رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تحاول خطڤ عاشقها المتيم...
مازن.. أبعد عن علياء.. ما تدخلهاش في صراع هي ما لهاش فيه..
كانت تلك كلمات يزيد التي وجهها مباشرة إلى مازن فور إن التقى وجهيهما..
أجابه مازن بعجب
صراع!!.. صراع إيه..
بص.. أنت عايز نيرة تغير.. وتفوق من هوسها بحسن.. بس..
قاطعه مازن پغضب
يزيد.. أوعى.. شوف أوعى يجي على بالك للحظة واحدة أني ممكن أعمل أي حاجة عشان ألفت انتباه نيرة.. خطيبة أخويا.. فاهم..
أجابه يزيد بقوة
خطيبة أخوك اللي هو مش عايزها..
حتى لو هو مش عايزها.. لكنها في الأول والآخر شايلة دبلة عليها اسمه.. يعني شايلة اسمه.. ومش أنا اللي أطعن أخويا في ضهره..
أومال ليه الرقصة..
أجابه بسخرية
يمكن عايز حد تاني يفوق!!
صړخ به يزيد
وبعدين معاك بقى في التلميحات دي
وضع مازن يده على كتف يزيد وهو يخبره بهدوء
يزيد.. فكر كويس قوي قبل ما تتسرع في جوازك لمجرد إنك بتهرب أو بتراضي أي حد على حساب نفسك.. دور شوف يكون في مشاعر جواك ناحية عليا.. البنت بتحبك.. أي أعمى ممكن يشوف مشاعرها في عينيها..
قبل أن يرد يزيد بأي كلمة دخل حسن إلى الشرفة ليجدهما يتهماسان معا فصاح بهما في غيظ
أنتوا هنا!!!.. بتعملوا إيه... أنا قاعد لوحدي بقى لي ساعة..
افتعل يزيد ضحكة قصيرة
يعني الحق علينا اللي بنفضي لك الجو مع نيرة هانم..
دفعه حسن في كتفه بغيظ
أيوه.. اتريق اتريق.. ما هو أنا بقيت النكتة بتاعتك اليومين دول.. بس اطمن.. نيرة هانم راحت تصلح مكياجها..
ضحك يزيد وهو يخبره
أيوه.. وريناد كمان.. نفسي أعرف مين اللي كسره لهم..
ضړب حسن كفه بجبهته وهو يتصنع الخۏف
ريناد مع نيرة في مكان واحد.. لازم نستعين بقوات مكافحة الشغب..
ضحك الرجال الثلاثة معا.. وهم يتبادلون المزاح قليلا ثم تحول حوارهم إلى العمل وأحوال السوق وما إلى ذلك.. حتى نظر يزيد إلى ساعته واستأذن من صديقيه لليذهب بحثا عن ريناد.. فأخبره حسن
أنا اتفقت مع نيرة أننا نوصل عليا..
فأشار له يزيد بابهامه علامة الموافقة.. ثم ذهب بحثا عن خطيبته بينما الټفت مازن إلى حسن
عم نصر وافق على العرض..
تنهد حست بارتياح
بجد يا مازن.. الحمد لله.. كده ابقى ارتحت من ناحية عم نصر.. وبعدته عن أذى بابا.. على الأقل مش هيكون مهدد بقطع عيشه..
بس أنت عارف بابا.. وأنت فاكر باقي تهديداته.
أومأ حسن موافقا
ايوه فاكر.. والحل الوحيد إني أتجوز منى بسرعة.. أنا كنت ناوي استناها أما تخلص الكلية السنة دي.. لكن كل ما اتحركت أسرع كل ما كان أفضل.. لأن بأي حال من الأحوال بابا مش هيقدر ينفذ تهديده وهي مراتي.. هيخاف على اسمه..
تفتكر يا حسن
أيوه.. هو أهم حاجة عنده الاسم والسمعة.. لكن ده مش معناه أنه هيسكت.. أكيد هيقلب الدنيا.. بس خلي كل شيء لوقته.. أنا ماشي خطوة بخطوة.. وعندي ثقة كبيرة في ربنا إنه يساعدني..
ربت مازن على كتفه
ربنا معاك يا حسن..
دلف يزيد إلى غرفته وأغلق الباب خلفه وهو يزفر بحنق.. لا يدري ماذا أصابه.. ولا يستطيع وصف مشاعره.. إنه غاضب..
كلا.. بل أنه محبط..
كلا.. كلا..
إنه غاضب لأنه محبط..
بل غاضب لأنه غير قادر على إيجاد سبب وجيه لإحباطه ذاك..
وذلك يشعره پاختناق شديد..
خلع سترته پغضب واتبعها بربطة عنقه.. وفتح عدة أزرار من قميصه ولكن شعوره بالاختناق لم يقل.. فاتجه نحو النافذة ليفتحها على مصرعيها ويأخذ نفس عميق.. ليطلقه بعد ذلك بزفير ساخن.. 
ابتسم ابتسامة بلا معنى وهو يتذكر إيصاله لريناد إلى منزلها منذ قليل..
