رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
مشاكلك..
أجابت بخجل
أنا ما كنتش عايزاك تزعل مني..
مد أنامله ليمسح دموعها التي غطت وجنتيها وهو يخبرها بهمس
وأنا مش زعلان منك.. بس آخر مرة تطلبي مساعدة راجل غريب.. مفهوم..
أرادت تخبره أن مازن ليس بالغريب ولكن أنامله التي كانت تتجول على وجنتها بحميمية أوقفت ذهنها عن العمل كالعادة فوجدت نفسها تهمس
أنا رفضت أشوف العرسان اللي عمو عصام كان بيقول عليهم..
كيف تعلم ما بداخله بتلك الطريقة.. كيف شعرت بحاجته للاطمئنان أنها لن تكون ملكا لرجل آخر..
يبدو أن ما عاناه من فوران رغبته بها قد هدأ بعد أن حدد موعدا لزواجه.. فهي معه منذ ما يزيد عن الساعة ولم يحاول لمسها.. حتى لو أحاط كتفيها بذراعه هكذا.. وقربها منه أكثر هكذا.. وأجال أنامله في شعرها هكذا... ورفع وجهها ليقابل وجهه هكذا.. .. ..
..
رنين هاتفه النقال هو ما أنقذهما تلك المرة.. فساعدها لتجلس على الأريكة بينما أسرع هو مبتعدا نحو الحمام الملحق بالغرفة ليضع رأسه تحت الماء البارد وهو يردد بداخله.. أنه يجب أن يبتعد عن علياء للأبد.. لقد كان على وشك تدميرها.. لو تأخر رنين الهاتف لثوان لكان وصل إلى مرحلة اللاعودة.. لن ينفرد بها أبدا بعد الآن.. سيذهب بها إلى المزرعة ويبقيها هناك حتى يقضي على افتتانه بها تماما.. البعد كفيل بالقضاء على ذلك الإنجذاب.. لا يجب عليه رؤيتها أو محادثتها على الأقل حتى يتمم زواجه بريناد..
حاول إجلاء صوته ليقول أي شيء لها لكنه لم يستطع مواجهة عينيها الحائرتين وقد لمعت زرقتهما بشدة..
..
تعالى رنين هاتفه مرة أخرى لينقذها منه قبل يضع أفكاره حيز التنفيذ.. فتناوله ليجد أن المتصل كان مازن.. فرد بهدوء ليخبره أنه قام بايصال علياء إلى المزرعة وسيعود للقائه هو وحسن بعد ساعتين في مطعم النادي..
يلا يا علياء هوصلك المزرعة..
جلس عم نصر على أحد المقاهي الشعبية مع مجموعة من أصدقائه وأهل منطقته.. عندما وجد من يربت على كتفه
مساء الخير يا عم نصر..
رفع نصر عينيه بتوقع ليواجه عيني حسن وبرفقته مازن.. فابتسم لهما محييا
اتفضلوا يا بهوات.. نورتونا والله..
المكان منور بأهله يا عم نصر.. بس أنا كنت عايز أعزم نفسي على كوباية شاي عندك في البيت..
نهض نصر من فوق كرسيه وهو يشير إلى حسن ومازن ليتقدماه ويقول لهما بترحيب
يا ألف أهلا وسهلا.. ده احنا يزيدنا شرف..
تحركوا معا حتى وصلوا إلى منزل نصر... وهنا طلب منه حسن أن يسبقهما حتى لا يدخلا على أهل البيت بدون استئذان.. فشكره نصر ممتنا له ومقدرا تصرفه..
جلس الرجال الثلاث في غرفة الضيوف والتي رغم بساطتها وقدم أثاثها إلا أنها كانت غاية في الدفء والحميمية.. يشعر أنها تشبه منى في بساطتها وأصالتها بنفس الوقت..
منى التي عانت بسببه أقسى معاناة.. وتسببت لها نيرة بإهانة جسيمة تكاد تبلغ مقام الچريمة في نظره.. لا يدري كيف تمالك أعصابه حين قص عليه يزيد ما قامت به نيرة نحو منى.. لولا أن يزيد استطاع تكبيله حرفيا لتوجه من فوره إلى نيرة ليرد لها الإهانة مضاعفة مغامرا بخسارة كل شيء.. ولم تهدئ ثائرته إلا بحضور مازن الذي اقترح عليه أن يذهب لوالد منى ويطلبها رسميا بدلا من الذهاب إلى نيرة وتحطيم الخطة التي أوشكت على بلوغ هدفها..
