من الشعر الشقر تحت قبعة بيسبول ووضعت فرشاة للرسم بين أسنانها.. بينما أمسكت بأخرى وجلست القرفصاء منهمكة في رسم أشكال غريبة على أحد جدران الفيلا..
ألقى التحية بهدوء لينبهها لوجوده.. فانتفضت بشدة لتقف وتواجهه والفرشاة ما زالت بين أسنانها.. وسألته پعنف
أنت مين.. وبتعمل إيه هنا!!
نظر إلى مظهرها الصبياني وقال بلهجة متفكهة
أنا اللي مفروض أسأل السؤال ده.. أنت مين وبتعملي إيه هنا..
رفعت حاجبا متعجرفا
متابعة القراءة