لقد توقف بالسيارة أمام الباب الداخلي للفيلا.. وأوقف السيارة ليسمعها تلقي عليه تحيتها المعتادة.. وانتظر خروجها من السيارة ولكنها ظلت جالسة بجواره ترمقه بنظرات طويلة.. ثم سألته أخيرا
مالك يا يزيد أنت زعلان مني.
هز رأسه نفيا
لا طبعا.. هزعل ليه..
عشان موضوع تأجيل جوازنا.. وعشان تغييري المستمر في ديكور البيت.. والله أنا نفسي أكون معاك.. بس مش بقدر أسيطر على إحساسي أنه كل حاجة لازم تكون مثالية زي ما تخيلتها بالظبط.. أرجوك يا يزيد.. حاول تفهمني..
أطرق يزيد برأسه ولم يجب عليها.. إنه مدرك لذلك الهوس الشديد الذي تعاني منه حول فكرة المثالية والكمال في كل شيء.. ولكنه بحاجة إليها.. يريدها إلى جواره.. يحتاج حبها أن ينزع من تفكيره أي خيال عن فراشة الحفل.. نعم.. لقد سمع اللقب الذي أطلقه عليها جمهور الحفل الليلة.. كم يناسبها لقب الفراشة.. فهي ناعمة رقيقة.. سريعة العطب مثل الفراشة بالضبط..
سمع ريناد تناديه بدلال
يزيد.. زيزو.. رد علي..
الټفت لها ليجيبها برقة
أيوه.. يا ريناد.. أنا فاهم كويس ومقدر والله.. بس عايزك جنبي..
شعر بأصابع ريناد الرفيعة وهي تتلمس كم بذلته وهي تهمس له
طيب ما أنا كمان عايزاك جنبي..
ازداد إحساسه بالاختناق فخلع قميصه ليرميه بعيدا.. ودخل إلى الحمام حيث ألقى برأسه تحت الماء البارد حتى يهدأ من فوران أفكاره..
شعرت عليا بارتجاف كل خلية بجسدها.. دقات قلبها تدوي كطبول الحړب.. أنفاسها تتسارع وكأنها تعدو هاربة من خطړ داهم.. وأخذت تلوم نفسها وتعنفها ألف مرة على تهورها الخطړ فهي لا تعلم ماذا دهاها لتستمع لنصيحة نيرة...
اضربي الحديد وهو سخن.. ده عينه كانت هتطلع عليك الليلة
ونفذت علياء النصيحة بحذافيرها فلم تخلع ثوبها بعد عودتها من الحفل وظلت ساهرة بانتظار عودة يزيد بعدما قام بايصال ريناد.. وتوجهت إلى غرفته وطرقت الباب بخفة ثم فتحته ودخلت بسرعة قبل أن يلمحها أي من سكان المنزل...
خرج يزيد من الحمام ليفاجئ بعلياء في غرفته فهتف بها في ڠضب
أنت بتعملي ايه هنا..
ما أن لمحته علياء حتى هربت منها الكلمات.. ولم تعرف أين تذهب بنظرها أو ماذا تخبره.. فبدأت تتلعثم بكلماتها
أنا.. أنا.. أصل...
جذبها من مرفقها بقوة وهو يصيح بها
أصل إيه وفصل إيه!!.. إيه اللي جايبك أوضتي في الوقت المتأخر دا يا علياء
رفعت قبضتها تضغطها بين أسنانها وهي تحاول التحكم في رجفتها.. واسترجاع كلمات نيرة بأن تحاول استمالته والاقتراب منه بل وملامسته إن أمكن..
حاولت تحريك يدها فشهقت بقوة.. وأدركت أنها أضعف من أن تبدأ بالمحاولة فلم تستطع سوى التفوه ببضعة كلمات تافهة
أنت.. أنت ما قولتليش رأيك إيه في فستاني
ترك مرفقها وهو يزفر پغضب ويصيح بها
أنت بتهزري!!.. جاية أوضتي وش الفجر عشان تسأليني على فستانك.. أنت ناوية على إيه.. مش كفاية عرض الليلة مع مازن!!
سألته بتردد
أنت شوفت الرقصة.. عجبتك..
أمسكها من ذراعيها وهو يهزها بشدة
عايزة إيه يا علياء.. أنت هنا ليه..
استمر في هزها بقوة مما دفع الدموع للتقافز من بين أجفانها فبدأت تفتحها وتغلقها بسرعة.. وارتعشت شفتيها بشدة فعضت عليها پخوف..
تسارعت وتيرة أنفاسها فازداد ارتفاع وانخفاض صدرها... وتناثر شعرها على كتفيها ووجها وصدرها.. شهقت پعنف تحاول التقاط أنفاسها.. ولكن يزيد استمر في هزه لها وكأنه يريد التنفيس عن غضبه وإحباطه..
رفرفت برموشها محاولة إبعاد خصلاتها من على عينيها لتفاجئ بعينيه تبرقان بنظرات أرعبتها.. وهو يتأمل مظهرها وقد تناثر شعرها وبرقت عيناها بفعل ترقرق الدموع بهما واحمرار وجهها نتيجة هزه الشديد
تم نسخ الرابط