وهذا ما فعله ويفعله على مدى خمسة أيام كاملة.. يذهب لوالد منى في كل مكان يعلم بتواجده به... ويطلب يد منى للزواج.. ويقابله عم نصر برفض محرج.. فهو يعلم علم اليقين.. رفض حاتم العدوي لهذا الزواج.. وهو لن يزوج ابنته لعائلة لا تريدها فردا منها..
واستمر حسن في الطلب ودأب نصر على الرفض..
حتى اصطحب حسن مازن معه وقرر الذهاب إلى منزل منى.. وبداخله أمل خفي أن تقف بصفه.. وتنفذ وعدها بأن تسانده بكل قوتها وحبها.. يخشى فقط أن يكون لتصرف نيرة الأحمق تأثير عكسي على منى.. وترفض الزواج منه إلى الأبد..
خرج حسن من تأملاته على دخول أمل الشقيقة الصغرى لمنى وهي تحمل صينية معدنية رص فوقها ثلاثة أكواب من الشاي وطبق به عدة قطع من الكيك الشهي..
ابتسم لها مازن بطيبة
تسلم ايديكي يا أمل..
وضعت الصغيرة الصينية وركضت مسرعة في خجل.. بينما الټفت حسن إلى نصر
أنا جاي النهارده يا عمي.. ومش هتحرك قبل ما أقنع حضرتك بالموافقة..
ابتسم نصر بمودة
يا بني.. أنا متأكد أنك شاري بنتي.. وشاري خاطرها.. وإذا كان على اللي حصل لها من الآنسة نيرة..
قاطعه حسن
يا عمي.. أنا ما يهمنيش غير منى.. نيرة كل علاقة لي بها هتنتهي بكره.. وده رسمي وقدام الناس.. لكن أنا بيني وبين ربنا عمري ما فكرت في نيرة أنها شريكة حياتي..
رد نصر باحراج
يا حسن دي حاجة تخصك أنت والآنسة نيرة..
يا عمي.. أرجوك اسمعني.. أنا كل اللي أتمناه من دنيتي.. أن منى تكون مراتي.. أنا عارف وجه اعتراض حضرتك.. وهو عدم موافقة والدي.. بس ده شيء خارج عن إرادتي.. اعتراض بابا بس عشان التجارة والشراكة.. لكن ده كله مش هيتأثر إن شاء الله.. وأنا كفيل بموافقته بعد كده.. بس أرجوك اعطني كلمة بالموافقة..
أطرق نصر في حيرة.. حيرة أب بين الموافقة على شاب يجمع كل ما يطلبه الرجل في زوج ابنته.. وبين ما قد تلاقيه تلك الابنة الرقيقة من تعنت من والد الزوج القاسې..
أكمل حسن وقد استشعر أن نصر بدأ يلين قليلا
أنا مش عايزك تقلق على منى.. منى كرامتها هي كرامتي.. ما حدش هيقدر يدوس لها على طرف وهي مراتي.. أنا كان ممكن انتظر لحد ما أنهي ارتباطي بنيرة نهائي.. لكن اللي حصل منها ناحية منى هو اللي خلاني آجي لحضرتك مرة واتنين..
قاطعه نصر بابتسامة
اتنين بس قول وعشرة وعشرين..
أكمل حسن
ومستعد آجي ألف.. ألفين .. حتى مليون مرة بس منى تكون ليا..
كانت منى تستمع إلى الحوار الدائر بين حسن وأبيها _اللذان يتكلمان بصوت مسموع_ وهي جالسة في غرفة المعيشة.. تتأمل عدد مرات الاتصال والرسائل التي حاول حسن عن طريقها الوصول إليها منذ ذلك اليوم المشئوم الذي أهانتها به نيرة..
وصلها صوت حسن الدافيء وهو يتوسل والدها الموافقة.. وشعرت بميل والدها لذلك ولكن الأصول والعادات
متابعة القراءة